أكدت نسرين الشرقاوى، باحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن معدل الزيادة السكانية فى مصر يتجاوز خمسة أضعاف الدول المتقدّمة، لافتة إلى أن محافظة مطروح هى الأولى فى ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية، فقد وصل معدل الزيادة الطبيعية بها إلى 40.2%، تليها محافظات الصعيد.

وأشادت «نسرين»، بقيام الدولة ببرامج الحماية الاجتماعية من خلال برنامج «تكافل وكرامة»، ونظام جديد للتأمينات الاجتماعية والمعاشات، ورعاية الأشخاص بلا مأوى، وأطفال الشوارع.

. وإلى نص الحوار:

فى البداية، كيف ترين الوضع السكانى فى مصر؟

- الزيادة السكانية قضية مجتمعية وقومية، ومن أصعب القضايا التى تؤثر على مسار التنمية، ومصر واحدة من دول الجنوب، الذى يتسم بارتفاع معدل النمو فى الوقت الذى تشهد فيه دول الشمال تراجعاً فى هذه المعدلات.

وإذا تحدّثنا عن المؤشرات نجدها كاشفة لحجم التحدى الذى يواجه الدولة المصرية؛ فالإحصائيات السكانية تشير إلى أن عدد سكان مصر كان 20 مليوناً عام 1950، وتضاعف الرقم ووصل إلى 40 مليون نسمة فى عام 1978، وفى عام 2005 وصلنا إلى نحو 70 مليون نسمة، وفى عام 2020 وصلنا إلى 100 مليون نسمة، والآن فى هذه اللحظة تخطى عدد سكان مصر الـ105.4 مليون نسمة.

ولو نظرنا إلى هذه الإحصائيات نجد أن معدل الزيادة السكانية فى مصر يتجاوز خمسة أضعاف الدول المتقدّمة، «عندنا طفل كل 15 ثانية»، مما يعنى 2.5 مليون مولود سنوياً، ووفقاً للدراسات فمن المتوقع إن لم نصل إلى حل، واستمر معدل الإنجاب على هذه الوتيرة أن يصل عدد السكان عام 2030 إلى ما يقرب من 132 مليون نسمة.

كيف أثرت الزيادة السكانية على التنمية فى مصر؟

- تعوق قدرة الدولة على تحقيق التنمية المستدامة، فنجد الآثار الاقتصادية للزيادة السكانية تتمثل فى زيادة الاستهلاك لدى الأفراد، وزيادة المخصّصات العامة للإنفاق على الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والمواصلات والإسكان والحماية الاجتماعية والأمن، على حساب مخصّصات الإنفاق الرأسمالى على المشروعات التنموية بقطاعات الإنتاج الرئيسية كالزراعة والصناعة التحولية، وانتشار البطالة، والانخفاض فى نسبة الأجور، وارتفاع أسعار الوحدات السكنية والزحف العمرانى على الأراضى الزراعية، بالإضافة إلى زيادة الضغط على المرافق العامة.

وكذلك حدوث اختلالات بالنظام المجتمعى وظهور الجريمة وانتشارها، بالإضافة إلى صعوبة رعاية الأبناء، وانخفاض المستوى المعيشى للأسرة، وعمالة الأطفال، وضعف الرقابة الأسرية وزيادة الضغط النفسى والعصبى على الوالدين. كما أن الزيادة السكانية لها علاقة بالمشكلة البيئية، مثل الازدحام والضوضاء والتلوث بأشكاله المختلفة، وما ينجم عنها من مشكلات أخرى صحية وسلوكية واجتماعية واقتصادية وتعليمية.

وما أكثر المحافظات التى بها كثافة سكانية؟

- مطروح الأولى فى ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية، فوصل معدل الزيادة الطبيعية بها إلى 40.2%، تليها محافظات الصعيد «سوهاج، أسيوط، المنيا، قنا» فهى الأعلى فى معدلات الزيادة الطبيعية، والأعلى أيضاً فى ارتفاع معدلات الفقر، والتشبّع بمجموعة من الموروثات القبلية وثقافة الإنجاب المرتبطة بـ«العزوة والسند»، التى تكونت عبر أزمنة طويلة.

