الحديدة.. لوحة محمدية لفرح يماني هو الأكبر من نوعه بذكرى المولد النبوي
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
تقرير:جميل القشم
رسم أبناء حارس البحر الأحمر خلال إحتفالاتهم بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام 1445ھ، لوحة إيمانية محمدية منقطعة النظير تجلت في أبهى صور التفاعل منذ مطلع شهر صفر.
وثقت عدسات الاعلام تفاصيل المشهد البديع الذي فاض بعناوين الحب والاعتزاز بنبي الرحمة، وأبرزت دلالاته وعكست مضامين العشق المحمدي بمستوى الحفاوة بهذه المناسبة التي حظيت باهتمام غير مسبوق ابتهاجا بمقام مولد رسول الرحمة.
انفردت محافظة الحديدة خلال هذا العام بزخم رسمي وشعبي كبير ومشاركة واسعة في احياء ذكرى مولد الرسول الأعظم، استجابة لدعوة قائد الثورة وترجمة فعلية للحب الصادق والولاء والارتباط الحقيقي بخير البرية وخاتم الأنبياء والمرسلين.
كرست الجهود منذ وقت مبكر في التحضيرات المكثفة وتدشين كم كبير من الفعاليات والأنشطة الاستباقية، استعدادا لإحياء الذكرى الدينية التي تمثل حدثا فارقا في وجدان اليمنيين ومناسبة استثنائية تبرز من عام لآخر تنامي الوعي بأهميتها ومكانة صاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وتميز التناغم الرسمي والمجتمعي ومشاركة قطاعات التعليم والصحة والمكاتب والمؤسسات والهيئات والاحياء الشعبية، في سباق تنظيم الاحتفالات بمختلف المسميات الخطابية والثقافية والشعر والأناشيد، بهوية يمانية جامعة للحب المحمدي بنكهة تهامية وموروث ديني أصيل.
أضفت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة طابعا مميزا لمدى حرصها على تتويج نجاح خطة برنامج احياء المناسبة من خلال عملية جدولة وتنظيم الفعاليات وأمسيات احتفالات المولد النبوي بالتنسيق مع مختلف الجهات، وكذا الاهتمام بالاجراءات والترتيبات الدقيقة لتأمين ساحةالحفل المركزي.
سيول بشرية :
عكس التدفق الجماهيري الغير مسبوق من مختلف مديريات محافظة الحديدة في الحفل المركزي بساحة الشهيد الصماد، يوم 12 ربيع أول، الصورة البهية لحشد أبناء تهامة الذين تقاطروا من ريف ومدن المحافظة لايصال رسائل العشق المحمدي بما تخالجهم نفوسهم من محبة واجلال.
تنوعت مواكب القادمين من عموم المديريات الى ساحة الاحتفال بالصغار والكبار وبأهازيج الفرح وعلى أنغام المديح المحمدي وهتافات التأييد والتفويض لقائد الثورة التي دوت الساحة البالغ طولها 500 مترا وعرض 80 مترا، واضفت اللافتات والأعلام الخضراء روحانية لمهرجان المناسبة.
وجسدت ضيوف رسول الله في الفرح البهيج الذي فاق التوقعات، أيقونة ايمانية يمانية تعززت فيهم الروحية العالية ومشاعر العزة والبأس، بما ورد في خطاب قائد الثورة من موجهات التغيير الجذري والاصلاح الذي ينشده الشعب اليمني.
رقصت قلوب الجموع الغفيرة فرحا بهذا الحفل الذي شهدته محافظة الحديدة بشكل غير مسبوق، رغم الجراح والالام والأوجاع التي خلفها حرب العدوان وتداعيات الحصار الجائر على الوضع المعيشي منذ تسعة أعوام، وذلك تجسيدا لقيم الصمود ونهج الثبات، ويقينا منهم بالفرج ونصر الله لعباده المستضعفين.
