في ساحة الرسول الأعظم: أبناء محافظة ريمة يتوّجون احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف بحفل خطابي كبير
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
المحافظ : لقد اثبتم بتواجدكم المشرف في ساحة الرسول الاعظم بمدينة الجبين إنكم محمديون قولا وعملا صادقين ملبين دعوة قائد الثورة القاضي مجاهد: أبناء ريمة الأبية رسموا اليوم صورة معبرة عن سيرهم على ما نهج رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم حسن طه: هذا اليوم يمثل رهانا كبيرا لأبناء اليمن، الذين اثبتوا بأنهم بمستوى الرهان الدكتور الرباعي: ذكرى المولد النبوي الشريف تحمل دلالة واضحة عن الأهمية الكبيرة لحاجتنا إلى معرفة مكنون والرسالة وما فيها من هداية وبصيرة الوكيل مراد: هذا التواجد والحشد الكبير لأبناء ريمة فيه دلالات ما تحتله هذه المناسبة في قلوبهم من مكانة المهندس ماهر: نحن نحتفل بالمولد النبوي لنظهر غيظنا لأعداء الله، ونؤكد لهم أننا متمسكين وسنظل متمسكين برسولنا
رسمت جبال ريمة الشامخة بشموخ الإنسان اليمني، ووديانها وسهولها ومناطقها الريفية، لوحة جمالية بديعة، بالألوان الزاهية والأضواء اللامعة بالحلة الخضراء والعبارات المحمدية التي تعكس الولاء والانتماء للرسول الأعظم.
ومنذ منتصف شهر صفر المنصرم، تعددت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الدينية في مدن وريف المحافظة بإقامة المجالس المحمدية التي تشمل مدائح وموشحات تراثية كان الآباء والأجداد يحتفون بها في مناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وفي يوم المناسبة، اكتست عاصمة المحافظة باللون الأخضر، فيما توشحت المباني الحكومية والشوارع ومنازل المواطنين والمحال التجارية والأحياء السكنية، بلوحات ضوئية وقماشية استعداد لاستقبال الاحتفال الأكبر بالمولد النبوي الشريف.
وفي استجابة قوية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله، توافدت الحشود الجماهيرية الغفيرة من أبناء محافظة ريمة في مديرياتها الست يتقدمها محافظ المحافظة اللواء فارس الحباري، ورئيس وأعضاء اللجنة الرئاسية إلى ساحة الرسول الأعظم بمركز المحافظة في الجبين، للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، امتلأت مربعات ساحة الرسول الأعظم بالوافدين للاحتفاء بمناسبة ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلوات الله عليه وعلى آله ـ حاملين الأعلام الخضراء والبيضاء ولافتات المناسبة.
«الثورة» حضرت الفعالية، وخلال طوافها بمربعات الساحة التقت عدداً من الشخصيات والقيادات الوافدة إلى المحافظة لمشاركة أبنائها الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة، الذين عبروا عن تقديرهم لما شاهدوه من حفاوة وابتهاج أبناء هذه المحافظة الأبية بالمناسبة. المزيد من التفاصيل تجدونها بين ثنايا السطور التالية:
/ ريمة/ يحيى الربيعي
البداية كانت مع محافظ ريمة اللواء فارس الحباري، والذي وجه في تصريح خاص لـ»الثورة» بالشكر والتقدير إلى كل الحشود الجماهيرية المحمدية من أبناء محافظة ريمة الشرفاء من قيادات في مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية والتنفيذية والامنية والعسكرية والعلمية والأكاديميون والمثقفون والكوادر التربوية والصحية وكل موظفي الدولة ومشائخ واعيان ووجهاء وعقال وشخصيات اجتماعية وكافة ابناء المحافظة القاطنين داخل المحافظة وخارجها للجهود المبذولة في الحشد والحضور المشرف التي اثمرت عزة وشموخ.
وأكد «لقد اثبتم بتواجدكم المشرف في ساحة الرسول الاعظم بمدينة الجبين إنكم محمديون قولا وعملا صادقين وملبين الدعوة التي ابلغناكم إياها قبل الفعالية فكما عهدناكم منذ وصولنا الي المحافظة وأنتم السباقون دائما بالحضور المشرف الذي يليق بريمة ورجالها في كل الفعاليات».
