بغداد اليوم- متابعة

رواياته كثيرة، بينها "صخرة طانيوس، والهويات القاتلة، وليون الإفريقي، والحروب الصليبية"، وغيرها. هو الكاتب الفرنسي اللبناني الشهير أمين معلوف.

ففي إنجاز جديد، انتُخب الخميس أميناً دائماً للأكاديمية الفرنسية، خلفاً لإيلين كارير دانكوس التي توفيت بأغسطس، في نتيجة متوقعة إثر منافسة مع صديقه الكاتب جان كريستوف روفان.

ثقافة وفن

صاحبة "يا أغلى اسم في الوجود يا مصر".. وفاة نجاح سلام

وفاز معلوف بهذا المركز بأغلبية 24 صوتاً مقابل 8 لروفان، بحسب عضو في اللجنة الإدارية للأكاديمية الفرنسية التي ستعقد مؤتمراً صحافياً، وفق فرانس برس.

وبذلك يكون أول أمين عام من أصل عربي على أكبر صرح ثقافي فرنسي منذ 400 عام.

32 شخصاً فقط

يشار إلى أن الأمين الدائم للأكاديمية الفرنسية هو العضو الذي يدير هذه المؤسسة المُدافعة عن اللغة الفرنسية وتطويرها. ولم يشغل هذا المنصب سوى 32 شخصاً منذ سنة 1634.

وكان المنصب شاغراً منذ وفاة إيلين كارير دانكوس أوائل الشهر الماضي، بعدما شغلته منذ 1999.


انخراطه القوي

أمين معلوف (74 عاماً) كاتب فرنسي من أصل لبناني، حائز جائزة غونكور عام 1993 عن روايته "Le Rocher de Tanios" ("صخرة طانيوس")، وكان مرشحاً معلناً منذ فترة.

كما أنه أحد وجوه الروايات التاريخية المُستلهمة من الشرق، وركّز في أعماله على مسألة تقارب الحضارات.

ورغم أن الأمينة الدائمة السابقة المتخصصة في الشؤون الروسية لم تسم أحداً لخلافتها، كان يُنظر إلى معلوف على أنه المرشح الأوفر حظاً لقيادة الأكاديمية، إذ تحظى شخصيته بالإجماع، نظراً إلى انخراطه القوي في أنشطة المؤسسة التي انضم إليها عام 2011.

ولدى استقباله في الأكاديمية سنة 2012، توجه جان كريستوف روفان نفسه إلى أمين معلوف بالقول: "أنت بالفعل رجل ذو لباقة خالصة وتظهر لديه في كل مناسبة علامات التقدير الكبير لجميع من يخاطبه".

تردد قوي

وقد تنافس معلوف مع صديقه جان كريستوف روفان (71 عاماً)، الطبيب والدبلوماسي السابق والحائز جائزة غونكور عام 2001 عن روايته "Rouge Brésil"، والذي انضم إلى الأكاديمية عام 2008. وبدا روفان سعيداً للغاية بانضمام صديقه إلى المؤسسة العريقة، إذ توجه إليه حينها قائلاً: "لدي انطباع بأن أحلامنا جعلت منا أكثر من مجرد أصدقاء، فقد أصبحنا بمثابة الإخوة".

فيما أظهر روفان تردداً قوياً في خوض المنافسة، حتى إنه ترك انطباعاً في مراحل معينة بأنه سيعدل عن الترشح، قبل الدخول رسمياً في السباق.

وأبدى جان كريستوف روفان انزعاجاً من الابتعاد عن مظاهر المنافسة الديمقراطية في انتخاب رأس المؤسسة العريقة التي تتباهى بمواكبتها الحداثة. ونقلت مجلة "ام" التابعة لصحيفة "لوموند" الفرنسية اليومية عنه قوله السبت: "كأننا في كوريا الشمالية".

"اختيار ممتاز"

حصلت عملية الانتخاب بصورة مغلقة، خلال الجلسة الأولى للأكاديمية بعد العودة من الإجازة.

وقالت وزيرة الثقافة ريما عبد الملك، وهي أيضاً فرنسية من أصل لبناني، لدى وصولها إلى مقر الأكاديمية بعد الانتخابات: "إنه اختيار ممتاز، (...) كاتب عظيم، ورجل أخوة وحوار وتهدئة".

