الجزيرة:
2025-01-07@03:23:26 GMT

لماذا نبكي في لحظات السعادة؟

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

لماذا نبكي في لحظات السعادة؟

بيروت – ذرف الدموع وقت الحزن أمر طبيعي، لكن ماذا عن الدموع التي تذرف وقت الفرح؟ فهذا الأمر يثير أسئلة عديدة، ويعدّ ظاهرة فريدة من نوعها. فكيف يفعل الإنسان الشيء ونقيضه في الوقت نفسه؟

وتقول بعض الدراسات، إن هذه الظاهرة تساعد على الحفاظ على التوازن العاطفي والهدوء، كما تؤكد أن الأشخاص الذين يبكون من الفرح يمكن أن يتعافوا بشكل أفضل.

الطبيبة النفسية استشارية العلاج الأسري، ألينا فران تقول للجزيرة نت، إن "دموع الفرح آلية لا شعورية يلجأ إليها الجسم في حالات الفرح أو السعادة المفرطة، لإعادة التوازن إلى الحالة النفسية والشعورية للإنسان، وذلك من خلال تحفيز رد الفعل المضاد للسعادة، وهو في هذه الحالة ذرف الدموع".

البكاء يخفف كثيرا من المشاعر السلبية والكآبة ويؤدي إلى الانفراج العاطفي (شترستوك) فوائد دموع الفرح

فالبكاء عند الحزن -كما تقول ألينا فران- يشعر الشخص بالتحسن، أما البكاء عند الفرح فيجعل الشخص أكثر سعادة، كما تساعد دموع الفرح على تنظيم المشاعر القوية والتحكم فيها قدر الإمكان، فالأشخاص القادرون على تفريغ ضغوطهم بالدموع يعانون من تقلّبات مزاجية أقل، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يذرفون الدموع.

وتشبه ألينا البكاء بالحضن (الاحتضان)، ذلك أن لدموع الفرح تأثيرا مثلما للتدليك اللطيف، مما يخفف الإرهاق، كما أنها تجعل المخ يفرز هرمون الإندروفين، المسؤول عن السعادة والرفاهية وتحسن المزاج.

وتؤكد -أيضا- أن البكاء يخفف كثيرا من المشاعر السلبية والكآبة، ويؤدي إلى الانفراج العاطفي.

دموع الفرح هي طريقة طبيعية يتخلص بها الجسم من المشاعر القوية (شترستوك) لماذا ومتى تنهمر دموع الفرح؟

من أهم الأسباب التي تجعلنا نبكي عندما نكون سعداء -حسب الدكتورة ألينا فران- أن الدموع طريقة طبيعية يتخلص بها الجسم من المشاعر القوية.

كما أن الدموع مظهر جسدي لحالتنا العاطفية، وتساعدنا على توصيل مشاعرنا للآخرين، وقد تكون دموع الفرح -كذلك- وسيلة للتخلص من التوتر.

وأضافت ألينا، أن "دموع الفرح تحتوي على هرمونات مضادة للتوتر ومسكنات الألم الطبيعية، أكثر من الأنواع الأخرى من الدموع".

وبيّنت أن "المرأة تبكي 4 مرات أكثر من الرجل، لذا يجب ألا نتعجب من هذه الظاهرة. فهذا التعبير عن المشاعر بصدق بلا كبت فيه، وقاية طبيعية من كثير من الأمراض".

دموع الفرح وقاية طبيعية من التوتر (شترستوك) نظريات حول دموع الفرح

ظهرت نظريات كثيرة حول دموع الفرح، وفق موقع "فيري ول مايند"؛ ومن أبرزها:

فقدان السيطرة على المشاعر

قال العالمان ميسيلي وكاستلفزانشي، إن جميع أنواع البكاء تنبع من الشعور بالإحباط والعجز والاستسلام.

تعزيز التواصل مع الآخرين

يرى بعض المختصين أن البكاء هو وسيلة لتعزيز العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.

مشاعر مكبوتة

بعض الأشخاص يبكون دموع الفرح عند تجربة حدث مبهج، لكنهم في الوقت نفسه لديهم مشاعر حزن مدفونة لم يعبّروا عنها سابقا.

تنظيم توازن الجسم

هناك وجهة نظر تقول، إن البكاء قد يؤثر إيجابا في جسمك، فالدموع تحتوي على إنزيمات ودهون وإلكتروليتات ومستقلبات، كما أن الدموع العاطفية قد تشمل -أيضا- بروتينات وهرمونات أخرى.

