شفق نيوز/ انتقدت مجلة "ناشيونال ريفيو" الامريكية الفكرة الشائعة، خصوصا بين في اوساط الجمهوريين، بأن حرب روسيا في اوكرانيا تشبه حرب الاطاحة بنظام صدام حسين في العراق العام 2003. 

وأوضح التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ فكرته بداية مستعيدا تصريحا للسناتور الأمريكي جي دي فانس قال فيه مؤخرا أنه "من نواحٍ كثيرة هذا يذكرني بفترة 2003/2004 في العراق، حيث بدا أن الجميع يريدون الاندفاع نحو صراع عسكري، واعتقد انه بعد مرور 20 عاما، أدركنا مدى الخطأ الفادح الذي حدث، لا اريد ان نمر ب 20 سنة قبل أن ندرك حجم الخطأ الكارثي الذي نرتكبه".

 

لكن التقرير الأمريكي اعتبر أنه "ليس من الواضح كيف تشبه حرب الغزو الروسية في أوكرانيا الحرب في العراق، باستثناء الإدراك بأن كل الصراعات البشرية تشترك في بعض أوجه التشابه المؤسفة"، مشيرا الى ان بعض الجمهوريين من منتقدي قضية أوكرانيا، يعتمدون على "روايات متكلسة حول مغالطة حرب التحالف في العراق، بما يخدمهم".  

واوضح التقرير؛ ان "روسيا شنت غزوها الثاني لأوكرانيا بشكل مفاجئ، ولم تستشهد ولم تكلف نفسها عبء خلق سبب للحرب"، مشيرا إلى أن موسكو تحدثت عن حقوقها القديمة على ساحل البحر الأسود التي قام القياصرة بضمها خلال حملاتهم العسكرية ضد العثمانيين قبل محاولتهم اعادة احتلال اوكرانيا لضم اراضيها الى الاتحاد الروسي ومحو ثقافتها". 

ولهذا، اعتبر التقرير ان "هناك تناقضات مع حرب العراق أكثر بكثير من أوجه التشابه". 

وأوضح قائلا "الولايات المتحدة وحلفاؤها قاموا بمراقبة سماء العراق من العام 1991 الى العام 2003 بعد محاولة صدام حسين غزو الأراضي المجاورة وضمها، وغالبا ما واجهت مقاومة من قوات موالية لبغداد". 

وتابع قائلا انه خلال ثلاثة وقائع قبل غزو العام 2003، "أجبر الغرب على شن ضربات انتقامية على اهداف عراقية ردا على جهوده (صدام حسين) التي تستهدف قتل مواطنيه من الأقليات وزعزعة استقرار المنطقة على حساب المصالح الأميركية". 

واشار ايضا الى ان شهورا قبل غزو العام 2003، شهدت مفاوضات بلغت ذروتها بتفويض الكونغرس للحرب الذي وصفه بأنه "إطار قانوني مدعوم بقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة، خلص إلى أن العراق ارتكب انتهاكات ماديا لالتزاماته الدولية".

واضاف ان "كل ذلك جرى على مدار عدة أشهر، منع خلالها نظام صدام حسين عمل المفتشين الدوليين الذين كان من الممكن أن يقدموا دليلا على ان مخزونات الاسلحة غير التقليدية التي كانت في حوزة العراق لم تكن تشكل التهديد الذي كشفته كل وكالات الاستخبارات الغربية تقريبا". 

وشكك التقرير بالمقارنة بين الحربين قائلا أن "جميع الحروب هي حروب في الواقع، وأوجه التشابه بينهما تنتهي عند هذا الحد". ولفت إلى أن استعادة المقارنة يجب ان تكون من زاوية أن "الروس اداروا حملتهم في أوكرانيا بشكل مماثل للطريقة التي قاموا بها بالتدخل في سوريا، بوحشية وتجاهل تام للحياة المدنية"، مضيفا أن مرتكبي هذه الجرائم لا يواجهون أي تهديد من جانب العدالة في وطنهم، وأن هناك أدلة على أن مسؤولي الكرملين يشجعون هذه التصرفات". 

ورأى التقرير أنه لا وجود لمقارنة هنا مع سلوك القوات المسلحة الأميركية، وأنه "من المعيب أن نعقد مثل هذه المقارنة، مضيفا أنه بقدر ما كانت الولايات المتحدة وجنودها متورطين في سوء سلوك إجرامي في العراق، فإننا نعلم ذلك لأنه تم الكشف عن اعمالهم اما من قبل المحققين او وسائل الاعلام المستقلة، وجرت معاقبة المتورطين وفقا للقانون. 

ودعا التقرير الى "التمييز بين الدولة التي تخطط لارتكاب جرائم حرب والدولة التي تقمع الأرواح الوحشية التي تطلقها الحرب وتعاقب أولئك الذين يستسلمون لغرائزهم الحيوانية". 

واعتبرت المجلة الامريكية ان "الفارق الأكثر وضوحا بين حرب العراق العام 2003 وبين حرب روسيا في أوكرانيا، هو ان لا الولايات المتحدة ولا حلفائها هم الذين يخوضون القتال". واضاف انه في ظل "غياب الدعم الأميركي لاستقلال أوكرانيا، فإن القتال لن يتوقف، وسوف يستمر، الا ان اوكرانيا سوف تخسر بشكل أسرع، وسوف يتعرض شعبها للقتل بمعدلات متسارعة، وسوف يقترب العدوان الروسي من حدود حلف الناتو".

وانتقد التقرير فكرة الجمهوريين القائلة بأن الولايات المتحدة بإمكانها إنهاء الحرب غدا إذا تركت كييف لتتدبر أمرها، موضحة أن ذلك يعني أن على اوكرانيا ان تحقق السلام من خلال الاستسلام والخضوع". 

وخلص التقرير الى القول ان "مساواة حرب روسيا بحرب العراق تثير نقاطا عاطفية مؤلمة في الذهنية الأمريكي" واكد ان "أوجه التشابه لا تصمد عند التدقيق المنطقي".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي العراق الولايات المتحدة الاميركية الحرب الروسية الاوكرانية الولایات المتحدة فی العراق صدام حسین العام 2003

إقرأ أيضاً:

الصحف العربية.. دمشق تتشدّد ضد «الفلول» والأعمال الانتقامية.. عقوبات أمريكية «واسعة» تحدق بالعراق.. خيارات «كييف» تضيق أمام ضغوط واشنطن

تناولت الصحف العربية اليوم السبت مجموعة متنوعة من القضايا والأحداث في ظل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية.

على الصعيد السياسي، تطرّقت الصحف إلى الأوضاع في غزة، إضافة إلى تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة.

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز الموضوعات التي تناولتها الصحف العربية.

تناولت صحيفة "الشرق الأوسط" تطور الأوضاع في سوريا، وكتبت تحت عنوان "دمشق تتشدد ضد «الفلول» والأعمال الانتقامية"، ونقلت تصريحات السلطات السورية، أمس، التي قالت فيها إنها لن تتهاون مع «فلول النظام» واللصوص والعابثين بالأمن، ولن تسمح «بأي أعمال انتقامية تحت أي ظرف في محافظة اللاذقية»، معلنة استعادتها السيطرة على معظم الساحل السوري، بعد يومين من القتال مع مسلحين موالين للنظام السابق، أوقع عدداً كبيراً من الضحايا.

وقامت السلطات السورية بإغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، بهدف ضبط المخالفات، ومنع التجاوزات، وعودة الاستقرار تدريجياً إلى المنطقة، حيث تم نشر عناصر الأمن العام في مختلف أنحاء مدينة اللاذقية، ونقاط مؤقتة لضبط الأمن ومنع التجاوزات الحاصلة، كما تم الإعلان عن استعادة عدد كبير وكميات ضخمة من المسروقات واعتقال كثير من اللصوص.

ودعا الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطاب على «تلغرام» مساء أول من أمس، أنصار النظام السابق إلى تسليم أنفسهم «قبل فوات الأوان»، مؤكداً الاستمرار في حصر السلاح بيد الدولة بحيث «لن يبقى سلاح منفلت».

إلى ذلك، تسببت أحداث الساحل السوري بحركة نزوح كثيفة باتجاه لبنان، وبالتحديد باتجاه منطقة عكار الحدودية، عبر معابر غير شرعية في ظل غياب أي إجراءات أمنية.

عقوبات أمريكية «واسعة» تحدق بالعراق

ومن سوريا إلى العراق فقد كتبت الصحيفة تحت عنوان "عقوبات أميركية «واسعة» تحدق بالعراق"، وقالت إن عقوبات «واسعة» من المحتمل أن تفرض على أجهزة حكومية وسياسية وفصائل في العراق.

وقال دبلوماسي أميركي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عقوبات من المنتظر فرضها تباعاً على مجموعات عراقية استناداً إلى المذكرة الرئاسية للأمن القومي 2». وأوضح أن «العقوبات سوف تستهدف أفراداً وكيانات قدمت تسهيلات أو أعمالاً تجارية وموارد غير قانونية لإيران». ولن تأخذ العقوبات في الاعتبار «الجهات المرجعية» للمشمولين، سواء كانت غطاءً حكومياً أو «الحشد الشعبي»، أو الفصائل، وفقاً للدبلوماسي.

وقال دبلوماسي أميركي ثانٍ، كان قد عاد أخيراً من بغداد، إن «العقوبات التي قيد الدراسة، لا تهدف إلى تقويض النظام في العراق، بل لاستئصال شبكة المصالح الإيرانية».

