قال سهيل القصيبي رئيس مجلس إدارة المنظمة البحرينية للحوار إن تحويل المبادرات المجتمعية إلى مشروعات اقتصادية قد يشكل تحديًا يضرّ بالمبادرة نفسها، ويحرفها عن الهدف الذي أنشأت من أجله، مضيفًا أن نسبة كبيرة تصل إلى 90% من الشركات الناشئة تفشل لأسباب عديدة، فما بالك بالمبادرات الاجتماعية أو الخيرية أو الإنسانية؟!
جاء ذلك في تصريح له لـ«الأيام الاقتصادي»، على هامش تنظيم المؤسسة البحرينية للحوار مبادرة تيسير 3 في فندق كراون بلازا، إذ تم تسليط الضوء على الأفكار الرائدة التي تم تقديمها في سوق الأفكار، وتنافست خمس أفكار مبتكرة في المسابقة، وكانت المبادرة الفائزة هي «مبادرة إنما المؤمنون أخوة»، وجاءت في المركز الثاني مبادرة «من أجل أهلي وناسي»، في حين حلت مبادرة «قلب واحد» في المركز الثالث.


وأشار القصيبي في تصريحه إلى أن المؤسسة البحرينية للحوار تمنح المبادرات الفائزة دعمًا ماديًا من ميزانية المؤسسة، وذلك من أجل تذليل الحواجز والعوائق على المشاركين، مشيرًا إلى أن مرحلة تحويل تلك الأفكار إلى مشروعات مستدامة هي أصعب المراحل، إذ يجب على أصحاب المبادرة أن يعملوا على لمّ أطراف النزاع وتهيئة الأجواء وتخطّي الحواجز النفسية بينهم، وأن يتحلوا بعقلية الانفتاح وقبول الآخر.
وأوضح أن برنامج تيسير برنامج متكامل يشمل عدة مراحل من التدريب إلى الدعم المادي والإعلامي للمبادرات الفائزة. كما أكد أن المؤسسة ملتزمة بدعم المبادرات وإنجاحها؛ وذلك من أجل تعزيز الحوار في المجتمع بأشكاله كافة.
ولفت إلى أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المتنازعة، وتوفير منصة لتبادل الآراء والتجارب والحلول المبتكرة للنزاعات المجتمعية. وتُعد هذه المبادرة فرصة لإيجاد حلول مستدامة تعزز السلم والاستقرار في المجتمع.
وختم القصيبي بالتأكيد على التزام المؤسسة البحرينية للحوار بتعزيز الحوار والتعاون في المجتمع، وتعزيز الروح التضامنية وتحقيق الأهداف المشتركة لصالح جميع أفراد المجتمع البحريني
وتهدف معظم المبادرات التي شاركت في «سوق الأفكار» إلى حل مشاكل وقضايا اجتماعية تتعلق بالصراع على تقاسم الإرث أو إدارة المؤسسات الدينية. وقد فازت مبادرة «من أجل حج ميسر» بجائزة تصويت الجمهور، ما يعكس تفضيل الجمهور لتلك المبادرة.
وأكد أن برنامج تيسير لتصميم وتيسير الحوار المجتمعي من أهم وأبرز المشروعات التي تؤمن وتفخر بها المؤسسة البحرينية للحوار، منوهًا بالنتائج المعرفية والفكرية الواضحة والإيجابية له، ورأى أن «هذا البرنامج فرصة لحل الكثير من النزاعات المجتمعية»، ويقدم «صورة ملهمة للأفراد والمؤسسات تعزز فيهم روح المبادرة والمسؤولية الفردية والشراكة الاجتماعية، وتحد من السلبية تجاه القضايا والنزاعات المجتمعية أو الاتكال في حلها على الدولة والأجهزة الرسمية».
وأضاف: «أهم ما نستلهمه من تجاربنا في هذا البرنامج أن المبادرات الإيجابية من أبناء المجتمع قادرةٌ على حلحلة الكثير من المشكلات العالقة والمتدحرجة منذ زمنٍ طويلٍ إذا ما أديرت تلك القضايا في حواراتٍ جادةٍ وفق أسسٍ سليمة»، لافتًا إلى أن انقطاع التواصل بين أطراف القضايا يعد أكبر التحديات الاجتماعية؛ إذ إنه يخلق صورًا سلبيةً وشيطانيةً عن الآخر لا تمت إلى الواقع بصلة، مؤكدًا أنها سرعان ما تبدأ في التغير والذوبان، بل والتلاشي في كثيرٍ من الأحيان، بمجرد البدء في التلاقي والإنصات للآخر.
من جانبه، قال النائب محمود فردان نائب رئيس لجنة الشئون التشريعية والقانونية بمجلس النواب إن «إرساء مبادئ الحوار المجتمعي هو الطريقة المثلى من أجل دعم التماسك الاجتماعي، وتحسين المناخ العام بإنشاء أرضية مشتركة للتواصل، يكون فيها كل طرف لاعبًا أساسيًّا في معالجة النزاع بالطرق الودية، دون اللجوء للإقصاء أو التطرف أو العنف».
وتحدث النائب فردان عن تجربته في برنامج تيسير، الذي رأى أنه أثمر عن زرع ثقافة الحوار لدى جميع المشاركين، وأعطاهم رصيدًا معرفيًّا جديدًا، مما جعلهم قادرين على تقديم وصياغة عدة مبادرات لحوارات مجتمعية.
وأشاد فردان بجهود المؤسسة البحرينية للحوار في ترسيخ مبادئ الحوار، وبناء الوعي في المجتمع بأهمية الحوار المجتمعي كعنصر أساسي لحل النزاعات.
وجرى استعراض سبعة مشاريع لمبادرات مجتمعية عملت على تصميمها فرق عمل من المشاركين في البرنامج، وقد خضعت تلك المشاريع إلى التقييم من قبل لجنة تحكيم مختصة ضمت كلاًّ من سهيل القصيبي، وإحسان الكوهجي، ونهى كرمستجي، وعباس حمادة، ود. كامل الجمري. واستندت اللجنة في التقييم على ثلاثة معايير أساسية، وهي: وضوح المشروعات، وأهميتها، وإمكانية تنفيذها. وفي ضوء ذلك، أعلنت لجنة التحكيم مشاريع المبادرات الثلاث الأولى التي حصلت على أعلى نسبة في التقييم؛ وهي على الترتيب مبادرة بعنوان (المؤمنون إخوة) لحل نزاع أهلي في إحدى المناطق على إدارة مؤسسة دينية، ومبادرة بعنوان (من أجل أهلي وناسي.. نظل أحبة) لحل نزاع على قطعة أرض بين ثلاث أسر، ومبادرة (قلب واحد) لحل نزاع أهلي منذ أكثر من ٣٠ سنة على تقسيم إرث، فيما صوَّت الجمهور لصالح مبادرة رابعة بعنوان: (نحو حج ميسر). والجدير بالذكر أن المؤسسة البحرينية للحوار ستقوم بدعم وتمويل تنفيذ المشاريع الأربعة الفائزة.
يشار إلى أن عدد المشاركين في النسخة الثالثة من برنامج تيسير بلغ 120 مشاركًا بينهم نوابٌ وموظفون منتدبون بمكاتب النواب، وممثلون عن جمعيتين سياسيتين، و25 مؤسسةً من مؤسسات المجتمع المدني، وناشطون اجتماعيون ومرشدون وإعلاميون ونقابيون وقانونيون وباحثون ومهتمون.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا فی المجتمع من أجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