وكيف ترين جهود الدولة لمواجهة المشكلة؟

- من أجل استيعاب الزيادة السكانية الحالية؛ قامت الدولة فى جمهوريتها الجديدة ببناء مجتمعات ومدن عمرانية جديدة من أجل استيعاب الزيادة السكانية، وبناء وحدات الإسكان الاجتماعى فى كل مدن ومحافظات مصر، وأيضاً الإسكان المتوسط، والتوسّع فى بناء المدارس والجامعات الجديدة، لاستيعاب الأعداد الهائلة، وبناء المستشفيات وتطبيق نظام التأمين الصحى الاجتماعى الشامل الجديد.

بالإضافة إلى إنشاء الكثير والكثير من المشروعات القومية التى توفر فرص العمل من ناحية، ومن ناحية أخرى توفّر المنتجات والسلع وتخفض غلاء أسعار المنتجات كمشروعات الاستزراع السمكى، ومشروعات الثروة الحيوانية والداجنة، والصوب الزراعية، بالإضافة إلى المشروعات الصناعية، والأعمال الإنشائية والمشروعات التنموية الأخرى.

مبادرة «حياة كريمة» تهدف إلى تغيير واقع الأسر الأكثر فقراً واحتياجاً وتحسين جودة حياتهم

وماذا عن دور برامج الحماية الاجتماعية التى تنفّذها الدولة فى الحد من زيادة السكان؟

- قامت الدولة ببرامج الحماية الاجتماعية من خلال برنامج «تكافل وكرامة»، ونظام جديد للتأمينات الاجتماعية والمعاشات، ورعاية الأشخاص بلا مأوى، وأطفال الشوارع، كما تعمل الدولة من خلال المشروع القومى «حياة كريمة» على تطوير الريف، لتغيير واقع الأسر الأكثر فقراً واحتياجاً وتحسين جودة حياتهم.

وما سُبل الحل.. وهل نحتاج إلى تغيير قوانين قائمة؟

- أرى أن سُبل الحل تعزيز الصحة الإنجابية، والتوسّع فى توفير الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة بالجودة المطلوبة والكفاءة العالية وإتاحتها فى جميع المحافظات، خاصة الريفية منها. وبالفعل نحتاج إلى تغيير قوانين قائمة، وهناك ضرورة بالإسراع فى إصدار قانون منع زواج القاصرات؛ إذ إنه ومنذ عام 2019 توقف العمل على مشروع القانون.

ثقافة الإنجاب التى تكونت عبر أزمنة طويلة فى المجتمع المصرى مرتبطة بالعزوة والسند، وكذلك العادات والتقاليد التى تؤيد الزواج المبكر، وتفضيل إنجاب الذكور، والإنجاب المباشر بعد الزواج، وعدم استخدام وسائل تنظيم الأسرة، وعدم الاكتفاء بطفلين.

أما الفئات الأكثر تأثراً فهى الفئات الأكثر فقراً وأمية، والأقل قدرة على مواجهة متطلبات الحمل والإنجاب، لأنهم يستمرون فى الدائرة المفرغة من تكرار مرات الحمل والإنجاب، ويترتب على ذلك توريث الأبناء الفقر والحرمان، وتدور الدائرة المفرغة، حيث سيُمثل هؤلاء الأبناء الكتلة الحرجة لاندفاعهم للزواج المبكر والحمل المبكر المتكرر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الزيادة السكانية قضية الزيادة السكانية السكان التعبئة والإحصاء الزیادة السکانیة معدل الزیادة بالإضافة إلى ملیون نسمة فى مصر

إقرأ أيضاً:

اللجنة الاستشارية بين الترحيب والتحفظات.. هل تمثل خطوة نحو الحل أم ورطة سياسية جديدة؟

ليبيا – مطالبات بتكاتف الجهود لحل الأزمة السياسية وسط تساؤلات حول تشكيل اللجنة الاستشارية همومة: العمل الجاد والتعاون الدولي ضروري لحل الأزمة السياسية

أكد عضو اللجنة السياسية بمجلس الدولة الليبي، أحمد همومة، على ضرورة العمل بجدية وتكاتف كافة الجهود المحلية والدولية من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، مشيرًا إلى أن أي مسعى في هذا الاتجاه سيحظى بترحيب مجلس الدولة.

