تحويل المبادرات المجتمعية لمشروعات اقتصادية قد يضرّ بها
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
قال سهيل القصيبي رئيس مجلس إدارة المنظمة البحرينية للحوار إن تحويل المبادرات المجتمعية إلى مشروعات اقتصادية قد يشكل تحديًا يضرّ بالمبادرة نفسها، ويحرفها عن الهدف الذي أنشأت من أجله، مضيفًا أن نسبة كبيرة تصل إلى 90% من الشركات الناشئة تفشل لأسباب عديدة، فما بالك بالمبادرات الاجتماعية أو الخيرية أو الإنسانية؟!
جاء ذلك في تصريح له لـ«الأيام الاقتصادي»، على هامش تنظيم المؤسسة البحرينية للحوار مبادرة تيسير 3 في فندق كراون بلازا، إذ تم تسليط الضوء على الأفكار الرائدة التي تم تقديمها في سوق الأفكار، وتنافست خمس أفكار مبتكرة في المسابقة، وكانت المبادرة الفائزة هي «مبادرة إنما المؤمنون أخوة»، وجاءت في المركز الثاني مبادرة «من أجل أهلي وناسي»، في حين حلت مبادرة «قلب واحد» في المركز الثالث.
وأشار القصيبي في تصريحه إلى أن المؤسسة البحرينية للحوار تمنح المبادرات الفائزة دعمًا ماديًا من ميزانية المؤسسة، وذلك من أجل تذليل الحواجز والعوائق على المشاركين، مشيرًا إلى أن مرحلة تحويل تلك الأفكار إلى مشروعات مستدامة هي أصعب المراحل، إذ يجب على أصحاب المبادرة أن يعملوا على لمّ أطراف النزاع وتهيئة الأجواء وتخطّي الحواجز النفسية بينهم، وأن يتحلوا بعقلية الانفتاح وقبول الآخر.
وأوضح أن برنامج تيسير برنامج متكامل يشمل عدة مراحل من التدريب إلى الدعم المادي والإعلامي للمبادرات الفائزة. كما أكد أن المؤسسة ملتزمة بدعم المبادرات وإنجاحها؛ وذلك من أجل تعزيز الحوار في المجتمع بأشكاله كافة.
ولفت إلى أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المتنازعة، وتوفير منصة لتبادل الآراء والتجارب والحلول المبتكرة للنزاعات المجتمعية. وتُعد هذه المبادرة فرصة لإيجاد حلول مستدامة تعزز السلم والاستقرار في المجتمع.
وختم القصيبي بالتأكيد على التزام المؤسسة البحرينية للحوار بتعزيز الحوار والتعاون في المجتمع، وتعزيز الروح التضامنية وتحقيق الأهداف المشتركة لصالح جميع أفراد المجتمع البحريني
وتهدف معظم المبادرات التي شاركت في «سوق الأفكار» إلى حل مشاكل وقضايا اجتماعية تتعلق بالصراع على تقاسم الإرث أو إدارة المؤسسات الدينية. وقد فازت مبادرة «من أجل حج ميسر» بجائزة تصويت الجمهور، ما يعكس تفضيل الجمهور لتلك المبادرة.
وأكد أن برنامج تيسير لتصميم وتيسير الحوار المجتمعي من أهم وأبرز المشروعات التي تؤمن وتفخر بها المؤسسة البحرينية للحوار، منوهًا بالنتائج المعرفية والفكرية الواضحة والإيجابية له، ورأى أن «هذا البرنامج فرصة لحل الكثير من النزاعات المجتمعية»، ويقدم «صورة ملهمة للأفراد والمؤسسات تعزز فيهم روح المبادرة والمسؤولية الفردية والشراكة الاجتماعية، وتحد من السلبية تجاه القضايا والنزاعات المجتمعية أو الاتكال في حلها على الدولة والأجهزة الرسمية».
وأضاف: «أهم ما نستلهمه من تجاربنا في هذا البرنامج أن المبادرات الإيجابية من أبناء المجتمع قادرةٌ على حلحلة الكثير من المشكلات العالقة والمتدحرجة منذ زمنٍ طويلٍ إذا ما أديرت تلك القضايا في حواراتٍ جادةٍ وفق أسسٍ سليمة»، لافتًا إلى أن انقطاع التواصل بين أطراف القضايا يعد أكبر التحديات الاجتماعية؛ إذ إنه يخلق صورًا سلبيةً وشيطانيةً عن الآخر لا تمت إلى الواقع بصلة، مؤكدًا أنها سرعان ما تبدأ في التغير والذوبان، بل والتلاشي في كثيرٍ من الأحيان، بمجرد البدء في التلاقي والإنصات للآخر.