وتابع «ابلغكم تحيات وتهاني القيادة الثورية ممثلة بالسيد المولي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية ممثلة بالمشير الركن مهدي محمد المشاط بمناسبة نجاح الفعالية المركزية للمولد النبوي الشريف علي صاحبه واله أفضل الصلاة وأزكى التسليم للعام 1445هـ».
وأشاد «فقد رسم حضوركم الفرح البهيج الذي فاق التوقعات أيقونة الصمود الأسطوري للشعب اليمني رغم الظروف الصعبة، وتداعيات العدوان والحصار، في رسالة إيمانية يمانية من ريمة الإباء بامتياز، مفادها بأن ابناء ريمة خاصة وابناء اليمن عامة هم أهل الإيمان والمدد وعنوان العزة والبأس والانتصار للعقيدة وللرسول الأكرم والاعتزاز بإحياء يوم مولده»
مثمنا «تشرفنا بحضوركم وحشدكم رغم تجشمكم صعوبة الطرقات الوعرة ولكنكم اثبتم الولاء والانتماء لرسول الرحمة المهداة بزخم حضور الحشود المحمدية التي لم تشهدها ريمة عبر التاريخ القديم والمعاصر».
وجدد «الشكر والتقدير مرة أخرى لكل من حشد وحضر وشاركنا الفعالية والشكر والتقدير لكل اللجان من اللجنة التنظيمية والصحية والامنية والتربوية والفنية والتقنية وشكري وتقديري للجنة الاعلامية صقور الأعلام الذين نقلوا الحدث بالصورة المناسبة لتلك السيول البشرية التي تدفقت للساحة أفواجا».
من جانبه قال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، رئيس اللجنة الرئاسية، القاضي مجاهد أحمد عبدالله، في تصريح خاص لـ”الثورة”: نتواجد اليوم في ساحة الرسول الأعظم بمحافظة ريمة، ومنذ اللحظة، للإعداد لاستقبال ضيوف رسول الله من أبناء محافظة ريمة في هذا الحفل الكبير، والذي من خلاله رسم أبناء هذه المحافظة الأبية صورة معبرة عن سيرهم على ما نهج رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، واستجابة لدعوة السيد القائد إلى الاحتشاد في هذا اليوم في كل ساحات المحافظات، كما أن هذا التواجد الكبير يعبر عن الاصطفاف الشعبي الكبير حول القيادة في تعزيز الصمود الوطني الداخلي وتعزيز التوجه الجاد للدولة نحو التغيير والبناء والتنمية.
رسالة واضحة
من جهته، أشار عضو مجلس الشورى، حسن محمد طه، إلى أن اليمنيون يتشرفون في هذا اليوم العظيم بإحياء هذه المناسبة العظيمة، والتي تأتي في مرحلة هامة يقدم من خلالها اليمنيون مواقف مشرفة أمام الله سبحانه وتعالى وأمام رسوله في وجه توجه غربي عدائي للإسلام والمسلمين يسنده لوبي صهيوني من خلال الإساءة لنبينا محمد صلوات الله عليه وآله.
وتابع: «وبالتالي، فإن هذا اليوم يمثل رهاناً كبيراً لأبناء اليمن، الذين أثبتوا بأنهم بمستوى الرهان، كما دعا السيد القائد إلى هذه الحشود المليونية، ونحن نحيي اليوم هذه المناسبة بلوحة جمالية معبرة مؤيدة ومعظمة ومحبة للرسول صلوات الله عليه وآله».
مؤكداً بالقول: «هذه الحشود هي رسالة واضحة لأعداء الإسلام أنهم لن يستطيعوا مهما حاولوا الإساءة إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله إلا أنهم يزيدوننا تمسكاً وتعظيماً للرسول صلوات الله عليه وآله».
ونوّه بأن أبناء ريمة اليوم، سيكون هذا العام الثالث الذي يحيون المناسبة في داخل المحافظة، وهاهم في هذه الساحة تحديداً، يقدمون لوحة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من خلال هذه الحشود الكبيرة التي توافدت منذ يوم الأمس، وملأت الساحة واستزادت إلى الساحة الاحتياطية.
الحجج النيّرة
من جانبه، أوضح نائب وزير الزراعة والري، د. رضوان الرباعي، أن ذكرى المولد النبوي الشريف تحمل دلالة واضحة عن الأهمية الكبيرة لحاجتنا إلى معرفة مكنون والرسالة وما فيها من هداية وبصيرة وهدى ونور وأثر تربوي لها العديد من الدلالات ومن أهمها التعبير عن محبة والتعظيم والولاء لرسول الله وخاتم الأنبياء.
