28 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: ينحي مسيحيون عراقيون كان تنظيم  داعش  أخرجهم في السابق من قريتهم باللائمة على عدوين آخرين في حريق أودى بحياة أكثر من 100 شخص من أصدقائهم وأقاربهم في حفل زفاف هذا الأسبوع، وهما الفساد السياسي المزمن والتراخي في تطبيق اللوائح التنظيمية.

وبعد العودة في أعقاب سنوات من الفرار خلال حرب العراق مع المتشددين المسلحين، قال سكان الحمدانية الذين يعيدون بناء حياتهم في القرية مسقط رأسهم إن المتشددين المهزومين فشلوا في أن يقتلوهم، لكن الفساد نجح في ذلك.

وقال القس بطرس شيتو “لم يقتلنا تنظيم داعش، لكن هذه الكارثة قتلتنا”، متحدثا في قاعة بكنيسة محلية في أثناء دفن المشيعين جثامين أحبائهم.

وفقد شيتو والديه وأختين واثنين من أبناء إخوته في الحريق الذي ابتلع قاعة زفاف مكتظة في الحمدانية، المعروفة أيضا باسم قراقوش، يوم الأربعاء. وقال مسؤولون حكوميون إن أكثر من 100 شخص لاقوا حتفهم.

وذكر شيتو “في هذا البلد، ننتظر دوما وقوع الكارثة ثم نتعامل مع النتائج”. وأضاف “منزلنا أصبح خاليا الآن بسبب الطمع والفساد”.

وأعلن مسؤولون بالحكومة اعتقال 14 شخصا على خلفية حريق يوم الثلاثاء، من بينهم أصحاب قاعة المناسبات، ووعدوا بإجراء تحقيق سريع وإعلان النتائج خلال 72 ساعة.

وزار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضحايا الحريق في مستشفيين محليين يوم الخميس وقال إنه وجه “بإنزال أقصى العقوبات القانونية بحق المقصرين والمهملين المتسببين بحادثة الحريق الأليم”.

وقال شهود إن الحريق بدأ بعد ساعة من بداية الزفاف عندما تسببت الألعاب النارية في اشتعال الزينة المعلقة بالسقف. وذكروا أن القاعة لم توجد بها أي طفايات حريق واضحة وكان بها مخارج طوارئ قليلة وأن رجال الإطفاء وصلوا إلى هناك بعد نصف ساعة.

والحريق هو الأحدث في سلسلة حوادث مأساوية أودت بحياة المئات من الأشخاص في أنحاء العراق في الأعوام القليلة الماضية، بما في ذلك حريق في أحد مستشفيات بغداد في عام 2021 وغرق عبارة نهرية في الموصل في 2019.

وانتقاد التراخي في التعامل مع تدابير السلامة العامة شائع في العراق، البلد الذي أضعفته الصراعات المتكررة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، وتدهورت فيه الخدمات بسبب استشراء الفساد الذي لم يحاسب عليه سوى عدد قليل من كبار المسؤولين.

بعد عقود من الدكتاتورية والقمع الداخلي، فجر غزو العراق في 2003 عنفا وحربا أهلية رسخت وجود جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة.

وفي 2014، في امتداد للحرب الأهلية في سوريا المجاورة، اجتاح تنظيم داعش شمال العراق واستولى على ثلث البلاد.

وكانت الحمدانية ذات الأغلبية المسيحية بين عشرات القرى والمدن التي استولى عليها مقاتلو التنظيم بعد إعلان الخلافة الإسلامية في الموصل القريبة من الحمدانية. والموصل هي ثاني أكبر المدن العراقية.

وفر أغلب سكان الحمدانية مخافة الاضطهاد والموت على يد المتشددين.

وطرد العراق وقوات دولية المسلحين من الحمدانية في 2016 خلال حملة لدحر الجماعة في العراق وسوريا.

وعاد الكثير من السكان بعد زوال تهديد التنظيم. لكن بعد حريق الزفاف هذا الأسبوع، يقول البعض إن أي آمال في مستقبل أفضل تتحطم على صخرة حقيقة الجهود العبثية وغير الناجحة لإعادة بناء وطنهم.

وأُنشئت قاعة المناسبات التي وقع بها حريق هذا الأسبوع في 2016 بعد استعادة الحمدانية مباشرة كوسيلة للحث على العودة إلى الحياة الطبيعية.

ويقول مسؤولون حكوميون إن الحريق حدث بسبب نقص تدابير السلامة والأمان واستخدام مواد سريعة الاشتعال في المبنى.

وفي عظة تخللها نحيب نساء يرتدين السواد، قال قس في كنيسة الطاهرة في الحمدانية للمشيعين إن العراق مترابط في حزنه لكنه انتقد المسؤولين بسبب “فسادكم ومحسوبيتكم”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

فرنسا تتسلم رئاسة بعثة حلف الناتو في العراق

29 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت وزارة الدفاع، اليوم الثلاثاء، تسلم فرنسا مهام رئاسة بعثة حلف الناتو في العراق خلال شهر أيام المقبل.

وقالت الوزارة في بيان إن وزيرها ثابت العباسي “وصل إلى الجمهورية الفرنسية اليوم في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، يرافقه وفد من كبار القادة والضباط في وزارة الدفاع، وفي إطار الزيارة التقى بنظيره الفرنسي السيد سيباستيان لوكورنو، في مقر وزارة الدفاع الفرنسية”.

وأضافت أن “اللقاء بحث العديد من المواضيع أهم ما يتعلق بالوضع الأمني الإقليمي، ودور التحالف الدولي في العراق، كما تم التباحث بدورة بعثة حلف الناتو في العراق”.

وأشارت إلى أن “جمهورية فرنسا ستستلم مهام رئاسة بعثة حلف الناتو في العراق خلال شهر أيار القادم، إضافة إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة ما يتعلق منها بالجانب الأمني”.

ولفتت إلى أن “الطرفين بحثا تفاصيل العقد المبرم بين وزارتي الدفاع العراقية والفرنسية والخاص بتجهيز قيادة طيران الجيش العراقي بعدد من طائرات نوع كراكال، إضافة إلى متابعة تنفيذ العقد الخاص بتجهيز قيادة الدفاع الجوي العراقي برادارات الدفاع الجوي”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • القبض على متهم بجريمة بيع وشراء 1147 بطاقة ناخب في نينوى
  • فرنسا تتسلم رئاسة بعثة حلف الناتو في العراق
  • دير الزور: تنظيم داعش يعود للواجهة ويقتل 5 مقاتلين أكراد
  • محافظ نينوى: السيطرة على حريق مرآب صناعة الأيسر دون تسجيل إصابات
  • محافظة جديدة من ضلع نينوى تفتح باب خلافي سني شيعي
  • مصر تعرب عن تعازيها لايران في ضحايا الانفجار الذي وقع جنوب البلاد
  • المخدرات "عملة بديلة" في صفقات داعش السرية
  • العراق يوقف إرهابيا ساهم هجوم في نيو أورلينز الامريكية
  • بغداد توقف مشتبها به في "التحريض" على هجوم رأس السنة في نيو أورلينز  
  • ولي العهد يُعزي الرئيس الإيراني في ضحايا الانفجار الذي وقع في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس