كيف تؤثر الحرب بين روسيا وأوكرانيا على مستقبل الاتحاد الأوروبي؟
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
دفع رعب الحربين العالميتين فرنسا، وألمانيا الغربية وغيرهما إلى دمج الأسلحة وإنشاء ما يعرف اليوم بالاتحاد الأوروبي، وبعد 70 عاماً، عادت الحرب إلى القارة من جديد، وتحت أنقاض أوكرانيا، هناك شيء يشبه المشاعر التي حركت الآباء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، يتحرك مرة أخرى اليوم.
وتشير مجلة "إيكونومست" في تقرير، إلى أن الحديث الآن في أوساط الاتحاد، هو قبول ما يصل إلى 9 أعضاء جدد، بما فيها أوكرانيا في التكتل، مشيرة إلى أن "الانضمام إلى أنجح ناد للديمقراطيات السلمية والمزدهرة في العالم من شأنه أن يضع ذلك البلد الذي مزقته الحرب، وزملاءه الطامحين في غرب البلقان، وجورجيا، ومولدوفا، على مسار جديد واعد".وبالنسبة للاتحاد الأوروبي نفسه، لن يكون الأمر أقل من "التاريخي"، حيث يكمل اتحاداً قارياً كبيراً، ويمثل نهاية عملية بدأت بالنصر على النازيين، إلا أن الطريقة التي يعمل بها الاتحاد الآن، كما يقول التقرير، يجب أن تتغير.
يرى التقرير أن توسيع الاتحاد الأوروبي من 27 إلى 36 دولة سيكون صعباً، لكن قادة من جميع أنحاء القارة، بما في ذلك الأعضاء الجدد الطموحين، سيجتمعون في غرناطة الإسبانية في 5 أكتوبر (تشرين الأول). وفي اليوم الموالي، سيضع الموجودون بالفعل في النادي الإصلاحات اللازمة للحفاظ على التكتل، ولكن مع أعضاء أكثر تنوعاً. ستكون عملية شاقة، إلا أن هناك تفاؤلا باكتمال التوسيع في التاريخ المطروح في 2030.
وتقول المجلة، إن على القادة الذين يفكرون في شكل الاتحاد في المستقبل، أن يتذكروا أن التوسيع هو الذي قاد إلى نجاحات متوالية مثل المشاريع الكبرى على اليورو، والسوق الموحدة، وتنظيم عمالقة التكنولوجيا، لكن الكثير من قيمة هذه النجاحات مصدره امتداد نطاقها إلى ما وراء فرنسا، وألمانيا، إلى فنلندا، واليونان، وسلوفاكيا، وإسبانيا، لافتة إلى أن المزيد من التوسع سيؤدي إلى زيادة الثقل الجيوسياسي لأوروبا.
Great opportunity to bring G7 & IFIs representatives together in Brussels today co-chairing the 6th Steering Committee meeting of the ???????? Donor Coordination Platform.
Inspiring to see G7 & ???????? #EU standing shoulder to shoulder in support of #Ukraine.
My main take-aways????????
????1/3 pic.twitter.com/eaJSC16m6B
لم يعد بإمكان الاتحاد الأوروبي تحمل سلسلة الأعضاء التسعة المحتملين بالسماح لطلباتهم بالمضي قدماً دون أمل واقعي في انضمامهم، وتقول المجلة، إن ترك الجيران الأوروبيين في منطقة رمادية يفتح الباب أمام الذين يريدون زعزعة استقرار القارة، بدءاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لقد غذت هذه الديناميكية غير الصحية السياسات الساخرة والمختلة في بعض الأحيان في البلدان الستة في غرب البلقان والمتقدمين الثلاثة الآخرين. لذلك لن يكون سهلاً دمج أي منها، حيث أن في جورجيا، ومولدوفا، وأوكرانيا قوات روسية تحتل أجزاء من أراضيها، كما فعلت ألمانيا حتى 1990،. جميع الدول الحالية التي تقدم عطاءات للانضمام تعتبر "حرة جزئياً".
على الاتحاد الأوروبي، حسب التقرير، وهو يشرع في هذه المهمة، أن يتعهد بثلاثة التزامات ثابتة. الأول هو رسالة أمل للمتقدمين، طالما أنهم ينفذون الإصلاحات اللازمة ليكونوا أعضاء جديرين بالاتحاد، سيسمح لهم بالدخول، حيث قدم وعد مماثل لغرب البلقان في 2003، ولكنه نُسي على الفور. لا يزال على المتقدمين تلبية نفس المعايير التي التقى بها الآخرون للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خاصةً دعم الديمقراطية.
وتضيف المجلة أن شروط الانضمام إلى اليورو يجب أن تكون صارمة. لكن الذين يبذلون جهداً بحسن نية يجب أن يقدموا المزيد من المساعدة مع تقدم رحلتهم للانضمام. ويمكن منح بعض مزايا العضوية تدريجياً، مع ترسيخ الإصلاحات الاقتصادية، بما في ذلك الوصول إلى السوق الموحدة. في الوقت نفسه، يجب أن يظل واضحاً لهم أن الوجهة النهائية هي العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي.الالتزام الثاني حسب التقرير، هو أن الإصلاحات الداخلية للاتحاد الأوروبي، لا يجب أن تؤخر انضمام المستعدين للانضمام. على الاتحاد الأوروبي إعادة التفكير في أعماله الداخلية، مثل السياسة الزراعية المشتركة، التي تلتهم ثلث ميزانية التكتل، ستحتاج إلى إصلاح جذري لوقف تدفق الكثير من الإعانات إلى الأوليغارشية الأوكرانية، التي تدير مزارع بحجم بعض دول الاتحاد الأوروبي، وغيرها من الأمور الداخلية الأخرى.
الحتمية النهائية هي التعلم من التوسعات السابقة، تقول المجلة، فمعظم البلدان التي عملت على الإصلاح للوصول إلى الاتحاد، بقيت على الطريق الصحيح، ونراها الآن تنمو وتزدهر أكثر فأكثر، لكن هناك حفنة اتخذت منعطفاً سيئاً مثلما تحدت المجر، وبولندا معايير الاتحاد الأوروبي التي وقعتها. لذلك يرى التقرير أنه إذا أراد النادي أن يغتنم الفرصة للقادمين الجدد الذين لهم سجل هش في الحكم، فيجب أن تكون لديه آليات لمعاقبة السلوك السيئ.
ويذكر التقرير بجلب اليونان، والبرتغال، وإسبانيا جميعاً بعد حوالي عقد من الإطاحة بالديكتاتوريات السيئة، لتزدهر الآن ديمقراطيات قوية. وبين 2004 و2007، استقبلت الكتلة عشرات الأعضاء الجدد، كان معظمهم تحت نير الاتحاد السوفيتي. وأدى ذلك إلى مضاعفة عدد دول الاتحاد الأوروبي تقريباً، وزيادة عدد سكان النادي 27%، أي ما يقرب من ضعف ما هو مقترح الآن.
ويقول التقرير، إنه إذا كان لأوروبا أن تُعتبر قوة في العالم، فإنها تحتاج إلى إظهار أن لديها القدرة على العمل، لذلك فإن تأخير التوسيع من شأنه أن يضعف القارة، وبالتالي الاتحاد في قلبها. ورغم ظروف الحرب المروعة في أوكرانيا، فقد خلقت قوة دافعة لاتحاد أوروبي أكبر وأفضل. يجب أن تجد أوروبا طريقة لبنائها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أوكرانيا روسيا الاتحاد الأوروبی إلى أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق
وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.
ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.
تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.
وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.
وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.