معهد واشنطن: وصول السوداني الى رئاسة الحكومة لم يكن سلسلا.. ويقود الان مشروع براقا هو طريق التنمية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
28 سبتمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: اعتبر تقرير لمعهد واشنطن، ان حكومة محمد السوداني في العراق، تسعى الى الالتفاف على الخيار الثنائي التقليدي بين واشنطن وموسكو من خلال تسمية واضحة وبراقة للطريق الجديد عنوانه “مشروع طريق التنمية” والواصل إلى بكين كونها الطريق الثالث للمستقبل.
يرى التقرير انه لم يكن وصول محمد شياع السوداني إلى رئاسة الوزراء في بغداد بالسلاسة المطلوبة للقوى القريبة من المحور الشرقي.
في ظل هذه الوضع الهش والعلاقات المرتبكة، حاولت حكومة السوداني الالتفاف على الخيار الثنائي التقليدي بين واشنطن والغرب ومعظم دول الخليج من جهة، وطهران ودمشق ولبنان ومن خلفهم موسكو من جهة أخرى. علاوة على ذلك، جاء هذا الطريق الجديد من خلال تسمية واضحة وبراقة عنوانه “مشروع طريق التنمية” والواصل على ما تشير الدلائل إلى بكين كونها الطريق الثالث للمستقبل.
جاءت إعادة التنظيم السياسي في العراق كردة فعل لتغير وجهات نظر العراقيين تجاه الولايات المتحدة والفضاء الجيوسياسي الأوسع، بما في ذلك الانسحاب الأمريكي الهزيل من أفغانستان والتغيرات السياسية في المنهجية السياسية الأمريكية بوصول بايدن، وفشل عملية إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وجمود الملف السوري، ودعم أردوغان الثابت لبوتين ،والهجمات الروسية المستمرة على أوكرانيا، وحركة الاقتصاد المرتبط بأسعار النفط والتضخم والاضطرابات المالية في أسعار العملة من القاهرة إلى طهران، وقضية الخوف من العقوبات الاقتصادية الصارمة. وبالنهاية والأهم تزايد الصعود الاقتصادي الصيني.
ولم يتمكن العراق منذ الاحتلال الأمريكي له وسقوط نظام صدام في عام 2003 من الخروج من دوامة التناطح الأمريكي والخليجي في وجه طهران وحلفائها، حيث تسببت حالة التنافس الثنائية هذه في أنهاك قواه داخلياً وجعلته ساحة لتصفية الحسابات، ودفع العراقيون ثمناً باهظاً جراء هذا الوضع.
لذا، ومع حدوث تطورات واضحة في السياسات الدولية في ساحة الشرق الأوسط دفع المسؤولون العراقيين في بغداد إلى النظر من نافذة جديدة قد تقلق واشنطن على الأكثر. ويرى هؤلاء المسؤولون، أن الدور المتنامي للصين في المنطقة ما زال غير مثقل بالعديد من القضايا التي يعلقونها على الجهات الفاعلة الأخرى، حيث تجنبت الصين الانخراط المباشر في التنافس مع الولايات المتحدة علي المنطقة. لكن، التطورات الإقليمية بدأت تُشير إلى أن الانكماش الأمريكي الدولي والعجز الروسي لقيادة القسم المضاد لأمريكا من العالم، يُمهد الطريق لبكين لشقّ طريقها السياسي إلى تلك المنطقة.
و ينجذب المسؤولون العراقيون في بغداد إلى السياسة الصينية التي يطرحها الدبلوماسيون الصينيون، ويعتقدون أن الصين غير مكترثة بنمط الحكم في بلدان العالم الثالث، ولا تتدخل في الصراعات الإقليمية بصورة مباشرة، وتتفادي التماس مع الملفات الحساسة في المنطقة كملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وغالبا ما يقوم المراقبون بإجراء مقارنة بين التراجع الواضح في الاهتمام الأمريكي بالمنطقة، والصعود الصيني المتسارع في الاقتصاد.
علاوة على ذلك، دفع التغيير في الإدارة في واشنطن المسؤولين العراقيين إلى توخى الحذر خاصة بعد أن أدركوا أنه لا يمكن الاستكانة لاتفاقيات ومعاهدات مع واشنطن التي قد تنتهي بتبدل الإدارة الامريكية. كذلك، تدرك بغداد التي كانت لها علاقات طويلة وحميمة مع موسكو في الفترة التي سبقت سقوط صدام حسين أن روسيا لا يمكنها أن تملئ الفراغ الأمريكي أن حدث.
