شروق عوض (دبي)
أكد المهندس عبدالله الرميثي، ممثل لـ«COP28» في مقر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في ألمانيا، سفير عام الاستدامة، مدير إدارة السياسات والتشريعات البيئية والتغير المناخي في هيئة البيئة في أبوظبي، وزميل برنامج «خبراء الإمارات»، أن دولة الإمارات تكثّف جهودها للحد من تداعيات تغير المناخ محلياً وعالمياً، من خلال تعزيز التعاون والعمل الشامل والتكاملي الذي يسعى إلى توحيد جهود الاقتصادات الناشئة والدول المتطورة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، إضافة إلى مستهلكي الطاقة ومنتجيها، وذلك بهدف إيجاد الحلول المناسبة وتحقيق التغيير المطلوب.


وقال الرميثي في حوار مع «الاتحاد»، إن الجهود الجبارة التي تبذلها دولة الإمارات في هذا المجال، تعكس الإدراك التام للتحديات التي يشكلها تغير المناخ على المستويين المحلي والعالمي، كما تعتبر الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة من بين أولوياتها الرئيسية، ونتيجة لذلك، فلقد اتخذت الدولة العديد من الخطوات للحد من تداعيات تغير المناخ، ومن أبرزها التنوع في مصادر الطاقة، والتشجيع على الابتكار والبحث العلمي، وتعزيز دورها في المحافل الدولية المتعلقة بالتغير المناخي، والتوعية والتعليم وغيرها.
وأضاف: أن لدولة الإمارات دوراً رائداً في العمل المناخي بصفتها شريكاً مسؤولاً وموثوقاً للمجتمع الدولي في دعم جهود التحول إلى الطاقة النظيفة، إذ تحتضن 3 من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها في تكلفة الإنتاج، كما استثمرت أكثر من 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة المتجددة في 70 دولة في أنحاء العالم، وتعتزم إطلاق استثمارات إضافية بقيمة 50 مليار دولار بحلول 2030.

أخبار ذات صلة «نسائية دبي»: رعاية الشيخة فاطمة لمنتدى المسؤولية المجتمعية دعم ومساندة للمرأة تحدي «التقاط العلم» يكشف ثغرات الويب مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

وأشار إلى أن استضافة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» في مدينة «إكسبو دبي» خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبليّن، تأتي ضمن رؤية الدولة التي تنظر إلى العمل المناخي كفرصة للتصدي لتحدٍ يؤثر على البشرية والعالم، وتحويل هذا التحدي إلى فرصة للنمو الاقتصادي المستدام، خاصةً في ضوء المكانة المتميزة والموقع الفريد للإمارات.
ولفت إلى أن دولة الإمارات تمتلك أيضاً رؤية قوية في قضية تحول الطاقة، ومن المتوقع أن يحقق COP28 تقدماً في ملفات «عملية استخلاص الحصيلة العالمية»، لاحتساب الخسائر والأضرار، ووضع الهدف العالمي للتكيف وتحول الطاقة، بالإضافة إلى التقييم العالمي الأول لاتفاق باريس. 

خطة طموحة
أكد الرميثي أن دولة الإمارات سترحب بدول العالم في المؤتمر، الأمر الذي يلزم الجميع استغلال هذه الفرصة لتحقيق شعور متجدد بالثقة والطموح الذي يحشد الجميع حول العمل المناخي التحويلي، مشيراً إلى أن كل الحقائق العلمية تؤكد على ضرورة إجراء نقلة نوعية وتطوير جذري لأسلوب استجابة العالم للتغيُّر المناخي، لافتاً إلى أن خطة الركائز الأربع لمؤتمر المناخ المقبل، طموحة وشاملة لمفاوضات المناخ.
وحول أهم ركائز التكيف مع تغير المناخ؟، قال عبدالله الرميثي: «نقف اليوم عند منعطف حرج في عملية المناخ، فقد بدأنا أول عملية استخلاص للحصيلة العالمية على الإطلاق بعد اتفاقية باريس للمناخ في 2015 ويستمر ذلك حتى 2030، حيث يجب على العالم عندئذٍ خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 43% إذا أردنا الإبقاء على الارتفاع في درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، كما سيجعلنا التكيف مع تداعيات التغير المناخي ووسائل التنفيذ (التي تعتمد على مجموعة متنوعة من الممكنات كالتمويل الأخضر، وبناء القدرات، والحوكمة والمتابعة والتقييم، والتثقيف والتوعية، والتعاون الدولي)، متوافقين مع جميع الدول الأعضاء للعمل معاً في وقت قصير لتحقيق الطموحات».