كما أكدت أن انتخاب معلوف يحمل "رمزية رائعة لجميع الناطقين بالفرنسية في العالم".

مسألتان ملحتان

وسيعفى الأمين الدائم الجديد على الفور من المهمة التي كرست لها إيلين كارير دانكوس الكثير من الطاقة، وهي إكمال الطبعة التاسعة من قاموس الأكاديمية، إذ إن هذه المهمة أوشكت على الانتهاء.

لكنّ ثمة مسألتين ملحتين أخريين ستشغلانه.

في المقام الأول: الشؤون المالية. فالأكاديمية الفرنسية، كغيرها من فروع معهد فرنسا Institut de France، تعاني من وضع مالي حساس، إذ تعيش على عائدات أصولها المالية، وعلى الهبات والتركات.

فعام 2021، حث ديوان المحاسبة على التجديد السريع لمبنى الأكاديمية الفرنسية في باريس، في مواجهة خطر الحريق. وهذه المهمة لا تزال غير منفذة. كما أن محاولة مستشار المعهد، كزافييه داركوس، لجعل الأكاديميات تخسر من استقلاليتها مقابل ما تكسبه على صعيد اتساق الإدارة، باءت بالفشل، في مواجهة معارضة إيلين كارير دانكوس.

كذلك، ثمة مسألة أخرى مرتبطة بجاذبية المؤسسة. ومن بين المهمات المعلنة منذ زمن بعيد في هذا الإطار، إدخال مزيد من العناصر الشابة والنساء إلى الأكاديمية المؤلفة حالياً من 28 رجلاً وسبع نساء، هو هدف يصعب جداً تحقيقه.

الجدير بالذكر أن ثمة 5 مقاعد شاغرة في الأكاديمية الفرنسية حالياً. غير أن هناك صعوبة واضحة في انتخاب أعضاء أصغر سناً، ما تجلى من خلال فشل ضم فريديريك بيغبيدير أو بونوا دوتورتر إلى الأكاديمية عام 2022، عن عمر 57 و62 عاماً على التوالي.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: من أصل

إقرأ أيضاً:

أحدهم عربيّ المنشأ بملامح أورومتوسطية.. من هو المُرشح لخلافة البابا فرانسيس؟

 

بينما يترقب العالم الكاثوليكي بشغف انتخاب خليفة للبابا فرنسيس، تتجه الأنظار نحو مرشح استثنائي ذي أصول عربية وملامح أورومتوسطية، يُعد من أبرز الشخصيات المطروحة لتولي أرفع منصب ديني في الكنيسة الكاثوليكية. في ظل تحديات كبرى تواجه الفاتيكان، من التحديث الداخلي إلى تعزيز الحوار بين الأديان، يبرز هذا الكاردينال كوجه جديد يحمل مزيجًا من الإرث العربي والانفتاح الغربي، ما يجعله خيارًا مثيرًا للاهتمام في المرحلة المقبلة. فمن هو هذا المرشح الذي قد يكتب اسمه في التاريخ كأول بابا بأصول عربية؟

مولود في الجزائر

ولد الكاردينال جان مارك أفلين في الجزائر لعائلة من أصول إسبانية كانت قد استقرت في البلاد قبل استقلالها. شكلت نشأته في بيئة متعددة الثقافات والدينية بمدينة مرسيليا لاحقًا، ركيزة أساسية لشخصيته المنفتحة على الحوار بين الأديان والحضارات. المدينة التي عاش فيها معظم حياته - مرسيليا - كانت وما تزال واحدة من أهم موانئ المتوسط حيث التقت شعوب وثقافات متعددة، مما انعكس على رؤيته للعالم ودوره الكنسي.

جان مارك أفلين مثقف لاهوتي من الطراز الرفيع، حاصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت وشهادة في الفلسفة، مما عزز حضوره الفكري داخل الكنيسة الكاثوليكية. ولأنه يعيش بين ثقافات متنوعة، فهو يُعد جسرًا بين أوروبا والعالم العربي الإسلامي، وهو ما يجعله مرشحًا فريدًا قادرًا على بناء تواصل جديد مع شعوب الجنوب، في حال توليه السدة البابوية.

قفزات متسارعة وثقة البابا فرنسيسقفزات متسارعة وثقة البابا فرنسيس

منذ أن أصبح أسقفًا في عام 2013، ثم رئيسًا لأساقفة مرسيليا في 2019، وارتقى إلى رتبة كاردينال بعد ثلاث سنوات، برز نجم أفلين داخل الفاتيكان كأحد الشخصيات الإصلاحية المقربة من البابا فرنسيس. دعمه المتواصل لقضايا الهجرة وحرصه على تجديد صورة الكنيسة في مواجهة تحديات العصر الحديث، جعلاه من الأصوات الرائدة في الأوساط الكاثوليكية الأوروبية.

توطدت مكانة أفلين أكثر عندما نظم مؤتمر البحر المتوسط عام 2023، بحضور البابا فرنسيس، حيث تمحورت المناقشات حول التعايش السلمي والهجرة. هذا الحدث أكسبه سمعة دولية إضافية، وأبرز قدراته التنظيمية ورؤيته لعالم أكثر عدلًا وسلامًا، مما جعله اسمًا مطروحًا بقوة لخلافة فرنسيس.

مشهد المنافسة: وجوه متعددة واتجاهات متباينة

مرشحون بين التقدمية والتقاليد
بجانب جان مارك أفلين، تضم قائمة المرشحين أسماء بارزة تمثل تيارات متباينة داخل الكنيسة. هناك شخصيات تمثل الاستمرارية في خط الإصلاحات الاجتماعية والسياسية للبابا فرنسيس، مثل الكاردينال لويس أنطونيو تاجلي من الفلبين، المعروف بلقب "فرنسيس الآسيوي"، وآخرون يميلون إلى النزعة المحافظة التقليدية مثل الكاردينال بيتر إردو من المجر.

مع تنوع الخلفيات الجغرافية والفكرية للمرشحين، يبدو أن الكنيسة تقف أمام خيار محوري: إما مواصلة الخط التقدمي والانفتاحي الذي اتبعه البابا فرنسيس، أو العودة إلى تشدد محافظ يرضي القواعد التقليدية في أوروبا وأميركا اللاتينية.

أهمية الأصول والخبرة الدولية


يمثل التنوع الجغرافي والثقافي للمرشحين مؤشرًا على اتجاه الكنيسة إلى العالمية بشكل متزايد. فالكاردينال فريدولين أمبونجو من الكونغو يعبر عن الحيوية الإفريقية المتنامية في الكنيسة، بينما يمثل جان مارك أفلين فرصة لدمج صوت الجاليات العربية والإسلامية ضمن خطاب كاثوليكي عالمي متجدد.

وتبرز سيرة أفلين كخيار "جسر" بين الشمال والجنوب، وبين التقاليد والتجديد، بفضل خلفيته متعددة الثقافات وخبرته العميقة في العلاقات بين الأديان، مما يجعله خيارًا جذابًا لكرسي البابوية في زمن تسعى فيه الكنيسة لتعزيز الحوار بين الحضارات.

جان مارك أفلين: هل يحمل البابوية إلى عصر جديد؟

تحديات اللغة والسياسة الفاتيكانية
رغم تألق أفلين، إلا أن هناك تحديات حقيقية تواجهه، أبرزها عدم إجادته الكاملة للغة الإيطالية، وهي اللغة الرسمية للفاتيكان وإدارة الكنيسة. في حين أن المنصب البابوي يتطلب قدرة عالية على التواصل ليس فقط مع أتباع الكنيسة في روما، ولكن أيضًا مع المجمعات الكنسية والإدارات المركزية.

كما أن خبرته السياسية داخل دوائر الفاتيكان ما تزال محدودة نسبيًا مقارنة بمنافسين مثل الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر الفاتيكان الحالي. ومع ذلك، قد تُعتبر هذه المسافة عن السياسة الداخلية عاملًا إيجابيًا، يدل على استقلالية التفكير ونقاء الرؤية.

بابا بملامح متوسطية ورؤية إنسانية

في حال انتخابه، سيكون جان مارك أفلين أول بابا فرنسي منذ ما يقرب من سبعة قرون، وأول بابا بأصول عربية إسبانية، مما سيكون حدثًا تاريخيًا بكل المقاييس. شخصيته الشعبية، وقربه من قضايا الفقراء والمهاجرين، تجعله ممثلًا حقيقيًا للتغير الذي ينشده كثيرون داخل الكنيسة وخارجها.

ترشيحه يمثل أملًا للذين يتوقون إلى كنيسة أكثر انفتاحًا وتواصلًا مع قضايا العالم المعاصر، لا سيما في ظل صعود التوترات الدينية والسياسية حول العالم. أفلين قد يكون، بالفعل، الجسر الإنساني الذي تحتاجه الكنيسة للدخول في عصر جديد أكثر شمولية وإنسانية.


إجراءات وخطوات اختيار البابا الجديد: ثلثا الكرادلة والدخان الأبيضخلفًا للبابا فرانسيس.. كيف يتم اختيار البابا؟

يُنتخب البابا الجديد عبر اجتماع خاص يُسمى "المجمع السري"، ويضم الكرادلة الناخبين الذين اختارهم البابا السابق. خلال هذا المجمع، يناقش الكرادلة تحديات الكنيسة واحتياجاتها المستقبلية، ثم يبدؤون عملية التصويت السرية لاختيار البابا.

قبل بدء التصويت، يدخل الكرادلة إلى كنيسة سيستين داخل الفاتيكان، يؤدون قَسَم السرية، وتُغلق الأبواب عليهم، فلا يُسمح لأحد آخر بالدخول. بعد ذلك، يتم الاقتراع السري، حيث يكتب كل كاردينال اسم المرشح الذي يختاره على ورقة، يطويها ويضعها في كأس كبير.

يُجرى التصويت أربع مرات يوميًا، حتى يحصل أحد المرشحين على تأييد ثلثي الأصوات. إذا لم يتم التوصل إلى انتخاب، تُكرر العملية في اليوم التالي.

متى يتم اختيار البابا؟

يبدأ المجمع عادةً بعد مرور 15 إلى 20 يومًا على خلو منصب البابا، لكن مدة الانتخاب قد تطول أو تقصر حسب التوافق بين الكرادلة.

أطول مجمع في التاريخ استمر نحو ثلاث سنوات، قبل انتخاب البابا غريغوريوس العاشر عام 1271.

في المقابل، تم انتخاب البابا فرنسيس في غضون يومين فقط عام 2013.

كيفية إعلان انتخاب البابا الجديد


رغم أن جلسات المجمع تبقى سرية، إلا أن العالم الخارجي يتلقى مؤشرات عبر مدخنة كنيسة سيستين:

دخان أسود: يعني أن التصويت لم يسفر عن انتخاب بابا جديد، ويستمر الاقتراع.

دخان أبيض: يشير إلى انتخاب بابا جديد.
بعد ظهور الدخان الأبيض، يظهر كبير الكرادلة على شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليُعلن للعالم: "لدينا بابا"، ويقدم الحبر الأعظم الجديد.

مقالات مشابهة

  • مدير معرض أبو ظبي لصدى البلد: مصر شريك ثقافي دائم.. ولا نخشى التكنولوجيا بل نطوعها لخدمة الكتاب
  • الجزائر ترفع أسعار إيجار البعثة الدبلوماسية الفرنسية وتُقلّص مساحة إقامة السفير
  • إيران تندد بالتهديدات الفرنسية بفرض عقوبات جديدة عليها
  • احتفاء عربي وارباك شديد وتساؤلات في واشنطن
  • طلبة مغاربة بمدرسة الإدارة يجرون تدريبات في المقاطعات و الجماعات المحلية الفرنسية
  • رمى بقايا طعامه في النهر.. مطالبة بمحاسبة سائح عربي أساء الى بيئة كوردستان
  • أحدهم عربيّ المنشأ بملامح أورومتوسطية.. من هو المُرشح لخلافة البابا فرانسيس؟
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • حواس: المتحف المصري الكبير أهم مشروع ثقافي في القرن 21 والافتتاح 3 يوليو
  • تكريم الصديق معنينو في حفل ثقافي في مركز الثقافة المغربي في كيبيك