اتفق عدد من خبراء علم النفس والاجتماع على تمتع الزى المدرسى الموحد بالكثير من المزايا التى تعود على الطالب اجتماعياً ونفسياً، وعلى رأسها تقوية مشاعر الانتماء للمجتمع، والقضاء على التنمر والعدوانية بين الطلبة، فضلاً عن جعل المنافسة فيما بينهم تستند إلى التفوق العلمى أو الرياضى وليس إلى المظاهر التى تعكسها طبيعة أو ماركة الزى الذى يرتدونه.

«خضر»: للمدرسة قدسية تستوجب الالتزام بالقواعد والآداب العامة

وأوضحت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية، جامعة عين شمس، أن الزى الموحد يزيل الفوارق الاجتماعية بين طلاب المدارس، لأنه لو تُرك الأمر لاختيار الطلاب سنجد اختراقاً لقواعد الالتزام والانضباط التى تقرها اللوائح المدرسية، كما سيقوم كل طالب بشراء الملابس التى تتوافق مع مستواه وطبقته الاجتماعية، بما يولد شعوراً بنوع من الغيرة بين الطلاب والطالبات، خاصة فى سن المراهقة التى يقوم فيها الطلاب بمقارنة أنفسهم مع غيرهم.

وأضافت «خضر» أن التشابه بين الطلبة فى المظهر يجعلهم يشعرون بالانتماء تجاه مدرستهم، ومن ثم يساعد ذلك على خلق بيئة مدرسية يملؤها الود والألفة والاحترام.

وتابعت «خضر» فى حديثها لـ«الوطن» أن ارتداء الزى الموحد يقلل من إلهاء الطالب وانشغاله بسؤال ماذا سأرتدى اليوم فى المدرسة، ما يجعل تفكيره مقتصراً على التحضير لدروسه والاستعداد للحصص المدرسية، أما فى حالة إذا كان الزى باختياره فسيقضى وقتاً طويلاً فى تجهيز الزى وتحضيره وتصبح المدرسة ساحة للمقارنة، واستعراض كل منهم لملابسه: «لا بد أن نعلم أبناءنا منذ الصغر أن للمدرسة قدسية خاصة تستوجب الالتزام بمجموعة من القواعد والآداب العامة والتى منها الالتزام بارتداء الزى المدرسى الذى تقره كل مدرسة بألوان ومعايير محددة».

«الريس»: الالتزام بالزى الموحد يزيل الفوارق الاجتماعية والتنمر

وفى نفس السياق، أكدت الدكتورة إيمان الريس، استشارى نفسى وتربوى، أن تعليم الطالب الالتزام والانضباط يبدأ من سنوات طفولته الأولى فى المنزل، لذا نجد الأسرة التى تحترم القواعد والقوانين تحرص على غرس مفهوم الانضباط فى عقل طفلها، بل وتعليمه مدى انعكاس ذلك الالتزام بالإيجاب على حياته بمختلف مراحلها.

وأضافت «الريس» أن تقوية مشاعر المشاركة والتقارب المرتبطة بمفاهيم «كلنا واحد، نشبه بعضنا البعض، لا يفرقنا مظهر أو طبقة اجتماعية»، من أهم مزايا ارتداء الزى الموحد، فضلاً عن مساعدة الزى فى تقوية مشاعر العدل والانتماء للمجتمع المدرسى.

كما يسهم قضاؤه على الفوارق الاجتماعية، ومشاعر العدوانية والتنمر إلى إنتاج جيل سوى نفسياً، يدرك جيداً أن المظاهر لا جدوى لها دون عقل واعٍ مستنير قادر على تحقيق التفوق والنجاح وخدمه مجتمعه وبلده: «يعتبر الزى الموحد كذلك توفيراً لميزانية الأسرة، فبدلاً من شراء العديد من أنواع وماركات الملابس المختلفة، يكتفى كل طالب بطاقمين أو 3 أطقم من الزى المدرسى، حسب إمكانية كل أسرة، يُبدل فيما بينها خلال الفصل الدراسى، وهنا لا بد أن نعلم أبناءنا الضوابط الأخرى المرتبطة بالزى المدرسى، كاختيار مقاس مناسب يسمح بسهولة الحركة، وكذلك الحفاظ على نظافته وكيه يومياً».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتماء المشاعر الزى المدرسى

إقرأ أيضاً:

مدارس بلا تنمر.. إعادة مفهوم التربية لمعالجة الظواهر السلبية وتصحيح المفاهيم المغلوطة

أظهرت المبادرات التى أطلقتها وزارة التربية والتعليم، لمحاربة التنمر داخل المدارس، درجة تعامل الحكومة مع هذا الملف، كأولوية قصوى، لتنشئة الأجيال الحالية على قيم مجتمعية مثالية، بعيداً عن السموم التى تتسلل إلى الصغار والمراهقين والشباب من منصات التواصل الاجتماعى، وتسببت فى تغيير سلوكيات البعض، وأصبحت تشكل خطورة، حيث نجحت مبادرات الدولة فى تصحيح المفاهيم المغلوطة وبروز مخاطر التنمر وإعادة تشكيل وعى الطلاب بالاستخدام الإيجابى للأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعى.

«التعليم»: نعمل على تمكين الطلاب وتنمية قدراتهم والارتقاء بسلوكياتهم لإكسابهم مهارات التفاعل مع البيئة والمساهمة في بناء شخصياتهم 

وشملت تحركات الوزارة حملات ومبادرات تعليمية لتنشئة الطلاب على «المعاملة الحسنة» بأسلوب ترفيهى نشر الوعى بمخاطر الاحتيال الإلكترونى، كذلك رفع الوعى حول التنمر، والاحتيال الإلكترونى، والعلاقات السامة، فى إطار مواجهة الظواهر الاجتماعية والمشكلات التى تواجه المجتمع المدرسى، وحفاظاً على الطلاب مما يتعرضون له من أخطار وتحديات ناتجة عن الاستخدام السيئ والمفرط للأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعى، من خلال عقد ندوات ومحاضرات ومسابقات ورحلات وحفلات، التى تسهم فى محاربة الظواهر السلبية التى تؤثر على الوعى الصحيح للطلاب.

