انتهت المباراة الأولى من المجموعة الثانية للموسم الثاني من برنامج «كابيتانو مصر»، الذي أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة لاكتشاف المواهب الكروية.

الفوز بهدف نظيف

حقق فريق شحتة بقيادة محمد اليماني، الفوز بهدف نظيف أمام نظيره فريق محمد السياجي بقيادة علاء ميهوب، في أولى مباريات المجموعة الثانية لبرنامج «كابيتانو مصر».

حامل لقب الموسم الماضي

يسعى اليماني لمواصلة الفوز باعتباره حامل لقب الموسم الماضي من كابيتانو مصر، مع فريقه الذي ضم عدد من النجوم المميزين، وأكد أنه يحب غناء اللاعبين باسمه.

علي معلول يختار حاملي الشارة الذهبية في «كابيتانو مصر» 

اختار علي معلول ضيف هذه الحلقة من برنامج «كابيتانو مصر» في موسمه الثاني، أصحاب الشارة الذهبية في الفريقين، الذين خاضا مباراة اليوم ضمن المجموعة الثانية.

ووقع اختيار معلول على الثلاثي السيد محمود، وأحمد عزت، وإياد حسن من فريق شحتة بقيادة محمد اليماني، الذي حقق الفوز في مباراة اليوم من «كابيتانو مصر».

وذهبت الشارة الذهبية إلى السيد محمود، الذي أصبح ضامنًا مكانه في حالة خسارة المباراة المقبلة.

وعلى الجانب الآخر، اختار علي معلول ثلاثة لاعبين من فريق محمد السياجي بقيادة علاء ميهوب، وهم أحمد عادل مكي، ومحمد هاني، والجمل، وكان اختياره لحامل الشارة الذهبية هو أحمد عادل مكي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كابيتانو مصر كابيتانو علي معلول کابیتانو مصر

إقرأ أيضاً:

من صعوبات المتشابهات إلى منصة الفوز.. محمد الغزيلي يروي حكايته مع الحفظ

حين يجتمع الطموح مع حب القرآن الكريم، يولد نموذج يحتذى به في الالتزام والاجتهاد. محمد الغزيلي، الفائز بالمركز الأول في المستوى الثالث لحفظ 18 جزءًا من القرآن الكريم في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم، يجسد هذا المثال في مسيرته الملهمة نحو الإتقان والتميز. في هذا الحوار، نتعرف على رحلته الاستثنائية، من بداياته الأولى مع الحفظ إلى طموحاته المستقبلية في خدمة كتاب الله.

في حديثه عن الفوز بالجائزة، يقول: «مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم كانت من بين الأهداف التي وضعتها أمامي منذ بداية رحلتي مع الحفظ. الحمد لله، حققت أول خطوة كنت أتمنى الوصول إليها، وهي الحصول على المركز الأول. والمسابقات بالنسبة لي وسيلة وليست غاية، فأكبر جائزة هي في الآخرة، وحفظ القرآن هو تيسير واصطفاء من الله، ويجب على كل حافظ أن يعامل هذه الأمانة بما يليق».

ويضيف محمد: إن العائلة كان لها دور كبير في دعم مسيرته، حيث كان والده، رحمه الله، مصدرًا مهمًا في تلك المرحلة الأولى من حياته، وكذلك معلمو القرآن الذين ساهموا في صقل موهبته. بعد مرحلة الحفظ المبكرة التي بدأها في سن السابعة، شهدت حياته تحولًا نحو الجدية في الحفظ في عام 2017، عندما اتخذ قرارًا حاسمًا بمواصلة الحفظ.

تنظيم الوقت.. التحدي والفرصة

تعد إدارة الوقت من أكبر التحديات التي يواجهها الحافظ، لكن محمد يراها فرصة لتنظيم يومه بصورة تجعل القرآن الكريم جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية. يوضح محمد: «كنت استغل الساعة الذهبية في الفترة الصباحية، من الساعة التاسعة صباحًا حتى قبيل صلاة الظهر، للحفظ، ثم أخصص باقي اليوم لمراجعة المحفوظات. رمضان كان شهرًا خاصًا للمراجعة المكثفة، حيث أراجع كل ما حفظته من القرآن. وفي غير رمضان، أحرص على القراءة والتدريب المستمر. كما أنني أستغل أوقات القيادة وممارسة الرياضة لمراجعة القرآن».

