متخصصون يضعون روشتة الحل في «الصحة والتعليم والزراعة»
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
لم تترك الزيادة السكانية مجالاً إلا وأثّرت فيه بالسلب، سواء الزراعة أو الصحة أو التعليم، لذا عملية الحل أصبحت ضرورة ملحة وفى أقرب وقت فى مجالات التأثر، بأفكار واقعية سهلة التنفيذ على المستويين المادى والمعنوى، وهنا حذّر المتخصّصون من عدم الالتفات إلى المشكلة لخطورتها المتفاقمة يوماً بعد يوم.
«السعيد»: كلما زاد معدل النمو الاجتماعى والاقتصادى قلّت معدلات النمو السكانىد.
وفسّر أستاذ الطب أسباب المشكلة، قائلاً: «أكثر من عنصر يشترك فى أزمة الزيادة السكانية، ومنها الأسرة والمجتمع والعادات والتقاليد والثقافة العامة والفهم المغلوط للتدين»، فكلما زاد معدل النمو الاجتماعى والاقتصادى قلت معدلات النمو السكانى، إلا أن الزيادة السكانية الهائلة أصبحت تلتهم كل مساعى الحكومة للنمو والتطوير والحداثة، خاصة بعد أن وصل تعداد السكان داخل مصر إلى أكثر من 100 مليون، نحو 70% منهم أقل من سن الثلاثين وأصبحت مصر الدولة الأكثر سكاناً فى الشرق الأوسط، وثالث دولة فى أفريقيا بعد كل من نيجيريا وإثيوبيا.
«عابدين»: التوسّع الرأسى فى الأراضى الصحراوية والظهير الصحراوى الحل الأمثلمن جانبه قال د. محمد عابدين، الخبير الزراعى: «التوسع الرأسى فى الأراضى الصحراوية والظهير الصحراوى ومشروعات الدولة القومية للتنمية لزيادة الرقعة الزراعية يعتبر الحل الأمثل والعملى، إلا أنه يواجه عقبة صعبة جداً، لأن الأسرة لديها نوع من الترابط الاجتماعى والتواصل الأسرى والقبلى، وهو ما يخلق بدوره عدم الرغبة فى الذهاب إلى أماكن نائية».
وأكد: «كان لها بالغ الأثر على الرقعة الزراعية فى مصر ونتج عنها تجريف أجود الأراضى الزراعية الخصبة على جانبى نهر النيل والدلتا مع تأسيس مبانٍ عشوائية فى الحقول الزراعية وخارج زمام المدن، وهى عوامل أساسية جاءت نتيجة الزيادة السكانية، التى وجدت طريقها فى التحايل على القانون للقيام بكل التجاوزات الممكنة لبناء مساكن جديدة تستوعب الأسر الجديدة فى القرى، كمثال بسيط فترة الستينات والسبعينات وحتى بداية الثمانينات كان نصيب الأسرة من الرقعة الزراعية لا يقل عن 6 - 10 أفدنة، حالياً الأسرة نفسها لا تملك سوى قيراط أو قيراطين على الأكثر، فتفتتت الحيازات ولم تعد تصلح لزراعات تصلح فيها الميكنة الزراعية وطرق الرى الحديثة، علاوة على ذلك لم تترك مجالاً إلا وأثرت فيه بالسلب، كالتعليم والصحة ونصيب الفرد فى هذه الخدمات، مقارنة بالأجيال السابقة، وحدثت أيضاً فجوة فى الإنتاج المحلى، نتيجة سياسة العرض والطلب، فالمطلوب للسكان أكثر من المعروض، مما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار مع الحاجة إلى توفير عملة صعبة لتغطية العجز بالاستيراد».
وأوضح «عابدين» أنه فى البداية كان المزارع يعتمد فى الزراعة على التقاوى المحلية والأصناف البلدية رغم قلة إنتاجها فى ذلك الوقت إلا أنها كانت كافية لاحتياجات الأسرة، موضحاً: حالياً نستورد تقريباً معظم تقاوى هجن الخضر، مثل الطماطم والخيار والفلفل والقرعيات، وذلك للرغبة فى زيادة الإنتاج لتغطية الكثافة السكانية، موضحاً أن 98% من إنتاج حبوب الخضر نستورده من الخارج، والباقى يتم إنتاجه محلياً.
«عبدالرشيد»: إضافة المعلومات والمفاهيم والقيم الوجدانية عن التربية السكانية فى المناهج الدراسية بالمدارس والجامعاتونظراً لتأثير الزيادة السكانية فى التعليم، قدّم د. أحمد عبدالرشيد، أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة حلوان، آليات معالجة القضية السكانية فى المناهج الدراسية، موضحاً أن قضية الزيادة السكانية تحتل اهتماماً كبيراً من قِبل جميع مؤسسات الدولة، لما لها من بُعد قومى، نظراً لأنها تُشكل أهم التحديات التى تواجه برامج التنمية المستدامة فى شتى المجالات، كما أن لهذه المشكلة تداعيات شديدة التعقيد لتداخل أسباب حدوثها بالنتائج المترتبة عليها، وحتى يكون للمناهج الدراسية دور فى علاج هذه المشكلة لا بد من إعداد إطار عام للقضية السكانية والصحة الإنجابية ليكون مصدراً مهماً لمعالجة القضية السكانية بأبعادها المختلفة، والذى فى ضوئه يتم تصميم مصفوفة المدى والتتابع لدمج مفاهيم التربية السكانية بالمناهج الدراسية بمختلف المراحل التعليمية، بداية من المرحلة الابتدائية، وصولاً إلى التعليم الجامعى.
