«153 مليون نسمة».. رقم ضخم لعدد سكان مصر المتوقع بحلول عام 2050، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، الأمر الذى يؤثر بالسلب على ثمار التنمية فى ظل محدودية الموارد، خصوصاً فى مجالات المياه والطاقة والغذاء، بجانب التأثير غير المباشر على قدرة الدولة على الاستفادة من العائد الديموجرافى إن لم تنخفض مستويات الخصوبة خلال السنوات القليلة المقبلة.

أستاذ «تنمية مستدامة»: توجد علاقة عكسية بين مستوى التقدم الاقتصادى والزيادة السكانية

ويؤكد الدكتور ياسر شحاتة، أستاذ التنمية المستدامة، أن الزيادة السكانية هى خطر حقيقى وتحدٍ يشكل تهديداً مباشراً لأى إنجازات أو تقدم فى مجال البناء والتنمية، موضحاً أن القضية أمن قومى، فهى من أخطر القضايا التى تواجه الدولة فى تطوير البنية التحتية، وتؤثر على جميع الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطن، بالإضافة إلى آثارها السلبية على حياتنا ومستقبل الأجيال القادمة.

وأضاف الدكتور ياسر شحاتة، لـ«الوطن»، أنه لا شك أن هناك تأثيراً سلبياً للزيادة السكانية على جودة مستوى المعيشة للمواطنين، وتوجد علاقة بين بعض الأمراض والزيادة السكانية، خاصةً التى تهدد صحة الأجيال القادمة، وهناك علاقة عكسية بين مستوى التقدم الاقتصادى والزيادة السكانية.

وبناءً على افتراض متوسط الخصوبة الذى وضعته الأمم المتحدة، فإنه يمكن توقع التقديرات المحتملة للوفورات فى الإنفاق العام ومعدلات الدخل القومى من 2020 إلى 2030 فى إطار اثنين من السيناريوهات الذى يبلغ 2.9 مولود لكل امرأة.

ويفترض السيناريو الأول انخفاضاً معتدلاً، حيث سينخفض معدل الخصوبة إلى 2.5 مولود لكل امرأة، وهو ما يؤدى إلى تحقيق مكاسب وتوفير 4.25 مليار جنيه للصحة و4.76 مليار جنيه للإسكان، و3.60 مليار جنيه للتعليم. ويفترض السيناريو الثانى انخفاضاً سريعاً فى معدل الخصوبة، حيث يبلغ 2.1 مولود لكل امرأة بحلول عام 2030، وهنا تبلغ الوفورات المحتملة 8.79 مليار جنيه للصحة و9.83 مليار جنيه للإسكان، و7.69 مليار جنيه للتعليم.

وفى إطار السيناريوهات المطروحة «الانخفاض السريع والمعتدل» سيكون الناتج المحلى الإجمالى أقل من سيناريو الوضع الحالى فى الفترة من 2020 حتى 2040 وبعد عام سينعكس الاتجاه ليكون الناتج المحلى الإجمالى فى السيناريوهين «الانخفاض السريع والانخفاض المعتدل» أعلى من سيناريو الوضع الحالى، ومن المتوقع أن يصل إجمالى المكاسب المتوقعة فى الناتج المحلى الإجمالى للفترة 2020 - 2030 إلى 569.02 مليار جنيه.

تحقيق السيناريوهات المستقبلية يؤثر على مختلف القطاعات، وفق دراسة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فبالنسبة لقطاع الصحة، باستخدام عدد السكان المتوقع 2020 - 2030 تم حساب الإنفاق العام الحقيقى المتوقع فى هذه السيناريوهات، حيث يبلغ متوسط معدل نمو الإنفاق العام الحقيقى 3.96% فى ظل سيناريو الوضع العالى 3.65% فى إطار سيناريو الانخفاض السريع الناتج عن انخفاض النمو السكانى.

يمثل انخفاض النمو السكانى هذا مدخرات محتملة، وترتفع المدخرات المحتملة التراكمية مع انخفاض معدل النمو السكانى وتبلغ 4250.03 مليون جنيه فى 2020 - 2030 فى السيناريو المتوسط، و8791.44 مليون جنيه فى سيناريو الانخفاض السريع.

أما بالنسبة للتأثير فى قطاع الإسكان، فيبلغ متوسط نمو الإنفاق العام الحقيقى على الإسكان 10.2% فى سيناريو الوضع الحالى و9.87% فى سيناريو الانخفاض السريع بسبب انخفاض الخصوبة.

وأكدت الدراسة أنه إذا استمرت معدلات الخصوبة كما هى دون تغيير فإنه بحلول عام 2030 سيبلغ عدد السكان 120.8 مليون فرد، وسيصل الناتج المحلى الإجمالى إلى 6.78 تريليون جنيه، كما سيكون نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى 56.10 ألف جنيه.