وتعد هذه الطريقة في التنظيم واحدة من أهم أسباب إتقانه لحفظه. فهو يحرص على عدم الانتقال إلى جزء جديد إلا بعد التأكد من تثبيت الجزء السابق، ويرى أن المسابقات القرآنية هي المحطة المثالية لإتقان الحفظ.

من الصعوبات إلى الإنجازات

ومثل أي حافظ، واجه محمد تحديات عدة في مسيرته. لكن، كانت الصعوبات التي يواجهها ليست إلا محطات لتعزيز قدراته. يذكر: «أكبر صعوبة هي في الحفاظ على المحفوظ، وضبط المتشابهات بين الآيات. لذلك، تعتبر المسابقات وسيلة مهمة للمراجعة والإتقان. القرآن يسير على الجميع، طالما أن هناك إرادة وحافزا. بدأنا الحفظ في سن مبكرة أو حتى في سن متأخرة، كلما كان لديك التنظيم والتوجيه، لا شيء مستحيل».

لقد تعلم محمد كيف يتجاوز هذه التحديات عبر التركيز على إتقان الحفظ وتثبيته، مؤمنًا بأن القرآن الكريم يفتح أبواب البركة في حياة الإنسان، سواء كان من ناحية الروحانية أو حتى في الحياة اليومية.

الطريق نحو المستقبل

اليوم، محمد لا يتوقف عند هذه الإنجازات. فهو يطمح إلى مواصلة التقدم، ويخطط لمستقبل مشرق مع القرآن الكريم. يتطلع إلى الحصول على الإجازة القرآنية في قراءات متعددة، ويعمل على تطوير مشروعه الخاص وهو إعادة افتتاح مدرسة القرآن الكريم في قريته، حيث يهدف إلى تنشئة جيل جديد من حفظة القرآن الكريم.

إلهام للآخرين

رسالة محمد الغزيلي لكل من يطمح لحفظ القرآن الكريم هي «أن المسألة لا تتعلق بالعمر أو الظروف، بل بالإرادة والنية الصادقة. فالوقت متوفر للجميع، وما يحتاجه المرء هو التنظيم الجيد للوقت والابتعاد عن الأمور التي تستهلكه بلا فائدة»، كما يقول محمد، مشيرًا إلى أن التحديات لا تعني التوقف، بل هي مجرد فرصة للتعلم والنمو. ومع كل خطوة يخطوها في مسيرته، يثبت محمد أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للإلهام، وأن كل حافظ له قصته الخاصة التي يرويها بالصبر والاجتهاد.

التحديات في مسيرة الحفظ

تعتبر الصعوبات والتحديات جزءًا لا يتجزأ من مسيرة أي حافظ للقرآن الكريم، ولكن ما يميز محمد الغزيلي هو قدرته على تحويل هذه التحديات إلى فرص للتعلم والنمو. في حديثه عن التحديات التي واجهها، يقول: «مسيرة الحفظ تتوزع على ثلاث مراحل: الحفظ، ثم التثبيت، وأخيرًا المراجعة والإتقان. ومن أكبر الصعوبات التي يواجهها الحافظ هو الحفاظ على ما تم حفظه وضبط المتشابهات بين الآيات. هنا تأتي أهمية المسابقات القرآنية التي تكون دافعًا كبيرًا للإتقان».

ويضيف محمد: إنه بدأ مرحلة الحفظ الجاد في سن السادسة والعشرين، معترفًا بأن القرآن الكريم ليس محصورًا في فئة معينة، بل هو ميسر للحفظ سواء للصغار أو الكبار. كما يتطرق إلى تجربته الشخصية في مساعدة الآخرين من خلال القصص التي شهدها لعدد من الأشخاص الذين بدأوا الحفظ في مراحل متأخرة من حياتهم وحققوا نجاحات عظيمة. ويشدد على أن أكبر عائق أمام الحفظ هو التفكير في الصعوبات بدلا من التركيز على ما يمكن فعله.

«لا ينبغي للإنسان أن يتوقف أمام الأعذار. الوقت متاح للجميع، كل ما يحتاجه هو التنظيم الجيد للوقت، والتخلص من الأمور غير المفيدة».

