البوابة نيوز:
2025-02-17@04:35:55 GMT

أمريكا تراهن على الذكاء الاصطناعي لمواجهة الصين

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

تُرجم التقدم التقني إلى براعة عسكرية، واكتسبت الدول التي تدمج التقنيات الجديدة بسرعة وفعالية أكبر فـي جيوشها، ميزة كبيرة على خصومها والأمر نفسه ينطبق على الذكاء الاصطناعي، وتخوض الولايات المتحدة والصين حاليًا منافسة على التفوق في هذا التحول التقني، والتي تشكل هذه المنافسة المشهد العالمي مُستقبلًا.

وقــال شـايـان حسن جـامـي، المحلل في أبحاث مجال التقنيات الناشئة في مقال بموقع "ناشيونال إنترست:" أن الصين قد لا تقر بهذه المنافسة التقنية، لكن الولايات المتحدة تؤمن بها إيمانًا راسخًا، وتجلّى ذلك في كلمة نائبة وزير الدفاع الأمريكي كاثلين هيكس فـي  28 أغسطس الـمـاضـي، التي تعد رؤية ثاقبة لقيمة التفكير الاستراتيجي للجيش الأمـريـكـي فـي الصين، والأنظمة المستقلة، والابتكار التقني.

وأشارت هيكس في خطابها إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تهدف إلـى أن يكون لها «جيش قائم على البيانات ومدعوم بالذكاء الاصطناعي».

وأعلنت "مبادرة المسيرات المُستنسخة" التي وصفتها بالمبادرة الـجـديـدة لـ وزارة الدفاع الساعية إلى تطوير "أسراب مسيرة جوية أو برية أو بحرية منخفضة التكلفة، وبوسعها الإحاطة بالعدو.

ووصفت هذه المبادرة بـ"الرهان الكبير" الـــذي يمكن أن يتصدى لأهــم ميـزة لدى الصين، أي جلب أعداد ضخمة من المنصات والجنود إلى ساحة المعركة.

وقالت هيكس إن الهدف المباشر لمبادرة "الـمـسـيـرات المُستنسخة" هـو أن يتمكن الجيش الأمريكي من نشر أنظمة مستقلة قابلة للاستعمال بأعداد تصل إلى الآلاف في بيئات متعددة خلال18 أو 24 شهرًا.

وأوضح الكاتب أن حجم هـذه الأنظمة المُستقلة هائل ويسري على بيئات متعددة، وبما أن الولايات المتحدة حاليًا هي المركز التقني للعالم، فإن الاستخدام واسع النطاق للأنظمة المُستقلة من الجيش الأمريكي مـن الأرجــح أن يجبر الــدول الأخــرى على تبنيها حفاظًا على التكافؤ الاستراتيجي.

والأرجــــح أن تنتشر الأنـظـمـة المُستقلة لتشمل حلفاء الولايات المتحدة، وشركائها الاستراتيجيين.

والأهم هو الجدول الزمني المُعلن، وهو أمر مثير للقلق نوعًا ما، في رأي الكاتب، خــاصــةً أن قـضـايـا الــذكــاء الاصـطـنـاعـي وتنظيمه اكتسبت زخمًا أخـيـرًا. ورغـم أن الولايات المتحدة تزعم أنها تتبع نهجًا "مسئولًا وأخلاقيًا" في الذكاء الاصطناعي في مبادرة "المسيرات المُستنسخة،" فإن الجدول الزمني المحدد يجعل من الصعب تصديق تلك المزاعم.

ومـع ذلـك، من المهم أيضًا ملاحظة أن الجيش الأمريكي انكب على الأرجح على هذه المبادرة منذ فترة، لذلك ستكون لديه قواعد محددة للحد من مخاطر دمج الذكاء الاصطناعي في الجيش.

وحتى لو كانت الولايات المتحدة تخطط لهذه المبادرة منذ سنوات، فإنها تشعر الآن بالثقة الكافية لإعلانها وتنفيذها، وكانت أوكرانيا مـيـدان اخـتـبـار لـلـطـائـرات دون طيار، والأنظمة المُستقلة التي أثبتت قوتها بوضوح، وتنشر روسيا وأوكرانيا بانتظام طائرات دون طيار في العمليات العسكرية.

ويُقدر المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن أوكرانيا تفقد  10آلاف طائرة منها شهريًا، وهـــذه الــطــائــرات مـفـيـدة لـلاسـتـخـبـارات، والــمــراقــبــة، والاســتــطــلاع والاســتــهــداف المباشر للبنية التحتية العسكرية والمدنية للخصم.

فضلًا عـن ذلــك، ذكــرت هيكس الصين بوصفها الهدف الوحيد لمبادرة "المسيرات المُستنسخة،" وأضافت "يجب أن نضمن أن تستيقظ قيادة دولة الصين الشعبية كل يوم، وتحسب حساب مخاطر عدوانها، وتَخلُص إلى أن اليوم ليس اليوم المنشود وليس اليوم فقط، وإنما كل يوم من الآن إلى  2049 وما بعده."

وذكرت أيضًا أن "الأنظمة المستقلّة القابلة للاستعمال في جميع المجالات ستساعدنا على التغلب على التحدي المتمثل في أنظمة منع الوصول وحجب المناطق."

طموح الصين ومستقبل الحرب من ناحية أخـرى؛ رغم أن الصين تطمح إلــى أن تصبح رائـــدة عالميًا فـي الـذكـاء الاصطناعي بحلول، 2030 فإنها تعمدت
حـتـى الآن الــســريــة فـــي دمـجـهـا لـلـذكـاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية، غير أن ذلك لم يمنع الولايات المتحدة من النظر إلى التقدم الصيني في الذكاء الاصطناعي على أنه تحدٍ كبير لقيادتها العالمية.

ويرى الكاتب أن مستقبل الحرب سيكون قـائـمـًا عـلـى الـبـيـانـات ومُــفــعــلًا بـالـذكـاء الاصـطـنـاعـي، مـشـيـرًا إلـــى ضـرورة فهم المخاطر المحتملة لدمج الذكاء الاصطناعي في النظم العسكرية في المستقبل.

وبالنظر إلى الوتيرة السريعة للتقدم في تقنية الذكاء الاصطناعي وأهمية تطبيقاته العسكرية لدى الدول الكبرى، يقول الكاتب إن دمــج الــذكــاء الاصـطـنـاعـي فـي جيوش الدول الكبرى مسألة وقت، ومن المرجح أن يحارب المقاتلون في ساحات المعارك جنبًا إلى جنب مع الكثير من الأنظمة المستقلة.

ورغــم أن تلك الأنظمة قد تبدو وسيلة أكثر فعالية للقتال عند البعض، فإن خطر التصعيد مـن تلك الأنظمة المستقلة قد يكون أكبر من اللازم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أمريكا الذكاء الاصطناعي الصين التحول التقني الولايات المتحدة الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی الاصطناعی فی الأنظمة الم

إقرأ أيضاً:

ماذا كشفت قمة باريس بشأن التحول العالمي في الذكاء الاصطناعي؟

نشرت صحيفة "إيكونوميم" التركية مقال رأي للكاتب أوصال شاهباز بين فيه تغير منهج أوروبا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، حيث كانت القمة الأخيرة التي عقدت في باريس تحت عنوان "قمة الذكاء الاصطناعي والفرص"، في حين أن القمة التي سبقتها في لندن كانت تحت عنوان "قمة الذكاء الاصطناعي والأمن"، إذ أن هذا التحول في الاسم من "الأمن" إلى "الفرص" يعكس التفاعل القائم بين السياسة والتكنولوجيا.

وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول تحويل اجتماع باريس إلى فعالية تسويقية تظهر قيادة فرنسا في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا. وفي هذا السياق، أعلن رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، قبل يوم واحد من القمة، عن استثمار يتراوح بين 30 إلى 50 مليار يورو لإنشاء مركز بيانات في فرنسا بقدرة 1 غيغاوات.

وأضاف الكاتب أن شركة "ميسترال" الفرنسية للذكاء الاصطناعي كانت حاضرة في كل مكان خلال القمة. كما أن هذه القمة، التي شهدت مشاركة جهات غير حكومية مثل الشركات ومنظمات المجتمع المدني إلى جانب الوفود الرسمية، أُقيمت لأول مرة بتنسيق "متعدد الأطراف".

ويرى الكاتب أنه من الصعب القول إن ماكرون كتب قصة نجاح في باريس. ففي قمة لندن، تم التركيز على مخاطر الأمان في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بينما حددت قمة سيئول خارطة طريق لتعزيز كفاءة كل دولة في هذه المجالات. أما في باريس، فقد فقدت هذه العناوين أولويتها.

وعلى الرغم من ذلك، لم توقع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على البيان الختامي الذي وقعه الصينيون والأوروبيون. ويبدو أن تغيير ماكرون لاسم القمة من "الأمن" إلى "الفرص" بعد استشعاره للجو العام، لم يكن كافيًا لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أما بريطانيا، فقد امتنعت عن التوقيع لأن البيان لم يتضمن خطوات ملموسة كافية.



وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن الاتحاد الأوروبي يعيق الشركات الصغيرة من خلال قوانين مثل قانون الخدمات الرقمية وقانون حماية البيانات العامة. فقد أكد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الذي مثل بلاده في القمة، أن الإفراط في تنظيم الذكاء الاصطناعي قد يضر أكثر مما ينفع، مضيفًا أن الدولة لا يجب أن تمنع البالغين من الوصول إلى الأفكار التي تراها "معلومات مضللة". مما أثار رد فعل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي بدا عليها الذهول عند سماع تصريحاته.

وأكد الكاتب أن لكل دولة رؤيتها الخاصة بشأن الذكاء الاصطناعي. فالصين، مثلًا، تركز على الرقابة الحكومية وتطوير خوارزميات "وطنية" تتماشى مع قيم الحزب الشيوعي، لكنها تفعل ذلك بذكاء ووفق احتياجاتها. أما الاتحاد الأوروبي، فهو يتبع نهج "السلامة أولًا، ثم الابتكار" عبر قانون الذكاء الاصطناعي، الذي يصنف الأنظمة إلى أربع فئات من المخاطر، ويمنع تقنيات مثل التعرف على الوجوه في الأماكن العامة، بينما يفرض تدقيقًا صارمًا على الذكاء الاصطناعي المستخدم في التوظيف، والقضاء، والصحة، والتعليم.

وأثار ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض، قلقًا في بروكسل بشأن كيفية تطبيق القانون الجديد، لدرجة أن بعض التشريعات المتعلقة بحماية المستهلك من أخطار الذكاء الاصطناعي قد جُمّدت.



ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة لم تكن تتدخل كثيرًا في تنظيم الذكاء الاصطناعي، ومع عودة ترامب إلى الحكم، أُلغيت قرارات بايدن المتعلقة بتنظيم هذا المجال، مما ترك الساحة مفتوحة تمامًا. ثم أعلن ترامب عن مشروع "ستار جيت"، وهو استثمار بقيمة 500 مليار دولار مع شركة اوبن إيه آي لإنشاء مراكز بيانات، محوّلًا قضية الذكاء الاصطناعي إلى مشروع عقاري ضخم.

وأكد الكاتب أن هذا التوجه لا يقتصر على أمريكا، إذ أعلنت الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا عن بدء استخدام الذكاء الاصطناعي في إصدار الأحكام القضائية، وهو أمر يُعد "عالي الخطورة" وفقًا للتشريعات الأوروبية. وهنا يطرح السؤال نفسه: أيهما تفضل؟ حكمًا فوريًا تصدره خوارزمية، أم انتظار القضاء البشري لخمس سنوات؟

ويخلص الكاتب إلى أن الحوكمة العالمية للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تمر بتحول جذري، حيث يتراجع الخطاب المثالي حول التعاون الدولي، ليحل محله نهج أكثر واقعية وتوجه نحو الانقسام بدلًا من الوحدة.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تستعد لمواجهة التهديدات الصينية عبر شبكة أقمار صناعية بالذكاء الاصطناعي
  • ماذا كشفت قمة باريس بشأن التحول العالمي في الذكاء الاصطناعي؟
  • أمر تنفيذي من ترامب للتغلب على الصين بمجال الذكاء الاصطناعي
  • ترامب يقيل آلاف الموظفين ويسعى للتفوق على الصين في الذكاء الاصطناعي
  • واشنطن: التدريبات العسكرية مع الفلبين "دفاعية فقط"
  • كوريا الشمالية: على أمريكا التخلي عن تهديداتها العسكرية
  • كوريا الشمالية تدعو أمريكا إلى التخلي عن تهديداتها العسكرية
  • كوريا الشمالية: على الولايات المتحدة التخلي عن التهديدات العسكرية لحماية أراضيها
  • الولايات المتحدة تحذر: مناورات الصين حول تايوان قد تخفي هجومًا وشيكًا
  • الصين تدعو الولايات المتحدة لخفض نفقاتها العسكرية