التأثيرات المناخية
وحول تأثيرات التغير المناخي على دول العالم؟، قال: إن التأثيرات متزايدة في كل مكان، مثل الوضع المأساوي في ليبيا حيث سقط آلاف الضحايا بسبب الفيضانات الغزيرة، عندما تلقت البلاد ثمانية أشهر من الأمطار في يوم واحد، وحرائق الغابات والفيضانات والانهيارات الأرضية التي دمرت مجتمعات من الصين والهند والقارة الأفريقية إلى الولايات المتحدة والمكسيك وجنوب أوروبا«، موضحاً أن هذه التأثيرات تشير إلى الأهمية البالغة لتكثيف جهود التكيف للدول عامة والبلدان النامية الأكثر ضعفاً خاصة.

حماية البشرية
عن طبيعة عمله كممثل لـ «COP28» في مقر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان تغير المناخ في ألمانيا؟، أكد الرميثي أنه يعمل مع زملائه من البلدان الذين شاركوا في أول تقييم عالمي لاتفاق باريس، حيث لديهم عملية تمكنهم من إجراء تقييم موضوعي لبرامجهم بشأن العمل المناخي العالمي، وتحديد الثغرات والاستجابة من خلال تصحيح المسار العالمي الذي يمكن أن يحقق التكيف مع التغيير التحويلي، وسيكون في مقدمة هذه الأمور الجهود المبذولة لحماية حياة البشر وسبل عيشهم في جميع أنحاء العالم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف تغير المناخ الإمارات التغير المناخي المناخ مؤتمر المناخ العالمي دولة الإمارات الأمم المتحدة العمل المناخی تغیر المناخ إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم

في السودان كما في غيره من بلدان العالم، تقدم الإمارات جرعات حياة لأناس شردتهم الحروب، وتُعبد لهذه الدول الطريق إلى بر السلام والأمان.
رئيس حركة العدل والمساواة، وعضو الهيئة القيادية في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، سليمان صندل، أشاد بالدعم الإماراتي المقدم لبلاده في المجال الإنساني والسياسي الرامي لحل الأزمة، منتقدا “دبلوماسية” الخرطوم في مهاجمة الدول الصديقة والشقيقة.
علاقات قديمة وراسخة
وقال صندل في مقابلة مع “العين الإخبارية”، إن “العلاقات بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة قديمة وراسخة منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي علاقات ترسخت بين الشعبين في جميع المجالات المهمة، وأكبر دليل على ذلك حجم الجالية السودانية الموجودة في الإمارات ومشاركتها في الحياة العامة هناك”.
وأضاف: “دولة الإمارات قدّمت دعما مقدرا وسخيا لتخفيف وطأة الوضع الإنساني الذي تفاقم بشكل كبير وكارثي بسبب استمرار الحرب، من حيث نقص الغذاء والدواء والمياه والمأوى لملايين السودانيين”.
وتابع: “دفعت دولة الإمارات ملايين الدولارات لعدد من المنظمات الدولية العاملة في مجال الغوث الإنساني لتعزيز قدراتها لتقديم الدعم الإنساني للمتضررين الذين هم في أشد حاجة لهذه المساعدات”.
وزاد: “يمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى الاتفاق الذي تم مع منظمة الصحة العالمية وبموجبه قدمت الإمارات مبلغ 8 ملايين دولار لتعزيز قدرات هذه المنظمة لتقديم الرعاية الصحية الأولية للوضع الإنساني في السودان، وكذلك الاتفاق الذي تم مع برنامج الغذاء العالمي مؤخرا. والدعم الإماراتي في مؤتمر باريس حول الوضع الإنساني في السودان”.
“محاربة طواحين الهواء”
من جهة أخرى، انتقد صندل الخطاب المعادي الذي ينتهجه مسؤولون سودانيون محسوبون على مجلس السيادة، قائلا إن “العلاقات مع دولة الإمارات واستقرارها مهمة للغاية للشعب السوداني”.