من جانبه، قال النائب محمود فردان نائب رئيس لجنة الشئون التشريعية والقانونية بمجلس النواب إن «إرساء مبادئ الحوار المجتمعي هو الطريقة المثلى من أجل دعم التماسك الاجتماعي، وتحسين المناخ العام بإنشاء أرضية مشتركة للتواصل، يكون فيها كل طرف لاعبًا أساسيًّا في معالجة النزاع بالطرق الودية، دون اللجوء للإقصاء أو التطرف أو العنف».
وتحدث النائب فردان عن تجربته في برنامج تيسير، الذي رأى أنه أثمر عن زرع ثقافة الحوار لدى جميع المشاركين، وأعطاهم رصيدًا معرفيًّا جديدًا، مما جعلهم قادرين على تقديم وصياغة عدة مبادرات لحوارات مجتمعية.
وأشاد فردان بجهود المؤسسة البحرينية للحوار في ترسيخ مبادئ الحوار، وبناء الوعي في المجتمع بأهمية الحوار المجتمعي كعنصر أساسي لحل النزاعات.
وجرى استعراض سبعة مشاريع لمبادرات مجتمعية عملت على تصميمها فرق عمل من المشاركين في البرنامج، وقد خضعت تلك المشاريع إلى التقييم من قبل لجنة تحكيم مختصة ضمت كلاًّ من سهيل القصيبي، وإحسان الكوهجي، ونهى كرمستجي، وعباس حمادة، ود. كامل الجمري. واستندت اللجنة في التقييم على ثلاثة معايير أساسية، وهي: وضوح المشروعات، وأهميتها، وإمكانية تنفيذها. وفي ضوء ذلك، أعلنت لجنة التحكيم مشاريع المبادرات الثلاث الأولى التي حصلت على أعلى نسبة في التقييم؛ وهي على الترتيب مبادرة بعنوان (المؤمنون إخوة) لحل نزاع أهلي في إحدى المناطق على إدارة مؤسسة دينية، ومبادرة بعنوان (من أجل أهلي وناسي.. نظل أحبة) لحل نزاع على قطعة أرض بين ثلاث أسر، ومبادرة (قلب واحد) لحل نزاع أهلي منذ أكثر من ٣٠ سنة على تقسيم إرث، فيما صوَّت الجمهور لصالح مبادرة رابعة بعنوان: (نحو حج ميسر). والجدير بالذكر أن المؤسسة البحرينية للحوار ستقوم بدعم وتمويل تنفيذ المشاريع الأربعة الفائزة.
يشار إلى أن عدد المشاركين في النسخة الثالثة من برنامج تيسير بلغ 120 مشاركًا بينهم نوابٌ وموظفون منتدبون بمكاتب النواب، وممثلون عن جمعيتين سياسيتين، و25 مؤسسةً من مؤسسات المجتمع المدني، وناشطون اجتماعيون ومرشدون وإعلاميون ونقابيون وقانونيون وباحثون ومهتمون.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا فی المجتمع من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزراء التضامن والأوقاف والشباب والعمل يشيدون بجهود المجتمع المدني في ترسيخ معاني التكاتف الإنساني
قاد 4 وزراء من الحكومة وعدد من السفراء والوزراء السابقين، أكبر حملة عطاء لإطلاق حملة إفطار صائم 2025 لمؤسسة مصر الخير للعالم الثالث عشر على التوالي، والتي تستهدف من خلالها مؤسسة مصر الخير الوصول إلى 6 مليون صائم طوال الشهر الكريم.
جاء ذلك بحضور كل من الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، ومحمد جبران وزير العمل، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة، والسفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والدكتور علي جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، والدكتور محمد رفاعي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير وعدد من الشخصيات العامة ونجوم المجتمع.
وتوجهت الدكتور مايا مرسي وزيرة التضامن الإجتماعي بالشكر لدور مؤسسة مصر الخير في تعظيم جهود المجتمع المدني طوال شهر رمضان الكريم، مؤكدة أن لديها ثقة في أن حملة إفطار صائم لمؤسسة مصر الخير سيستفيد منها أكبر قدر من المواطنين المستحقين والأولى بالرعاية خاصة مع تنوع مكونات الحملة التي تبدأ من الوجبات والكراتين وصولا للخيام الرمضانية وكروت الخير.
وقامت مايا مرسي وعدد من وزراء الحكومة بتعبئة كراتين الخير والتي ستبدأ المؤسسة بتوزيعها على الأسر على مستوى المحافظات.
وفي كلمته دعا الدكتور أسامة الأزهري ،وزير الأوقاف للتعاون والتكاتف من الجميع استعداداً لشهر رمضان المبارك، مؤكدا أن مؤسسة مصر الخير تعتمد دائما على مفهوم الاستدامة وأحدث طرق الإدارة التي تحقق شراكة ناجحة ودعوة ناجحة ممتدة منذ نشأتها حتى الآن، قائلا: "يشرفني ويسعدني باسم وزارة الأوقاف التعاون مع المؤسسة لمد يد العون والعطاء لكل إنسان مستحق وأن نقدم نموذجاً فريداً يليق بمصرنا الغالية".