وأضاف: «أيضا التجسيد الفعلي للانتماء الإيماني الأصيل للشعب اليمني الذي عبّر رسولنا عنه بقوله “الإيمان يمان والحكمة يمانية”. كما هو محطة للتزود من عطاء وأثر وبركات هذه المناسبة بما يحقق الارتقاء في درجات الإيمان وتعزيز الثبات والتمسك بموقف الحق ومواصلة السير في درب الهدى وأيضا الاقتداء والاهتداء بخير قدوة وأعظم أسوة صلى الله عليه وسلم (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
وتابع: ذكرى المولد مناسبة لتشخيص أسباب معاناة المجتمع الإسلامي ومشاكلهم في جميع المجالات. والبحث عن الحلول الصحيحة التي تشهد على صحتها وإيجابيتها ونتائجها شواهد الحجج النيرة والبرهان الساطع. الاهتمام بالمناسبة في معرفة رسوله وأهمية الدراسة لإنجازه العظيم وكيف يتحرك وطريقته في توجيه وإرشاد هذه الأمة إلى كل ما يعزز عزتها ويرفع قدرها، ولنتعلم ما بذله من جهد وجهاد وتعليمات وإرشادات كل ذلك في إطار تعزيز الصلة الإيمانية واعتبار ذلك هو الطريق والصحيح والمنفذ الوحيد للخلاص والفلاح ولمعالجة المشاكل الكبرى ولحل الأزمات المتراكمة والتغيير نحو الأفضل، ومن هنا نوجه الدعوة لكل قادة الغرب بالكف عن الإساءة لرسول الله وكتاب الله، ونحذرهم بما حذر الله الكافرين في كتابه وعن طريق أنبيائه.
درب الجهاد
أما الشيخ محمد عبده مراد، وكيل المحافظة، يقول: “نحن اليوم نستقبل ضيوف رسول الله في ساحة الرسول الأعظم في عاصمة محافظة ريمة، وهذه الساحة هي امتداد للفعاليات التي أقيمت في كل قرية وعزلة ومديرية”.
وأضاف: «هذا التواجد والحشد الكبير لأبناء ريمة فيه دلالات ما تحتله هذه المناسبة في قلوبهم من مكانة»، معبراً على فخر كل يمني بما شاهده ضمن العرض العسكري بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ 21 من سبتمبر، وهي المناسبة التي تزامنت مع ذكرى المولد النبوي عل صاحبه أفضل الصلاة والتسليم».
وقال: «ما تحقق لشعبنا من انتصارات عظيمة في كافة الميادين الجهادية والتنموية هو بفضل حكمة القيادة الربانية التي وهبها الله لهذا الشعب الطيب، مجددا نيابة عن أبناء ريمة العهد للسيد للقائد وللقيادة السياسية بمواصلة درب الجهاد في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية».
شعبٌ محب
وفي السياق قال أبو علي سنة، أحد قيادات اللجان التنظيمية، نهنئ شعبنا اليمني بمناسبة مولد الرسول الأعظم الذي يحتفل به الشعب اليمن قاطبة وليست طقوساً جديدة على الشعب اليمني، فالشعب اليمني عادة يحتفل بمولد الرسول صلى الله عليه وآله.
مضيفاً: «وها هو اليوم ينقل رسالة للعالم بمقدار الحب الذي يكنه للرسول صلى الله عليه وآله، ونحن من أنصار الرسول صلى الله عليه وآله، بل وليعلم الأعداء أننا شعب حر.. شعب قادر على صناعة المستحيلات».
وتابع: «وهي مناسبة سعيدة لننقل تهنئتنا للسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، مشيرا إلى أن شعب الإيمان والحكمة. شعب محب لرسول الله. شعب تربى على حب رسول الله وآل البيت، وهذه المناسبة هي رسالة للعالم قاطبة، وليقتدي كل العالم الإسلامي والعربي بالشعب اليمني المحب لرسول الله. وهذه الآلاف المؤلفة من الأطفال والرجال والشيوخ خرجت للاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه».
تأكيد الارتباط
رئيس قطاع التنسيق الميداني، المهندس علي ماهر نزولنا من مؤسسة بنيان بفريق تنموي متكامل قبل أسبوع إلى محافظة ريمة، وتم توزيع أعضاء على العزل والقرى والمديريات للمشاركة في الفعاليات الفرعية التي أقيمت في المديريات والتحشيد للفاعلية المركزية التي أقيمت اليوم في ساحة الرسول الأعظم بمركز محافظة ريمة (الجبين).
