عقدت الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر الجديدة، ثاني احتفالاتها بمناسبة مرور ١٠٠ عام على تأسيسها، وستستمر الاحتفالات لفترة ثلاث أيام متواصلة.  

بدأ الاحتفال بصلاة افتتاحية من القس جان إميل قس بالكنيسة، ثم كلمة من الشيخ سامي سعيد شيخ بالكنيسة الإنجيلية عن فريق ترانيم الكنيسة ترنم والذي سيفتتح الاحتفالات مساء اليوم، وهنأ كنيسة مصر الجديدة بمناسبة مرور ١٠٠ سنة على التأسيس، ثم بدأت التسابيح والتراتيل تتعالى داخل الكنيسة بصحبة أوركسترا القاهرة بقيادة المايسترو فيرونيكا.

 

وقدم الدكتور القس يوسف سمير راعي الكنيسة ترنيمة خاصة لهذه المناسبة.

كما تم عرض فيلم تسجيلي رصد تاريخ الكنيسة منذ البدء وحتى اليوم روحية واجتماعية ووطنية.

الجدير بالذكر إن مقــر الكنيسة بــدأ فــي شــارع رمسـيس بالكوربة حاليا، وذلــك قبــل بنــاء  الكنيســة فــي موقعها الحالي في شارع كليوباترا.

بــدأت الكنيسة بمجموعــة مــن الأعضــاء المصرييـن والشــــوام (مــن أصول سورية– لبنانية ..إلخ)

 

وقالت الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة في الكتاب الصادر عنها بالاحتفالية، إن بدايـة الخدمـة فـي الكنيسـة بـدأت بمشـاركة للمرسـلين مـن الكنيسـة المشـيخية الأمريكيــة مــع شــعب الكنيســة وشــيوخ منتدبيــن مــن كنائــس الفجالــة والأزبكيــة بقيادة القس رالف مكجل.

وأشارت إلى أن رعاتها الأصليين المصريين على مدار تاريخها هم أربعة قسوس: القس إسحق إبراهيم (١٩٥١ – ١٩٢٢) - القس إلياس مقار (١٩٨٠ – ١٩٤٥) - الدكتور القس مكرم نجيب (٢٠١٩ – ١٩٨١) - الدكتور القس يوسف سمير ( ٢٠١٥ حتى تاريخه) 

 

وكشف كتاب تاريخ الكنيسة عن أول متفرغة للخدمـة فـي الكنيسـة فـي الخمسـينيات هـي المبشـرة "أم راحيـل" وهي من أصول سورية، وأول عازفة للأورغن وقائدة لفريق الترنيم هي "مدام فريجا" من أصول لبنانية.

وقال كاتب الكتاب خلال توثيقه، إن أول إجتماع متخصــص بالكنيســة هــو اجتمــاع السـيدات فـي عـام ١٩٢٤، أعقبه ثانــي اجتمــاع متخصـص بالكنيسـة هـو اجتمــاع مــدارس الأحــد في عام ١٩٢٤. 

• أول مدرسة تدريب خدام بالكنيسة كانت سنه ١٩٢٣. 

• أول كنيسـة قامـت  كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية المشيخية بزراعتهـا هـي كنيسـة الجاليـة السـورية بشـارع إبراهيـم باشا في عام ١٩٣٧.

الجدير بالذكر بدأ العمل في مصر الجديدة سنة 1917 بقيادة القس رالف ج. مكجل ، واستمر العمل قبل تنظيم الكنيسة بمجلس مؤقت عينه مجمع مشيخة الوجه البحرى برئاسة القس رالف مكجل وعضوية الشيخ عوض واصف شيخ كنيسة الفجالة والشيخ هويمن شيخ كنيسة الأزبكية.