وشبّه الدبلوماسي العقوبات بـ«جرعات مكثفة متتالية من العلاج الكيماوي لجسد مصاب بأورام سرطانية».

خيارات كييف تضيق أمام ضغوط واشنطن

ومن الشأن العربي إلى الشأن العالمي كتبت الصحيفة تحت عنوان "خيارات كييف تضيق أمام ضغوط واشنطن"، وبحسب الصحيفة بدا أن خيارات كييف والرئيس فولوديمير زيلينسكي تضيق، على الرغم من محاولته إعادة إصلاح علاقته بإدارة الرئيس دونالد ترمب.

وقال الصحيفة "بعد قرار وقف المساعدات العسكرية والمعلومات الاستخبارية، اتخذت إدارة ترمب قراراً جديداً، الجمعة، أوقف تزويد الجيش الأوكراني بصور الأقمار الاصطناعية، فيما الأنباء تشير إلى أن القوات الأوكرانية باتت شبه مطوقة في منطقة كورسك الروسية، وتمكُّن القوات الروسية من استعادة سيطرتها على معظم الأراضي التي اجتاحتها أوكرانيا في هجومها المباغت الصيف الماضي".

غرفة عمليات في العراق.. لتقسيم سوريا!!

من جانبها تناولت صحيفة السياسة الكويتية الاوضاع في سوريا وكتبت تحت عنوان "       "  وقالت إنه في في موازاة الاشتباكات العنيفة التي تدور رحاها في مدن الساحل السوري منذ الخميس الماضي وتسببت بحصد أرواح العشرات، وفيما أعلن الأمن العام السوري اعتقال ما وصفها بانها "مجموعات غير منضبطة" بسبب ارتكابها انتهاكات بحق المدنيين"، كثفت القوى السياسية والميليشيات من "يتامي نظام الأسد" مساعيها وتحركاتها لتقسيم سورية، إذ كشف قيادي بارز في التيار الوطني الشيعي ـ الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ـ لـ"السياسة": ان جهاز المخابرات العراقي أبلغ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بوثائق أن غرفة عمليات تستهدف القيام بأعمال معادية لسورية تشكلت ومكونة من الفصائل العراقية وفيلق القدس الايراني وماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد) وحزب الله اللبناني وأن هذه الغرفة العملياتية تدار من داخل العراق.

وقال القيادي الصدري: إن ايران انتقلت في الوقت الراهن من محور لمواجهة اسرائيل الى محور لمواجهة الوضع السوري، وان هدف المحور الجديد تقسيم سورية، موضحاً أن المحور الجديد الذي تأسس منذ أسبوعين تقريباً لديه قناعة بأنه من الصعب جداً استعادة السيطرة على سورية كلها ومن ثم فإن الخيار المطروح الآن هو تقسيم سورية.

وقال القيادي: إن أحد السيناريوهات المطروحة لتنفيذ تقسيم سورية هو دخول قوات من الفصائل العراقية والحرس الثوري الإيراني بالتنسيق مع فلول من النظام السوري السابق في معارك قاسية مع قوات الحكومة السورية الجديدة للسيطرة على الخط الجغرافي الممتد من دير الزور – حمص – الساحل وان عملية الاقتحام ستتم عبر الحدود العراقية السورية من جهة القائم – البوكمال.

وحسب معلومات القيادي في التيار الوطني الشيعي، فان التقسيم يستهدف اقامة منطقة موالية للمحور الإيراني الجديد تمتد من محافظة دير الزور السورية على الحدود مع العراق مروراً بمحافظة حمص وصولاً الى الساحل السوري، متهماً ايران واسرائيل بالسعي معاً الى تقسيم سورية لضمان مصالحهما الستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • معهد سويدي: أوكرانيا أكبر مستورد للأسلحة في العالم
  • زادت 100 ضعف.. أوكرانيا أكبر مستورد للأسلحة في العالم
  • ثلاثة ثوابت أمريكية في مواجهة إيران.. أحدها يُمسّ العراق مباشرة - عاجل
  • 3 رسائل أمريكية مشفرة للسوداني محورها إيران وحسم التبعية
  • 3 رسائل أمريكية مُشفرة للسوداني محورها إيران وحسم التبعية
  • 3 رسائل أمريكية مُشفرة للسوداني محورها إيران وحسم التبعية - عاجل
  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
  • مقتل شخص على يد آخر خلال مشاجرة بينهما فى كفر الدوار بالبحيرة
  • دعت لطرد وفد الحوثيين وإغلاق مكتبهم بمسقط.. مجلة أمريكية: عُمان تدعم الحوثيين يجب محاسبتها (ترجمة خاصة)
  • الصحف العربية.. دمشق تتشدّد ضد «الفلول» والأعمال الانتقامية.. عقوبات أمريكية «واسعة» تحدق بالعراق.. خيارات «كييف» تضيق أمام ضغوط واشنطن