بيوت ملأها الوحل وسيارات جرفتها السيول... هكذا بدا المشهد في اليونان بعد عاصفة "إلياس"
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
لم تكد اليونان تستفيق من صدمة عاصفة "دانيال" التي جلبت معها أمطارًا غزيرة وفيضانات مميتة، حتى ضربت وسطَ البلاد عاصفة جديدة أسفرت عن فيضانات وانزلاقات ترابية وسيول اجتاحت المنازل والطرقات.
واصلت عناصر من الجيش وقوات الإطفاء وخدمات الدفاع المدني الخميس مواجهة فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة اجتاحت وسط اليونان مجددا، بعد ثلاثة أسابيع فقط على مرور العاصفة دانيال الكارثية.
ومنذ مساء الأربعاء، تضرب عاصفة جديدة سُميّت "إلياس" مدينة فولوس عاصمة مقاطعة مغنيسيا، وجزيرة يوبوا، وإقليم فثيوتيدا، ما أدى إلى فيضان أنهار وانزلاقات ترابية وانهيار سدود واجتياح المياه لطرق ومنازل، وفقا لعناصر الإطفاء.
شاهد: إخلاء قرى وفرض حظر للتجوال وسط اليونان مع وصول العاصفة "إلياس" إلى اليابسةوقالت طواقم الإطفاء إنها ساعدت أكثر من 250 شخصًا في المنطقة المحيطة بمدينة فولوس في وسط البلادK بمعاونة الجيش واستخدم عناصرها قوارب مطاطية وسيارات خاصة للوصول إلى السكان المحاصرين.
وأفاد عناصر الإطفاء بسقوط مروحية خاصة صباح الخميس قبالة جزيرة يوبوا، بسبب سوء الأحوال الجوية، وما زالت عمليات البحث جارية للعثور على راكبَيها.
وانقطعت الكهرباء عن جزء كبير من مدينة فولوسK وغمرت المياه أقسامًا من المستشفى المحلي، على الرغم من استمرار تشغيله. وقال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال اجتماع مع كتلته البرلمانية: "تتجه أفكارنا اليوم إلى فولوس ويوبوا".
عاصفة ترابية تضرب إيران تتسبَّب بوفاة ثلاثة أشخاص ودخول المئات إلى المستشفىوتوقع المتحدث باسم عناصر الإطفاء فاسيليوس فاثراكويانيس أن تنحسر العاصفة مساء الخميس، مستنداً إلى الأرصاد الجوية، لكنه أكد أن "فرق الإنقاذ ستبقى في مواقعها". وتتعافى فولوس التي يسكنها نحو 140 ألف نسمة بصعوبة بعد العاصفة دانيال التي ضربتها في بداية أيلول/ سبتمبر وتسببت بهطول أمطار غزيرة على ثيساليا حيث يمتد سهل رئيسي في مجال الإنتاج الزراعي في اليونان، على بعد حوالى 400 كيلومتر شمال أثينا.
وحُرمت فولوس من المياه الصالحة للشرب لأكثر من أسبوعين في وقت سابق من هذا الشهر، ولم تُصلـَح كل الأضرار التي لحقت بشبكة المرافق العامة فيها بعد.
وقالت إيليني كونستانتاتو التي تقطن في فولوس باستياء: "هذا الأسبوع أكملت السلطات تنظيف المناطق المتضررة (من جراء العاصفة دانيال)".
شاهد: آثار جديدة كشف عنها الفيضان المروع بالقرب من درنةوأضافت كونستانتانتو قوله: "بدأت الأمطار تهطل أمس (الأربعاء) لكننا اعتقدنا أنها أمطار خفيفة، ولم نتوقع أن تغمر المياه المنطقة مرة أخرى (...). عدنا إلى المربع الأول".