البركة التي يتركها القرآن

بالنسبة لمحمد، كانت البركة التي تركها القرآن في حياته واضحة جدًا منذ بدأ حفظه وحتى الآن. يتحدث عن التحول الذي طرأ على حياته: «قبل الحفظ، لم أكن أدرك قيمة الوقت أو الجهد، وكنت أركز على الأمور التي لا تضيف لي شيئًا. ولكن بعد أن بدأت في حفظ القرآن، اكتشفت قيمة الوقت وأهمية التوجه نحو الأهداف، وأصبحت حياتي أكثر ترتيبًا ورقيًا في جميع المجالات، سواء في الدنيا أو في الآخرة. ويكمل محمد حديثه عن التغيرات التي حدثت في حياته بفضل القرآن: استغنيت عن الكثير من العادات والعلاقات التي كانت تستهلك وقتي بلا فائدة، ووجدت أن بركة القرآن تشمل جميع جوانب حياتي، سواء كان ذلك من الناحية المادية أو النفسية أو الروحية أو حتى الصحية. ومع مرور الوقت، أدركت أن الإنسان الذي يسير مع القرآن يجد في حياته الاستقرار والراحة التي يبحث عنها دائمًا».

محمد الغزيلي يعبر عن حقيقة جوهرية هي أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب للحفظ، بل هو مصدر بركة وتوجيه لكل من يلتزم به، ويعمل على تطبيق تعاليمه في حياته اليومية.

التغيير في القناعات

عندما سألته عن تأثير تغيير القناعات حول قدرات الراغبين في حفظ القرآن الكريم على سرعة الحفظ، أجاب بثقة: «نعم، إذا اتضح الهدف أمام الشخص، وحرص على الدعاء والاجتهاد والتضحية في سبيل حفظ القرآن، سيحقق ما يطمح إليه. فالله وعد في قوله تعالى: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين». تأكيده على أهمية الوضوح في الهدف والتوجه القوي نحو حفظ كتاب الله يظهر أنه لا توجد حدود للقدرة على الحفظ عندما يكون الشخص مخلصًا في سعيه».

الطرق المساعدة على رسوخ الحفظ

عندما طرحت عليه مسألة سرعة النسيان التي يعاني منها البعض، ذكر محمد عدة طرق لتعزيز رسوخ الحفظ: «حفظ القرآن الكريم يتطلب منهجًا دقيقًا. أولًا، يجب أن يكون لدى الشخص أهداف واضحة وخطة مرسومة. من المهم أن يتعلم الشخص من تجارب الآخرين، وخاصة الحفظة الذين سبقوه، ويجب أيضًا أن يكتشف كل شخص طريقته الخاصة والوقت الأنسب له، كذلك تحديد المدة الزمنية المطلوبة لكل جزء من الحفظ والمراجعة أمر بالغ الأهمية».

ويضيف محمد: إنه لا يجب الاستعجال في الحفظ لأن السرعة قد تؤدي إلى النسيان السريع. ويؤمن أن الحفظ ليس بالأمر الصعب ولكن يحتاج إلى الإصرار على تخصيص وقت وجهد لذلك. ويشير إلى أهمية المشاركة في الدورات التدريبية مثل دورة الشيخ أبا فيصل البيماني، حيث يتعلم الحافظ الأساليب التي تساهم في تسريع الحفظ وضمان تثبيته. وفي النهاية، يرى أن المسابقات تشكل دافعًا قويًا للحفاظ على الحفظ والتأكيد عليه.

أجمل اللحظات

وعن أجمل اللحظات التي مر بها أثناء مسيرته مع حفظ القرآن، فأجاب: «مواقف كثيرة واجهتني أثناء حفظ القرآن الكريم، ومنها ما كان محفزًا، ومنها ما كان مبهرًا، مثل مقابلتي لشخصيات كبيرة بسبب بركة القرآن. كما أن مكانتي في المجتمع أصبحت لها قيمة كبيرة»، إنه يصف تلك اللحظات بأنها كانت لحظات تغير وتطور في حياته، وجعلت له تأثيرًا إيجابيًا على مستوى المجتمع.

