جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تتبنى هجوما على ثكنة لجيش مالي
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
نشرت جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة -اليوم الخميس- صورا لذخائر ومركبات عسكرية للجيش المالي قالت إنها استولت عليها بعد هجوم استهدف ثكنة له في مدينة تمبكتو التاريخية شمالي البلاد.
وكان الجيش المالي أعلن في بيان أمس الأربعاء أنه صد هجوما لجماعة إرهابية على منطقة أشرن، التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن تمْبكتو.
وأشار تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن سكان مدينة تمبكتو باتوا معزولين عن العالم بسبب حصار يفرضه عليهم مسلحو جماعة تطلق على نفسها "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" تابعة لتنظيم القاعدة، وتقاتل السلطات المالية منذ سنوات.
ونقلت الوكالة عن ناشط في المجتمع المدني بالمدينة قوله -أمس الأربعاء- إن سكان تمبكتو اعتقدوا في البداية أن إعلانا كان قد نشره المسلحون المتشددون يتوعدون فيه بفرض حصار على المدينة كان لمجرد الترهيب، لكنهم الآن يدركون جدية ذلك التهديد بعد أن أصبحوا شبه معزولين عن العالم.
وقال الناشط المالي، ويدعى العزيز محمد يحيى "كنا نعتقد أنها مجرد رسائل صوتية لبث الخوف، واليوم ما نعيشه بصراحة هو الحصار فعلا".
ويتحدث بعض سكان تمبكتو ممن نقلت الوكالة شهاداتهم، عن وضع أمني صعب و نقص في المؤونة والمواد الغذائية، حيث لم تعد الشاحنات تدخل المدينة التي بات السكان يغادرونها على مسؤوليتهم الخاصة.
وقال أحد سكان تمبكتو، كان قد عاد إليها لتوِّه على دراجة نارية قادما من غوندام، التي تبعد نحو 80 كيلومترا من تمبكتو، إنه كان وحيدا في الطريق، وأضاف "لم ألتق سوى بمسلحين مدججين بالسلاح يحملون رشاشات على متن دراجات نارية".
وكانت الجماعة المذكورة أعلنت عبر سلسلة رسائل نشرتها مطلع أغسطس/آب الماضي أنها قد "أعلنت الحرب" على منطقة تمبكتو.
وحذر زعيم محلي في الجماعة، يدعى أبا طلحة، الشاحنات القادمة من الجزائر وموريتانيا وأماكن أخرى في المنطقة من دخول تمبكتو، مؤكدا أن المركبات التي لا تستجيب للتحذير "سيتم استهدافها وإحراقها".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
القيمة الاجتماعية للزرق: ما وراء القاعدة
القيمة الاجتماعية للزرق: ما وراء القاعدة..
دخول القوات المشتركة فى منطقة الزرق يمثل ضربة شديدة التأثير على آل دقلو وخاصة الأسرة ، فهذه المنطقة بإمتداداتها تعتبر (ملاذ خلفي) لبدايات تشكيل دولة العطاوة ، أو العطوية ، هى ليست نقطة عسكرية أو إرتكاز فحسب ، وإنما (دار جديدة) للقبيلة ولمجتمع الشتات ، هنا بدأت أحلام كثيرة لإعادة امجاد غابرة ، كانت بداياتها فى العام 1171م ، واستمرت حتى 1501م .. وذلك هو السر وراء كثير من الضباب..
فمنذ العام 2023م ، سحبت مليشيا كل المدرعات من قاعدة الزرق وتم الدفع بها إلى الخرطوم فى اطار حملة مليشيا الدعم السريع احكام السيطرة على البلاد ، والكثير من العتاد تم الحصول عليه من خلال اموال وفرها الاتحاد الاوربي تحت غطاء محاربة الهجرة غير الشرعية ، واتخذت المليشيا من ذلك ستارا لبناء قاعدة عسكرية للتدريب والتاهيل وكانت اهم محطات التاهيل وتطوير القدرات دون رقابة لصيقة من الحكومة المركزية..
وفى اطار خطوات السيطرة على الخرطوم ، اشاع اعلام المليشيا تفكيك قاعدة الزرق ونقل العتاد العسكري والسيارات إلى الخرطوم و منها 170 عربة قتالية اتجهت إلى مروى ، و73 عربة قتالية وصلت إلى المدينه الرياضية يوم 13 ابريل 2023م لدخول القيادة العامة والسيطرة عليها ، وشوهدت عربات مدرعات محمولة على شاحنات تدخل الخرطوم ، وبقية التفاصيل معلومة..
