العرب القطرية:
2025-03-06@14:13:09 GMT

«الإكسبو» التزام قطري بالاستدامة البيئية

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

«الإكسبو» التزام قطري بالاستدامة البيئية

في خضم تزايد وتيرة الاهتمام بالاستدامة لما لها من أهمية في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمحافظة على البيئة، كثفت دولة قطر جهودها في مجال تدوير النفايات بما يعكس التزامها بالاستدامة البيئية التي وضعتها على قائمة أولوياتها وأدرجتها في رؤيتها الوطنية 2030، واستراتيجياتها التنموية.
يأتي ذلك ودولة قطر تتهيأ لاستضافة «إكسبو 2023 الدوحة» في الفترة من 2 أكتوبر 2023 وحتى 28 مارس 2024، إذ يعد أول معرض دولي للبستنة من تصنيف A1 يقام في قطر، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا.


ويسعى المعرض إلى رفع مستوى الوعي العالمي لتعزيز تغيير طويل الأمد في المواقف والسلوكيات تجاه البيئة، كما أنه يجسد رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع الإدارة البيئية والتنمية المستدامة على رأس قائمة الأولويات.
ويبرز اهتمام دولة قطر بمجال ترسيخ ثقافة الاستدامة والحفاظ على البيئة من خلال جهودها الحثيثة في إدارة وتدوير النفايات، إذ يؤكد خبراء على أهمية عملية إعادة التدوير في تقليل استخدام الموارد الطبيعية وانبعاثات الكربون والحفاظ على التنوع البيولوجي، مما يساهم في تقليل التأثيرات السلبية على المناخ، وتحقيق التوازن بين احتياجات البشر والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
وفي هذا السياق، قال المهندس حمد جاسم البحر - مدير إدارة تدوير ومعالجة النفايات بوزارة البلدية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: إن إحدى أهم الطرق للحفاظ على البيئة هي عملية إعادة التدوير والاستدامة، مشيرا إلى أن وزارة البلدية وصلت لمراحل متقدمة في عملية إعادة التدوير ومعالجة النفايات والاستفادة منها.
ولفت إلى أن إدارة تدوير ومعالجة النفايات بالوزارة تشرف على مصنع معالجة النفايات الصلبة ومحطات الترحيل التابعة له والمطامير الصحية للنفايات وإعادة تدويرها وذلك طبقا للمواصفات والمعايير الدولية، بالإضافة إلى وضع الخطط الإدارية اللازمة لمعالجة النفايات الصلبة بما يكفل الحفاظ على الصحة والسلامة العامة.
وشدد مدير إدارة تدوير ومعالجة النفايات بوزارة البلدية، على أن عملية التدوير تعد قضية حيوية، حيث وضعت لها الكثير من التسهيلات بالإضافة إلى حلول وتقنيات تسهم في المحافظة على البيئة، وتقليل نسبة التلوث، والحفاظ على الموارد والطاقة، وتقليل الاستهلاك، ورفع كفاءة العمليات الإنتاجية.

تدوير 100%
ونوه في هذا الصدد بنجاح قطر في إعادة تدوير جميع النفايات المتولدة من فعاليات بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، من خلال تحقيق معدل فرز وتدوير بنسبة 100 بالمئة، وهي المرة الأولى التي تتحقق فيها هذه النسبة في تاريخ بطولات كأس العالم السابقة.
وفي معرض استعراضه لجهود قطر في مجال الاستدامة البيئية، أشار إلى أهمية دور مركز معالجة النفايات الصلبة بمسيعيد الذي بدأ العمل في 2011، والذي يعد من أكبر المراكز المتخصصة للمعالجة بمنطقة الشرق الأوسط وتبلغ مساحته 3 كلم بطاقة استيعابية 2300 طن في اليوم.
وذكر أن عمله يقوم على 5 مراحل تبدأ بوزن المخلفات والفصل وإعادة التدوير والحرق للحصول على طاقة وإعادة التدوير للحصول على سماد عالي الجودة، سواء كان سائلا أو صلبا، فيما يقوم المركز بتحويل المخلفات إلى طاقة، مؤكدا أنه أحدث نقلة نوعية في مجال تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة ومواد قابلة للتدوير بإنتاج سماد عضوي لدعم القطاع الزراعي وأنتج حوالي 269 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية عام 2020 وتستخدم في تشغيل المركز ذاته، وكذلك الشبكة الحكومية.
وفي إطار حرص دولة قطر على اتباع أعلى معايير الاستدامة البيئية، يجري رصد تأثير أنشطة المشاريع على المناخ، فبحسب بيانات جهاز التخطيط والإحصاء، فإن إجمالي عدد المشاريع الجديدة الخاضعة لتقييم تأثيرها على البيئة، ارتفعت من 2428 مشروعا في عام 2021 إلى 2676 مشروعا في عام 2022 وهو ما يعكس تزايد الاهتمام بالبيئة بالتوازي مع حركة التطور التنموية.
وشملت المشاريع الخاضعة للتقييم في العام الماضي، 572 مشروعا كبيرا، و1433 من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، و671 مشروعا صناعيا.

