بوابة الوفد:
2025-03-20@01:49:09 GMT

حكم قراءة سورة الجمعة في صلاة فجر يوم الجمعة

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

يسأل الكثير من الناس عن حكم قراءة سورة الجمعة في صلاة فجر يوم الجمعة فأجابت دار الافتاء وقالت يعتقد كثير من الناس أنَّ قراءة سورة الجمعة في صلاة فجر يوم الجمعة سنة نبوية، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ هذا الأمر باطل ولا صح له، فقراءة سورة الجمعة في صلاة فجر يوم الجمعة لا مانع منه ولا حرج فيه وإنَّما قراءة كلِّ القرآن الكريم في أي صلاة من الصلوات وفي أي يوم من الأيام مباحة ولا شكَّ في ذلك، قال تعالى في سورة المزمل: {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآن}.

 

 فلا حرج أن يقرأ الإنسان سورة الجمعة في صلاة فجر يوم الجمعة أو في أي وقت آخر شريطة أن يكون على علم بعد سنية قراءة هذه السورة، فالصحيح عن رسول الله -صلَى الله عليه وسلَّم- أنَّه كان يقرأ في صلاة فجر يوم الجمعة بسورة السجدة والإنسان، وكان يقرأ في صلاة الجمعة ذاتها سورة الجمعة وسورة المنافقين، روى عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: {الم * تَنْزِيلُ..}السَّجْدَةِ، وَ{هلْ أَتَى علَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}

 

 وَأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ".



يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) وذلك هو النداء، ينادي بالدعاء إلى صلاة الجمعة عند قعود الإمام على المنبر للخطبة ؛ ومعنى الكلام: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) يقول: فامضوا إلى ذكر الله، واعملوا له؛ وأصل السعي في هذا الموضع العمل، وقد ذكرنا الشواهد على ذلك فيما مضى قبل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن شُرحبيل بن مسلم الخَوْلانّي، في قول الله: ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) قال: فاسعوا في العمل، وليس السعي في المشي.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) والسعي يا ابن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضيّ إليها.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أَبي عديّ، عن شعبة، قال: أخبرني مغيرة، عن إبراهيم أنه قيل لعمر رضي الله عنه: إن أبيًّا يقرؤها( فَاسْعَوْا ) قال: أما إنه أقرؤنا وأعلمنا بالمنسوخ وإنما هي فامضوا.
حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري ، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: ما سمعت عمر يقرؤها قطّ إلا فامضوا.
حدثنا أبو كُرَيْب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا حنظلة، عن سالم بن عبد الله، قال: كان عمر رضي الله عنه يقرؤها: ( فَامْضُوا إلَى ذِكْرِ اللهِ ).
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن حنظلة، عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأها: فامضوا.
حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا حنظلة بن أَبي سفيان الجمحّي، أنه سمع سالم بن عبد الله يحدّث عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب يقرأ ( إذَا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ).
قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله قال: لقد توفى الله عمر رضي الله عنه، وما يقرأ هذه الآية التي ذكر الله فيها الجمعة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) إلا فامضوا إلى ذكر الله.
حدثني أَبو السائب، قال: ثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عبد الله يقرؤها " فامضوا إلى ذكر الله " ويقول: لو قرأتها فاسعوا ، لسعيت حتى يسقط ردائي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رضی الله عنه ذ ا ن ود ی ف اس ع و ا الج م ع ة ذکر الله ثنا ابن ر الله

إقرأ أيضاً:

الأم باب رحمة الله.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "الأُمُّ: بَابُ رَحْمَةِ اللهِ"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: توعية الجمهور بفضل ومكانة الأم، ووجوب طلب برها ورضاها، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول التحذير البالغ من التحرش الإلكتروني.

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الحَمْدُ للهِ غَافِرِ الذَّنْبِ، وَقَابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ العِقَابِ، ذِي الطَّوْلِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ، الحَمْدُ للهِ حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، نَحْمَدُكَ اللَّهُمَّ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ: 
فَإِنَّ شَهْرَ رَمضَانَ مَوْسمُ الْبِرِّ وَالمَحَبّةِ وَالصّلَةِ وَالْقُرْبِ، وَإِذَا سَأَلْتَ عَنْ إِنسَانٍ يَسْتَحِقُّ أَسْمَى مَعَانِي الْبِرِّ وَأنْقَى آيَاتِ المَحبَّةِ، وَأعْمَقَ مظَاهِرِ القُرْبِ، فَاعْلَم أنَّهُ الْأُمُّ.