الآية المفضلة التي تتردد في ذهنه

عند سؤاله عن الآية التي تجد نفسها تتردد في ذهنه بشكل مستمر، قال: الآية التي دائمًا ما تتردد في ذهني هي: «تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا». تظهر هذه الآية عنده كتذكير دائم بعظمة الخالق، وتحفزه على الإحساس بالسكينة والتأمل في عظمة الله سبحانه وتعالى.

ربط الناشئة بالقرآن

سألته عن طرق ربط الناشئة بالقرآن الكريم في ظل كثرة وسائل الترفيه واللعب، فأجاب: القدوة الصالحة هي العامل الأول في تحفيز الناشئة على حفظ القرآن، فالشخص الذي حقق النجاح في هذا المجال هو أبلغ مثال لهم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يكون هناك ارتباط دائم مع مدرسة لتحفيظ القرآن أو مدرس يتابعهم بشكل يومي أو شبه يومي. يجب أيضًا تحفيزهم بالمشاركة في المسابقات القرآنية وتقديم جوائز مادية محفزة. كما يؤكد أن قدوة الأشخاص الناجحين في هذا المجال تساهم بشكل كبير في تحفيز الشباب والشابات على إتمام مسيرة الحفظ. وأشار إلى أهمية المتابعة المستمرة في مدارس تحفيظ القرآن لتوجيههم.

المسابقات القرآنية وأثرها في الحفظ

عند سؤاله عن المسابقات القرآنية التي شارك فيها، وكيف ترى تأثيرها على الحفظ، قال: المسابقات القرآنية هي واحدة من أقوى الوسائل لتحفيز الحفظة على إتقان الحفظ والتجويد. ففي كل مسابقة، مهما كانت صغيرة، يخرج المتسابق أكثر إتقانًا مما كان عليه قبلها، ويكتسب فوائد حتى وإن كانت بسيطة. شاركت في العديد من المسابقات على المستويين المحلي والدولي، مثل: مسابقة السلطان قابوس، ومسابقة جامع تبارك، ومسابقة أولاد آدم، والمسابقات في المؤسسة التي أعمل بها.

وأضاف أن المسابقات تعد حافزًا قويًا لتحسين الأداء وتعميق الحفظ، ونصح كل من يسعى لإتقان الحفظ بالاستفادة من هذه الفرص، لأن المسابقات توفر بيئة مثالية للإتقان والتطوير.

القراءات القرآنية وطريق تعلمها

فيما يتعلق بالقراءات القرآنية التي يجيدها، قال: «أجيد قراءة حفص عن عاصم، وأطمح في المستقبل القريب للحصول على الإجازة القرآنية. تعلمت هذه القراءة من خلال التلقي المباشر من الشيخ، مع الاستماع للقراء المتقنين»، هذه الطريقة المباشرة والمواظبة على الاستماع لقراء محترفين ساعدت محمد في إتقان القراءة بشكل صحيح.

المشاريع المستقبلية

وعن المشاريع المستقبلية المتعلقة بكتاب الله، ذكر عدة أهداف مهمة: «بفضل الله، بدأنا أول خطوة في مشروع إعادة افتتاح مدرسة القرآن الكريم في القرية التي نشأت فيها. لدينا الآن قرابة 50 طالبًا وطالبة في المشروع. هدفنا هو تنشئة جيل حافظ لكتاب الله، متقن لتلاوته وحفظه، ويكونون خير خلف لإمامة الناس وتعليم القرآن في المستقبل».

وأشار محمد إلى أن الخطة المستقبلية للمشروع تشمل بناء المدرسة وتوسيعها، مع أمل في أن تلوح بشائر الخير قريبًا. كما يطمح محمد إلى تعلم القراءات العشر بعد إتمام حفظ القرآن والحصول على إجازة في قراءة حفص عن عاصم، ليواصل مسيرته في خدمة القرآن الكريم.