وفى حال تحقيق سيناريو الانخفاض المعتدل ووصول الخصوبة إلى 2.5 طفل لكل امرأة فإن عدد السكان سيبلغ 119.1 مليون فرد، وسيصل الناتج المحلى الإجمالى إلى 6.92 تريليون جنيه، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى 58.14 ألف جنيه، ويؤدى هذا إلى تحقيق وفورات تصل إلى 308.24 مليار جنيه.

لكن فى حال وصول الخصوبة إلى 2.1 طفل لكل امرأة فسيؤدى ذلك إلى وصول عدد السكان فى 2030 إلى 117.29 مليون فرد، كما سيبلغ الناتج المحلى الإجمالى 7.04 تريليون جنيه ويصل نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى إلى 60.02 ألف جنيه، ويؤدى تحقيق هذا إلى وفورات تبلغ 569.02 مليار جنيه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عدد سكان مصر التنمية المستدامة الزيادة السكانية نصیب الفرد من الناتج الإنفاق العام عدد السکان ملیار جنیه ألف جنیه

إقرأ أيضاً:

الحكومة تسرع دراسة القطار فائق السرعة مراكش أكادير استعداداً للمونديال

زنقة 20 ا الرباط

كشف عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، عن موعد انطلاق دراسات الخط السككي بين مراكش وأكادير، متعهدا بالرفع من الطاقة الاستعابية لمطار المسيرة.

وأكد قيوح في معرض جوابه على أسئلة المستشارين، يوم أمس، وجود مجموعة من الخطوط السككية التي سيتم تدارسها في المستقبل القريب، بما فيها الخط السككي بين مراكش وأكادير، الذي سترى الدراسة الخاصة به النور في سنة 2025.

وأوضح أن انطلاق الدراسات المتعلقة بهذه الخطوط يندرج في إطار استعدادات البلاد لاحتضان كأس العالم 2030، مشيرا إلى وجود البرنامج الاستثماري الذي تم توقيعه أمام جلالة الملك، والذي يشمل 87 مليار درهم تخصص لتطوير الشبكة السككية الحالية وتطوير الشبكة القادمة لاستعمال محركات كهربائية.

و في الوقت الذي تم التأكيد على أن خط القطار فائق السرعة القنيطرة مراكش سيكون جاهزا سنة 2029 ، يتسائل كثيرون إن كانت المملكة ستطلق بالتوازي مشروع تمديد المشروع إلى الجنوب و تحديدا أكادير و التي ستسضيف بدورها مباريات كأس العالم 2030.

و يبلغ طول الخط السككي بين مراكش و أكادير 240 كيلومترا، بما في ذلك نحو 37 كيلومترا من الأنفاق، و تقدر كلفة إنجازه بنحو 50 مليار درهم.

نظريا فإن انجاز المشروع قبل مونديال 2030 يظل أمرا صعبا لكنه ليس مستحيلا ، خاصة إذا تم الشروع من الآن في إجراءات نزع الملكية و إنجاز الدراسات الضرورية.

و يتطلع المغرب الى رفع عدد القطارات فائقة السرعة في افق 2030 الى 30 قطارا (12 قطارًا حاليًا) و 90 قطارا كلاسيكا TNR (33 قطارًا حاليًا) ،و 50 قطارًا جهويا RER.

تمديد قطار التيجيفي الى اكادير سيمكن من خفض مدة السفر كالتالي :

طنجة – الرباط: ساعة واحدة

طنجة – الدار البيضاء: 1 ساعة 40

طنجة – مراكش: 2 ساعات 40 دقيقة

مطار الرباط – الدار البيضاء: 35 دقيقة

الدار البيضاء – مراكش : 1 ساعة 15

مطار مراكش – الدار البيضاء: 55 دقيقة

مراكش – أكادير: ساعة واحدة

مقالات مشابهة

  • الصين تعدل حجم الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023 بنسبة ارتفاع 2.7%
  • الحكومة تسرع دراسة القطار فائق السرعة مراكش أكادير استعداداً للمونديال
  • العراق الخامس عربيا باكبر اقتصاد من حيث الناتج المحلي الإجمالي
  • 75 مليار جنيه.. القطاع الصحي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية مصر 2030
  • يشكل 50% من الناتج المحلي| الاقتصاد غير الرسمي “كنز” غير مستغل.. وخبراء يقدمون روشتة لدمجه
  • الإعلامي عمرو خليل: ارتفاع عجز الموازنة في تل أبيب إلى 8% من الناتج المحلي
  • دراسة بحثية: قطاع السياحة أحد أهم موارد النقد الأجنبي وزيادة معدلات النمو الاقتصادي لمصر
  • 10.3 مليار ريال مساهمة المؤسسات الخاصة النشطة في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية
  • مصرف الإمارات يبقي توقعات نمو الاقتصاد المحلي عند 4% في 2024
  • موسكو: الاتحاد الأوراسي مفتاح وصول إيران إلى سوق ضخمة تضم 190 مليون نسمة