مظاهر كرنفال الفعالية الكبرى :
وكون هذه المناسبة العظيمة، مدرسة تتعلم منها أجيال الأمة واجباتها ومسئولياتها المنوطة بها، شارك آلاف الأطفال من مديريات الحديدة الاحتشاد في ساحة الصماد، فرحاً وابتهاجاً وتعظيماً بمولده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
كما رافق الاحتفال المركزي بذكرى المولد النبوي الشريف مظاهر احتفاء متعددة، منها تحليق عدد من المروحيات لأول مرة في أجواء ساحة الاحتفال تعبيرا عن البهجة والفرح نظرا لما يمثله المولد النبوي، من محطة إيمانية لتعزيز الارتباط الروحي والوجداني الوثيق للشعب اليمني برسول الإنسانية.
ومن ضمن مظاهر الابتهاج التي شهدتها ساحة الفعالية المركزية بمدينة الحديدة، قدوم مسيرة راجلة من مديرية باجل، اعترافا بنعمة الله وكرمه ورحمته بالعالمين وتعظيماً لرسول الإنسانية واقتداء بنهجه والقيم والمبادئ التي دعا اليها.
وشاركت عشرات الزوارق في تنفيذ عروض بحرية في ساحل مدينة الحديدة، ضمن مظاهر الاحتفالات التي شهدتها المحافظة، إحياء لهذه المناسبة تجسيداً لارتباط أهل اليمن برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والسير على نهجه.
وعشية الاحتفال شارك المئات من خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر في تنظيم عروض وتشكيلات فنية في مياه ساحل الحديدة تدلت منها شعارات المناسبة وعبارات كتبت عليها أسم النبي محمد في طابع جمالي بديع تعظيما لهذه الذكرى.
وعملاً بقوله تعالى “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون “، عمت مظاهر الفرحة ساحة الاحتفال التي شهدت هتافات الحشود ومدى تفاعلهم خصوصا بعد كلمة قائد الثورة التي أعلن فيها تغييرات والتوجه نحو مرحلة جديدة.
زخم فعاليات وأمسيات:
عاشت محافظة الحديدة بكافة مديرياتها أجواء مليئة بالفرح ابتهاجاً بقدوم هذه المناسبة، بزخم كبير من الفعاليات والأمسيات الاحتفالية في إطار خطة استقبال ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين.
وتميزت أنشطة الاحتفال بذكرى مولد رسول الله بمظاهر متنوعة في مختلف المديريات تضمنت أناشيد المدح وقصائد وأهازيج في حب النبي خلال الأمسيات والفعاليات الاحتفالية وحلقات الذكر بالمساجد وترديد موشحات للتذكير بسيرته العطرة في المجالس العامة.
وشارك القطاع التربوي وكافة مدارس المحافظة، في إحياء ذكرى المولد النبوي، بفعاليات وأنشطة تنوعت بين فعاليات ومحاضرات وندوات وإذاعات، لتكريس وغرس القيم والأخلاق العظيمة التي جاء بها رسول الله في نفوس الأجيال وتجسيد الهوية الإيمانية.
فيما قدم القطاع النسائي بمحافظة الحديدة انموذجا في احياء فعاليات المولد، والمشاركة الواسعة في إحياء مجالس الذكر العطرة لسرد السيرة الزكية ومعاني الرسالة المحمدية ابتهاجاً بذكرى مولده صلى الله عليه وآله.
وكان للقطاع الرياضي حضورا متميزا في تدشين البطولات المعبرة عن المناسبة بمشاركة 32 من أندية المحافظة، وتقديم عروض كشفية بمشاركة ألف و700 شاب تعبيرا عن الحفاوة بقدوم هذه المناسبة الدينية الجليلة.
وتوسعت مظاهر الاحتفال بذكرى ميلاد رسول الإنسانية، مع اقتراب يوم 12 ربيع الأول، من خلال العديد من الطقوس التي شهدتها محافظة الحديدة، منها وصول مسيرة ضوئية كبرى تضم 450 قاطرة إلى مدينة الحديدة ابتهاجا بالمولد النبوي وتنظيم مسيرة ضوئية لمئات السيارات المزينة بالاضواء الخضراء المحمدية المعبرة عن الفرح والابتهاج بقدوم المولد النبوي.
وتزامنا مع هذه المظاهر الاحتفالية، شهدت المحافظة تنفيذ العديد من برامج الاحسان والتكافل التي استهدفت شرائح مستضعفة ومرضى وأيتام في أبلغ تجسيد لنهج ومبادئ نبي الأمة صلوات الله عليه وآله وسلم.
ارتياح ورسائل شكر :
تجسدت عوامل نجاح فعاليات المولد النبوي الشريف بمحافظة الحديدة للعام 1445ھ، بمدى تفاعل أبناء المحافظة ومختلف القطاعات منذ وقت مبكر في حملة التزيين ومظاهر الاحتفالات الواسعة بهذه المناسبة وتجديد التمسك بهديه الرسول وايصال رسائل لأعداء الأمة بأن اليمنيين ماضون غي نصرة دين الحق.
وعبر محافظ المحافظة محمد عياش قحيم، عن الاعتزاز بمشاركة الجموع الغفيرة من أبناء الحديدة الذين دفعهم الشوق والحب لرسول الله، للاحتفال بيوم مولد صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم وخير داع إلى المنهج القويم.
ولفت الى ما شهدته المحافظة من أروع صور الولاء والمحبة لخير الأنام والرحمة المهداة والنعمة المعطاة والقدوة المثلى والأسوة الحسنة، إمام الأنبياء، وسيد المرسلين الصادق الأمين خير البرايا أجمعين المبعوث رحمة للعالمين.
فيما اعتبر وكيل أول المحافظة أحمد البشري، نجاح الفعاليات بذكرى المولد النبوي الشريف، إتماما للنعمة الإلهية العظيمة التي أنعم بها على البشرية، وترجمة عملية للبهجة والسرور الذي تزدان به المحافظات اليمنية الحرة في ذكرى يوم ميلاده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وأشاد الوكيل البشري، بزخم التفاعل التي شهدته مديريات المحافظة، في إحياء هذه المناسبة وتجسيد الارتباط الوثيق والهوية الإيمانية الأصيلة التي خص بها الرسول الكريم أهل اليمن عن غيرهم، حينما قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المولد النبوی الشریف بذکرى المولد النبوی ذکرى المولد النبوی محافظة الحدیدة مظاهر الاحتفال هذه المناسبة ذکرى مولد رسول الله
إقرأ أيضاً:
الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن
وعلى الرغم من التوجهات الأميركية المتجددة لتصعيد الأعمال الحربية على الحديدة تحت حجة وقف هذه الهجمات، فإن المعطيات والوقائع على الأرض تكشف أن هذه الرؤية تتسم بالعشوائية وعدم الاستناد إلى تحليل دقيق للواقع العسكري.
إن الدعوات الأميركية لشن هجوم بري على الحديدة تطرح تساؤلات جدية حول جدوى هذه الاستراتيجية. فالمنطق العسكري يقول إن استهداف السفن في المياه الإقليمية لم يكن يوما مرتبطا بموقع جغرافي معين، بل كان مرتبطا بالقدرة على استهداف الأهداف البحرية عبر تقنيات متنوعة.
إذ إن أنصار الله لم يعتمدوا في استهداف السفن على الزوارق المسيرة إلا بعد شهور طويلة من استخدام صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من مختلف المناطق اليمنية.
وبالتحديد، منذ بداية هجمات أنصار الله على السفن التجارية، تم استهداف 153 سفينة خلال الأشهر السبعة الأولى من المواجهات، ولم يحتاج المهاجمون إلى الزوارق المسيرة في تلك الفترة. بل كانت الهجمات تتم عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة أُطلقت من 12 محافظة يمنية. وهذا يثبت أن استهداف السفن لا يعتمد على الحديدة أو على منطقة معينة في البحر الأحمر، بل هو جزء من استراتيجية عسكرية شاملة تتوزع فيها العمليات من عدة مواقع في اليمن.
واليوم، وبعد مرور أكثر من عام على بداية هذه الهجمات، بلغ إجمالي السفن المستهدفة 202 سفينة، منها اثنتان فقط استُهدِفتا عبر الزوارق المسيرة في البحر الأحمر أما بقية السفن، فقد تم استهدافها بصواريخ وطائرات مسيرة، وصواريخ باليستية متطورة انطلقت جميعها من مختلف المناطق اليمنية، باتجاه مسرح العمليات البحري الذي يشمل البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي وحتى البحر الأبيض المتوسط. هذه الوقائع تؤكد أنه لا توجد علاقة حتمية بين الهجمات على السفن وبين الحديدة بشكل خاص.
يستند التحليل العسكري إلى الوقائع الميدانية، ولا يمكن تجاهل المعطيات التي تؤكد أن الهجمات على السفن لن تتوقف في حال شن حرب برية على الحديدة. بل إن النتيجة ستكون كارثية، حيث ستجد المملكة العربية السعودية نفسها في مواجهة ردود فعل عسكرية عنيفة من قبل أنصار الله، سواء في البحر أو على الأرض وفي حال تم تنفيذ الهجوم البري على الحديدة، فمن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الهجمات على السفن السعودية والنفطية، التي تشكل جزءا رئيسيا من الاقتصاد السعودي. ومن الممكن أن يكون الرد الحوثي على أي تصعيد في الحديدة جزءا من استراتيجية عسكرية أوسع تشمل استهداف المنشآت النفطية الحيوية للمملكة
وبالتالي حدوث ازمة عالمية في اسواق الطاقة بالعالم
علاوة على ذلك، فإن ما يبدو أنه اقتراح عسكري عشوائي يتجاهل تماما حقيقة أن أنصار الله يمتلكون القدرة على استهداف السفن باستخدام تقنيات أخرى لا تعتمد على موقع جغرافي معين.
لذلك، يمكن الاستنتاج بأن إشعال حرب على الحديدة لن يؤدي إلى توقف الهجمات على السفن، بل سيؤدي إلى تصعيد أكبر في المواجهات، وسيضر بمصالح الأطراف المتورطة في هذا النزاع، وعلى رأسها السعودية التي تساهم بشكل مباشر في دعم القوات المعادية في اليمن.
هذه المعطيات العسكرية تؤكد أن الرهان الأميركي على استهداف الحديدة كوسيلة لوقف الهجمات على السفن هو رهان خاطئ. بل إن التصعيد العسكري في هذه المنطقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ ستزيد الضغوط على المملكة العربية السعودية التي قد تجد نفسها في مواجهة تهديدات متعددة، سواء كانت في البحر أو على الأرض.
في النهاية، يعكس الموقف الأمريكي تجاه الحديدة فشلا في فهم تعقيدات الواقع العسكري اليمني، ويجسد عجزا في قراءة التفاعلات الاستراتيجية على الأرض. وإذا كانت الولايات المتحدة تظن أن الهجوم على الحديدة سيقيد قدرة أنصار الله على استهداف السفن، فهي بذلك تقامر بمصالحها الإقليمية وتضع الأمن السعودي والاقليمي في خطر أكبر.
وما كان من المفترض أن يكون خطوة نحو وقف الهجمات البحرية عبر وقف العدوان الاسرائيلي على غزة قد يتحول إلى تصعيد عسكري شامل، مع ما يترتب عليه من عواقب كارثية على الأمن الإقليمي، لا سيما بالنسبة للمملكة التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم.
- عرب جورنال / كامل المعمري -