ومنذ ذلك الوقت وكافة المتغيرات العسكرية فإن قاعده الزرق ظلت (نقطة عبور) للأسلحة القادمة من ليبيا أو المجموعة الزاحفة إلى الفاشر ، ومخزن مرجعي للفاشر..
ومع قلة الفاعلية العسكرية للزرق على المستوى الآجل ، إلا إنها ظلت ذات قيمة استراتيجية كبيرة فى المنظور الإجتماعي والعسكرى للمليشيا..
فبعد سقوط آخر الممالك الفاطمية فى الشمال الافريقي وتفرق مجموعات كثيرة جنوبا ، وتحالفهم مع ممالك النوبة نشأت تشكلات و سلطات جديدة فى الشمال السوداني وامتدت غربا إلى وادى الملح شمال دارفور ، بما يعرف (مملكة خذام) عام 1310م ، وامتد سلطانهم حتى منطقة (الجنيق) قرب (الزرق) وتقريبا فى ناحية (دونكى) الوخائم الحالى ، ومع سقوط دولة علوة فى شمال السودان لصالح دولة الفونج ، فإن سلطة الخزام تراجعت خاصة بعد نشوب معركة (ناقة فنى) عام 1501م ، وهو معركة بين ابناء العمومة ، وتراجعت السلطنة وبقيت مسميات القبيلة (ومنهم العطاوة وخزام) وقد تراجع وجودهم إلى حدود شمال كردفان وجزء من دارفور ، بينما اصبحت هذه المنطقة من حواكير الزغاوة وامتداداتهم التجارية،..
و خلال السنوات القليلة الماضية نشط آل دقلو فى إعادة إعمار المنطقة و إجراء تغيير ديمغرافى حتى تصبح مرة اخري (دارا) جديدة للعطاوة أو نواة دولة (الجنيد) وابناء راشد..
وهناك الكثير من الاشارات التى تعزز هذه الفرضية:
– واولها: إنتقال أسرة (آل دقلو) ، إلى هذه المنطقة ، فقد تم منذ وقت مبكر تعيين (جمعة دقلو) عم حميدتي عمدة فى المنطقة ، ولحقه شقيقه حمدان دقلو والد قائد المليشيا وكل الأسرة من النساء والاخوات والأصهار ، وغالب القاطنين فى المنطقة من خاصة آل دقلو ، وكذلك القوة العسكرية فى المنطقة من الرزيقات فقط..
– تم تركيز الاهتمام على تشجيع الرعاة للعودة للمنطقة ، مع قلة المرعى ، ولكن تم مضاعفة عدد (دوانكي المياه) ، وهذا وضع مناسب (للأباله) ..
– تتحكم المنطقة فى حركة التجارة العابرة ، وهو وضع جيد لأسرة تمتلك الكثير من المال ولديها الرغبة فى المزيد ، هنا تمر كل التجارة العابرة من ليبيا للسودان ، وكل السلع والمنتجات الحيوانية فى طريق التهريب إلى مصر ، ومن هنا يتم تهريب الصمغ العربي والذهب السوداني ، فهذا سوق آمن..
وفوق ذلك ، فإن الامتداد الجديد لأسرة آل دقلو سيجنبهم أى تداخل مع القيادات التاريخية للرزيقات فى مناطق الضعين حيث التأثير القبلي لآل مادبو أو مناطق كبكابية وجبال سي وتأثير موسي هلال ، واصبح العمدة جمعة دقلو فى أرض جديدة وأطيان جديدة..
بعد نهاية المعركة ، ظهر العمدة جمعة دقلو فى فضاء الزرق متوعدا منى اركو مناوى واشار إلى اهله وعشيرته من الزغاوة ووجودهم فى الاسواق وكذلك الفور والتنجر والميدوب..
والواضح هو الحرص على تغييب المظهر العسكري ، ومع أن والد حميدتي ظهر بزي عسكرى وعربة مدرعة إلا أن العمدة دقلو كظهر بالجلباب وقفطان ودون سلاح ظاهر أو رتبة عسكرية أو حتى عربات قتالية ، وحديثه اقرب للرجاء منه إلى خيار المواجهة..
لقد فتت ضربة (منطقة) الزرق مخطط كبير جرى الاعداد له منذ فترة طويلة.. ضمن سياقات التغيير الناعم فى دارفور خاصة وفى السودان بشكل عام.. وسيكون للتحركات فى شمال دارفور تأثير كبير على الروح المعنوية للمليشيا ولمن استقر فى ذهنهم دوام الأمر أو الخروج منه برقعة ارض ، ووجدت المليشيا حقيقة شعار (لستم آمنين)..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
25 ديسمبر 2024م