«اقتصادية النواب»: مبادرة «بداية جديدة» تعكس حرص الدولة على بناء الوعي

قال النائب عمرو القطامي، أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان المصري»، تلعب دورا محوريا في استكمال سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الدولة لبناء الإنسان، وتستهدف دعم ريادة الأعمال وتوفير فرص العمل.

تعزيز التنمية البشرية

وأكد في بيان له، أن مبادرة «بداية جديدة» تأتي استكمالا لسلسلة الإجراءات والخطوات التي اتخذتها الدولة لبناء الإنسان المصري، والاستثمار في البشر، ولهذا في تُعد خطوة مهمة ضمن استراتيجية الدولة لتعزيز التنمية البشرية، وتوفير بيئة مجتمعية قائمة على العدل والمساواة، واستجابة حقيقية لاحتياجات المجتمع المصري، وذلك في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع.

بناء الإنسان المصري

وأشار إلى أن المبادرة تعمل على التعزيز من قدرة المواطن على تحقيق ذاته والمشاركة الفعّالة في بناء المجتمع، وفي نفس الوقت تعكس اهتمام القيادة السياسية ببناء الإنسان المصرى، والعمل على بناء مجتمع متكامل بعناصر بشرية قادرة على الإنتاج ومواكبة التغييرات الراهنة، والتي تقود نحو مستقبل أفضل في ظل الجمهورية الجديدة ورؤية مصر 2030.

نجاح الجهود التنموية 

وشدد على أن المبادرة خطوة جادة من الدولة لترجمة خطط وبرامج الحكومة المختلفة في صورة قرارات على أرض الواقع، خاصة وأن بناء الإنسان يساهم في نجاح كل الجهود التنموية التي تشهدها الدولة المصرية، وخلق جيل واعي قادر على مواجهة الشائعات، وما يُحاك بالوطن سواء من الداخل أو الخارج، في ظل ما تشهده المنطقة من توترات وصراع كبير.

مقالات مشابهة

  • «اقتصادية النواب»: مبادرة «بداية جديدة» تعكس حرص الدولة على بناء الوعي
  • حزب المؤتمر: تحويل الدعم العيني إلى نقدي يحقق العدالة الاجتماعية
  • اليوم.. الحوار الوطني يجتمع لمناقشة الدعم
  • «المؤتمر»: توجيهات الرئيس للحوار الوطني تسهم في مواجهة المخاطر الإقليمية
  • استجابة للرئيس.. الحوار الوطني يجتمع غدًا لوضع أجندة اجتماعاته لمناقشة الأمن القومي
  • ضياء رشوان: الرئيس طالب بإيلاء قضايا الأمن القومي أولوية في فعاليات الحوار الوطني
  • الحوار الوطني: الدعم قضية كل مواطن مصري يأمل في مستوى معيشة لائق
  • حزب الحركة الوطنية: تحويل الدعم العيني إلى نقدي يضمن وصوله لمستحقيه
  • «الحركة الوطنية»: تحويل الدعم العيني إلى نقدي يضمن استفادة كل الفئات المستحقة
  • إلهام شاهين: لا بد من تناول الفن للقضايا المجتمعية بشكل صريح