زيارات رسمية تسلط الضوء على العلاقات السريعة بين الاحتلال والسعودية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمدير مكتبها في القدس المحتلة، باتريك كينغسلي، قالت فيه "إن الزيارات الموازية التي قام بها هذا الأسبوع، وزير إسرائيلي إلى السعودية، ومبعوث سعودي إلى الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، سلطت الضوء على العلاقات السريعة والدفء بين الدولة اليهودية وأقوى دولة عربية".
وأضاف التقرير، أنه "في أول زيارة علنية يقوم بها وزير إسرائيلي إلى السعودية، حضر وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس، مؤتمرا سياحيا متعدد الأطراف في الرياض يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، نظمته الأمم المتحدة".
وسافر السفير السعودي لدى الفلسطينيين، نايف السديري، في الوقت نفسه، عبر نقطة تفتيش حدودية إسرائيلية لزيارة الضفة الغربية، حيث التقى بقادة السلطة الفلسطينية، وهي المنظمة التي تدير ما يقل عن 40 بالمئة من الأراضي التي تسيطر عليها دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، قال عدد من الخبراء، إن زيارة السديري، المقيم في الأردن المجاور، "كانت أول زيارة معروفة لمسؤول سعودي إلى المنطقة منذ أن استولت إسرائيل عليها من الأردن في حرب عام 1967 بين إسرائيل وجيرانها العرب".
ويشار بحسب المصدر نفسه، إلى أنه: "لم يكن من الممكن تصور هاتين الزيارتين في معظم تاريخ إسرائيل، حيث رمزت إلى كيفية قيام إسرائيل والسعودية بتمهيد الطريق تدريجيا لإضفاء الطابع الرسمي على علاقتهما، وسط تصاعد الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للتوسط في صفقة بين البلدين".
وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في اجتماع لمجلس الوزراء، الأربعاء الماضي: "إنك ترى أشياء لم يكن من الممكن حتى تصورها قبل عدة سنوات"، فيما لم تعترف السعودية قط بالدولة اليهودية منذ تأسيسها عام 1948، مفضلة على غرار معظم الدول العربية، نبذ دولة الاحتلال الإسرائيلي حتى توافق على السماح بإنشاء دولة فلسطينية.
وأشار قادة عدد من الدول العربية، منذ وقت قريب، إلى أنهم يفكرون في الاعتراف بإسرائيل على الرغم من الهدوء الذي دام قرابة عقد من الزمن في محادثات السلام بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين؛ بينما ساعدت المخاوف المشتركة من إيران، إلى جانب الرغبة المتبادلة في زيادة الروابط التجارية والتعاون العسكري، في إبرام ثلاث اتفاقيات دبلوماسية، توسطت فيها إدارة ترامب في عام 2020، بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وثلاث دول عربية.
وبعد ثلاث سنوات، تحاول إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التوسط للتوصل إلى اتفاق أكبر بين إسرائيل والسعودية، وهو ما بات يصفه عدد من الخبراء بـ"التحول الرمزي العميق الذي سيمهد الطريق لبقية العالم الإسلامي ليحذو حذوها".
من جهته، ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية، محمد بن سلمان، في مقابلة الأسبوع الماضي مع قناة "فوكس نيوز"، إن "الحديث عن التطبيع أصبح حقيقيا لأول مرة" مضيفا بأنه "كل يوم نقترب أكثر".
وفي مقابل عملية التطبيع، تريد الرياض من الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي دعم إنشاء برنامج نووي مدني على الأراضي السعودية، وتسعى للحصول على دعم عسكري أكبر من واشنطن.
وذلك في الوقت الذي يريد فيه السعوديون أيضا أن تمنح إسرائيل تنازلات للفلسطينيين، على الرغم من أن الدبلوماسيين يقولون إنه ليس من الواضح بعد ما الذي ستطلبه الرياض بالضبط.
تجدر الإشارة، إلى أنه خلال زيارته للسلطة الفلسطينية، الثلاثاء الماضي، قال السفير السديري، إن "مبادرة السلام العربية، وهي اقتراح برعاية السعودية من عام 2002 يدعو إلى إنشاء دولة فلسطينية، تظل حجر الزاوية في أي اتفاق مستقبلي".