واستطرد: “السودان تضرر كثيرا من طريقة إدارة الدبلوماسية السودانية لعلاقاتها مع دول الجوار الإقليمي وكذلك المحيط العربي، وشهدنا كيف كانت تدار هذه العلاقات بعقلية محاربة طواحين الهواء وإلقاء التهم في كل الاتجاهات حتى انعزل السودان دوليا”.

وفي هذا السياق، اعتبر رئيس حركة العدل والمساواة، أن “مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس، ما زال يقرأ للأسف من الكتاب القديم”، وأردف: “الحل في أيدينا وعلينا أن نواجه الأزمة بكل شجاعة والحل هو وقف الحرب والذهاب إلى الحوار، من أجل التوصل لحل سياسي شامل لإعادة الاستقرار والسلام وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية الفظيعة”.
والخميس الماضي، جددت دولة الإمارات على لسان بعثتها في الأمم المتحدة، دعوتها الأطراف المتحاربة في السودان، على وقف القتال فورًا.
وفي بيان لها، قالت البعثة إن “رسالة ممثل السودان المؤرخة في 10 يونيو/حزيران 2024 مليئة بالمغالطات والادعاءات المفبركة بشكل صريح ضد دولة الإمارات”.
وأكدت الإمارات دعمها لدفع المفاوضات قُدُماً، ما يفضي إلى استعادة حكومة شرعية تمثل أفراد الشعب السوداني كافة.
وسبق وأن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية، في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.
وأفلح منبر جدة إعلان أكثر من هدنة، تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

دعم اقتصادي واستثماري
رئيس حركة العدل والمساواة، تطرق أيضا لحجم التعامل الاقتصادي والاستثماري بين الدولتين، ودور الإمارات في عدد من المشاريع الزراعية على رأسها مشروع (وادي الهواد) في ولاية نهر النيل ومشاريع شركة (أمطار) وأخيرا مشروع ميناء (أبو عمامة) على ساحل البحر الأحمر”.
وتمثل أراضي مشروع “وادي الهواد” قيمة اقتصادية عالية الخصوبة لممارسة الزراعة خاصة محصول الذرة.
ويقع المشروع الزراعي في ولاية نهر النيل (شمال)، وتبلغ مساحته نحو 2.4 مليون فدان.
ويعتبر “وادي الهواد” من أكبر الوديان التي تشق سهل البطانة من الشرق إلى الغرب. وينتهي مصبه عند نهر النيل بالقرب من منطقة كبوشية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، وقّعت الحكومة السودانية وتحالف من شركات إماراتية وسودانية، يضم شركة موانئ أبوظبي وشركة إنفيكتوس للاستثمار لإدارة وتشغيل ميناء أبو عمامة والمنطقة الاقتصادية على البحر الأحمر باستثمارات قيمتها ستة مليارات دولار.
وفي عام 2014، أسست دولة الإمارات مشروع “أمطار” الزراعي على مساحة 300 ألف فدان على بعد حوالي 334 كيلومترا شمالي الخرطوم بمحلية “الدبة” بالولاية الشمالية شمالي السودان لإنتاج العلف.

العين الاخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة يفتحان باب التسجيل بنموذج محاكاة قمة المناخ
  • وزيرة البيئة بعد أداء اليمين الدستورية: خفض الانبعاثات ومواجهة تغير المناخ أولوية
  • خلال ساعة .. تغير ملحوظ على أسعار الذهب محليا
  • مبادرة نوعية لتوسيع قاعدة ممارسي الشطرنج محليا
  • هل يؤثر التغير المناخي على الإصابة بعدوى الليستريا؟.. طرق الوقاية
  • شراكةٌ بين «ألف للتعليم» و«معهد كينيا» و«يونيسيف»
  • صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً
  • بعد ارتفاع أسعاره.. منتجو زيت الزيتون يضاعفون جهودهم لمواجهة تأثيرات تغير المناخ
  • 2.8 تريليون دولار خسائر العالم خلال 20 عاماً جراء التغير المناخي
  • رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم