قال الرئيس السوري بشار الأسد إن البعض يعتبر الوطن ليس "إيمانا" وإنما مكان للإقامة كأي مكان آخر، والبعض ينظر للوطن على أنه كم يحصل منه على النقود وإذا لم يحصل منه فإن البلد لا يهمه.

عبّر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس، عن سعادته الكبيرة بالزيارة التي قام بها برفقة عقيلته أسماء الأسد إلى مدرسة "دار الأمان" لأبناء "الشهداء" في محافظة طرطوس.

إقرأ المزيد الأسد يكشف أسباب استهدافه والإطاحة بالقذافي وصدام

وقال موجها حديثه لطلاب المدرسة الذين التفوا حوله بحضور كادر المدرسة، "إن عائلات الشهداء هي بالنسبة لنا أولوية لأن آباءكم الشهداء دافعوا عن قيم آمنوا بها وعلى رأسها إيمانهم ببلدهم وشعبهم وقضيتهم".

ولفت إلى أن "جميع الأهداف التي حاول آباؤكم الوصول إليها كانت مبنية وقائمة على فكرة الشرف وفكرة التطوير أيضا التي يجب عليكم أنتم التفكير بكل ما يمكنكم عمله لبلدكم عندما تكبرون".

وأضاف الأسد: "نرى اليوم الكثيرين وهم ينظرون إلى الوطن على أنه ليس إيمانا وإنما مكان للإقامة يعيش فيه الشخص وكأنه أي مكان آخر. والبعض الآخر ينظر إلى الوطن على أنه كم يحصل منه على النقود وإذا لم يحصل على تلك النقود فإن هذا البلد لا يهمه".

وأردف قائلا: "آباؤكم الشهداء دافعوا عن قيمة الصدق مقابل هذا الكذب الذي ترونه في هذه المرحلة وهم دافعوا عن الحق ضد الباطل وعن حالة العلم مقابل الجهل".

وبيّن الأسد للطلاب أنه "إذا أردنا استمرار هذه القيم وأن يبقوا في ذاكرة الناس كما هو حال كل شهيد في جميع ثقافات العالم.. يجب عليكم أنتم بنات وأبناء الشهداء حمل ذات القيم وأنتم تمرّون في الحياة الدراسية إلى مرحلة العمل في الحياة".

إقرأ المزيد أسماء الأسد لـRT: روسيا وسوريا تواجهان تحديات مشتركة كبرى (فيديو)

وقال: "نتمنى أن نلتقي بكم في السنوات المقبلة وفي ذلك الوقت ستكونون قد أصبحتم شبانا وشابات كبار وتكونون قد رسمتم الأهداف العظيمة التي تريدونها وستكونون أنتم من يمثل صورة آباءكم الأبطال والأجيال القادمة التي لا تعرفهم سوف تتعرف عليهم من خلالكم أنتم".

سانا

واختتم الرئيس الأسد بالقول "لو استطعنا أن نسأل آباءكم حول ما هو أكثر أمر يسعدهم فسيقولون أن تكونوا أنتم الأبناء متفوقين وهذا رقم واحد كقيمة.. وغير ذلك يأتي بعد".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار سوريا اطفال الأزمة السورية بشار الأسد دمشق طرطوس غوغل Google

إقرأ أيضاً:

عندما يكون الألم.. مصدرا للالهام

في عدد جريدة البلاد الغراء الصادر يوم الأربعاء الماضي، كتب الأستاذ محمد علي حسن الجفري مقالاً جميلاً بعنوان (الدفاتر )، تحدث فيه عن ثلاثة من رجال الفكر والعلم والقلم في القرن الماضي، عايشوا السراج والدفاتر قبل الكهرباء والحاسوب، هم: الأساتذة الكرام الشيخ على الطنطاوي رحمه الله والمفكر الجزائري مالك بن نبي والمؤرخ اللبناني المعروف نيقولا زيادة، وقال إنهم مروا بأزمة مع دفاترهم وكتبهم التي فقدوها لأسباب مختلفة وكان حزنهم على ممالكهم الفكرية عظيم ولكنهم لم ييأسوا، وبداؤا من حيث انتهوا وأعادوا كتابة ما صنفوا من جديد، وقد أعادتني مقالة الأستاذ الجفري لقراءة شيئ عن حياة وسيرة العالم والمخترع الأمريكي الشهير توماس إديسون، المولود في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية في11فبراير 1847م،
ونشأ في أسرة متوسطة الحال، لكنه أبدى روحا ريادية استحوذت عليه منذ طفولته.

كتب يوماً يروي أغرب مرحل مرّ بها في حياته، عندما قال عنه أساتذته أنه صبي بليد، عاد إلى البيت وفي جيبه رسالة من معلمه مفادها: “ابنك تومي أغبى من أن يتعلم، أخرجيه من المدرسة”.عندما قرأت أمه الملحوظة أجابت قائلة :(ابني “تومي” ليس أغبى من أن يتعلم , ولسوف أعلِّمه أنا بنفسي )..يقول اديسون “والدتي هي من صنعتني لقد كانت واثقة بي. حينها شعرت بأن لحياتي هدف وشخص لا يمكنني خذلانه “، كانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل. قررت الام أن تترك لابنها المجال في إشباع فضوله، فاستطاع أن يتعلم ذاتيا من أخطائه وتجاربه، وساعده على ذلك شغفه الكبير بالمطالعة والقراءة، كما أنه أظهر قدرات في الميكانيكا والتجارب الكيميائية والتكنولوجيا.

