الجزيرة:
2025-04-07@08:03:42 GMT

لماذا نبكي في لحظات السعادة؟

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

لماذا نبكي في لحظات السعادة؟

بيروت – ذرف الدموع وقت الحزن أمر طبيعي، لكن ماذا عن الدموع التي تذرف وقت الفرح؟ فهذا الأمر يثير أسئلة عديدة، ويعدّ ظاهرة فريدة من نوعها. فكيف يفعل الإنسان الشيء ونقيضه في الوقت نفسه؟

وتقول بعض الدراسات، إن هذه الظاهرة تساعد على الحفاظ على التوازن العاطفي والهدوء، كما تؤكد أن الأشخاص الذين يبكون من الفرح يمكن أن يتعافوا بشكل أفضل.

الطبيبة النفسية استشارية العلاج الأسري، ألينا فران تقول للجزيرة نت، إن "دموع الفرح آلية لا شعورية يلجأ إليها الجسم في حالات الفرح أو السعادة المفرطة، لإعادة التوازن إلى الحالة النفسية والشعورية للإنسان، وذلك من خلال تحفيز رد الفعل المضاد للسعادة، وهو في هذه الحالة ذرف الدموع".

البكاء يخفف كثيرا من المشاعر السلبية والكآبة ويؤدي إلى الانفراج العاطفي (شترستوك) فوائد دموع الفرح

فالبكاء عند الحزن -كما تقول ألينا فران- يشعر الشخص بالتحسن، أما البكاء عند الفرح فيجعل الشخص أكثر سعادة، كما تساعد دموع الفرح على تنظيم المشاعر القوية والتحكم فيها قدر الإمكان، فالأشخاص القادرون على تفريغ ضغوطهم بالدموع يعانون من تقلّبات مزاجية أقل، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يذرفون الدموع.

وتشبه ألينا البكاء بالحضن (الاحتضان)، ذلك أن لدموع الفرح تأثيرا مثلما للتدليك اللطيف، مما يخفف الإرهاق، كما أنها تجعل المخ يفرز هرمون الإندروفين، المسؤول عن السعادة والرفاهية وتحسن المزاج.

وتؤكد -أيضا- أن البكاء يخفف كثيرا من المشاعر السلبية والكآبة، ويؤدي إلى الانفراج العاطفي.

دموع الفرح هي طريقة طبيعية يتخلص بها الجسم من المشاعر القوية (شترستوك) لماذا ومتى تنهمر دموع الفرح؟

من أهم الأسباب التي تجعلنا نبكي عندما نكون سعداء -حسب الدكتورة ألينا فران- أن الدموع طريقة طبيعية يتخلص بها الجسم من المشاعر القوية.

كما أن الدموع مظهر جسدي لحالتنا العاطفية، وتساعدنا على توصيل مشاعرنا للآخرين، وقد تكون دموع الفرح -كذلك- وسيلة للتخلص من التوتر.

وأضافت ألينا، أن "دموع الفرح تحتوي على هرمونات مضادة للتوتر ومسكنات الألم الطبيعية، أكثر من الأنواع الأخرى من الدموع".

وبيّنت أن "المرأة تبكي 4 مرات أكثر من الرجل، لذا يجب ألا نتعجب من هذه الظاهرة. فهذا التعبير عن المشاعر بصدق بلا كبت فيه، وقاية طبيعية من كثير من الأمراض".

دموع الفرح وقاية طبيعية من التوتر (شترستوك) نظريات حول دموع الفرح

ظهرت نظريات كثيرة حول دموع الفرح، وفق موقع "فيري ول مايند"؛ ومن أبرزها:

فقدان السيطرة على المشاعر

قال العالمان ميسيلي وكاستلفزانشي، إن جميع أنواع البكاء تنبع من الشعور بالإحباط والعجز والاستسلام.

تعزيز التواصل مع الآخرين

يرى بعض المختصين أن البكاء هو وسيلة لتعزيز العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.

مشاعر مكبوتة

بعض الأشخاص يبكون دموع الفرح عند تجربة حدث مبهج، لكنهم في الوقت نفسه لديهم مشاعر حزن مدفونة لم يعبّروا عنها سابقا.

تنظيم توازن الجسم

هناك وجهة نظر تقول، إن البكاء قد يؤثر إيجابا في جسمك، فالدموع تحتوي على إنزيمات ودهون وإلكتروليتات ومستقلبات، كما أن الدموع العاطفية قد تشمل -أيضا- بروتينات وهرمونات أخرى.

يفترض أن إطلاق الهرمونات المضادة للتوتر؛ مثل: البرولاكتين وليو-إنكيفالين، يساعد في تنظيم التوازن الجسدي والعاطفي للجسم، ويسهم في تهدئة الشخص وتنظيم حالته المزاجية.