المياه المعالجة مصادر بديلة 
من جهة أخرى، تشير بيانات جهاز التخطيط والإحصاء، إلى أن نسبة المياه العادمة التي تمت معالجتها في محطات المياه العادمة بلغت 99.8 بالمئة في العام 2022.
وتوضح تفاصيل إحصاءات المياه العادمة المعالجة في العام الماضي، إلى أن استخدام المياه المعالجة في الري الزراعي بلغت 76.13 مليون متر مكعب في السنة، فيما بلغت المياه المعالجة المستخدمة في ري المسطحات الخضراء 113.34 مليون متر مكعب في السنة، بينما بلغت الكمية المستخدمة في حقن الخزانات الجوفية نحو 50.60 مليون متر مكعب في السنة.
وتضاعف عملية جمع المياه العادمة وتوفر البنية التحتية المتاحة لمعالجتها، الفوائد البيئية من خلال الحد من انتقال الملوثات إلى المياه الجوفية، والحفاظ على التنوع الحيوي الذي قد يتأثر بملوثات المياه العادمة، وكذلك تقليل المغذيات المنصرفة إلى المياه الساحلية، وبالتالي تقليل تلوث المياه الساحلية.
وتساهم مياه الصرف المعالجة كمصدر مياه بديل، في تقليل الضغط على الموارد المائية وتعزيز استدامتها خصوصا في الدول التي تعاني من شح هذه الموارد، مما يتيح فرص الاعتماد على مياه ذات جودة تسمح بإعادة استخدامها في الزراعة وري المساحات الخضراء أو أي نوع آخر من الاستخدامات.
وتشير بيانات الإحصاءات البيئية في دولة قطر، إلى أن عدد محطات الصرف الصحي بلغ 27 محطة بمعدل نمو سنوي 3 بالمئة خلال الفترة من 2014 إلى 2020، بسعة تصميمية قدرها 1022 مترا مكعبا في اليوم في عام 2020، وبالمقارنة مع السنوات السابقة ارتفع معدل النمو السنوي للقدرة التصميمية لمحطات الصرف المعالجة بنسبة 6 بالمئة في الفترة من 2014 إلى 2020، وقد استقبلت المحطات كمية من مياه الصرف الصحي البالغة 291 مليون متر مكعب في السنة، حيث تم معالجة 285 مليون متر مكعب من مياه الصرف، شكلت نسبتها 98 بالمئة من إجمالي مياه الصرف في 2020.

اهتمام بتدوير النفايات الناشئة 
وفي السياق ذاته، أكد أحمد جاسم الجولو، المحكم والخبير الهندسي المهتم بمجال البيئة والاستدامة، أن دولة قطر وضعت قضايا البيئة والاستدامة على قائمة أولوياتها وأدرجتها في رؤية قطر الوطنية 2030 وفي استراتيجياتها التنموية، مشيرا إلى أن إدارة النفايات تحظى باهتمام خاص ينبع من حرص الحكومة على التقليل من آثار النفايات على الصحة والمظهر الحضاري في الدولة وتعزيز ممارسات خفض كمية النفايات الناشئة في ظل زيادة النمو الاقتصادي في قطر في مختلف المجالات مثل نشاطات الإنشاءات والنشاط الصناعي والتجاري والزراعي.
وقال المحكم والخبير الهندسي المهتم بمجال البيئة والاستدامة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن الاستدامة تعني الحفاظ على استخدام الموارد بطريقة تضمن وجودها للأجيال القادمة بما يتضمن ذلك استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل استهلاك المياه والطاقة، وتحسين كفاءة الطاقة في العمليات الصناعية، ويهدف التركيز على الاستدامة إلى تحقيق التوازن بين احتياجات البشر والحفاظ على البيئة. وأشار إلى أن الشركات بدأت عمليا في إعادة تدوير الورق والكرتون والزجاج والبلاستيك والمعادن التي يمكن صهرها وإعادة استخدامها في صناعة منتجات جديدة، ما يحقق بعض الفوائد الرئيسية مثل تقليل التلوث، وزيادة قابلية إعادة التدوير وتوفير الموارد الطبيعية وتقليل التكاليف، مؤكدا أن إعادة التدوير تلعب دورا هاما في الحفاظ على البيئة وتحسين جودة الهواء والماء كما تقلل انبعاثات الغازات الدفيئة، فضلا عن الحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة البرية وهو ما يعزز استدامة النظم البيئية والحفاظ على مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الاستدامة البيئية إكسبو 2023 الدوحة الاستدامة البیئیة الحفاظ على البیئة النفایات الصلبة المیاه العادمة إعادة التدویر والحفاظ على میاه الصرف دولة قطر إلى أن