ويمكن أن نوضح بشىء من التفصيل أنه حتى يمكن معالجة القضية السكانية فى المناهج الدراسية، ينبغى أن يتم تصميم وهندسة المناهج الدراسية فى إطار منظومى ترتكز أبعاده على أربعة مقومات رئيسية، وهى دمج مفاهيم ومكونات التربية السكانية فى منظومة المناهج الدراسية المطورة من حيث الأهداف والمحتوى وطرق التدريس والوسائل والأنشطة والتقويم، بحيث يتم إضافة المعلومات والمفاهيم والقيم الوجدانية عن التربية السكانية فى المناهج الدراسية الأساسية المعنية بالدرجة الأولى بالقضية السكانية، مثل مناهج الدراسات الاجتماعية والعلوم والبيئة.
أيضاً تصميم وهندسة أنشطة إثرائية متكاملة يتم دمجها بالمناهج الدراسية الحالية لتنمية مفاهيم التربية السكانية تركز على أهمية معالجة القضية السكانية وتداعياتها المختلفة على التنمية المستدامة من منظور قومى والتدريب المستمر للسادة المعلمين على استراتيجيات تدريس مفاهيم التربية السكانية التى يتم دمجها فى المناهج الدراسية، والعمل على إقناعهم بتأثير الزيادة السكانية على جودة حياة المصريين، ومن ثم يكون فى مقدورهم تنمية مكونات التربية السكانية لدى المتعلمين بمختلف المراحل الدراسية.
كما تشتمل الآليات على التقويم المستمر لجدوى المفاهيم والمعلومات التى يتم دمجها فى المناهج الدراسية، التى يقوم المعلم بتدريسها للمتعلمين، وذات العلاقة بقضايا السكان والتنمية وجدواها على قيم المتعلمين واتجاهاتهم نحو قضايا السكان والتنمية المستدامة من منظور قومى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الزيادة السكانية وزارة الصحة وزارة التربية والتعليم وزارة الزراعة الزیادة السکانیة التربیة السکانیة القضیة السکانیة
إقرأ أيضاً:
صحتك النفسية في العصر الرقمي.. ندوة بكلية التربية جامعة بني سويف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحت رعاية الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، نظمت كلية التربية ندوة بعنوان "صحتك النفسية في العصر الرقمي"، وذلك تحت إشراف الدكتور أبو الحسن عبد الموجود نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة وخدمة المجتمع، والدكتور أسامة محمود قرني عميد كلية التربية والدكتور أحمد فكري بهنساوي – وكيل الكلية لشؤون البيئة وخدمة المجتمع، وحاضر في الندوة الدكتورة ياسمين صلاح مدرس الصحة النفسية ومنسق الأنشطة الطلابية.
المسئولية الوطنية
وأكد رئيس الجامعة أهمية موضوع الندوة والتي تأتى في إطار المسؤولية الوطنية وتهدف إلى تعزيز الوعي وبناء مجتمع صحي نفسيًا مؤكداً أن الصحة النفسية أصبحت قضية هامة تحتاج إلى الاهتمام بسبب التغيرات الكبيرة في أنماط الحياة الناتجة عن التطور التكنولوجي، لافتا إلى أن الندوة قامت بتسليط الضوء على التحديات النفسية التي تواجه الإنسان في ظل الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، والتأكيد على ضرورة تحقيق توازن صحي بين الاستفادة من التكنولوجيا والمحافظة على صحتنا النفسية.
الصحة النفسية
وأشار الدكتور أبو الحسن عبد الموجود إلى أننا تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة في دعم صحتنا النفسية وصحة الآخرين فعلينا أن نكون مثالًا يُحتذَى به، وأن نبيِّن أن الحديث عن الصحة النفسية ليس عيبًا، بل قوة. لنشجع بعضنا البعض على مشاركة تجاربنا، ولنفتح قلوبنا للمساعدة، فكل منا يمكن أن يكون مصدر دعم للآخرين.
فيما أكد الدكتور أسامة محمود قرني أن محبتنا لوطننا تدفعنا للعمل من أجل مجتمع يُقدِّر الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من حيوية الإنسان. فلنستخدم التكنولوجيا كوسيلة لنشر الوعي وتقديم الموارد والدعم، وسنعمل معًا على خلق بيئة آمنة وصحية، حيث يمكن للطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن يشعروا بالراحة في التعبير عن مشاعرهم.