وخلّفت العاصفة دانيال 17 قتيلاً في ثيساليا، ودمرت المحاصيل فيها، وقضت على عشرات آلاف الحيوانات في المزارع. وبعد اليونان، تحركت العاصفة دانيال جنوبا وضربت ليبيا، وبالأخص مدينة درنة، مما أسفر عن مقتل 3875 شخصًا على الأقل.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: عشرات المهاجرين يتسلقون السياج الحدودي البحري عند الحدود المكسيكية الأميركية غضب وألم في قرقوش العراقية غداة حريق دامٍ في حفل زفاف روائع سويسرا الطبيعية في خطر... تسارع في ذوبان الأنهر الجليدية بسبب تغير المناخ اليونان فيضانات عاصفة فيضانات - سيول بحث وإنقاذ أمطار تغير المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: اليونان فيضانات عاصفة فيضانات سيول بحث وإنقاذ أمطار تغير المناخ شرطة الصين حريق ضحايا ألمانيا إسرائيل العراق وسائل التواصل الاجتماعي الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط فلاديمير بوتين شرطة الصين حريق ضحايا ألمانيا إسرائيل العاصفة دانیال عاصفة دانیال یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
هل يؤثر تسونامي اليونان على مصر؟.. خبير يجيب
شهدت الجزر اليونانية خلال اليومين الماضيين سلسلة من الزلازل المتفاوتة القوة، حيث تم تسجيل أكثر من 30 هزة أرضية تجاوزت 4 درجات على مقياس ريختر، وثلاث زلازل رئيسية تراوحت شدتها بين 5 و5.3 درجة، إضافة إلى مئات الهزات الأقل من 3 درجات، ما أثار قلق السكان والسلطات المحلية.
تركيز النشاط في حزام البراكينوفي هذا السياق، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن النشاط الزلزالي الحالي يتركز في نطاق "حزام البراكين"، وليس في المنطقة الفاصلة بين الصفيحتين الأفريقية والأوروأوراسية، كما هو معتاد.
أضاف شراقي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذا الأمر يثير مخاوف من احتمال حدوث نشاط بركاني، نظرًا لأن انزلاق الصفيحة الأفريقية أسفل الأوروأوراسية يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في قاع البحر، ما يؤدي إلى انصهار الصخور وتكوين صهارة (ماجما) تحاول الصعود إلى السطح نتيجة كثافتها المنخفضة والضغط المتزايد بفعل الغازات الجوفية.
أكمل أن هذه الظاهرة الجيولوجية أسفرت عبر ملايين السنين عن تكوين سلسلة من البراكين، بعضها ظاهر فوق سطح البحر على هيئة جزر يونانية، وهو ما يجعل أي نشاط زلزالي في هذه المنطقة محل متابعة دقيقة.
نزوح سكان جزيرة سانتورينيلفت الدكتور عباس شراقي إلى أن النشاط الزلزالي المتزايد دفع آلاف السكان في جزيرة سانتوريني، التي تعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في اليونان، إلى مغادرتها، حيث غادر نحو 9000 شخص من إجمالي سكانها البالغ 14 ألف نسمة، خشية وقوع زلازل أقوى أو حدوث ثوران بركاني قد يستمر لعدة أيام.
استبعاد خطر تسونامي وتأثير محدود على مصروأكد شراقي أنه لا توجد مؤشرات حالية على احتمال حدوث تسونامي مؤثر، موضحًا أن هذا النوع من الكوارث يتطلب زلازل قوية تتجاوز 6.5 درجة، إلى جانب عوامل جيولوجية أخرى.
كما شدد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، على أن تأثير الزلازل الحالية على مصر سيكون محدودًا للغاية، حيث تبعد هذه الهزات نحو 700 كيلومتر عن الإسكندرية، كما أن كونها سطحية بعمق 10 كيلومترات يقلل من قدرتها على الانتشار لمسافات بعيدة.
وفي ظل استمرار النشاط الزلزالي، تراقب السلطات اليونانية الوضع عن كثب، وسط تحذيرات من احتمال حدوث تطورات جيولوجية جديدة في الأيام المقبلة.