إقرأ أيضاً:

رمضان.. فرصة لتعزيز الاستدامة البيئية والتغيير الإيجابي

يُعد شهر رمضان فرصة مثالية لتجديد الروحانيات والتقرب إلى الله، إلا أنه يحمل أيضًا أهمية كبيرة في تعزيز الاستدامة البيئية. ومع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا التغير المناخي، يمكن للمسلمين دمج الممارسات الصديقة للبيئة في عاداتهم الرمضانية، مما يحقق توازنًا بين العبادة وحماية البيئة، فالقيم الإسلامية لا تقتصر فقط على الممارسات الروحية، بل تمتد لتشمل علاقتنا بالبيئة، حيث يمكننا من خلال الاستهلاك الواعي وتقليل النفايات تعزيز اتصالنا بالطبيعة، وفي الوقت نفسه تكريم التزامنا الروحي.

الحد من الهدر الغذائي

في هذا السياق، يؤكد علي بن سعيد البوسعيدي على أهمية التخطيط الجيد للوجبات كأداة فعّالة لتجنب هدر الطعام. وتشير إحصائيات منظمة الفاو إلى أن ثلث الطعام على مستوى العالم يُهدر سنويًا، مما يستدعي ضرورة تقدير الكميات بعناية وتخزين الطعام بطرق ذكية. كما يوصي باختيار الخضروات والفواكه الموسمية، حيث تساهم هذه الخطوة في تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن النقل والتخزين.

وفيما يتعلق بالجانب البيئي، يلفت البوسعيدي إلى أهمية إعادة تدوير بقايا الطعام وتحويلها إلى سماد طبيعي. كما يشدد على ضرورة استخدام الأطباق القابلة للتحلل في الولائم الجماعية، ويحث المساجد على تبني أواني قابلة لإعادة الاستخدام خلال الإفطارات الرمضانية.

ويقول البوسعيدي: "الاستدامة في رمضان ليست مجرد تضحية، بل هي امتداد لقيم الإسلام الداعية إلى الاعتدال وحفظ النعم، إذن، يمكن لشهر رمضان أن يكون فرصة لتعزيز العادات البيئية المستدامة، مما يساهم في حماية كوكب الأرض في وقت نحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى اتخاذ خطوات فعّالة لمواجهة تحديات التغير المناخي".

نحو شهر أكثر وعيًا بيئيًا

وتعتبر العادات الغذائية والاجتماعية خلال شهر رمضان محورية في تحديد كيفية التفاعل مع البيئة والموارد المتاحة، بحسب ما أكدته فاطمة العبرية إحدى المهتمات بالاستدامة، حيث تشير إلى أن التفكير في جعل رمضان أكثر استدامة لا يتطلب تغييرات جذرية بل يمكن أن يتم من خلال خطوات بسيطة ولكن فعّالة. من أبرز هذه الخطوات، التخطيط الجيد للوجبات، حيث يمكن تجنب شراء كميات كبيرة من الطعام قد تُهدر. بدلاً من ذلك، يمكن للأفراد إعادة استخدام الفائض أو مشاركته مع الجيران والمحتاجين. وتشير العبرية إلى أن استخدام الأطباق القابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من البلاستيكية يُعدّ من الخيارات الفعالة لتقليل النفايات، ما يعزز من الاستدامة ويقلل من التلوث.

مبادرات مجتمعية

وفيما يتعلق بالمبادرات المجتمعية، يؤكد حميد المحروقي على أن شهر رمضان يمثل فرصة للتوفيق بين الروحانية والاهتمام بالبيئة. فمن خلال التخطيط الجيد والاختيارات الذكية، يمكن للجميع المساهمة في جعل الشهر الفضيل أكثر استدامة، كما يشدد على أهمية التبرع بالفائض من الطعام للمحتاجين، مشيرًا إلى أن العديد من المنظمات المجتمعية تتطلع لاستقبال التبرعات، خصوصًا في هذا الشهر المبارك.