يقول أديسون :.”كنت قد بلغت الثالثة عشر من من العمر عندما بدأت أشعر بفراغ في حياتي، فلم تكن الدروس التي أتلقاها على يد أمي تستغرق كل وقتي، راحت أمي تبحث لي عن عمل، ولكن ماذا يمكن أن يصنع صبي مثلي في هذه السن المبكرة، وأخيراً هداها تفكيرها أن تهبني قطعة أرض صغيرة أمام الباب الخلفي لمنزلنا، ووقفت ترقب مااسافعله بهذه الأرض، ولم تطل حيرتي رحت أبحث عن بذور وشتلات الخضروات وازرعها، وكنت أجمع المحصول فأعطي نصفه لأمي، وأبيع النصف الآخر للجيران، وإن هي إلا مدة وجيزة حتى عرفت المدينة بأمر المزارع الصغير، فازداد الطلب على منتجات مزرعتي، وفكرت في البحث عن أسواق جديدة، فلم أجد غير مدينة “ديترويت”، أقرب المدن إلى بلدتنا، وكان هناك قطار يربط بين المدينتين بانتظام، وعندما لم أجد ثمن شراء تذكرة الذهاب والعودة في القطار، اتفقت مع ناظر المحطة على أن اقوم بتوزيع الصحف على المسافرين، ونجحت الخطة ورحت أتنقل أنا وخضرواتي بين المدينتين بدون مقابل، حتى بلغت أرباحي مبلغاً يزيد عن (ألف ) دولار، وبهذا المبلغ، استطعت أن أنشيء معملاً صغيراً، أقوم فيه بإجراء أول تجاربي الكيماوية.

وفي أوائل الستينات من عمره, كان أديسون يمتلك معملاً ضخماً بناه في ويست أورانج في نيوجيرسي، أصبح ذا شهرة عالمية، ونموذجاً لمعامل الأبحاث والتصنيع الحديث، وكان يطلق على ذلك المجمع المكون من أربعة عشر مبنى اسم (مصنع المخترعات).
لقد أحب إديسون هذا المكان وكان يقضي به كل لحظة ممكنة، بل إنه كان ينام هناك على إحدى موائد المعمل غالباً!، وفي عام 1914، اندلع حريق هائل في معامل إديسون، ودمر المختبر بالكامل وتجاوزت خسائره الـ  2 مليون دولار، كان الحريق أسوأ كارثة تحدث للرجل الذي كان يبلغ حينها 67 عامًا، وكان من الصعب عليه أن يرى عمله المتراكم ومختبراته التي حققت 1093 براءة اختراع؛ ويعمل بها 7 آلاف موظف تتحول إلى دخان.

جلس إديسون ينظر إلى المختبر والنيران تشتعل بداخلة، يراقب ويكلم بقايا الذكريات، ومشاعر الأسى تنتابه وهو يرى مشهداً مرعباً، لحصيلة ابتكارات أبدعها عقله، وفي خضم الكارثة والنيران تشتعل حضر إبنه تشارلز، وبعد بحث طويل، وجد أباه يجلس بهدوء وهو يراقب النيران وهي تشتعل.
يقول تشارلز:” كان قلبي ينفطر على والدي، لم يعد شاباً، وكل شيء ذهب مع الحريق، عندما رآني والدي، صاح بأعلى صوته: أين والدتك”؟ قلت له: لا أعرف، ردّ قائلاً : “عليك أن تجدها، وتحضرها هنا لترى شيئا لن يتكرر، ولن تستطيع أن تراه ثانية في حياتها”.

وفي صباح اليوم التالي، جئنا- أبي وأمي وأنا-، ورحنا نسير وسط حطام آمال وأحلام والدي، وفجأةً توقف عن السير، وقال: حقيقة أنها كارثة، ولكنها لاتخلو من نفع، لقد التهم الحريق جهدي ومالي، ولكنه خلصني من أخطائي، شكرا لله، فنحن نستطيع الان أن نبدأ من جديد بلا أخطاء، وأردف قائلا: « صحيح أنني في السابعة والستين من العمر الآن، لكني لم أشخ لدرجة تعجزني عن البدء من جديد ». لم تكن تلك كلمات عابرة، بل تبعها عمل وتصميم، بعد يومين من الحريق، قدم أديسون للعالم “مصباحا “يعمل بالبطارية، مستلهماً ذلك من ملاحظته أن رجال الإطفاء كانوا يواجهون صعوبة في الرؤية أثناء إطفاء الحريق، لقد حوّل أديسون المأساة إلى مصدر للإلهام ونقطة للانطلاق، وقام بإعادة بناء معامله، وواصل عمله فيها لمدة سبعة عشر عاماً، وتوفي بتاريخ  18 أكتوبر 1931م عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاماً.

مقالات مشابهة

  • رسالة من قاسم لجرحى حزب الله.. هذا ما جاء فيها
  • الحكومة: هناك حاجة للتعاون بين الدولة والمواطن (فيديو)
  • قيادات وكوادر مجمع الإصدار الآلي بأمانة العاصمة تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد
  • مدير مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور لـ سانا: كما سنعمل على إعادة تشكيل وتموضع نقاط التفتيش التي كانت مصدراً لنشر الخوف والتوتر، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والإجراءات القمعية الأخرى التي كانت تمارسها حواجز النظام البائد داخل المدن والقرى وخارج
  • طبيب كوردي يحصل على تصريح لزرع أول قلب اصطناعي للبشر في العالم.. فيديو
  • دمشق التي تغادر زمن الوجع والمرارة
  • بائع سيارات متقاعد يفضح الشركات: الضمان الممتد خدعة وإهدار للمال
  • عندما يكون الألم.. مصدرا للالهام
  • استشاري: هناك أشخاص يستخرجون قروضًا لإجراء عمليات تجميل .. فيديو
  • «البابا تواضروس» عن سنة حكم الإخوان: كان هناك شيء يضيع من الوطن كل يوم «فيديو»