تعرف على الحكمة من سكتات النبي في الصلاة الجهرية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن الحكمة من سكتات النبي في الصلاة الجهرية فأجابت دار الافتاء وقالت من آداب الصلاة؛ يندب للمصلي أن يسكت في الصلاة أربع سكتات:
الأولى: بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، وهي مستحبة لكل مُصلٍّ عند من يقول بدعاء الاستفتاح، وهي ليست سكتةً حقيقية، بل المراد عدم الجهر بشيء من الذكر؛ لاشتغاله بدعاء الاستفتاح؛ فقد رُوِي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه آله وسلم إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بِيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ أَخْبِرْنِي مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَالثَّوْبِ الْأَبْيَضِ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَد».
وشُرِعَت هذا السكتة؛ ليتسنى للمأمومين تأدية النية والتكبير ويتفرغوا لسماع القراءة.
السكتة الثانية: سكتة بين "ولا الضالين" و"آمين"؛ ليتسنى للمأموم موافقة الإمام في التأمين؛ لقول سمرة بن جندب رضي الله عنه: "حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سكتتين: سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7]" أخرجه أحمد وأبو داود. انظر "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني" (3/ 175، ط. دار إحياء التراث العربي).
الثالثة: السكتة بين الفاتحة والسورة، وهي مستحبة للإمام عند الشافعية والحنابلة؛ ليقرأ المأموم فيها الفاتحة، ويشتغل الإمام بالذكر والدعاء، ومكروهة عند الحنفية ومالك؛ لعدم ما يدل على مشروعيتها.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) وذلك هو النداء، ينادي بالدعاء إلى صلاة الجمعة عند قعود الإمام على المنبر للخطبة ؛ ومعنى الكلام: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) يقول: فامضوا إلى ذكر الله، واعملوا له؛ وأصل السعي في هذا الموضع العمل، وقد ذكرنا الشواهد على ذلك فيما مضى قبل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن شُرحبيل بن مسلم الخَوْلانّي، في قول الله: ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) قال: فاسعوا في العمل، وليس السعي في المشي.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) والسعي يا ابن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضيّ إليها.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أَبي عديّ، عن شعبة، قال: أخبرني مغيرة، عن إبراهيم أنه قيل لعمر رضي الله عنه: إن أبيًّا يقرؤها( فَاسْعَوْا ) قال: أما إنه أقرؤنا وأعلمنا بالمنسوخ وإنما هي فامضوا.
حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري ، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: ما سمعت عمر يقرؤها قطّ إلا فامضوا.
حدثنا أبو كُرَيْب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا حنظلة، عن سالم بن عبد الله، قال: كان عمر رضي الله عنه يقرؤها: ( فَامْضُوا إلَى ذِكْرِ اللهِ ).
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن حنظلة، عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأها: فامضوا.
حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا حنظلة بن أَبي سفيان الجمحّي، أنه سمع سالم بن عبد الله يحدّث عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب يقرأ ( إذَا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ).
قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله قال: لقد توفى الله عمر رضي الله عنه، وما يقرأ هذه الآية التي ذكر الله فيها الجمعة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) إلا فامضوا إلى ذكر الله.
حدثني أَبو السائب، قال: ثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عبد الله يقرؤها " فامضوا إلى ذكر الله " ويقول: لو قرأتها فاسعوا ، لسعيت حتى يسقط ردائي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رضی الله عنه ذ ا ن ود ی ف اس ع و ا ذکر الله ثنا ابن ر الله
إقرأ أيضاً:
داعية إسلامي: سيدنا النبي كان لا يذم أحدا أبد (فيديو)
شرح الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، حديث سيّدنا الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، الذي سأل خاله هند بن أبي هالة، وكان وصافاً، عن حلية النبي ﷺ وكيفية وصفه، حيث قال سيّدنا الحسن: «سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافاً عن حلية النبي ﷺ وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به»، فقال خاله: «كان رسول الله ﷺ يترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلاّ فيما رجا ثوابه».
وأوضح الشيخ أحمد الطلحي خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن هذه الصفات التي وصفها سيدنا الحسن تعكس سمة أخلاقية عالية لرسول الله ﷺ وتعلمنا كيف نتحلى بالفضيلة في تعاملاتنا اليومية.
وقال الطلحي: «رسول الله ﷺ كان قدوة في التعامل مع الناس، فلم يكن يذم أحدًا، بل كان يُحسن التعامل مع الجميع دون أن يتكلم عنهم بما يسيء إليهم، سواء كان ذلك في حضورهم أو في غيبتهم، لم يكن يواجه أحدًا بما يسوئه، ولا يتناول عيوب الناس».
وأضاف: «أما عن عدم تعيير النبي ﷺ للآخرين، فهذا يعني أنه لم يكن يعير أحدًا بسبب ما اختاروه من صفات ظاهرة، كطولهم أو قصرهم أو لون بشرتهم أو حتى نسبهم، فقد كان ﷺ يعلمنا كيف نبتعد عن عيوب الناس في حديثنا وأفعالنا ونحترم مشاعرهم، فلا نسيء إليهم في حضرهم أو غيبتهم».
وتابع: «أما عن وصف النبي ﷺ بأنه كان لا يطلب عورة أحد، فالمقصود بالعورة هنا هو كل ما يستحي منه الشخص ويرغب في ستره.. رسول الله ﷺ كان يحرص على ستر ما يود الناس إخفاءه عن الآخرين، وهو بذلك كان يُعلّمنا كيف نحترم خصوصيات الآخرين ولا نتطفل على حياتهم الخاصة».
وفي ختام حديثه، قال: «وأما قول النبي ﷺ إنه لا يتكلم إلاّ فيما رجا ثوابه، فهذا يعني أنه كان لا يتحدث إلا في الأمور التي ترضي الله تعالى والتي تأخذنا نحو ما يُحب ويرضى، كان ﷺ يُكرّس حديثه في ذكر الله، وفي تعليم القرآن والسنة، ليكون كل ما يقال في حياته عليه الصلاة والسلام سببًا للثواب والبركة».
ودعا الشيخ الطلحي في نهاية حديثه جميع المسلمين قائلاً: «فيا أيها المشتاقون إلى نور جماله ﷺ، صلوا عليه وسلموا تسليمًا، فإن في ذلك فضلًا عظيمًا وبه تهتدي قلوبنا".
وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قد أطلقت قناة الناس في شكلها الجديد، باستعراض مجموعة برامجها وخريطة الجديدة التي تبث على شاشتها خلال 2023.
وتبث قناة الناس عبر تردد 12054رأسي، عدة برامج للمرأة والطفل وبرامج دينية وشبابية وثقافية وتغطي كل مجالات الحياة.