غير أن الأمير محمد بن سلمان، ترك مجالا أكبر للمناورة، خلال مقابلته التي أجراها في الأسبوع الماضي، حيث قال إن "أي اتفاق يجب أن يسهل حياة الفلسطينيين"؛ فيما يقول المحللون إنها "صيغة أكثر غموضا، إذ تشير إلى زيادة المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، بدلا من السيادة الكاملة".
يشار إلى أن "أي دعم لبرنامج نووي سعودي سيواجه مقاومة بين بعض السياسيين والمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين الذين يخشون من أن السعودية قد تستخدم في مرحلة ما التكنولوجيا لصنع قنبلة نووية"؛ وعلى نحو مماثل، فإن "أي تنازل للفلسطينيين من شأنه أن يثير الغضب داخل الائتلاف الحاكم الإسرائيلي، وهو الأكثر قومية في تاريخ إسرائيل" غير أن "الحكومة السعودية تخاطر بإثارة غضب مواطنيها، وكذلك العالم الإسلامي الأوسع، إذا قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل فائدة ضئيلة للغاية للفلسطينيين".
وانعكس الوضع الحساس في قرار السديري، في اللحظة الأخيرة من يوم الأربعاء، بإلغاء زيارة للمسجد الأقصى في القدس، وهو مكان مقدس لكل من اليهود والمسلمين الذي تسيطر عليه وتراقبه دولة الاحتلال الإسرائيلي. حيث إن زيارة الموقع بمرافقة إسرائيلية تنطوي على مخاطر إعطاء اعتراف ضمني بالسيطرة الإسرائيلية على الموقع.
وفي تطور منفصل، أعلنت الحكومة الأمريكية، الأربعاء الماضي، أنه اعتبارا من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، سيسمح للإسرائيليين بدخول الولايات المتحدة بدون تأشيرة. هذه الخطوة، التي كانت قيد التفاوض لسنوات، هي جزئيا نتيجة لقرار إسرائيل الأخير بالسماح للمواطنين الأمريكيين من أصل فلسطيني، باستثناء عدة مئات يعيشون في قطاع غزة، بدخول إسرائيل بدون تأشيرة.
وتم الترحيب بهذه الخطوة بحرارة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، باعتبارها واحدة من الإجراءات العديدة التي اتخذتها إدارة بايدن مؤخرا والتي خففت التوترات مع نتنياهو؛ حيث أعرب المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك الرئيس بايدن نفسه، عن إحباطهم من نتنياهو بسبب جهوده المثيرة للجدل للحد من سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية وترسيخ سيطرته الإسرائيلية على الضفة الغربية.
لكن قرار الإعفاء من التأشيرة، إلى جانب الوساطة السعودية وقرار بايدن، خلال الأسبوع الماضي بدعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض، أكد أن الخطوط الأساسية للشراكة الأمريكية الإسرائيلية تظل دون تغيير، على الرغم من الخلافات بين الزعيمين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية إيران الوساطة السعودية إيران امريكا السعودية الوساطة السعودية صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات والسعودية تعززان الأمن السيبراني خلال 2024
حققت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية خلال 2024، تصنيفًا متقدمًا في مؤشر الأمن السيبراني العالمي الصادر عن “الاتحاد الدولي للاتصالات”، ما يعكس التزام البلدين بتعزيز حماية البنية التحتية التقنية ودعم التحول الرقمي المستدام وترسيخ توجهات الاقتصاد المعرفي، وفقاً لورقة بحثية جديدة أعدها مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي.
ووفقاً لـ “الاتحاد الدولي للاتصالات” صُنفت دولة الإمارات في الفئة الأعلى عالميًا (النموذج الرائد) بمؤشر الأمن السيبراني العالمي 2024، ما يؤكد على توفير الدولة بنية تحتية رقمية آمنة ومتطورة، تواكب طموحاتها في التحول الرقمي وتعزيز موقعها كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، فيما حصلت السعودية على تصنيف “نموذج رائد” في الفئة الأعلى لمؤشر الأمن السيبراني العالمي 2024.