لذا، كان الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران العدوان اللدودان بالمنطقة وبرعاية بكين بمثابة ورقة إعلان سياسي عن الظهور الصيني في المحفل الشرق الأوسطي. العراق الذي كان له دور في تلك المفاوضات كان يشاهد باستغراب كيف أن واشنطن كانت تراقب الاتفاق وهو يحدث دون أن تحرك ساكناً. كذلك كان يشاهد العراق كيف تتراكض القوى الخليجية والإقليمية المحسوبة على واشنطن لتقديم طلبات للانضمام لتكتل “بريكس” BRICS الذي ينظر إليه الكثيرون في العالم الثالث على أنه البديل الممكن للقيادة الغربية الحالية للعالم. كما كانت الاتفاقية الصينية الإيرانية الطويلة الأمد مثال آخر على تمدد بكين ووصوله للحدود العراقية.
في هذا السياق، دفع التراجع الملحوظ في ردود أفعال الولايات المتحدة على تلك التطورات السوداني وفريقه لاقتراح مشروع طريق التنمية، وهو مشروع يعتبره البعض أنه امتداد لمشاريع الصين المتمثلة بـ”الحزام والطريق”، وكانت تلك الخطوة بمثابة إعلان عراقي لفتح البلاد سياسياً للصين. يذكر أن الشركات الصينية لديها استثمارات بمليارات الدولارات في العراق وان حجم التبادل التجاري بين البلدين “تجاوز 53 مليار دولار أمريكي سنة 2022 ” بحسب بيان السفارة الصينية في بغداد، ولكن الدور الصيني السياسي المستقبلي تعزز بإعلان المشروع حصراً.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: طریق التنمیة فی بغداد
إقرأ أيضاً:
لعام آخر.. العراق يحتاج الغاز الإيراني ولا بدائل قريبة - عاجل
بغداد اليوم – بغداد
أكد النائب حسين حبيب، اليوم الأحد (9 آذار 2025)، أن العراق بحاجة الغاز الإيراني لمدة عام، حتى يتسنى له إيجاد بدائل مناسبة لرفد منظومة الطاقة العراقية.
وقال حبيب في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "موضوع استيراد الغاز من إيران يكتسب أهمية خاصة، كونه يشكل ضرورة لاستمرار إنتاج الكهرباء، حيث يغذي نسبة ليست قليلة من المحطات الرئيسة، رغم انخفاض هذه النسبة مقارنة بالسنوات الماضية، مع بدء العراق إنتاج الغاز محليا لتغذية محطات توليد الطاقة".
وأضاف أن "بغداد لديها علاقات دبلوماسية وسياسية وطيدة مع واشنطن، مبنية على مصالح مشتركة منذ سنوات، ومن الضروري استثمار هذه العلاقات لإبرام اتفاق مع واشنطن يسمح باستيراد الغاز الإيراني لمدة عام، لتجاوز مرحلة صعبة من أزمة الكهرباء".
وأشار حبيب إلى أن "استثمار العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع واشنطن يعد ضرورة لتمديد الاستثناء على استيراد الغاز الإيراني، مما يمنح الحكومة فترة زمنية كافية لتوفير البدائل"، مبينا أن "عدم التوصل إلى اتفاق سيدفع الحكومة إلى البحث عن خيارات أخرى، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه دون حلول ليس منطقيًا، خصوصًا مع اقتراب العراق من ذروة الاستهلاك في صيف 2025".
وفي الشأن ذاته، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأحد، على ضرورة أن تتوقف حكومة العراق عن الاعتماد على مصادر الطاقة الإيرانية.
وأكد الوزير في تصريحات حصرية عبر قناة العربية وتابعتها "بغداد اليوم"، أن "الضغوط القصوى التي تمارسها الولايات المتحدة على طهران تأتي بهدف إنهاء التهديد النووي الإيراني"، مشيرًا إلى أن "إيران تعد موردًا غير موثوق للطاقة".
وأضاف أن "التحول في قطاع الطاقة بالعراق يوفر فرصًا كبيرة للشركات الأمريكية" ، مؤكدًا "استعداد واشنطن لدعم هذا التحول بما يخدم مصالح العراق ويعزز أمن الطاقة في المنطقة".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في شباط الماضي عقوبات جديدة على شبكة دولية تُتهم بتهريب النفط الإيراني إلى الصين، وهي أولى الإجراءات الجديدة في إطار سياسة ما يُعرف بـ"الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن هذه الشبكة قامت بنقل ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني، مما وفر مئات الملايين من الدولارات لتمويل القوات المسلحة الإيرانية وحلفاء طهران في المنطقة.
وانتهى يوم الخميس الماضي "الإعفاء" الأمريكي لتصدير الغاز الإيراني للعراق.