يفترض أن إطلاق الهرمونات المضادة للتوتر؛ مثل: البرولاكتين وليو-إنكيفالين، يساعد في تنظيم التوازن الجسدي والعاطفي للجسم، ويسهم في تهدئة الشخص وتنظيم حالته المزاجية.

استعادة التوازن العاطفي

يعتقد الباحثون في جامعة ييل أن البكاء يساعد في استعادة التوازن العاطفي، وأنه طريقة للتعافي من المشاعر القوية، سواء كانت سعيدة أو حزينة أو مخيفة، مما يساعد في إبقاء المشاعر والعواطف في اتزان دائم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من المشاعر

إقرأ أيضاً:

هاني تمام: الإسلام دين التوازن بين العبادة والعمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الإسلام هو دين التوازن الذي يوازن بين جميع جوانب حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن تعاليم الدين الحنيف تعكس توازنًا بين الروح والجسد، وبين العقل والقلب، وبين العمل والعبادة.

وقال الدكتور هاني تمام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد: "الإسلام هو دين الوسط، لا إفراط ولا تفريط، فحين نتأمل في الغرض الأساسي من خلق الإنسان في هذه الحياة، نجد أن هناك ثلاث وظائف رئيسية وضعها الإسلام للإنسان، أولًا: العبادة، ثانيًا: عمارة الأرض، وثالثًا: تزكية النفس."

وأشار إلى أن العبادة هي الوظيفة الأساسية التي ينظم بها الإسلام علاقة الإنسان بربه، قائلاً: "ربنا سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، فالإسلام يعنى أن العبادة لا تقتصر على الصلاة والصوم فقط، بل تشمل جميع الأعمال التي تُؤدى بنية صادقة من الإنسان، بداية من العبادة الشخصية وحتى عمارة الأرض."

وتابع: "لكن هل الإسلام يقتصر على العبادة فقط؟ الجواب لا. فالإسلام أيضًا جاء ليعلمنا كيفية عمارة الأرض. يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ}، أي أن الله سبحانه وتعالى يطلب منا أن نساهم في بناء الحضارة وصناعة التقدم، وأن نعمل بجد لتعمير الكون."

وأكد أن الوظيفة الثالثة التي يعنى بها الإسلام هي "تزكية النفس"، حيث قال: "النفس البشرية تحتاج إلى تهذيب، ولذلك نجد في القرآن الكريم قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}، لافتا إلى أن الإسلام يهتم بتزكية النفس وتطهيرها، بما يساهم في بناء شخصية الإنسان بشكل متوازن."

وأضاف: "الإسلام يوازن بين جميع هذه الجوانب. نحن مطالبون كمسلمين بأن نعبد الله بأحسن طريقة، وفي نفس الوقت مطالبون بعمارة الأرض والسعي نحو التقدم في شتى المجالات. الإسلام لا يعزل بين العبادة والعمل، بل يشملهما معًا، ويحث المسلم على التميز في جميع مجالات الحياة."
"قناة الناس" قناة دينية اجتماعية، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية،  تُعنى بكل ما يهم الناس من أمور دينهم ودنياهم، وترسخ الوعى الدينى الصحيح والقيم والأخلاق بمنهج وسطى رشيد.


 

مقالات مشابهة

  • "سكينة".. خطوات نحو تحقيق السلام الداخلي
  • دموع ألفت عمر تجمع نجوم الفن بعزاء والدها
  • أمر يسبب الطلاق العاطفي بين الأزواج .. عضو بالأزهر العالمي للفتوى يكشف عنه
  • عضو العالمي للفتوى: غياب الحوار بين الزوجين سبب "الطلاق العاطفي"
  • بوابة الدموع في قبضة رُبان السفينة
  • هاني تمام: الإسلام دين التوازن بين العبادة والعمل
  • دموع تحت الأنقاض.. ليلة مأساوية عاشتها عفاف وبناتها بسوهاج| ماذا حدث؟
  • أجراس الفرح تدق فى «الكنائس الشرقية»
  • انطلاق أكبر دراسة لكشف أسرار السعادة.. 1000 عالم و30 ألف مشارك من 70 دولة
  • تفسير حلم الحديقة الخضراء في المنام .. وعلاقته بالاستقرار العاطفي والمهني