بعد مغادرته النيجر.. السفير الفرنسي يروي تجربته الصعبة
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
عبّر السفير الفرنسي لدى النيجر سيلفان إيتيه الذي طرده مدبرو انقلاب 26 يوليو من البلاد، الخميس عن "تعبه" بعد شهرين من "التوتر الشديد" وأسابيع من العزلة داخل مقر سفارته في نيامي، مؤكدا أن ما حصل كان هدفه محاولة "كسره".
ووصف الدبلوماسي الذي عاد إلى فرنسا الأربعاء، عبر محطة "تي إف 1"، الانقلاب بأنه "فوضى كبيرة لا يوجد فيها سوى الخاسرين".
وقال إيتيه إن "هذا الانقلاب هو أولا وقبل كل شيء قضية نيجرية داخلية بين رئيس قرر محاربة الفساد وعدد من الجنرالات الذين لا يريدون لهذه المعركة ضد الفساد أن تبلغ نهايتها".
وبموجب قرار طرد أصدره الجيش الحاكم في نهاية أغسطس، كان الدبلوماسي الفرنسي سيُطرد فورا من البلاد ما إن يغادر مقر سفارته.
وقررت فرنسا في بادئ الأمر عدم الامتثال لأمر الطرد هذا، قائلة إنها لا تعترف سوى بالحكومة الشرعية بقيادة الرئيس محمد بازوم الذي أطاحه الانقلاب.
لكنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر الأحد الماضي إعلان إعادة سفيره إلى فرنسا ومغادرة 1500 جندي فرنسي منتشرين في النيجر بحلول نهاية العام.
وكشف إيتيه أن الشركات النيجرية التي تزود السفارة بالإمدادات قد "تمّ ثنيها لا بل تهديدها" من جانب السلطة الجديدة، وانتهى بها الأمر بالتوقف عن تأدية واجبها، مضيفا: "واضح جدا أن الهدف كان جعلي أنكسر وبالتالي إخراجي"، معبّرا عن شعوره بـ"التعب بعد شهرين من التوتر الشديد"، لكنه أكد أنه "لا يزال مستعدا لمواصلة" مهمته.
واستولى المجلس العسكري في يوليو على السلطة في انقلاب بالنيجر، وأمر السفير إيتيه بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة في نهاية أغسطس، ردا على ما قال إنها تحركات من فرنسا "تتعارض مع مصالح النيجر".
ورفضت فرنسا الاعتراف بالنظام الجديد في النيجر واتهمه ماكرون باحتجاز السفير رهينة.
وألغى الجيش الذي استولى على السلطة في نيامي اتفاقات التعاون العسكري وكذلك الحصانة الدبلوماسية للسفير.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات فرنسا الفساد محمد بازوم إيمانويل ماكرون النيجر نيامي النيجر فرنسا فرنسا الفساد محمد بازوم إيمانويل ماكرون النيجر نيامي أخبار العالم
إقرأ أيضاً:
بعد غربة لعقود.. الفنان السوري يحيى حوى يروي لـ”عربي21” قصة عودته إلى دمشق (شاهد)
شدد الفنان السوري يحيى حوى، على ضرورة إعادة بناء الإنسان السوري، الذي تعرض للظلم على مدى عقود، قبل البدء بإعادة بناء البنيان بعد سقوط النظام.
وأشار حوى في لقاء خاص مع "عربي21" في العاصمة السورية، إلى أنه يزور دمشق لأول مرة بعد خروجه من البلاد قبل أكثر من 40 عاما، معربا عن سعادته بالغناء في ساحة الأمويين خلال مهرجان الاحتفال بسقوط النظام الجمعة الماضي.
وتاليا نص الحوار مع يحيى حوى كاملا:
أنت في دمشق الآن بعد عقود طويلة من الغياب.. ما هو شعورك الآن؟
ممكن أن نعتبر أن هذه الزيارة هي الزيارة الأولى إلى دمشق لأني خرجت من سوريا عندما كان عمري 5 سنوات، بعد استشهاد والدي رحمه الله. طبعا الشعور في القدوم إلى بلدك بعد قصص تسمعها من أقاربك وأصدقائك عن سوريا في حين أنت محروم من زيارتها هو شعور قاس جدا.