 

اجتمع المجلس لأول مرة بمنزل الرئيس يوم الجمعة 30 أبريل عام 1920 وتناول المجلس انضمام أعضاء جدد لأول مرة وتم انضمام سبعة أعضاء: أربعة منهم بالإقرار (لأول مرة) وهم "ونيس أفندي فرج ووداد خليل وسميرة ميشيل عطية ولوريس اسحق صروف" وثلاثة بالتخلية هم "صادق أفندي حبشي والسيدة ليديا صادق والخواجا دانيال إبراهيم". وكوّن هؤلاء السبعة نواة العضوية بالكنيسة، وكان العمل يسير بإشراف هذا المجلس وخدمة جناب القس إسحاق إبراهيم الذي عينه المجمع بالجهة بعد أن ترك رعاية الكنيسة الإنجيلية بقنا، وبدأ القس إسحق خدمته مع هذا الفريق من عام 1918 وبدأت الكنيسة في النمو والتقدم حتى أمكنها أن تتقدم في الالتئام الرابع والسبعين لمجمع مشيخة الوجه البحري بتاريخ 25 يناير 1921 بطلب التنظيم، وقرر المجمع تنظيم الكنيسة وعين ميعاد 31 مارس لإجراء الانتخابات والتنظيم. فانتخب بالاجماع حضرات: الشيخ تادرس جل والخواجا إسكندر سعد للمشيخة والخواجات دانيال إبراهيم وعبد الشهيد بخيت للشموسية. وتمت رسامة الشيوخ والشمامسة يوم 29 أبريل 1921، وأصبح هذا هو المجلس الدائم ثم وافق المجمع على تنصيب راعي للكنيسة، فتم تنصيب القس إسحق إبراهيم ليكون الراعى الأول للكنيسة في 10 فبراير 1922م. لم تكن الكنيسة في مقرها الحالي بل كانت في منزل بشارع بغداد مكان البنك المصري الأمريكي حالياً وفي يونيه 1922 صدر مرسوم ملكي بالترخيص وإنشاء الكنيسة في موقعها الحالي الكائن بشارع كليوباترا رقم 18 بمصر الجديدة.

 

في عام 1970 بدأ العمل في توسيع الكنيسة نظراً لتزايد العدد واستمر العمل حتى عام 1972. وفي عام 1973 تم بناء دور ثاني لسكن الراعي على أن يُستخدم الدور الأول لأنشطة الكنيسة بالمبنى الملحق بالكنيسة لمواجهة ازدياد النشاط الكنسي. كما بدأ العمل في بناء القاعة والدور الثالث بمبنى الراعي عام 1974 وبارك الرب العمل واستمرت الكنيسة في التزايد والنمو والتوسع في شتى مجالات العمل والخدمة. مما جعل المجلس يرى أنه من الضروري رسامة وتنصيب شيوخ جدد، وتم في يوم الجمعة 30 ديسمبر 1977 رسامة وتنصيب 28 شيخاً أربعة منهم سبق رسامتهم في كنائس إنجيلية أخرى و24 جدد للرسامة والتنصيب وهم الآتي أسمائهم: الشيخ أديب عزيز، الشيخ جرجس ميخائيل، الشيخ كمال ولسن، الشيخ لبيب عويضة، الشيخ فهمى حبيب، الشيخ هلال يسى، الشيخ صبحى فام، الشيخ موريس إسكندر، الشيخ أديب مرقس، الشيخ واصف الصقر، الشيخ عزمى يوسف، الشيخ فوزى عزت، الشيخ وليم فرج، الشيخ عزيز نسيم، الشيخ سمير حبشى، الشيخ ميشيل رضا، الشيخ الدكتور إميل أمين، الشيخ الدكتور رؤوف وهبة، الشيخ الدكتور ثروت سعيد، الشيخ الدكتور مدحت أديب، الشيخ الدكتور صبرى إلياس، الشيخ الدكتور وهبى وديع، الشيخ الدكتور المهندس سامى جيمى، الشيخ المهندس أسعد شفيق، الشيخ المهندس ناجى فريد، الشيخ المهندس شكرى إلياس، الشيخ المهندس عفت أرنست والشيخ المهندس مجدى رضا. وانطلقت الكنيسة في اتساع ونمو وقام المجلس بتوزيع المسئوليات على الشيوخ وتنظيم العمل حتى يتسنى للجميع القيام بالخدمة وبالتالي تؤدى الخدمة بصورة دقيقة وناضجة. وهكذا سارت الكنيسة في العمل برعاية الفاضل القس إلياس مقار الذي أدى دوره بأمانة ونزاهة وشرف وخدم الكنيسة بإخلاص وحب وأتم رسالته وانتقل عام 1980 بعد خدمة استمرت 35 عاماً وترك كنيسة  تحتوي على 381 عضواً .

 

بدأ القس مكرم نجيب خدمته بالكنيسة بحفل التنصيب في 20 مارس 1981م وكان أول مجلس ينعقد برئاسته في 12/6/1981 وفيه طرح وناقش مع المجلس خطة العمل بالكنيسة في ضوء اتساع دائرة الخدمة وعرض بعض التصورات والرؤى لهذه الخطة وقرر المجلس تشكيل لجنة عمل لدراسة الخطة. وبعد دراسة هذه الخطة قدم القس مكرم التصور النهائي لخطة الكنيسة في جلسة 19/2/1982 وكان ملخصها الآتي: أولاً: البناء الروحي: والهدف هنا تكون الشخصية المسيحية المتكاملة روحياً والتي تقوم برسالة حية ومؤثرة في المجتمع الذي توجد فيه. وهناك وسائل مختلفة للوصول إلى هذا الهدف مثل: الاجتماعات المختلفة بالكنيسة والشركة والمتابعة والتلمذة وتدريب القادة والزيارات. ثانياً: الكرازة. ثالثاً: الانفتاح الخارجي وزرع كنائس جديدة مثل مدينة نصر والاهتمام بخدمة القرى. رابعاً: التنظيم الإداري من سكرتارية ولجان عمل مثل اللجنة الروحية، المالية، المشروعات والصيانة، اللجنة الاجتماعية، لجنة التهذيب المسيحي، لجنة الترانيم والموسيقى. وبعد عرض الخطة طلب من المجلس دراستها وتقديم الملاحظات عليها قبل إقرارها وبالفعل تمت الدراسة وأقرت الخطة وبدأ العمل بها في عام 1983.

في عام 1983 بدأ العمل بصورة جادة في مبنى مركز الخدمات بمدينة نصر وتم تسجيل المكان بشركة مدينة نصر، مع الشكر العميق للرب وللدكتور فؤاد بولس والأسرة لدورهم الكبير فى تحقيق هذه الرؤية. كما تم تشكيل مجموعة للقيام بالزيارات والعمل الروحى وأخرى للإشراف عل عملية البناء. بعد ذلك قامت الكنيسة بخدمة تقديم المائدة للمسنين في المنازل كما قامت بتقديم خدمة خاصة للمعوقين وعمل لقاء خاص بهم عقب خدمة يوم الأحد. وفي 27 /6 /1984 تم افتتاح مشروع مكتبة دار الثقافة بالكنيسة. وفي أكتوبر 1984 طرح القس مكرم نجيب فكرة الحاجة إلى أكثر من متفرغ للعمل لاحتياج الخدمة في مجالاتها المختلفة واقترح فكرة الاستعانة بالخريجين الجدد من كلية اللاهوت ووافق المجلس على الفكرة. رأت الكنيسة ضرورة الاهتمام بمبنى مدينة نصر وإعطاءه الأولوية والذي يتطلب نحو مائة ألف جنيه لأعمال الأساسات والبدروم خلال عام 1985م. كذلك أخذ الاهتمام بالشباب وخدمتهم مجالاً كبيراً في الكنيسة منذ عام 1985 حيث تم عمل تدريب قيادات، جلسات للقادة، الاهتمام بالأسر الحديثة، تخصيص أوقات ولقاءات ثنائية بين الراعي وبعض القيادات التي تحتاج ذلك، والاهتمام بمشروع إسكان للشباب كما اهتمت الكنيسة بالترنيم والموسيقى وإعداد كواير يقوم بهذه الخدمة، بالإضافة لعمل لقاءات مهنية لأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات ... إلخ. كما اهتمت الكنيسة أيضاً بتطوير العمل في كافة المجالات كالعمل الاجتماعى، الكرازة، استخدام الطاقات الجديدة في الكنيسة وقد تم إعداد لجان لمناطق الزيارات للوصول لكل أحياء مصر الجديدة مثل: مناطق المطار والنزهة الجديدة والألف مسكن.

 

في عام 1985 كانت كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية من الكنائس الرائدة التي أشركت عنصر السيدات وعنصر الشباب للمشاركة في جلسات المجلس ، وفي عام 1985 أيضا وافق المجلس على الإشراف على العمل الكرازي في منشية ناصر ومدينة السلام باعتبارها ضاحية كاملة مجاورة لمصر الجديدة ، وأن يقوم بالعمل عناصر من القيادات بالكنيسة واجتماع السيدات واجتماعات الشباب والعاملين بمدارس الأحد مع القس أمير أنيس المُعين من قبل المجمع بهذه المناطق وقتئذ  كما كانت الكنيسة رائدة في وضع خطط خمسية وكانت أول خطة خمسية من 1981 - 1985 ،  كما كانت رائدة في عمل جمعية عمومية تناقش هذه الخطط وغيرها من الأمور العامة للكنيسة. وقد كانت الخطة تحتوي على أهداف وطرق لتنفيذ هذه الأهداف وكان الهدف الرئيسي لأي خطة هو أن تكون الكنيسة قوية داخلياً مؤثرة خارجياً.

 أما الاستراتيجية للخطة فكانت محاورها كالآتى:  كنيسة دارسة مفكرة (وضوح الفكر الإنجيلي المشيخي المستنير)  - كنيسة ولودة نامية (أفراداً وقيادات)  -  كنيسة متعبدة مؤثرة (العبادة - الكنيسة العامة - المجتمع) - كنيسة منظمة إدارياً (من خلال أسلوب إداري ناجح). الهيكل العام للخطة: أولاً: برنامج عمل الخدمة للبناء الداخلي الرسالة الخارجية. ثانياً: الإدارة والمنشآت تطوير الأسلوب الإداري للتوسع في منشآت الكنيسة.

بناء على قرار المجلس في 12 /10 /1984 بالموافقة على الاستعانة بالخريجين الجدد من كلية اللاهوت في دائرة الخدمة بالكنيسة فقد تم اختيار الأخ سامي حنين للخدمة في مجال التهذيب والعمل وسط الشباب وفي عام 1989 بدأت خدمة الأخ خالد بشرى في الكنيسة للمعاونة في الخدمة. وقررت الكنيسة من خلال لجنة المشروعات شراء أرض بمنطقة مرسى مطروح لتكون بيت مؤتمرات وتم بالفعل شراء الأرض وتسجيلها باسم الكنيسة.

 كما تم بعد مباحثات ومفاوضات كبيرة وطويلة من جانب الكنيسة مع الإرسالية الأمريكية وبمساعدة الدكتور القس صموئيل حبيب بشأن ضم بيت الإرسالية للكنيسة أوضح القس مكرم نجيب أنه سيتم استلام بيت الأمريكان في أول صيف 1993م. وفي صيف 1992 انضم الأخ جون سعيد إلى فريق الخدمة في الكنيسة للعمل فى منشية ناصر.

 

في 25 /10 /1992 قامت الكنيسة بعمل لقاء قومي بعنوان "الفكر الديني وتقدم المجتمع"، وكان لهذا اللقاء صداه وتأثيره في كافة أجهزة الدولة وقد أشاد بذلك الإعلام المصري من خلال البرامج التليفزيونية والجرائد الرسمية والمعارضة والمجلات وبعض الصحف العربية. وكان لحضور مستشار رئيس الجمهورية أثره البالغ وأفاد بتأييد دور الكنيسة الإنجيلية في المجتمع، وحضر أيضا نائب وزير الداخلية الذي قدم تقريراً عن انطباعاته عن اللقاء ومدى تأثيره على المجتمع. وكذلك نائب مدير الأوقاف الذي عقد حواراً في وزارة الأوقاف عن هذا اللقاء وأشاد بدور الكنيسة، بالإضافة إلى مناقشة الموضوع في لجنة بمجلس الشعب، وأرسلت لجنة الإخاء الديني نائباً لإظهار تقديرها وانبهارها لهذا العمل. هذا وقد تأيد اللقاء من غالبية شعب الكنيسة.

وبعد خمسة أعوام من المفاوضات والمحادثات مع الإرسالية الأمريكية تم تسليم بيت الإرسالية للكنيسة وتمت الاتفاقية الرسمية مع الكنيسة المشيخية بأمريكا في أبريل 1994 على أن يكتب البيت باسم سنودس النيل الإنجيلي والجهة المنتفعة به ستكتب لصالح الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة. هذا وقد رتبت الكنيسة مكاناً لسكن المرسلين الأمريكان، كما قرر المجلس تشكيل لجنة للبدء في صيانة البيت فور استلامه ولجنة أخرى لدراسة كيفية استخدام البيت بأفضل صورة وقدم المجلس الشكر للرب أولاً ولكل من: الكنيسة المشيخية بأمريكا والقس فيكتور مكاري والدكتور القس صموئيل حبيب والدكتور القس جاك لوريمر. وفي 11 /12 /1994 كان هناك لقاء للشكر بعد خدمة المساء من أجل بيت الإرسالية وأُفتتح البيت يومها بحضور الدكتور القس فيكتور مكاري والدكتور القس جاك لوريمر الذى شكر الراعي على دوره وتعبه لمدة خمسة أعوام متصلة في إتمام هذا العمل.

IMG_0388 IMG_0387 IMG_0384 IMG_0385 IMG_0379 IMG_0369 IMG_0357 IMG_0354 IMG_0351 IMG_0350 IMG_0349

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ١٠٠ عام تأسيس أوركسترا القاهرة الکنیسة الإنجیلیة الشیخ الدکتور الشیخ المهندس الدکتور القس بمصر الجدیدة مصر الجدیدة الکنیسة فی فی الکنیسة بدأ العمل العمل فی فی عام

إقرأ أيضاً:

صمود لم تصمد في أول اختبار بعد إعلانها (لا) تأسيسها

سياحة سياسية رمضانية …
أثار الخطاب المرئي ؛
لرئيس الوزراء السابق (سيئ الذكر) عبد الله حمدوك لغطاً داخل مجموعة (صمود) التي لم تتشكل بعد حسب افادات القيادية مريم الصادق ..
الخطاب أعاد نفس لغة ما قبل الحرب : الاتكاء على الخارج بالرهان على مراكز ضغطه الاممية والدولية خاصة الاتحاد الأوروبي ثم إحتكار الحل واختزال العمل السياسي في محيط ما يعرف بثورة ديسمبر ومواصلة دعاوي الاقصاء بمشاركة الجميع (ما عدا المؤتمر الوطني) ..
منذ اسبوع وأنا انتظر ردود بعض الأفعال على حراك صمود السياسي خاصة وأنها فارقت بالحسنى مجموعة من داخلها رأت فيه الذهاب الي مسار سياسي يدعم قوات المليشيات مباشرة ؛ بالنسبة لي كان أهم ردود الأفعال هو لقاء الدكتورة مريم المهدي على قناة الجزيرة مباشر فهي رَمت من خلاله جحرا في بركة صمود الساكنة الباردة ومن بعد ذلك تم حبس جميع القيادة من التصريح و فيما يبدو أنه استدراكاً متأخراً من رئيس المجموعة حمدوك بضرورة التقييم قبل الانفتاح على مشوار سياسي اعرج ..
صمود لم تصمد في أول اختبار بعد إعلانها (لا)تأسيسها فقد أُعلنت على خلفية مواقف خطيرة ومتباينة فحزب الأمة هو اكبر مكونات صمود إنقسم علي نفسه رئيس الحزب إنضم للمليشيا وأهل البيت التزمو اللون الرمادي ..
لكن الغريب في مسار صمود أن حزب البعث هو صاحب الإصرار على كتابة نص (ما عدا المؤتمر الوطني) الذي ورد في خطاب حمدوك كعربون لقبول عودته إلى المجموعة بينما لرئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير ورئيسه السابق إبراهيم الشيخ رأي آخر ؛ أنه قد آن أوان الانتقال إلى الضفة الأخرى (الانتقال) مما يستوجب تقديم تنازلات جراحية في موقف ما يعرف بقوي ثورة ديسمبر. و أهم هذه التنازلات حذف اشتراط (ما عدا المؤتمر الوطني) من أجندة صمود والانفتاح أكثر على القوات المسلحة و التنظيمات التي تقف معها ربما يشعر القياديان الدقير والشيخ بذلك استنادا على موقف حزب الأمة الذي بات وشيكا من عودة آل المهدي وتحديدا الفريق عبد الرحمن لقيادة حزبهم المختطف
صمود بدون حزب الأمة ليست لها قيمة سياسية وحتى رئيسها حمدوك ليس له وزن سياسي فهو مبتور الأصل بلا خلفية حزبية ؛ فقط يمثل نفسه مثله مثل الراحل فاروق ابو عيسى له الرحمة عندما كان رئيسا لتحالف قوي الإجماع الوطني هو مجرد شخص سياسي مشهور ..