فتاوى

- هل يجوز الأخذ بألفاظ القرآن الكريم في الكلام بين الناس، كأن يقول: «إن أصدق الأصوات صوت الضمير» على لفظ «إن أنكر الأصوات صوت الحمير»، مع العلم أن المتكلم لا يقصد التحريف، بل يقصد الاقتداء بفصاحة القرآن الكريم؟

هذه مسألة مهمة، وإن كان أهل العلم لم يتحدثوا عنها إلا في العصور المتأخرة. لكن ما كتبوه من نظم أو نثر يمكن أن يستخلص منه قواعد لهذه القضية. هل يجوز أن يقتبس أو يضمن كلام الله عز وجل في كتابه الكريم في كلام الناس من أجل تحسين الكلام وتقوية المعنى، والصحيح، وهو المنهج الوسط العادل، أن ذلك جائز إذا كان الكلام طيبا حسنا وكان المقصد مشروعا، وكان المعنى صحيحا، ولم يكن هناك أي استهزاء بكلام الله عز وجل، ولم يكن المقام مقام سخرية واستهزاء. فإذا كان المعنى صحيحا وكان المقصود من المقتبس أن يحسن كلامه بشيء مما ورد في آيات الكتاب العزيز، وكان المعنى لائقا، ولم يكن في المعنى إسفاف أو لهو، ولم يكن السياق فيه شيء من المجون أو مما لا يليق بمنزلة كتاب الله عز وجل، فلا مانع شرعا من الاقتباس والتضمين.

والمنصف الذي ينظر فيما خلفه علماء المسلمين وأدباؤهم نظما ونثرا، يجد أنهم اقتبسوا وضمنوا من آيات الكتاب العزيز في كتبهم ومصنفاتهم وخطبهم وفي آدابهم وعلومهم. وقد عدوا ذلك من المناقب أن يقتبسوا ويضمنوا شيئا من آيات كتاب الله عز وجل في كلامهم، سواء كان ذلك نظما أو نثرا. وكان القصد تحسين الكلام، ولم يكن هناك محذور من اللهو أو الاستهزاء أو السخرية.

ولكن إذا اختل شيء من هذه الشروط، فلا يجوز هذا الفعل. شاهد على ذلك هو فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما رأى الحسن والحسين وهما على المنبر، فنزل وهو يقول: «إنما أموالكم وأولادكم فتنة»، مع أن سياق الآية ومعناها في غير هذا السياق. إلا أن هناك تقاربا في المعنى يمكن أن يصلح لمثل هذا الموقف، وقد فعل ذلك سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب، وحصل ذلك أيضا عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن جاء بعدهم من التابعين وأئمة الإسلام.

على الرغم من أن هناك بعض الأقوال التي تنسب إلى بعض متأخري المالكية فيها تشدد، إلا أن كبار علماء المالكية يفعلون ذلك ويصنعونه في مصنفاتهم. وهذا يدل على أن المحذور الوحيد هو أن يعرض كلام الله عز وجل لمعنى غير لائق، أو أن يكون ذلك في سياق الاستهزاء بآيات الكتاب العزيز. فالاستهزاء بآيات القرآن العظيم كفر بنص كتاب الله عز وجل، أو أن يكون السياق سياق لهو أو مجون أو سفاهة. يجب أن ينزه كلام الله تبارك وتعالى عن ذلك، سواء كان ذلك من باب الاقتباس أو التضمين، والله تعالى أعلم.

فضيلة الشيخ، أذكر أنني قرأت لابن خلدون وهو يتحدث عن مناهج المسلمين في التدريس، ويبدو أنه كان معتنيا بهذا الموضوع، عندما تحدث عن مناهج التدريس والتعليم في الأندلس. قال: إنهم لا يبدأون الطفل بتعلم القرآن الكريم، بل يبدأونه بتعلم اللغة العربية، وتعلم الحساب وبعض العلوم الأخرى التي يجب أن يستكملها أولاً قبل تعلم القرآن الكريم. يعلل ذلك بأن السبب في ذلك هو أن الطفل عندما يحفظ القرآن الكريم، لا ينعكس ذلك على استخدامه اللغوي أو ألفاظه، وذلك بسبب «الصرفة» التي ذكرها، حيث إن الله تعالى صرف الناس عن استخدام كلامه في لغتهم اليومية. ويبدو أن الواقع قد يشهد بذلك، لأن الكثير ممن يحفظ القرآن الكريم لا يستخدمونه كثيرًا كمصطلحات أو جمل في تخاطبهم مع الناس، ما رأيكم في هذا التعليل؟

لا يظهر لي وجه هذا التعليل، لأن الله تبارك وتعالى أنزل كتابه على عباده لينتفعوا منه لفظًا ومعنى. وفي تعبيره ما يدعو المسلمين إلى التأسي والأخذ بهذا الجانب منه، مع أخذهم بما تدل عليه الألفاظ من المعاني والحكم والأحكام والمواعظ والرشاد. فإن تعبيره اللفظي في ذروة البلاغة، ولا تدانيه فصاحة أي بليغ، ولا بلاغة أي فصيح.

