حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة الثانية من ربيع الأول 1445، تحت عنوان: "حال النبي مع أمته"، وذلك ضمن موضوعاتها للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وفي ذكراه صلى الله عليه وسلم.

حال النبي مع أمته

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن سيدنا رسول الله ﷺ كان ليّنَ الجانب، دائم البِشْر، من رآه بديهةً هابه، ومن خَالَطَه مَعْرِفةً أحبَّه، يُجيب دعوةَ من دَعَاه، ويُكرم كريمَ كلِّ قوم، ويُوَلِّيه عليهم، ويُنزِل النَّاس مَنَازِلَهم، ويَقْبَل الهديَّة ولو يَسِيرَة، ويأكل مِنها، ويُكَافِئ عَلَيها، ولا يَقْبَل الصَّدقة، ولا يأكلها.

ويَقبَل من النَّاس عَلَانِيَتَهم، ويَكِلُ إلى الله سَرَائِرهم، ويُقيل ذوي الهيئات عَثَرَاتهم، ويُنفِذُ الحقَّ؛ وإنْ عَادَ عليه وعلى أصحابه بالضَّرر، لَا يهوله من أُمُور الدُّنيا شيء، ولا يحتقر مِسكينًا لِفَقرِه، وَلَا يَهَابُ مَلِكًا لِمُلْكِهِ، يمشي مع الأرملة والمسكين والضَّعيف في حوائجهم، ويحمِل مَتَاعه بِنَفسه، ويُكرم ضُيوفه بنفسه، ويقضي حوائِجَه بِنَفسه. 

أسلوب سيدنا النبي في معاملة الناس.. علينا الاقتداء بسلوك خير الأنام زوجات النبي .. تزوج 11 امرأة لحكمة من الله حكم أداء صلاة الجمعة

أوضحت دار الإفتاء المصرية، في إجابتها على السؤال، بأن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين.

وأضافت، دار الإفتاء، في فتوى لها، أن الله تعالى قد افترض أداء صلاة الجمعة في جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].

وذكرت دار الإفتاء، أن هاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.

الثاني: أن النداء للصلاة مقصودة الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).

الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).

الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.

وتابع: هو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".

واستشهدت دار الإفتاء، بقول الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.

قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.

وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجمعة خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة وزارة الأوقاف المولد النبوي الشريف دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

«الإفتاء» تستطلع هلال شهر ربيع الثاني 1446 هجريا اليوم

تستطلع دار الإفتاء المصرية، هلال شهر ربيع الأول 1446 هجريًا اليوم الأربعاء الموافق 2 أكتوبر الجاري، 29 من شهر ربيع الأول الهجري من خلال لجانها الشرعية.

تفاصيل استطلاع هلال شهر ربيع الثاني

ومن المقرر أن يتم استطلاع الهلال من قبل دار الإفتاء المصرية بعد صلاة المغرب مباشرة، وحال ثبوت رؤية الهلال ستكون غرة الشهر، غدًا، وحال تعذر رؤية الهلال ستكون بداية الشهر الهجري يوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر 2024.

دعاء رؤية الهلال

وعن دعاء رؤية الهلال سواء في شهر ربيع الأول أو أي شهر عربي، أوضحت دار الإفتاء أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إِذا رأى الهِلالَ: «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ» رواه الترمذي وحسنه، وفي رواية أخرى «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ».

ووفق الحسابات الفلكية فإن يوم الخميس 3 أكتوبر هو المتمم لشهر ربيع الأول 1446، وبذلك تكون غرة شهر ربيع الآخر 1446 هـ فلكياً يوم الجمعة 2024/10/4.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: الجمعة أول أيام شهر ربيع الآخر
  • الإفتاء: الجمعة أول أيام شهر ربيع الآخر لعام 1446 هجريًا
  • الإفتاء: الجمعة أول شهر ربيع الآخر لعام 1446ه‍
  • دار الافتاء: الجمعة أول أيام شهر ربيع الآخر لعام 1446 هجريا
  • الإفتاء: بعد غد الجمعة أول أيام شهر ربيع الآخر
  • دار الإفتاء: الجمعة أول أيام شهر ربيع الثاني 1446
  • نسخة من دعاء السفر مكتوب للمسافر كما ورد عن النبي ﷺ
  • «الإفتاء» تستطلع هلال شهر ربيع الثاني 1446 هجريا اليوم
  • استمرار الاحتفالات بميلاد النبي "صلى الله عليه وسلم" بأوقاف الفيوم.. صور
  • الإفتاء توضح العلاج النهائي للحسد والعين