تحفظات مجلس الدولة حول آلية تشكيل اللجنة الاستشارية

وأوضح همومة، في تصريحات خاصة لموقع “عربي21”، أن مجلس الدولة لا يعترض على تشكيل اللجنة الاستشارية من حيث المبدأ، لكن تحفظاته تتركز على الغموض الذي شاب آلية اختيار أعضائها، حيث تساءل عن المعايير التي تم بناءً عليها انتقاء هؤلاء الأشخاص دون غيرهم، بالإضافة إلى عدم وضوح المهام المحددة للجنة.

وأضاف: “قد لا نعترض على وجود اللجنة، ولكن قد يكون لنا موقف من مخرجاتها، خصوصًا إذا لم تحقق الهدف المنشود منها، وهو مراجعة القوانين الانتخابية بما يحقق طموحات الليبيين في انتخابات حرة ونزيهة، تفرز برلمانًا قادرًا على الوفاء بالاستحقاقات التي فشلنا نحن ومجلس النواب في إنجازها”.

السلاك: اللجنة يغلب عليها الطابع الأكاديمي وسط تساؤلات حول إعادة بعض الأسماء المثيرة للجدل

من جانبه، أشار محمد السلاك، المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، إلى أن اللجنة الاستشارية تضم خليطًا من القانونيين والأكاديميين والمختصين في الشأن الانتخابي، لافتًا إلى أن تشكيلها يبدو أكثر تخصصًا مقارنة باللجان السابقة.

لكن السلاك استغرب إعادة تعيين بعض الأسماء التي كانت ضمن اللجنة السابقة رغم ما أثير حولها من شبهات، مشيرًا إلى أن اللجنة السابقة هي التي أفرزت المخرجات التي يعاني منها الليبيون الآن، ما يثير التساؤلات حول جدوى إعادة نفس الأسماء لمعالجة أزمة كانت طرفًا فيها.

خطوة استراتيجية نحو الحل أم ورطة سياسية جديدة؟

وحول تقييمه المبدئي لعمل اللجنة، قال السلاك: “من المبكر الحكم على أدائها قبل أن تبدأ عملها، ولكن لن يمر وقت طويل حتى تتضح الصورة، فإما أن تكون خطوة استراتيجية نحو الحل، أو ورطة سياسية جديدة بإضافة طرف آخر إلى المشهد المعقد”.

وأشار إلى أن البعثة الأممية حاولت تفادي أخطاء ملتقى الحوار السياسي السابق من خلال حصر المشاركة في مجموعة من المتخصصين لوضع تدابير انتقالية قانونية ودستورية مؤطرة بتوقيتات زمنية محددة.

التحديات أمام اللجنة وغياب القوى الفاعلة عن المشهد

وأكد السلاك أن استبعاد ما يُعرف بالقوى الفاعلة على الأرض قد يكون له انعكاسات سلبية على نجاح اللجنة، موضحًا أن نجاحها سيعتمد على:

مدى استقلاليتها وعدم خضوعها للاستقطابات السياسية. التزامها بالاستحقاقات وفق الإطار الزمني المحدد. مدى الدعم الدولي والإقليمي الذي ستحظى به.

مقالات مشابهة

  • المحكمة الاتحادية تؤجل إصدار قرارها بشأن قانون العفو العام
  • اللجنة الاستشارية بين الترحيب والتحفظات.. هل تمثل خطوة نحو الحل أم ورطة سياسية جديدة؟
  • الزيادة السكانية خطر يهدد التنمية.. تحركات برلمانية عاجلة ومطالب بحوافز للأسر الملتزمة
  • مصطفى مدبولي: الحكومة تعطي أولوية خاصة للحد من الزيادة السكانية
  • مدبولي: حوكمة ملف الزيادة السكانية هيخلي البلد في حتة تانية
  • مجلس النواب الأردني يقترح إصدار قانون يمنع تهجير الفلسطينيين إلى الأردن
  • تحقيق معدل النمو 3.5%.. كيف يمكن زيادته خلال الفترة المقبلة؟
  • «التنسيقية» تعقد أولى جلساتها النقاشية حول تعديلات قانون نقابة المهن الاجتماعية
  • «التنسيقية» تعقد أولى جلسات مناقشة تعديلات قانون «المهن الاجتماعية»
  • التنسيقية تعقد أولى جلساتها النقاشية حول تعديلات قانون نقابة المهن الاجتماعية