من جانبه يؤكد محمد الحوسني على دور الفعاليات المجتمعية في تعزيز المسؤولية البيئية وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع. ويقترح تنظيم حملات تنظيف محلية أو فعاليات إفطار صديقة للبيئة، حيث يتشارك الضيوف في تناول أطباق نباتية. هذا النوع من الفعاليات يسهم في نشر الوعي حول أهمية الأكل المستدام ويشجع على اتباع نمط حياة أكثر احترامًا للبيئة.

ومن خلال هذه العادات والمبادرات، يمكن أن يصبح رمضان أكثر من مجرد شهر للعبادة؛ بل فرصة لتبني ممارسات غذائية واجتماعية تعود بالنفع على البيئة وتدعم الاستدامة.

تحديات ومقترحات

ومع اقتراب شهر رمضان، تتزايد الجهود من أجل دمج مفاهيم الاستدامة في العادات الرمضانية، لكن هناك أيضًا تحديات كبيرة تواجه تحقيق هذه الرؤية، بحسب ما أكدته سميرة البحرية التي تقترح عددًا من المبادرات التي يمكن أن تسهم في جعل رمضان أكثر استدامة. من بين هذه المبادرات، تقترح تنظيم "تحدي 30 يومًا" لترشيد استهلاك الموارد طوال الشهر الفضيل، واستبدال الزينة الكهربائية بمصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، ما يسهم في تقليل استهلاك الكهرباء. كما تدعو إلى تطوير تطبيق ذكي يقدم نصائح يومية تساعد الأسر على تقليل الاستهلاك، وتشجيعهم على تقليل عدد الأطباق في الإفطار والسحور لتقليل الهدر.

التجارة الرمضانية

من جانبه، يعلق مروان الشكيلي قائلاً: "في الأشهر التي يجب أن يتحول فيها تركيزنا نحو الروحانية والإخلاص لله، نلاحظ أنها أصبحت أكثر تركيزًا على القوة الشرائية، وتأثرت الشركات بنا بسهولة لتحويل رمضان إلى حالة تجارية." ويؤكد الشكيلي أن رمضان يجب أن يكون مساحة لتعزيز أساليب الحياة المستدامة، ودعوة الجميع إلى تقليل هدر الطعام، والحفاظ على المياه، واستخدام المنتجات الصديقة للبيئة.

ويضيف الشكيلي أنه من المهم أن نوجه شهر رمضان ليكون رسالة قوية لزيادة الوعي حول تأثير أفعالنا على البيئة، وأن نلهم الآخرين لتغيير سلوكياتهم من أجل إحداث فرق حقيقي، ويشدد على أن الالتزام بالقيم البيئية في حياتنا اليومية يمكن أن يساهم في صون النظم البيئية وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، مع الحفاظ على التوازن بين البشر والطبيعة.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي قد تواجه الاستدامة خلال رمضان، فإن المقترحات المختلفة تتسم بالواقعية والفعالية، وإذا تم تنفيذها بالشكل المناسب، يمكن أن يكون شهر رمضان فرصة رائعة لإحداث تغيير إيجابي في سلوكياتنا البيئية.

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاقيتين لتحسين إدارة النفايات الصلبة في غزة والضفة
  • الحويج: مهمتنا الدفاع عن حقوق الليبيين والحفاظ على السيادة في كافة المحافل
  • تدوير تطلق حملة نقاء الرمضانية لتعزيز الاستدامة والتوعية
  • "تدوير" تطلق حملة "نقاء" الرمضانية لتعزيز الاستدامة والتوعية
  • مصر بين إفلاس استراتيجي وخطة إعادة تدوير الدمار الفلسطيني
  • تعرف على طريقة إعادة تدوير الأكل بشكل صحي في رمضان.. فيديو
  • رمضان.. فرصة لتعزيز الاستدامة البيئية والتغيير الإيجابي
  • من القاهرة.. مصر تطرح خطة شاكلة لإعمار غزة والحفاظ على حق الشعب الفلسطيني خلال القمة العربية
  • نصائح لتجنب الخمول والحفاظ على الوزن في رمضان .. فيديو
  • إعادة تدوير أسامة مرسي في قضية جديدة بعد قرب الإفراج عنه