في السياق، أشاد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بتكاتف كل المؤسسات في مقدمتها القطاع الخاص والبنوك ومؤسسات المجتمع المدني سويا لتقديم الخير، لافتاً إلى أن مصر دائما تشع بالخير من جميع مؤسساتها، ووجه صبحي، التحية والتقدير لجميع الحضور، معرباً عن فخره بوجوده مع زملائه من وزراء الحكومة في أجواء شهر رمضان الكريم الذي ننتظره.
وأضاف وزير الشباب والرياضة، أن مؤسسة مصر الخير نموذج قوي للتكافل الاجتماعي في مصر، معرباً عن تمنيه استمرار التعاون بين مصر الخير ووزارة الشباب والرياضة بشكل دائم.
من جانبه، أكد محمد جبران وزير العمل، على دعم وزارته لحملة "إفطار صائم" مع استمرار دعم هذه النوعية من المبادرات المجتمعية ،ذات الأهداف النبيلة، والتكافلية التي تستهدف فئات مختلفة من المواطنين الأكثر استحقاقًا.
وثمن وزير العمل التعاون والتواصل مع مؤسسة مصر الخير فى تنفيذ العديد من البرامج والمشروعات التنموية على مستوى الجمهورية، مشيدا بإمتلاك مؤسسة مصر الخير لأكبر قاعدة بيانات للمستحقين بجميع المحافظات، ووصولًا للمحافظات الحدودية، وتعمل على رصد احتياجاتهم بشكل دوري من خلال مكاتب المؤسسة الميدانية بالعديد من المحافظات بهدف تطوير كافة الخدمات المُقدمة لهم وتنوعها.
من جانبها، أعربت السفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، عن سعادتها البالغة بحضور إطلاق حملة إفطار صائم لمؤسسة مصر الخير عضو التحالف الوطني استعدادا لشهر رمضان المبارك، وأكدت أن التحالف الوطني يحرص على الوصول لأهالينا واسعادهم طوال أيام شهر رمضان وفي جميع أيام العام ، موضحة أن التحالف الوطني نفذ عددا من المبادرات لمساعدة الأسر المصرية، وأنه مع اقتراب شهر رمضان سيكون هناك دعم للأسر الأكثر احتياجًا بكل ما نستطيع تقديمه من سلع وخدمات.
من جانبه، أكد الدكتور علي جمعة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير ، في كلمته أن دخول حملة "إفطار صائم" عامها الثالث عشر على التوالي هو عنوان للثقة بين المؤسسة والمتبرعين والشركاء معا، مشيدا بالدعم الذي يقدمونه في سبيل الوصول لكل أسرة مستحقة وكذلك أبناء المؤسسة والمتطوعين الذين يعملون ليلاً ونهارا من أجل تحقيق النجاح المنشود.
وأكد الدكتور علي جمعة في كلمته أن هدف مؤسسة مصر الخير التوسع في الوصول للأسر الأكثر احتياجًا طوال أيام شهر رمضان المبارك، اتساقا مع الجهود التي تقوم بها المؤسسة على مدار العام سعياً لتقديم خدمة متميزة من خلال برامجنا الإنسانية والمجتمعية المتنوعة.
من جانبه، كشف الدكتور محمد رفاعي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير، أن مؤسسة مصر الخير تستهدف هذا العام الوصول إلى 6 مليون صائم، مشيرا إلى أن المؤسسة بدأت بإفطار 70 ألف صائم في بداية الحملة في رمضان 2012 منذ 13 عاما وتوسعت للوصول إلى 4 مليون و193 ألف صائم العام الماضي.
وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير، إلى أن حملة إفطار صائم منذ إطلاقها عام 2012 وحتى الأن تستهدف الأسر الأكثر استحقاقا بتوزيع وجبة إفطار صائم وكرتونة الخير سنويا، ثم تطورت بتدشين منتج جديد بإدخال وجبة إفطار مسافر ثم إفطار قرية حتى عام 2020 إذ بدأت المؤسسة في تدشين كارت الخير لإتاحة الفرصة للمستحق في اختيار ما يرغب فيه من سلع، منوها أن رمضان 2025 سيشهد إطلاق وجبة العائلة.
فيما قالت المهندسة أمل مبدى، المدير التنفيذي لتنمية الموارد بمؤسسة مصر الخير، إن مؤسسة مصر الخير وكل العاملين بها يتحركون لتقديم الخدمة طوال ٢٤ساعة في كل القطاعات، لافتة إلى أن المؤسسة تهتم بتقديم المساعدة والدعم في كل مناحي الحياة، حيث تهتم بالتكافل الاجتماعي، و الصحة، و التعليم، وحملات المواسم المختلفة في رمضان والمدارس، فضلا عن اهتمامها بالرياضة والفنون والثقافة، داعية جميع شركاء نجاح مؤسسة مصر الخير إلى تقديم مزيد من الجهود لخدمة أهالينا المستحقين في كل أنحاء الجمهورية.