شاركنا في تجهز الساحة باللافتات والأعلام والأضواء وغيرها، وعملنا على أن تكون هذه الساحة أكثر اتساعاً لاستقبال ضيوف رسول الله صلوات الله عليه وآله، والذين توافدوا إليها بالآلاف للاحتفال بمولد النور المصطفى محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
مشيرا إلى ضرورة تأكيد الارتباط بالرسول العظيم، والمدافعة في مواجهة أعداء الله، أمريكا وإسرائيل وأذنابهم في ظل مرحلة تواجه فيها مقدساتنا ورسولنا وكتابنا حملات مسيئة يقودها أعداء الله.
ودعا ماهر، أبناء الشعب اليمني وكذلك البلاد العربية والإسلامية إلى التأسي برسول الله والاقتداء به قولا وفعلا وأخلاقا وجهادا في مواجهة أعداء الله، وفي التبني للحب الصادق لرسول الله صلوات الله عليه وآله في قلوبهم. مسيراً إلى أبناء محافظة ريمة وغيرها من المحافظات وهم يعيشون أجواء الاحتفال والابتهاج بمولد النور المصطفى، إنما يدللون على تجذر حب رسول الله في قلوبهم، ودليل على مصداقية قول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله عندما قال «الإيمان يمان والحكمة يمانية»
وتابع القول: «هذه الاحتفالات والحشود هي تعبير واضح الدلالات والمعاني في الامتثال لقول الله سبحانه وتعالى «بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون».
وقال: «اليوم، ونحن نحتفل بالنبي المصطفى محمد صلوات الله عليه وعلى آله، نجدد العهد والولاء، ونظهر حبنا لرسولنا الأكرم، وفي المقابل نظهر غيظنا وبغضنا لأعداء الله، ونؤكد لهم أننا متمسكون وسنظل متمسكين برسولنا وبنبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله، لأنه منقذنا وقدوتنا وهادينا من الظلمات إلى النور.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
لماذا أوصى الرسول بالإكثار من ذكر الله؟.. علي جمعة يوضح السبب
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى الذكر من خلال برنامج يومي حرص عليه -صلى الله عليه وسلم-.
أفضل سورة تقرأ بين المغرب والعشاء.. تجلب الرزق والبركة في البيت فهل تعرفها؟ أول معصية وقع فيها إبليس.. يفعلها كثيرون بسهولة وغفلة فاحذرها لماذا أوصى الرسول بالإكثار من ذكر اللهوأوضح “ جمعة ” عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في إجابته عن سؤال : لماذا أوصى الرسول بالإكثار من ذكر الله تعالى؟، أنه -صلى الله عليه وسلم- دعا الصحابة إليه لأهميته حتى يكون المسلم على صلة دائمة بربه.
وأضاف أنه يبدأ برنامج سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- اليومي في الذكر مع استيقاظه ؛ فكان إذا استيقظ في الصباح ذكر ربه فقال: «الحمد لله الذي عافاني في جسدي وردّ عليّ روحي وأذن لي بذكره». ثم إذا قام من فراشه قال: «أصبحنا وأصبح الملك لله»..
وتابع: وكان إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». والخبث بضم الخاء جمع الخبيث: وهو من شياطين الجن ، والخبائث جمع الخبيثة: وهي من شياطين الجن. فيستعيذ من ذكرانهم وإناثهم عند دخول هذا المحل الذي تتواري فيه الفضلات .
وأشار إلى أنه كان سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك». وهي كلمة بليغة خفيفة على اللسان عظيمة في الميزان لها أكبر الأثر في ذكر الله على كل حين وينبغي على المسلم أن يداوم عليها فإن كثيراً من الناس على الرغم من خفة هذا العمل لا يداوم عليه ولا يذكر الله في كل وقت وحين.
وبين أنه كان -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من بيته قال: «بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله». وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر في طريق فيه مرتفع وصعد هذا المرتفع كبر وقال: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر». وإذا كان فيه منخفض نزل هذا المنخفض وسبح وقال: «سبحان الله سبحان الله سبحان الله» كما أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال: كنا: إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا.
