خلال حفل تكريم ماكين.. بايدن ينتقد ترامب ومؤيديه
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، من "مخاطر حقيقية" تحيط بالديمقراطية الأميركية، فيما هاجم سلفه، الرئيس السابق، دونالد ترامب، ومؤيديه واصفا إياهم بـ "المتطرفين" الذين يحاولون "تقويض" أسلوب الحياة في البلاد.
وقال بايدن، في خطاب ألقاه في ولاية أريزونا، خلال حفل إطلاق اسم السيناتور الجمهوري السابق، جون ماكين، على مكتبة في الولاية، إن "أجندة ماغا، خطيرة للغاية، وإذا سمحنا لها بالمرور فإنها ستقوض ديمقراطيتنا بشكل كامل".
و"ماغا" أو "MAGA" هو اختصار لـ "Make America Great Again"، أي "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، وهو شعار الحركة المؤيدة لترامب.
وهاجم بايدن الحركة، التي وصفها بـ "المتطرفة" عدة مرات، والرئيس السابق، مذكّرا بكلمات سابقة لترامب زعم فيها أن ترامب "انتقص" من الجنود الأميركيين.
وانتهز الرئيس الأميركي الفرصة للتعليق على مخاوف وصول البلاد إلى حالة الإغلاق بسبب الخلاف داخل الكونغرس بالقول: "يقول متطرفو ماغا إنهم يؤيدون الجيش، لكن تصرفاتهم تهدد رواتب الجنود وترقيات الضباط".
وأشار بايدن إلى أن "الجمهوريين لايؤيدون ماغا، لكنهم صامتون أمام ما تفعله"، مشيرا إلى الاتهامات التي تعرض لها الجنرال مايك ميلي، قائد الأركان العسكرية الأميركية المقبل على التقاعد، بالقول إن "متطرفي ماغا يصفونه بالخائن".
وانتقد بايدن ترامب ومؤيديه عدة مرات داخل الخطاب، مذكّرا باقتحام مبنى الكابيتول التابع للكونغرس في السادس من يناير عام 2021، وخطاب ترامب الذي وصفه بأنه مؤيد للعنف، كما قال إن الرئيس السابق حاول تقويض سلطات الوكالات الفيدرالية وجعلها في يده مهددا نظام توزيع السلطات وأساسات الديمقراطية الأميركية، بحسب وصفه.
كما قال إن ماغا "تهاجم حرية الصحافة"، والانتخابات وتحاول تقويض مصداقيتها، مؤكدا أن هذا "خطر كبير" لا يزال يواجه أميركا.
وفي أغسطس الماضي، دفع الرئيس الأميركي السابق ببراءته من التآمر على المؤسسات الأميركية، بعد يومين من اتهامه بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
ومثل الملياردير الجمهوري أمام محكمة فيدرالية تقع على مقربة من مبنى الكابيتول الذي اقتحمه أنصار له في السادس من يناير، وترامب متهم بالتخطيط لقلب نتيجة الانتخابات، وهذه القضية هي الأخطر من بين ثلاث قضايا جنائية تهدد بعرقلة محاولته العودة إلى البيت الأبيض، بحسب فرانس برس.
كما دفع ترامب ببراءته بالاتهامات الموجهة بحقه في أربع محاكمات جنائيّة، يشهدها العام المقبل خلال موسم الانتخابات التمهيديّة للحزب الجمهوري الذي يبدأ في يناير، وفي ذروة الحملة الرئاسيّة في نوفمبر 2024.
لحظات طريفة وأخرى متوترةوخلال الخطاب، استذكر بايدن صداقته بماكين، السيناتور الجمهوري الراحل، وقال إنهما "تجادلا بقوة لكنهما بقيا صديقين مقربين".
وجاهد بايدن لكبح دموعه خلال الخطاب، وقال إنه وماكين "كانا مثل شقيقين، يتجادلان بشراسة ثم يتناولان الغداء معا".
وأضاف بابتسامة أنه عرّف ماكين على زوجته، سيندي، وسافر معه لأكثر من 100 ألف ميل في رحلات متعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية خلال الفترة التي تزامل بها الرجلان في الكونغرس.