 أيُّها الْكِرَامُ، إن الأُمَّ أَسَاسُ البُيُوتِ وَرُوحُهَا، ومَصْدرُ أَمَانِهَا وَأُنْسِهَا، وَمَوْطِنُ سَكَنِهَا وَطُمَأْنِينَتِهَا، تَطِيبُ الحَيَاةُ بِوُجُودِهَا، وَيَسْعَدُ القَلْبُ بِحَنَانِهَا، نَبْعُهَا فَيَّاضٌ لَا يَنْضَبُ، وَوُدُّهَا زُلَالٌ لَا يَجِفُّ، الأُمُّ وَطَنٌ لَا يَفِي بِحَقِّهِ جَمِيلُ الكَلِمَاتِ وَلَا يُؤَدِّي شُكْرَهَا عَظِيمُ التَّضْحِيَاتِ، وَإِنَّمَا مَحلُّهَا سُوَيْدَاءُ القَلْبِ وَكَفى بِهِ مُسْتَقَرًّا وَمَوْطِنًا، وَيَكْفِي أَنَّ الجَنَابَ المُعَظَّمَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ جَعَلَ بِرَّهَا وَلُزُومَ خِدْمَتِهَا وَنَيْلَ رِضَاهَا سَبِيلَ الخُلُودِ فِي دَارِ السَّعَادَةِ وَالنَّعِيمِ وَالخُلُودِ، حِينَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْزَمْهَا، فَإِنَّ الجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا».

أَيُّهَا النَّبِيلُ، اقْدُرْ لِأُمِّكَ الغَالِيَةِ قَدْرَهَا؛ إِنَّهَا الدُّرَّةُ السَّامِيَةُ وَاللُّؤْلُؤَةُ المَصُونَةُ، كَمْ مِنْ لَيَالٍ لِأَجْلِكَ سَهِرَتْ، وَكَمْ مِنْ هُمُومٍ عَنْكَ أَزَالَتْ، وَكَمْ مِنْ دَعَوَاتٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ جَعَلَتْهَا لَكَ، وَقَدْ عَبَّرَ الوَحْيُ الشَّرِيفُ عَنْ بَعْضِ مَكَارِمِهَا وَتَضْحِيَاتِهَا، فَتَرى القُرْآنَ الكَرِيمَ يُوصِي بِبِرِّ الوَالِدَيْنِ وَيَخُصُّ حَالَ الأُمِّ بِمَزِيدٍ مِنَ الإِيصَاءِ الَّذِي يَدْعُو إِلَى زِيَادَةِ التَّكْرِيمِ وَالإِجْلَالِ وَالتَّبْجِيلِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}، وَهَا هُوَ الجَنَابُ الأَنْوَرُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ يُوصِي بِبِرِّهَا وَصِيَّةً بَالِغَةً، فَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُول اللهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ».
أَيُّهَا المُكَرَّمُ، إِنَّ الأُمَّ خُلِقَتْ لِتُعَامَلَ بِأَسْمَى مَعَانِي الاعْتِزَازِ وَالإِكْبَارِ، وَأَغْلَى مَشَاعِرِ التَّقْدِيرِ وَالاحْتِرَامِ؛ لِمَنْزِلَتِهَا العُلْيَا وَمَقامِهَا السَّامِي فِي مَدَارِجِ البُطُولَة وَالتَّضْحِيَةِ، وَالصَّبْرِ وَإِنْكَارِ الذَّاتِ، وَالاعْتِلَاءِ عَلَى مَشَاعِرِ الحُزْنِ وَالأَلَمِ،  لِيَكُنْ حَالُكَ مَعَ أُمِّكَ ابْتِسَامَةً حَانِيَةً، وَكَلِمَةً رَاقِيَةً، وَأَيَادِيَ سَاخِيَةً، وَخِدْمَةً بَالِغَةً، تَوَدُّدٌ وَتَحَنُّنٌ، وَتَلَطُّفٌ وَتَكَرُّم، وَاعْلَمْ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بَعْضُ حَقِّهَا؛ فَإِنَّ جَمِيلَهَا أَعْظَمُ مِنَ أَنْ يُوَفَّى، فَعَنْ أَبِي برْدَةَ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ حَمَلَ أُمَّهُ عَلَى عُنِقِهِ، فَجَعَلَ يَطُوفُ بِهَا حَوْلَ البَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: أَتَرَانِي جَزَيْتُهَا؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضي اللهُ عَنْهُمَا: لَا، وَلَا بِزَفْرَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ زَفَرَاتِ الوِلَادَةِ.