أبرز المبادرات التى شاركت فيها الوزارة كانت «بداية»، تستهدف الاستثمار فى رأس المال البشرى وزيادة الولاء والانتماء للوطن، و«احمى نفسك إلكترونياً» لمواجهة الأفكار المضللة، «فكر بعمق وانقد بحكمة للتوعية»، و«تأكد لمواجهة الشائعات». كما قامت المدارس بتنفيذ برامج التوجيه الجمعى والإرشاد التربوى للطلاب وأولياء الأمور، وحقوق الطفل والمرأة، وتنشئة الطلاب على مكارم الأخلاق وحمايتهم من الأفكار والسلوكيات السلبية، ومناهضة الطلاب لظاهرة التحرش، وتنمية مهارات الطلاب الحياتية لبناء شخصيتهم وتنمية القيم الإيجابية، وتنفيذ مبادرة جسمى ملكى، ومناهضة الطلاب لظاهرة «التحرش بالألفاظ والأفعال واللمس والتحرش الإلكترونى».

وقال محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، إن الوزارة تعمل جاهدة على تمكين الطلاب من تنمية قدراتهم، والارتقاء بسلوكياتهم لزيادة الوعى وإكسابهم مهارات التفاعل مع البيئة والمساهمة فى بناء شخصياتهم ثقافياً واجتماعياً وفنياً. وأوضح أن وزارتى الثقافة والتعليم تمثلان جناحى ترسيخ الهوية المصرية لدى الطلاب وبناء ثقافة الأجيال القادمة، مشيراً إلى الاهتمام الكبير الذى توليه القيادة السياسية لتطوير التعليم وبناء الإنسان المصرى، والهدف الرئيسى هو العمل على بناء مستقبل مصر، من خلال تقديم تعليم جيد داخل المدارس، مشيراً إلى أن هناك نهضة غير مسبوقة فى التعليم، فى ظل تكاتف وتعاون كافة مؤسسات الدولة، حيث تم بناء عدد كبير من المدارس خلال السنوات العشر الماضية، وتجهيزها وهو ما تظهره الأرقام والمحددات الأساسية.

وقال د. تامر شوقى، الخبير التربوى: «نعيش فى العصر الحالى ثورة تكنولوجية هائلة وانتشاراً كبيراً للأجهزة الرقمية والإنترنت الفترة الأخيرة لدى كل فئات المجتمع، خاصة فئات الطلاب، وعلى الرغم من المميزات الإيجابية للأجهزة إلا أنه غالباً ما يسىء هؤلاء الطلاب استخدامها فى أنشطة سلبية هدامة ولعل من أخطرها التنمر الإلكترونى والذى تظهر خطورته فى أنه يسبب الأذى وإلحاق الضرر، سواء النفسى أو المعنوى لطرف أو أطراف أخرى بريئة، من خلال نشر شائعات إلكترونية عن طالب آخر فى وسائل التواصل الاجتماعى وغير ذلك من أساليب التنمر الإلكترونى».

وتابع: «مبادرات التعليم لمواجهة التنمر والاحتيال الإلكترونى تحقق عدة أهداف، منها الحفاظ على صورة الذات الإيجابية لكل طالب عن نفسه، وتقليل المشكلات السلوكية بين الطلاب، وتقليل احتمالية إصابة الطلاب بالاضطرابات النفسية الناتجة عن التنمر، وإتاحة الفرصة للطالب للدراسة والتحصيل بدرجة أكبر، وفى كل الأحوال لا بد أن تستعين الوزارة ببعض الوسائل، مثل تضمين دروس عن التنمر الإلكترونى فى المناهج، وكيفية الإبلاغ عنه والتعامل معه، وعقد ندوات داخل المدارس تستضيف رجال الدين والمتخصصين النفسيين للتوعية بمخاطر التنمر، ورجال القانون لتوعية الطلاب بالعقوبات المرتبطة به، واستغلال الإذاعة المدرسية للتوعية بأشكال التنمر وكيفية التعامل معه بالتنسيق مع الأخصائى النفسى بالمدرسة».

مقالات مشابهة

  • مدارس بلا تنمر.. إعادة مفهوم التربية لمعالجة الظواهر السلبية وتصحيح المفاهيم المغلوطة
  • انطلاق مسابقة أوائل الطلبة للمرحلة الثانوية في مدارس مطروح (صور)
  • إعلان نتيجة مسابقة أوائل الطلبة بالثانوية الازهرية بالإسماعيلية
  • قبل التصفيات النهائية.. وكيل تعليم كفر الشيخ يحفز فريق أوائل الثانوية العامة
  • "الكلية الحديثة" تطلق مساقا جديدا حول "التنمية المستدامة"
  • وكيل وزارة التعليم بقنا يقرر فصل عدد من الطلاب لمخالفتهم الزى المدرسى
  • بعد خفض سعر الفائدة في 4 بنوك.. ما مصير شهادات الادخار واجتماع المركزي؟
  • إعلان نتائج القبول الموحد لمرحلة البكالوريوس (رابط)
  • الفصل الدراسي الثاني| وزير التعليم يشدد على الالتزام بتحية العلم
  • مكافأة الطلاب الجامعيين ذوي الإعاقة.. الخطوات والمستندات المطلوبة