يُصيب العبد المؤمن من الهموم والأحزان ما قد يُفتت فؤاده، فلابدّ له من تنفيس وإلا هلك. لابدّ من أشعة النور الأعلى تنقشع بها حُجب ظلمات المعاصى والآثام : متنفس الهموم والأحزان، وهى ظلمات تتراكم من فعل الخطايا والغفلات والتعلق بالدُون فى عالم الشهوات.
نعم ! هى حُجُب لكنها سرعان ما تزول من فعل سرّ الأنوار.
الروحانيّة فى المؤمن أقوى من الظلمانيّة، الروحانية هى الباقية، والظلمة فانية لا محالة. وممدُّ همم الروحانية هو حضرة النبى أكمل خلق الله، وأول خلق الله، وأحبُّ خلق الله إلى الله، هو نور الله الذاتى، والنسمة المنفوخة فينا هى من نوره حقيقة لا مجازاً، وهى سرٌ من أسراره (واعلموا أنّ فيكم رسول الله)، (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)، (قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون)، (لقد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين).
ومن أعظم وأكمل وأبقى سُبل التنفيس عن الهم وكفايته؛ كثرة الصلاةِ على النبى.. والكثرة تعنى الزيادة من الإمداد الإلهى إلى حيث الاستمداد الروحانى للمؤمن، من الملأ الأعلى إلى النسمة الروحيّة التى هى فينا؛ لأن صلاة الله تعالى عليه إمداد، وصلاة المؤمنين استمداد، ولذلك جاء الأمر الإلهى بالصلاة والتسليم عليه لاستمداد النور الذاتى وهو الذى يجلو الغمّة ويكشف الكٌربة فيكفى الهم ويغفر الذنب. «إذنْ تُكفَى هَمَّك ويُغفَرُ لك ذَنبُك».
وكيف تُكفى همّك ويغفر ذنبك؟.. أقول لك إنّ الهموم والأحزان وما شابهها من آثار المعاصى، إنّما هى تجليات إلهية لصفات الجلال. وسيدنا رسول الله نوره ذاتى يسرى سره فى سائر الأسماء والصفات الإلهيّة، ومعدن النور تجليات لصفات الجمال ومنها تجليات المحبّة، ولذلك فرض صلوات الله عليه محبته وأوجبها أن تكون مقدّمة على حب النفس شرط تحقيق الإيمان. والعالم كله محكوم بالأسماء الحسنى والصفات العلا، والسر السارى سره فى الأسماء الحسنى والصفات العلا هو نورانية حضرته صلوات الله وسلامه عليه.
فالكروب والهموم والأوجاع إنْ كانت تجليات لصفات الجلال الإلهي؛ فإنّ نور سيدنا رسول الله أسبق وأعلى، لأنه من مرتبة نور الذات، قبضة النور الإلهيّة. ومرتبة نور الذات أعلى من مرتبة الأسماء والصفات. ناهيك عن سريان نوره، فى سائر الأسماء والصفات الإلهيّة. وبمقتضى هذا النور الأزلى القديم تجلًت الأسماء والصفات فيما خلق الله من عوالم الأكوان، ظاهرة وباطنة؛ لذلك كان ولا يزال صلوات الله وسلامه عليه من الأزل إلى الأبد رحمة من الله مُهداه، رحمة للعالمين. العالمين بكل أنواعهم وأجناسهم وأطيافهم وأشكالهم وأصنافهم. وله فى ذاته النورانية صفات الجلال، وصفات الجمال، وصفات الكمال؛ لذلك كان الإنسان الكامل حقيقة لا مجاز.
فيا من أصابك الهمُّ والحزن واشتد بك الكرب أكثر من الصلاة والسلام عليه. واشتغل بها (بالنورانيّة) واستشعر بقاءك فيها. عش الحالة وتذوق حلاوتها، وجاهد من أجلها. وكلما غفلت عنها أذكرها، وعاود ذكرها، وانقطع لها، وتبتّل، وبالغ فى محبته وفى تعظيمه صلوات الله وسلامه عليه حتى يفنيك عنك به، هنالك ترى من الأثر، وتجنى الثمر، وترقى لتدرك الحقائق بموالاته صلوات الله وسلامه عليه ومحبته واقتفاء أثره والانشغال به على الدوام بغير انقطاع. فاللهم صَلِّ وسَلِّم على سيِّدِنا ونبيِّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خلق الله
إقرأ أيضاً:
وزير التموين: مطاحن الدقيق تدعم خطة الدولة للاكتفاء الذاتي من القمح
أجرى الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، جولة تفقدية لمطحن العاشر من رمضان بطنطا، التابع لشركة مطاحن وسط وغرب الدلتا والتي تخدم 5 محافظات وهي: «الغربية، المنوفية، القليوبية، البحيرة، كفر الشيخ»، لمتابعة سير العمل والاطلاع على التطويرات الحديثة التي تعزز إنتاجية المطحن وتحسين جودة الدقيق المنتج.
جاء ذلك ضمن حرص الدولة على متابعة المشروعات الحيوية التي تخدم الأمن الغذائي الوطني لتحقيق رؤية مصر 2030 في تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب، بحضور الدكتور محمود عيسى نائب المحافظ، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
غرفة تحكم مركزية مجهزة بأحدث التقنيات لمراقبة مراحل التشغيل وضمان الجودةوخلال تفقد الوزير والمحافظ لارجاء المطحن استمعا لشرح تفصيلي عن المطحن والذي يُعد من المنشآت الرئيسية في المحافظة التي تلبي احتياجات إنتاج الدقيق المدعم للمخابز فتم تطويره في عام 2006 ليواكب أحدث التقنيات في طحن القمح وإنتاج الدقيق.
ويقع المطحن على مساحة إجمالية تبلغ 2200 متر مربع ويضم منشآت متكاملة، تشمل 4 صوامع نخاله + 6 صوامع دقيق + 8 صوامع قمح خام تخزيني + 4 صوامع قمح خام للترطيب + 6 صوامع قمح ترطيب اول + 2 صوامع قمح ترطيب ثاني، كما يشمل المطحن غرفة تحكم إداري، ونُقرة لاستقبال الأقماح الواردة، وميزان بسكول لوزن الشاحنات بدقة، غرفة تحكم مركزية مجهزة بأحدث التقنيات لمراقبة مراحل التشغيل وضمان الجودة و يتضمن المطحن نظام ترطيب حديث للقمح ومراحل تنقية محسّنة لضمان إنتاج دقيق عالي الجودة.
وتصل القدرة الإنتاجية للمطحن إلى 400 طن/ يوم، وهو ما يسهم في تحقيق استقرار إمدادات الدقيق اللازم لإنتاج الخبز المدعم.
دعم منظومة إنتاج الدقيق المحلي والمدعمكما يعمل مطحن العاشر من رمضان على دعم منظومة إنتاج الدقيق المحلي والمدعم، بما يسهم في تحقيق استقرار الإمدادات الغذائية وتلبية احتياجات المواطنين من رغيف الخبز، مع التركيز على تقليل الفاقد أثناء عمليات الإنتاج
وأكد اللواء أشرف الجندي أن مطحن العاشر من رمضان يعد نموذجًا رائدًا للمشروعات الصناعية في قطاع الحبوب، حيث يلبي احتياجات المخابز من الدقيق المدعم، ما يسهم في تحقيق الاستقرار الغذائي بالمحافظة.
وأعرب فاروق عن سعادته بمستوى الأداء بالمطحن، مؤكدا دعمه الكامل، مشيرا إلى أهمية المطحن في دعم خطة الدولة للاكتفاء الذاتي من إنتاج الدقيق، مشيدًا بالإجراءات المتبعة لتحسين كفاءة التشغيل وضمان جودة الإنتاج بما يتوافق مع المواصفات القياسية.
وفي ختام جولتهم التفقدية، كرمت شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، حيث أهدتهما دروعًا تذكارية تقديرًا لجهودهما المبذولة في دعم الشركة ومتابعة المشروعات الحيوية التي تعزز الأمن الغذائي الوطني وتسهم في تطوير قطاع إنتاج الدقيق محليًا.