وأفاد بأنه كان -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد قال: «اللهم افتح لنا أبواب رحمتك». ثم بعد ذلك يشتغل بالصلاة التي تبدأ بالذكر: «الله أكبر» ولا يحدث فيها إلا الذكر «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن». ثم ينهيها بذكر الله بقوله: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ثم يذكر الله بعدها كما ذكره قبلها فكان يسبح الله ثلاثاً وثلاثين، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبر ثلاثاً وثلاثين، ثم يتم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
وأردف: وكان -صلى الله عليه وسلم- يكثر من سيد الاستغفار بقوله: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
ونبه إلى أنه كان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى المساء قال: «أمسينا وأمسي الملك لله» ، وهكذا في كل حركة ولهذا المنهج الرباني والمثال الفريد في الذكر والتأسي فيه بسيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- قال العلماء: إذا فقد المسلم المربي المرشد فإن مرشده الأعظم هو سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . فيكثر من الصلاة عليه ولا يقل ذلك عن ألف مرة في اليوم والليلة.
واستشهد بما ورد عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: «يا أيها الناس اذكروا اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة. جاء الموت بما فيه. جاء الموت بما فيه» قال أبي قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت» قال قلت: الربع؟ قال: «ما شئت. فإن زدت فهو خير لك». قلت: النصف؟ قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك». قال قلت : فالثلثين؟ قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك» قلت اجعل لك صلاتي كلها. قال: «إذا تكفي همك ويغفر لك ذنبك».
وأوصى قائلاً: فالهجوا بالصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليل نهار. واستغفروا الله على الأقل في اليوم مائة مرة. أسوة بالحبيب المصطفي -صلى الله عليه وسلم- الذي لم يفتر عن الاستغفار. وإنما استغفر ربه من غين الأنوار التي أغلقت باب الخلق. وإن كان باب الحق عنده مفتوحاً دائماً. استغفروا ربكم وتوبوا إليه. واذكروه في كل وقت وحين. فالذكر منهج المسلم اقتداء بسيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو خير الذاكرين.
فضل كثرة ذكر اللهورد أن أفضل ما يَشغل العبد به وقته، هو ذكر الله -تعالى-، تلك العبادة السهلة الميسورة التي رتَّب الله -تعالى- عليها الأجر الكبير والثواب الجزيل، وهو ما ينفع المسلم في الدنيا والآخرة، وفي يأتي بيانٌ لفضائل كَثرة ذكر الله -تعالى-.
الذكر أحب الأعمال إلى الله
تقوم عبادة ذكر الله -تعالى- على التِّكرار بالقلب واللسان؛ فقد ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية أدعيةٌ وأذكارٌ فيها تعظيمٌ لله وثناءٌ عليه، لذا فقد كانت هذه الأعمال هي أحبُّ الأعمال إلى الله -عزَّ وجلّ-؛ لما فيها من تسخير العبد نفسه لتعظيم الله -تعالى-. ودليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أُخْبِرُكم بخيرِ أعمالِكم لكم وأزكاها عندَ مَليكِكم وأرفعِها لدرَجاتِكم وخيرٍ لكم مِن إعطاءِ الوَرِقِ والذَّهَبِ وخيرٍ لكم مِن أن تَلْقَوا عدوَّكم فيضرِبون رِقابَكم وتضرِبون رِقابَهم ذِكْرُ اللهِ عزَّ وجلَّ).
النجاة من النار
يُعدُّ الإكثار من ذكر الله -تعالى- من أسباب النجاة من النار يوم القيامة، فقد جاء في الحديث الصحيح في ثواب من يذكرون -تعالى-، ويُكثرون من ذكره، ويُمجِّدونه ويُسبِّحونه ويسألون الله الجنَّة، ويتعوَّذون من النار، أنَّ الله -تعالى- يقول للملائكة عنهم:(فأُشهدِكُم أني قد غفرتُ لهم)، فببركة الذاكرين لله -تعالى- وكثرة ذكرهم غفر الله لهم ذنوبهم.
إحاطة الملائكة بمجالس الذكر
وجاء أنَّ الذاكر لله يتلفَّظ بأشرف الأذكار والأدعية، ومجالسهم خير المجالس، حيث اجتمعوا على طاعة الله -تعالى- وتمجيده والثناء عليه، لذا أثابهم الله بأن أحاطهم بالملائكة الكرام البررة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
تطبيق وصية رسول الله
أمر الله -تعالى- نبيه الكريم أن يُلازم الذاكرين لله -تعالى- في قوله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ)،[٤] وقد وصَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا ذرٍّ بالإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، يقول -صلى الله عليه وسلم-:(يا أبا ذر! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت بلى، قال: لا حول ولا قوّة إلا بالله).