استعادة التوازن العاطفي

يعتقد الباحثون في جامعة ييل أن البكاء يساعد في استعادة التوازن العاطفي، وأنه طريقة للتعافي من المشاعر القوية، سواء كانت سعيدة أو حزينة أو مخيفة، مما يساعد في إبقاء المشاعر والعواطف في اتزان دائم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من المشاعر

إقرأ أيضاً:

ما المطلوب لإعادة التوازن إلى الاقتصاد الأمريكي؟

أثارت سياسة التعريفة الجمركية العدوانية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مناقشات جدية حول إعادة التوازن إلى الاقتصاد الأمريكي في الداخل وعلى مستوى النظام الاقتصادي العالمي. في كلمة ألقاها أمام النادي الاقتصادي في نيويورك في السادس من مارس، عرض وزير الخزانة سكوت بيسنت رؤية لنهج السياسة الاقتصادية الذي تتبناه إدارة ترامب الرامي إلى «إعادة التوازن» إلى الاقتصاد الأمريكي وإعادة خصخصته. لاحظ بيسنت أيضا، كما فعل ترامب، أن «فترة التخلص من السموم»، حيث يقلل الاقتصاد من اعتماده على الإنفاق الفيدرالي، قد تستلزم «بعض الآلام» في الأمد القريب لتحقيق مكاسب أبعد أمدا.

ليس من الواضح تماما ما الذي يحتاج إلى إعادة التوازن على وجه التحديد، فالسياسات الضريبية والتنظيمية التي تدرسها الإدارة الأمريكية توفر سبلا لزيادة الاستثمار في الولايات المتحدة من جانب الشركات المحلية والأجنبية على حد سواء، لكن التأثيرات التي يخلفها هذا على سعر صرف الدولار والحساب الجاري لا تتماشى على النحو المناسب مع خفض العجز التجاري الأمريكي الذي تسعى الإدارة إلى تحقيقه، مع معاناة الأسواق المالية الأمريكية والصناعة المحلية بفعل الرسوم الجمركية المتقطعة، يجدر بنا أن نتساءل ما إذا كان هدف إعادة التوازن يُـخـدَم على نحو أفضل عندما يجعل ترامب السياسة التجارية على رأس أولوياته. الإجابة المختصرة هي «كلا». على سبيل المثال، من غير المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية المفروضة على الألومنيوم والصلب، وهما من المدخلات الوسيطة الرئيسية في التصنيع، إلى إعادة التوازن للاقتصاد الأمريكي نحو زيادة التصنيع. النهج الأفضل كان ليركز على التغييرات المطلوبة التي طال انتظارها في السياسة المالية، وإن كانت الخطوات السياسية أكثر صعوبة من مجرد التشدق بشعار «إعادة التوازن». يتوخى هدف «أمريكا أولا» الذي تتبناه إدارة ترامب إعادة التوازن إلى النشاط الاقتصادي والإنتاج على مستوى العالم، بالإضافة إلى التعريفات الجمركية الأمريكية، يتمحور قدر كبير من النقاش في دوائر صنع السياسات، داخل الحكومة وخارجها، حول إعادة التوازن في الخارج. في أوروبا، سيعمل احتمال إعادة التسلح وغير ذلك من زيادات الإنفاق المحلي في ألمانيا على تقليص الفائض المزمن في حساب ألمانيا الجاري، وفي آسيا، تبرز الصين بفضل سعيها إلى تحقيق الفوائض، وبسبب سلوكها التجاري الـنَـهّاب في كثير من الأحيان (إغراق الأسواق العالمية بمنتجات قدرتها الصناعية الفائضة)، وسرقة الملكية الفكرية.

قد تُـساق بسهولة حجة مفادها أن الصين، في سبيل تعزيز رفاهتها الاقتصادية، يجب أن تعمل على زيادة إنفاقها المحلي، وخاصة الاستهلاك، بدلا من الاعتماد على النمو الذي تقوده الصادرات، وأعلنت الصين مؤخرا عن خطط لتعزيز الاستهلاك المحلي في الاستجابة للرسوم الجمركية الأمريكية، وإذا تجنبت الصين عملية إعادة التنظيم هذه، فربما ينبغي لعضويتها في منظمة التجارة العالمية أن تكون موضع تساؤل، لكن خطة إعادة المواءمة الاقتصادية على مستوى العالم تنطوي على جانب مقابل مهم. فبينما تحتاج بعض الاقتصادات، مثل الصين وألمانيا، إلى زيادة الإنفاق المحلي، تحتاج الولايات المتحدة إلى زيادة الادخار الوطني، وفي حين يمثل الادخار الوطني الادخار الخاص (من قبل الأسر والشركات) والادخار العام، فإن الأخير هو الذي يحتاج إلى التعديل، الأمر ببساطة أن الولايات المتحدة ينبغي لها أن تعمل على خفض عجز الموازنة الحكومية ووضع نسبة الدين الفيدرالي إلى الناتج المحلي الإجمالي على مسار مستقر أو حتى هابط.