مقابل هذا الشعور والحرمان على مدى 40 عاما، فقد تفجرت كل المشاعر والعواطف أمام هذه البلد الذي تربطنا به روابط عظيمة جدا.
كان لك حضور بارز في مهرجان الاحتفال بسقوط النظام الذي جرى في ساحة الأمويين، كيف وجدت الأجواء؟
كانت لحظات عظيمة جدا، وهي لحظات يتمناها أي فنان أن يكون مع أهله وناسه وأن يقدم لهم رسالته الفنية التي يقدمها دائما. كنت أتمنى دائما أن أقدم رسالة الفن التي صدحت بها في أكثر من 40 دولة غنيت فيها لسوريا. الآن بعد عمر طويل آتي إلى ساحة الأمويين لأنشد في مشهد مليوني. هذا أكبر حشد أغني أمامه طيلة حياتي.
خاصة أنه كان في دمشق، هذا كله بالنسبة لي كان أشبه بالحلم والخيال.
أغنية "ياسمين الشام" أطلقتها في بداية الثورة ومن ثم تحولت إلى أنشودة تتردد على نطاق واسع، كيف وجدت أداء هذه الأغنية بالعلن مع الحشود في دمشق؟
هناك رمزية رائعة لهذا الأغنية، الشباب الذين كانوا موجودين بالساحة كلهم كانوا أطفالا. وكان يصلني رسائل من الشباب حول غناء هذه الأغنية قديما بالسر. البعض طلب مني أن أغير بيتا في الأغنية وهو "ما جربت الحرية"، صحيح جربنا الحرية الآن لكن هذه الأغنية من ذاكرة الثورة السورية.
والآن نحن جربنا الحرية ونصرخ بها في كل مكان.
لا بد أنك تذكرت الوالد في هذه اللحظات؟
نعم أول ما وطأت قدماي مدينتي حماة ذهبت إلى قبر والدي رحمه الله وقرأت له الفاتحة وبشرته أن النصر قد أتى بسواعد الشباب وأن دمه ودم الشهداء الذين قدموا أرواحهم لسوريا لم تذهب هدرا منذ عشرات السنينن، منذ مجزرة حماة.
هل هناك أعمال فنية للاحتفاء بنجاح الثورة وسقوط النظام؟
هناك بالتأكيد أعمال فنية الآن متفائلة بالنصر مثل "بدنا نعمرها سوريا" و"رفرف علم الحرية" و"مبروك عليك سوريا"، التي قد تتفاجأ إذا أخبرتك الآن أنني سجلتها في عام 2012 لأجل أن أنشدها لأن الأسد كان على وشك أن يسقط في تلك الأثناء وكنت أريد أن أكون أول من يغني أغنية النصر. وبالفعل النظام كان ساقط لو لا الدعم الذي حصل عليه من مليشيات إيران وروسيا.
فعندما سقط النظام في الثامن من ديسمبر أطلقتها مباشرة.
ما هي توقعاتك وتطلعات من سوريا الجديدة؟
أملي بهذا البلد أن نقوم قبل البدء بإعادة بناء البنيان أن نبدأ بإعادة بناء الإنسان. الإنسان السوري تعرض خلال العقود الأخيرة للظلم وجرى تهديم الكثير فيه.
يجب أن نسعى إلى إعادة بناء الإنسان ومن ثم نتجه إلى البنيان، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بأيدي أهل البلد. السوريون انتشروا في كل العالم ونشروا الثقافة والعلم والحضارة، ولا تكاد تجد بلد ذهبوا إليه إلى ويقدمون له، لأنهم أصحاب حضارة وهمة لا يرضون أن يعيشوا على الهامش.
الآن آن الأوان كي يعودا إلى بلدهم من أجل أن يعيدوا بناءه، ونقول لهم: سوريا بتناديكم.. سوريا بتناديكم.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)