ومن مسلك أهل العلم والأدب أن يضمنوا كلامهم آيات من كتاب الله عز وجل. ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حسم القول في هذه المسألة حينما قال: «علموا أولادكم القرآن»، فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله. والمناهج المعاصرة تثبت أن منهج التعليم القائم على التحفيظ في السنِّية الأولى هو الأجدى والأنفع من تعليمهم الكتابة وتعويدهم على إمساك القلم. وعندما تكتمل بنيتهم الجسمانية، فإن تعويدهم على حفظ كتاب الله عز وجل والاستشهاد به والاقتباس منه فيه دربة لهم على الفصاحة والبلاغة، وعلى استحضار معاني الكتاب العزيز. وفي هذا، كما تقدم، تهذيب للألسن والطباع، وتعويد على العودة إلى كتاب الله عز وجل في مختلف الأمور. ولكن كلام العلامة ابن خلدون يحتاج إلى أن يُنظر فيه في سياقه. نعم، لأنه له نظرات فيما يتعلق بالمناهج التعليمية، وهي نظرات جديرة بالوقوف عندها، وهي مستوحاة من واقع المسلمين في ذلك الوقت. وفي خلاف المناهج التعليمية المعاصرة، التي للأسف الشديد لوثت بالأخذ من بيئات قد لا تكون مناسبة أو ثقافات أو حتى أجواء قد لا تكون مناسبة لكثير من البلدان.

ربما هو يعني أن المعارف الأولى التي ينبغي أن يكتسبها الطفل هي التي من خلالها يستطيع أن يفهم القرآن الكريم ويتعاطى معه. أما استخدامه كلغة خطابية، فإن الله تعالى يصرف الناس عن استخدام كلامه كلغة يومية، والحديث عن «الصرفة» أنتم تعرفونه، وهو محل تقدير عند المسلمين. لكن الصرفة بالمعنى الذي يتحدث عنه بعض من تناول إعجاز القرآن، هي ليست كما يفهمها كثير من الناس. فبالتفصيل والتدقيق في هذا المعنى، يتضح لنا الفرق بين المفهوم الشائع والمفهوم الدقيق عند علماء المسلمين.

إذا أردتم أن نستطرد قليلا في هذه القضية ولو باختصار شديد، فإن الذي قاله العلماء الذين قالوا: إن مرد الإعجاز إلى الصرفة، فإن أكثرهم لم يجعلوا وجه الإعجاز مقتصراً على الصرفة فقط، وإنما قالوا إن الصرفة هي أحد أوجه الإعجاز. وقالوا أيضاً إن من علامات ذلك أنه حتى في الأمور الطبعية، لو أن رجلاً قال: «إن آية صدقي أنني أستطيع أن أحرك يدي بينما لا يستطيع غيري»، وكان هذا الشيء يتفق مع طبيعتهم وأوضاعهم، فهذا لا يعد معجزة. أما ما يعتبر معجزة، فهو أن الله عز وجل صرف العرب عن مجاراة القرآن، رغم أن الشأن فيهم أنهم كانوا يمتلكون البلاغة والفصاحة التي تمكنهم من الإتيان بمثله، لكنهم عجزوا عن ذلك.

وما ذلك إلا لأنه من عند الله تبارك وتعالى. فقد قال البعض إن هذا من أوجه الإعجاز التي تميز القرآن الكريم. يمكننا القول: إن هذا يخفف من حدة الاعتراضات التي قد تُثار حول قضية الصرفة، حيث يوضح أن هذه النظرية لا تنفي وجود أوجه إعجاز أخرى. وهذا ما ذكره بعض العلماء مثل الرماني، على سبيل المثال. فقد ذكر الرماني أن الصرفة هي وجه من أوجه الإعجاز، ولكنه أضاف أن هذا لا ينفي وجود وجوه إعجازية أخرى. كما أشار إلى أن هذا الإعجاز هو أيضا دليل على صدق القرآن الكريم وكونه وحيًا من عند الله تبارك وتعالى.