وخلال حديثه عن ماكين، تعالت صيحات من القاعة فيما بدا انتقادات للرئيس الأميركي، رد عليها بمخاطبة مطلق الصيحات "اسكت، سألتقيك بشكل شخصي وأسمع منك بعد الخطاب مباشرة"، واستمر الصياح بعدها لثوان قبل أن يكمل الرئيس خطابه.
وفي منتصف الخطاب عاد لحادثة المقاطعة بابتسامة قائلا: "قلت لكم إن الديمقراطية صعبة، وما حصل قبل قليل دليل على هذا، لكننا لا يمكن أن نحب الديمقراطية فقط حينما تكون في صالحنا"، والتفت إلى الجمهور قائلا بضحكة: "في بيتي أيضا أنا أسمح للأطفال بإثارة الضوضاء" في تلميح ساخر من منتقديه قوبل بالضحك من الحاضرين.
من جهته، يرى ترامب أن الاتهامات الموجهة بحقه، بـ "التدخل في الانتخابات" والدعوات للتمرد وتقويض النظام، محاولة "لعرقلة الانتخابات"، وزعم أن النظام القضائي "يستهدفه" وأن الاتهامات بحقه تعد "تدخلا في الانتخابات" لكونه المرشح الأبرز لحزبه الجمهوري في الانتخابات المقبلة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
عقوبات أم مساومات؟.. من بايدن الى ترامب: كيف تستخدم واشنطن العراق لخدمة مصالحها؟
بغداد اليوم - خاص
في دهاليز السياسة الأمريكية، حيث تُدار الحروب بقرارات رئاسية، ويُرسم مصير الدول بمصالح الشركات الكبرى، يبرز العراق كأحد أبرز الساحات التي تُستخدم لتصفية الحسابات السياسية والاقتصادية.
منذ سنوات، تحولت بغداد إلى نقطة ارتكاز في الاستراتيجيات الأمريكية، ليس كحليف حقيقي، بل كورقة تُستغل كلما دعت الحاجة. واليوم، تحت إدارة دونالد ترامب، يتعرض العراق لموجة جديدة من الضغوط تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية للولايات المتحدة، بينما تُقدَّم على أنها حملة لضبط النفوذ الإيراني.
لكن خلف هذه الإجراءات، تتوارى أزمات داخلية أمريكية خانقة، ومحاولات مستميتة للتغطية على فشل الإدارات السابقة، وعلى رأسها إدارة جو بايدن، التي تركت إرثًا من الإخفاقات في الشرق الأوسط، إلى جانب أزمة اقتصادية تهدد بانهيار غير مسبوق للاقتصاد الأمريكي.
الضغوط الأمريكية.. لعبة سياسية أكثر من مواجهة حقيقية
كل ما يفعله ترامب في الشرق الأوسط، والضغوط التي يمارسها على العراق، لا تعكس بالضرورة استراتيجية أمنية واضحة أو سياسة خارجية ثابتة، بل هي مجرد أدوات يستخدمها لخدمة مصالحه السياسية والاقتصادية.
الأمر الأول: محاولة التغطية على إخفاقات إدارة بايدن، حيث توجد أدلة على أن بايدن، خلال فترة حكمه، تواطؤ مع جهات شرق أوسطية وسمح بتمدد النفوذ الإيراني في العراق، مما جعل الجمهوريين يستخدمون هذا الملف لإظهار ضعف الديمقراطيين في إدارة السياسة الخارجية.
الأمر الآخر: الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تضرب الولايات المتحدة، والتي باتت تُشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار المالي الأمريكي، حيث تظهر أرقام التسريح الجماعي للموظفين في الشركات الكبرى والمؤسسات الصناعية كدليل على حجم الأزمة. ترامب، الذي يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة، يسعى إلى تحويل الأنظار عن الداخل الأمريكي، عبر افتعال أزمات خارجية تشغل الرأي العام، ويأتي العراق في مقدمة هذه الملفات.
مصرف الرافدين في عين العاصفة: اتهامات بلا أدلة
ضمن سلسلة الضغوط، يأتي ملف مصرف الرافدين كواحد من أبرز الأهداف الأمريكية، حيث تتهم واشنطن العراق وإيران بالتورط في تمويل أنشطة مشبوهة ودعم الحرس الثوري، وهي اتهامات لم تستند إلى أدلة قانونية واضحة، بل جاءت في سياق حملة تضييق اقتصادي على بغداد.
الحكومة الأمريكية تدرك جيدًا أن هذه التعاملات تتم ضمن الأطر القانونية والتجارية الدولية، لكنها تسعى إلى خلق حالة من الهلع المالي والاقتصادي داخل العراق، لإجبار بغداد على الخضوع لخيارات أمريكية محددة.
لكن المفارقة هنا، أن الإدارة الأمريكية نفسها لا تملك القدرة على إغلاق هذا الملف، ولا حتى تقديم بدائل اقتصادية للعراق، مما يجعل الضغوط أشبه بأداة ابتزاز سياسي، أكثر منها إجراءً اقتصادياً ذا أثر حقيقي.
الاقتصاد العراقي بين واشنطن والحاجة لدول الجوار
العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز والكهرباء المستوردين من إيران، لم يجد أي خطط بديلة قدمتها الولايات المتحدة، بل تُرك يعتمد على منظومة اقتصادية هشة، جعلته مضطرًا إلى تعزيز علاقاته الاقتصادية مع دول الجوار، رغم الضغوط الخارجية.
الولايات المتحدة، التي كانت تمتلك فرصة تاريخية لإعادة بناء الاقتصاد العراقي على أسس متينة بعد 2003، تركت البلاد متخلفة اقتصاديًا، باستثناء الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل.
هذا الفشل الأمريكي في تقديم حلول حقيقية، يجعل أي ضغوط لمنع العراق من التعامل مع إيران أو أي دولة أخرى، أقرب إلى محاولة خنق بغداد اقتصاديًا، دون تقديم بدائل ملموسة.
الملف العراقي: ساحة لخدمة مصالح ترامب الاقتصادية
تحت غطاء مواجهة النفوذ الإيراني، تسعى واشنطن إلى تمرير صفقات اقتصادية لصالح شركات أمريكية مرتبطة بدوائر النفوذ داخل إدارة ترامب. فالضغوط التي تُمارس على الحكومة العراقية لا تهدف فقط إلى عزل إيران اقتصاديًا، بل إلى إجبار العراق على تقديم امتيازات لشركات أمريكية محددة، في قطاعات الطاقة والاستثمار والمقاولات.
الرئيس الأمريكي، الذي يواجه انتقادات متزايدة بسبب سياساته الداخلية، يحاول إعادة فرض الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العراق، عبر صفقات تخدم دوائر النفوذ الاقتصادي داخل البيت الأبيض.
ازدواجية المعايير: واشنطن ليست جادة في مواجهة إيران
لو كانت الولايات المتحدة جادة حقًا في محاصرة إيران، لكانت المواجهة مباشرة، بدلاً من استخدام العراق كأداة ضغط. فالواقع يشير إلى أن واشنطن، رغم كل تصريحاتها، لا تزال تدير علاقتها مع طهران وفق حسابات دقيقة، وتستغل العراق فقط كوسيط لتطبيق استراتيجياتها.
الأمر لا يتعلق فقط بفرض عقوبات أو إغلاق ملفات مالية، بل هو جزء من سياسة أمريكية طويلة الأمد، تُبقي العراق في حالة من الفوضى الاقتصادية والسياسية، حتى يظل بحاجة دائمة إلى التدخل الأمريكي.
إلى أين يتجه العراق وسط هذه الضغوط؟
المشهد الحالي يعكس حقيقة واضحة: واشنطن تستخدم العراق كورقة ضغط لخدمة أجنداتها الداخلية والخارجية، دون أن تقدم حلولًا واقعية لمشكلاته الاقتصادية والسياسية. ومع استمرار هذه الضغوط، تجد بغداد نفسها أمام خيارين:
إما الخضوع لهذه السياسات، والاستمرار في حالة الارتهان الاقتصادي والسياسي، أو تبني سياسة أكثر استقلالية، عبر تنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل الاعتماد على واشنطن، لصياغة معادلة أكثر توازنًا في علاقاتها الدولية.
لكن هذه الخطوة ليست سهلة، إذ تتطلب إجماعًا داخليًا، وإرادة سياسية قادرة على مقاومة الابتزاز الأمريكي، والبحث عن حلول عملية تُخرج العراق من هذه الحلقة المفرغة.
المصدر: قسم التحليل والمتابعة في وكالة بغداد اليوم