بالعودة الي موقفي الدقير والشيخ هما يريان ضرورة عودة الحزب الشيوعي الي قوي ديسمبر واذا عاد الشيوعي خرج حمدوك من الباب الخلفي ؛ وصعدت أسرة المهدي على رأس المجموعة .. خلاف الحزب الشيوعي مع حمدوك يعادل خلاف الإمام الصادق المهدي مع فاروق ابو عيسى حيث يَتعمّد الامام الصادق غياب اجتماعات على مستوى رؤساء أحزاب تحالف قوي الإجماع الوطني بسبب موقفه التاريخ من الدكتور فاروق وكان يدفع بالدكتورة مريم إنابة عنه واليوم نحن أمام ذات الصراع وبالنسبة للدقير والشيخ فإن الحزب الشيوعي مهم والمرحلة القادمة مرحلة مخاطبة الجماهير وبإستثناء الشيوعي لا يوجد مكون من مكونات (قحت) المتبقية من يستطيع قيادة الشارع والتأثير عليه إلا عبر آليات الشيوعي (تجمع المهنيين و النقابات و الاجسام المرئية والغير مرئية) إبراهيم الشيخ وعمر الدقير يعرفان قيمة الحزب الشيوعي لقد عملو معا سابقاً في تحالف قوي الأجماع الوطني ولديهم تجربة حراك سبتمبر 2013 ديسمبر 2019 م لذلك نجد أن حظوظ حمدوك في قيادة صمود ضعيفة فهو لا يحظي إلا بتأييد نائب رئيس المؤتمر السوداني خالد سلك وبعض الشباب وهما معاً يشكلان رؤية الإمارات ومصدر التمويل لصمود ..
شهادتي في ما سبق مصدرها كوني عملت في تحالف قوي الإجماع الوطني تحت مظلة الشعبي اُعتقلت في حراك سبتمبر 2013 والتقيت بهولاء جميعاً في سجن كوبر لذلك نعرفهم جيدا .. هذه مجموعة من (الخوازيق) ولا يمكن أن نسميها أحزاب فبناءها التنظيمي معكوس قاعدة الهرم إلى أعلى ورأسه للأسفل جميعهم قيادات ولا توجد لديهم تحت قواعد وأنا من مؤسس لجان الأحياء (لاحقا لجان المقاومة) هذا الشباب مغبون تائه ليست له علاقة ايدلوجيا وكشعب أفريقي هم يحبون الترانيم والاشعار المبهمة ينساقو خلفها دون أن يفهمو معناها ..
ربما سيعود الجميع مأذونين بعفو رئاسي يشمل الكل بما فيهم قيادات الوطني ورئيسه السابق الرئيس البشير أمد الله في عمره والفرصة السياسية ستكون مفتوحة لبناء واقع جديد و الحــــ ـرب نسخت الماضي بكل أحزانه ..
لكن ليكن مفهوم ان الكُتلة التي صادمت التمرد وقضت عليه لن تكون بمعزل من صياغة واقع ما بعد الحــــ ـرب وربما تجد تنظيمات الأحزاب السياسية التي ناورت بازمة الشعب السوداني باللون الرمادي ربما تجد عنف وإقصاء
على خلفية دعمهم للتمرد والتحريض على القوات المسلحة السودانية .. خلاصة الكلام عند الشعب السوداني ستكون الحــــ ـرب بالنسبة لهم بالون اختبار . هل استفادو من الكارثة أم لازال بين الشعب قطيع يُساق من اذنه كالأنعام

Osman Alatta

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الشيخ خالد الجندي: آية واحدة تلخص الإسلام في خمس حقائق
  • رئيس جهاز العبور الجديدة يتفقد ليلا وحدات سكن لكل المصريين لدفع العمل
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بأحد السامرية في الصوم الكبير لعام 2025
  • أشهر قصة في العالم.. الكنيسة تحتفل بأحد الابن الضال| ماذا قال البابا تواضروس؟
  • الكنيسة الإنجيلية بالبيطاش تنظم إفطاراً رمضانيا
  • «نائب رئيس المراكز الطبية» يتفقد مستشفى القاهرة الجديدة لمتابعة سير العمل| صور
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة الشيخ علي أبو سالم
  • «القومي للمرأة» ببورسعيد يوزع وجبات إفطار رمضانية بالتعاون مع الكنيسة الإنجيلية
  • الكنيسة الإنجيلية تحتفي بالأم المثالية وتُنظم سحورًا رمضانيًّا الخميس المقبل
  • صمود لم تصمد في أول اختبار بعد إعلانها (لا) تأسيسها