أما فيما يتعلق بما ذكره ابن خلدون من أن الله عز وجل صرف الناس عن فهم القرآن، فهذا يعتبر أمرا مختلفا عن المعنى الذي ذكره الرماني. فقد كان ابن خلدون يشير إلى أن الله عز وجل صرف الناس عن فهم القرآن وتفهُّمه بطريقة معينة، وهو ما يعكس تأثير القرآن على البشر وخصوصا في ما يتعلق بتنشئة الأطفال على القويم من اللسان. وتربية الأطفال على القرآن الكريم أمر بالغ الأهمية، حيث إن تعلم القرآن وتحفيظه لا يقتصر فقط على تهذيب ألسنتهم، وإنما يفتح لهم أذهانهم ويوسع آفاقهم. فقد خسر المسلمون كثيرا عندما ابتعدوا عن الاهتمام بتعليم القرآن الكريم وتحفيظه في مناهجهم التعليمية. ولقد كان من الأفضل لو بدأ المسلمون مناهجهم التعليمية بتعليم القرآن الكريم، لأنه المصدر الذي ينير العقول ويهذب النفوس.

شخص يقول: إنه نصح صديقه المتهاون في الصلاة، والذي لا يؤدي الصلاة في وقتها، بأن يقوم بجمع الصلوات في أوقات مختلفة إذا لم يكن قادرًا على الصلاة في أوقاتها. وقال: إنه نصح صديقه بأن يجمع بين الصلاتين كطريقة للتدرج في العودة إلى الصلاة، ثم يقوم بتعليم صديقه كيفية أداء الصلاة في وقتها بعد أن يعتاد عليها، يقول السائل: «إنه استشهد لما نصح به بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جمعه بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير علة سفر أو مرض أو مطر أو ريح، وهو ما يعد رخصة في جمع الصلاة». ويسأل الآن إن كان هذا التصرف جائزًا شرعًا أم لا؟

في هذا الموضوع، يمكن القول: إذا كان المقصد من جمع الصلوات هو تيسير الأمر على الشخص الذي يستصعب أداء الصلاة في أوقاتها، وكان الهدف هو تشجيعه على العودة للصلاة، فلا حرج في ذلك. ما دام أنه لا يُتخذ ذلك عادة مستمرة ويظل الغرض هو تحفيز الشخص على العودة للصلاة في أوقاتها بعد أن يعتاد على أدائها، فهو خير من ترك الصلاة بالكلية.

وهذا يعتمد على ترغيب الشخص وإعانته في أداء الصلاة، وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الحالات التي لا يوجد فيها عذر شرعي مثل السفر أو المرض أو المطر. لذلك، إذا كان الأمر من باب التدرج في أداء الصلاة، وليس على سبيل الاعتياد، فلا مانع شرعيا من الأخذ بهذه الرخصة. والله تعالى أعلم.

مقالات مشابهة

  • الزمالك يهزم الجزيرة في دوري اليد للسيدات
  • صيد الدقى يهزم الزمالك فى بطولة منطقة الجيزة لكرة السلة للناشئات
  • رودري يرد على رونالدو : انت اكثر من يعلم كيف يتم الفوز بالكرة الذهبية
  • كولر: “نملك فريق قوي بامكانه تحقيق الفوز أمام شباب بلوزداد”
  • من صعوبات المتشابهات إلى منصة الفوز.. محمد الغزيلي يروي حكايته مع الحفظ
  • محافظ الإسماعيلية يختار قيادات الصف الثاني لضخ دماء جديدة بالمحليات
  • فريق كرة القدم الأول بنادي جامعة حلوان يحقق فوزًا كبيرًا على مركز شباب البساتين
  • علي معلول أسطورة الحلول وجناح النسر الذهبي الذي تلألأ في سماء الأهلي "يحتفل بعيد ميلاده الـ35"
  • يستطيع التوقيع لأي فريق اليوم .. باريس سان جيرمان يغري صلاح براتب ضخم
  • في عيد ميلاده.. علي معلول ساحر تونس الذي احتل قلوب الأهلاوية