ويَا أيَّتُهَا الأُمَّةُ المَرْحُومَةُ، بَالِغُوا فِي إِكْرَامِ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ فِي أَيَّامِ الرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ وَالعِتْقِ مِنَ النَّارِ، وَأَنْتُمْ عَلَى أَعْتَابِ لَيْلَةِ القَدْرِ لَيْلَةِ الأَسْرَارِ وَالأَنْوَارِ والتَّجَلِّيَاتِ وَالرَّحَمَاتِ، لَيْلَةِ العَفْوِ وَالسَّمَاحِ، وَالكَرَمِ وَالشُّهُودِ، لَيْلَةٌ يَتَجَلَّى فِيهَا دُعَاءُ المُضْطَرِّينَ وَتَسْبِيحُ المُنِيبِينَ، وَانْكِسَارُ التَّائِبِينَ، لَيْلَةُ تَنَزُّلِ أَعْظَمِ كِتَابٍ عَلَى أَعْظَمِ إِنْسَانٍ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ، وَالْزَمْ أَيُّهَا المُكَرَّمُ الدُّعَاءَ النَّبَوِيَّ الشَّرِيفَ «اللُّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَكُونَ لِوَالِدَيْكَ الكَرِيمَيْنِ مِنْ دُعَائِكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَوْفَى الحَظِّ وَأَعْظَمُ النَّصِيبِ {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.
* * * *
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ التَّحَرُّشَ الإِلِكْتِرُونِيَّ كَلِمَاتٌ جَارِحَةٌ، وَمَنْشُورَاتٌ مُنْكَرَةٌ، وَتَعْلِيقَاتٌ خَبِيثَةٌ، تَتْرُكُ آثَارًا نَفْسِيَّةً مُدَمِّرَةً فِي النُّفُوسِ، وَتُسَبِّبُ الاكْتِئَابَ وَالعُزْلَةَ، فَرِفْقًا أَيُّهَا الكِرَامُ بِالقَوَارِيرِ.
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ المَرْأَةَ كِيَانٌ مُحْتَرَمٌ، وَإِنْسَانٌ مُوَقَّرٌ، حُرْمَتُهُ مَوْفُورَةٌ، وَكَرامَتُهُ مَحْفُوظَةٌ، فَلَا يَلِيقُ أَبَدًا أَنْ تُعَامَلَ امْرَأَةٌ بِعُنْفٍ، أَوْ يُوَجَّهَ إِلَيْهَا تَنَمُّرٌ، أَوْ يُعْتَدَى عَلَيْهَا بِتَحَرُّشٍ، فَيَا أَيُّهَا المُعْتَدِي أَفِقْ وَتُبْ إِلَى اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ، وَلْيَكُنْ حَادِيكَ هَذَا التَّحْذِيرُ البَالِغُ وَالنَّهْيُ الشَّدِيدُ، يَقُولُ سُبْحَانَه: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين }، وَهَذا الوَعِيدُ الإِلَهِيُّ الأَكِيدُ {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ واللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، أُخَاطِبُكَ -هَدَاكَ اللهُ- بِلِسَانِ البَيَانِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ «أَتَرْضَاهُ لِأُمِّكَ؟ أَتَرْضَاهُ لِأُخْتِكَ؟ أَتَرْضَاهُ لِعَمَّتِكَ؟ أَتَرْضَاهُ لِخَالَتِكَ؟»، فَكَما تَدِينُ تُدَانُ، فَرُحْمَاكَ بِأَهْلِكَ وَعِرْضِكَ، وَرِفْقًا ببَنَاتِ النَّاسِ.
وَيَا أَيُّهَا السَّادَةُ، اعْلَمُوا أَنَّ مُكَافَحَةَ التَّحَرُّشِ الإِلِكْتِرُونِيِّ لَيْسَت مُجَرَّدَ وَاجِبٍ دِينِيٍ أَوْ الْتِزَامٍ أَخْلَاقِيٍّ، بَلْ هِيَ وَاجِبٌ وَطَنِيٌّ وَإِنْسَانِيٌّ، وَإِنَّ مُجْتَمَعَنَا لَنْ يَنْهَضَ إِلَّا إِذَا تَخَلَّصَ مِنْ هَذِهِ الآفَاتِ، وَإِنَّ مُسْتَقَبْلَنَا لَنْ يَكُونَ مُشْرِقًا إِلَّا إِذَا حَمَيْنَا أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا مِنْ هَذِهِ المَخَاطِرِ، وَزَرَعْنَا دَاخِلَهُمْ عِفَّةَ يُوسُفَ، وَطَهَارَةَ مَرْيَمَ، وَحَيَاءَ سَيِّدِ الكَوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْنِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أيُّهَا الْكِرَامُ، اجْعَلُوا رَمَضَانَ شَهْرَ أَدَبٍ وَرُقِيّ وَإِكرَام وَإِحْسَان، أَحْسِنُوا إِلَى المَرْأَةِ وَأكْرِموهَا؛ فَإِنّه مَا أَكْرَمَها إِلّا كَريمٌ، ومَا أَهَانَها إِلَّا لَئِيمٌ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ البِرِّ وَالعِفَّةِ وَالصِّلَةِ 
وتَقَبَّلْ صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا 
وَارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

مقالات مشابهة

  • أذكار ختم الصلاة.. احرص عليها في شهر رمضان
  • الأُمُّ بَابُ رَحْمَةِ اللهِ.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • صيغة تكبيرات العيد 2025 «مكتوبة»
  • الأم باب رحمة الله.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • جون سينا يوقف التصوير بالدارالبيضاء بسبب صلاة الجمعة (فيديو)
  • أحمد عمر هاشم يوضح مكانة سورة الفاتحة عند الله
  • الإسلام دين واحد
  • خالد الجندي: صفات المؤمنين ليست محصورة في6 فقط
  • القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة
  • اقرأوها بصدق وإخلاص.. خالد الجندي: سورة قرآنية تحقق سرعة الاستجابة للدعاء