جهود مستمرة
وحققت السعودية نسبة 100% في جميع معايير المؤشر، الذي يقيس التزام الدول عبر 83 مؤشرًا فرعيًا موزعة على 4 محاور، بفضل الجهود المستمرة التي تبذلها لتعزيز أمنها السيبراني وحماية بنيتها التحتية الرقمية.
ووفقًا لتقرير الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لعام 2024، بلغ حجم سوق الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية نحو 13.3 مليار ريال 2023، حيث شكّل إنفاق منشآت القطاع الخاص 69% من هذا المبلغ (حوالي 9.2 مليارات ريال)، بينما شكّل إنفاق الجهات الحكومية 31% (حوالي 4.1 مليارات ريال ) كما تشير التوقعات إلى استمرار نمو سوق الأمن السيبراني في المملكة بمعدل نمو سنوي مركب بنحو 13% حتى 2029.
أولوية قصوى
وحسب ” إنترريجونال”، يعتبر الأمن السيبراني أولوية قصوى في دولة الإمارات لأسباب استراتيجية وحيوية تتعلق بالتطور التكنولوجي والأمن الوطني والاقتصاد الرقمي، حيث تعتمد الدولة وبشكل كبير على البنية التحتية الرقمية في قطاعات حيوية مثل: الطاقة، النقل، الاتصالات، والخدمات المالية”.
وتسعى الإمارات لأن تكون مركزًا عالميًا للاقتصاد الرقمي ومع زيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، تتضاعف الحاجة إلى حماية البيانات والمعاملات الرقمية من الهجمات السيبرانية.
وتعمل دولة الإمارات على تعزيز الثقة في البيئة الرقمية عبر حماية البيانات والأنظمة، ما يعزز ثقة المستثمرين والشركاء التجاريين، والمواطنين في البيئة الرقمية للدولة، ويسهم في جذب الاستثمار الأجنبي.
مبادرات
وذكر ” إنترريجونال” أن دولة الإمارات أطلقت العديد من المبادرات لتعزيز الأمن السيبراني من أهمها: إنشاء الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني واستراتيجية الإمارات للأمن السيبراني لتعزيز الحماية الرقمية كما تستثمر الدولة في البحوث والتطوير وبناء الكفاءات الوطنية في مجال الأمن السيبراني ما جعلها نموذجًا في التصدي للتهديدات السيبرانية وحماية اقتصادها الرقمي المتنامي.
ويُقدَّر حجم سوق الأمن السيبراني في دولة الإمارات بنحو 2.1 مليار درهم 2024، مع توقعات بنموه إلى 3.9 مليار درهم 2029، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.72%، مما يعكس التزام المؤسسات الحكومية والشركات بحماية أصولها الرقمية.
وقال إنترريجونال: شهدت التهديدات الرقمية تحولات عميقة مدفوعة بالتقدم التكنولوجي، ما جعل صناعة الأمن السيبراني قطاعاً سريع النمو، وقد أدى مشهد التهديدات المتطور، بما في ذلك ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى تزايد اهتمام الحكومات بتعزيز وجودها في صناعة الأمن السيبراني.
سوق كبير
ووفق تقرير صادر عن شركة فروست آند سوليفان (Frost & Sullivan)، يتوقع أن تصل قيمة صناعة الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط إلى 13.4 مليار دولار العام 2030 فيما تشير (Statista) للأبحاث السوقية من المُرجَّح أن تصل عوائد سوق الأمن السيبراني عالمياً إلى نحو 538.30 مليار دولار العام 2030.
وأوضح “إنترريجونال” أن التوسع في إنترنت الأشياء وضعف نقاط الحوسبة السحابية وبرامج الفدية والرسائل الاحتيالية تعد أبرز أشكال التهديدات السيبرانية لاستهداف البنية التحتية الرقمية، فيما كانت المنشآت المالية والخدمية الأكثر عرضةً للهجمات ما يفرض على الجهات الحكومية المعنية تعزيز المراقبة وإجراء التحديثات المستمرة لبرامج وجدران الحماية بشكل استباقي كأفضل طرق مواجهة التهديدات المتصاعدة