من الإنصاف أن نعترف بأن بيسنت أَكَّـدَ أن خفض العجز هدف مرغوب في حد ذاته، ويوفر خفض العجز الفائدة المتمثلة في تحقيق أهداف الإدارة فيما يتصل بإعادة التنظيم الاقتصادي.

مع تساوي العوامل الأخرى كافة، تفرض الزيادة في المدخرات الوطنية الناتجة عن انخفاض عجز الموازنة ضغوطا تدفع أسعار الفائدة الحقيقية إلى الانخفاض في أسواق رأس المال العالمية وعلاوة الأجل على الدين العام الأمريكي الأطول أجلا، ومع تساوي العوامل الأخرى كافة أيضا، سينخفض عجز الحساب الجاري الأمريكي، وبقدر ما يتحقق الانضباط المالي من خلال خفض الإنفاق الفيدرالي، يصبح من الممكن تحقيق إعادة التوازن نحو الاقتصاد الخاص. على الجانب الضريبي، يجب أن تكون إدارة ترامب حريصة على تجنب التخفيضات الضريبية الكبيرة الجديدة التي تزيد من عجز الميزانية وتقلل من الادخار العام. وكما يوضح تقرير توقعات الميزانية الطويلة الأجل السنوي الصادر عن مكتب الميزانية في الكونجرس، فإن الزيادات الطويلة الأمد في الادخار العام تتطلب الحد من نمو الإنفاق الفيدرالي.

في هذا الصدد، تتطلب ملاحقة مسار مالي نحو إعادة التوازن اتخاذ خطوات معروفة، وإن كانت صعبة على المستوى السياسي. في حين تركز إدارة الكفاءة الحكومية التابعة لإدارة ترامب على تخفيضات التوظيف الفيدرالي، ويجب أن تتمحور أي تخفيضات جدية طويلة الأمد في الإنفاق حول إبطاء معدل نمو النفقات على الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، وينطوي الأمر على عدد من الطرق لإنجاز هذه التغييرات الكفيلة بتعزيز المساعدات المقدمة لكبار السن من ذوي الدخل الأدنى، مع تقليل سخاء البرنامج مع المسنين الأكثر ثراء. بالنسبة للضمان الاجتماعي، من الممكن أن يقترن رفع الحد الأدنى من الاستحقاقات بإدخال تغييرات على مقايسة الاستحقاقات لجلب خفض تدريجي في نمو الإنفاق، وعن الرعاية الطبية لكبار السن، من الممكن أن يوفر دعم الأقساط الممولة من القطاع العام للتغطية الأساسية شبكة أمان قوية مع خفض نمو التكاليف. وإذا كانت إدارة ترامب جادة بشأن إعادة التوازن إلى الاقتصاد الأمريكي، فعليها أن تستفيد من سيطرة الرئيس على مجلسي الكونجرس للدفع بتغييرات ذات مردود اقتصادي ضخم في الأمد البعيد، على الرغم من التحديات السياسية في الأمد القريب. سيكون ذلك حقا الـمُـعادِل لوضع أمريكا أولا. من غير المرجح أن يؤدي الحديث عن إعادة التوازن، الذي يركز على التعريفات الجمركية في الداخل والمحاضرات في الخارج، إلى تحويل شعار ترامب المميز «اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى» إلى أكثر من مجرد كلمات على قبعة بيسبول.

جلين هوبارد أستاذ الاقتصاد والمالية في جامعة كولومبيا، والرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين الأمريكي في عهد الرئيس جورج دبليو بوش.

خدمة بروجيكت سنديكيت.

مقالات مشابهة

  • ابتكار سعودي .. عدسة لاصقة لقياس السكر من دموع العين
  • ما المطلوب لإعادة التوازن إلى الاقتصاد الأمريكي؟
  • نيشان يُهنئ جورج وسوف بزفاف نجله حاتم ويشاركه لحظات الفرح
  • كيف تكون مسرورا؟.. علي جمعة يصحح مفاهيم خاطئة عن السعادة
  • موسيالا يصدم بايرن ميونيخ في «ليلة الفرح»!
  • «الهجَّانة» يحيون تقاليد العيد في بادية تبوك على أنغام الهجيني
  • ديما معصرة… بالفحم والرصاص تحاكي في لوحاتها المشاعر الإنسانية  
  • انتصار السيسي عن يوم اليتيم: «لنجعله فرصة لنشر الأمل وإضفاء السعادة»
  • السيدة انتصار السيسي: يوم اليتيم فرصة لنشر الأمل وإضفاء السعادة على قلوب الأطفال
  • "قميص السعادة" على مسرح قصر ثقافة ديرب نجم