والناظر في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- يجدها مليئةً بترتيب الخير على من واظب على الذكر وأكثر منه، فالمداومة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار المناسبات تُعتبر تنفيذاً لوصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كثرة الذكر تحث على التوبة إنَّ الذاكر لله -تعالى- يبتغي في ذلك مرضاة الله، لذا تجده يخشى على أعماله وأذكاره من ضياع الأجر والثواب، فتجده يثسارع إلى التوبة والإنابةِ لله كلَّما أذنب؛ خوفاً على ما قدمه من عملٍ أن ينقص أو يذهب أجره، خاصَّةً أنَّ كثيراً من الأذكار فيها استغفارٌ وتوبةٌ ورجوعٌ إلى الله -تعالى-.
وسيد الإستغفار يُعلّق قلب الذاكر بالله -تعالى-، لذا يُسرع بالتوبة إلى الله -تعالى ويُكثر منها؛ لعلمه أنَّ التوبة تُجدِّد العهد مع الله وتحفظ له ثواب ذكره، وتُبعِد عن العبد الغفلة، وتدفع عنه شُؤم المعصية وسُوء العواقب والبلايا.
سبب لزيادة محبة الله والقرب منه
وورد أنَّ المرء إذا أحبَّ شيئاً أكثر من ذكره، وهذا هو حال من أحبَّ الله -تعالى-، فإنَّه يُكثر من ذكره -جلَّ وعلا-، رغبةً في زيادة التقرُّب إليه والحصول على رضاه وغفرانه، فالمداومة على الذكر علامةٌ على حبُّ الله -تعالى- للذاكر؛ بأن يَسَّر له كثرة الذكر، وكلَّما أدَّى العبدُ الذكر واجتهد فيه، وجد زيادةً في محبّته لله -تعالى-.
طرد الشياطين
وجاء أن الشيطان ضعيفٌ أمام الذكر، ولا يقدر على سماع ذكر الله، وهذه دلالةٌ على ضعف حيلة الشيطان حيث إنَّه لا يقدر على مواجهة اسم الله -تعالى-، فالشيطان يُطرد ولا يقف أمام ذكر الله، مثل قراءة سورة الناس التي فيها تحصينٌ للعبد من وسوسة إبليس وطردٍ للشيطان وكيده.
ووصَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- بذكر الله لطرد الشياطي، فقال: (إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ، أوْ قالَ: جُنْحُ اللَّيْلِ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فإنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ، وأَغْلِقْ بَابَكَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وأَوْكِ سِقَاءَكَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وخَمِّرْ إنَاءَكَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، ولو تَعْرُضُ عليه شيئًا).
سبب لحسن الخاتمة
فقد ورد أن حسن الخاتمة هي غاية كُلّ عبدٍ، ولأجلها يجتهد العبد المسلم في حياته ليلقى الله -تعالى- بخاتمةٍ حسنةٍ تكون على طاعةٍ أو عبادةٍ، ولينال العبد حُسنَ الخاتمة جاء في السنة النبوية حثٌّ على كثرة ذكر الله -تعالى- بشكلٍ عامٍ، وحديث آخر على الموت على لا إله إلا الله، نذكرهما فيما يأتي: قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كان آخَرُ كَلامِه لا إلهَ إلَّا اللهُ، وَجَبَتْ له الجنَّةُ)، فهذا حديثٌ خاصٌّ بذكر لا إله إلا الله، وأنَّ من قالها عند الموت دخل الجنة، وهذه الكرامة لا تكون إلَّا لمن حافظ على ذكر الله -تعالى- فاستحقَّ أن يُكرم ويموت عليها. سُئل النبي -صلى الله عيه وسلم- عن أفضل الأعمال، فقال: (أن تفارق الدنيا ولِسانُك رَطْبٌ مِن ذِكرِ اللهِ)، ففي هذا الحديث العامّ بيانٌ أنَّ ذكر الله -تعالى- لا ينقطع عن لسان العبد حتى يلقى ربَّه ذاكراً لله -تعالى-، وأنَّ هذا العمل هو من أحبّ الأعمال إلى الله -تعالى-.