يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عدي الدخيني

تستمر جماعة الحوثي المسلحة للعام التاسع على التوالي، في استغلال مناسبة “المولد النبوي الشريف” لنشر أفكارها الطائفية والمذهبية في أوساط المجتمع وفرضها تحت مبدأ الترهيب والترغيب.

وتدشن الجماعة حملة ميدانية واسعة في كافة المحافظات الخاضعة لسيطرتها لنشر ثقافة الاحتفال بالمولد النبوي على طريقتها العقائدية بالإضافة إلى استغلال المناسبة في جني الأموال وفرض إتاوات مالية بحجة الاحتفال بالمناسبة.

ووجهت الجماعة في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها، مالكي المحلات والمنشآت التجارية بالقيام بتجديد وطلاء واجهات محلاتهم التجارية باللون الأخضر بمناسبة المولد النبوي.

تحت إشراف وتوجيهات من قبل مشرفين موالين للجماعة ومكتب الأشغال التابع لهم، تجري من خلالها لقاءات موسعة مع كافة مؤسسات الدولة، في كافة مناطق سيطرتها، عن استغلالها لإجبار التجار والمواطنين على دفع أموال دعمًا لهذه المناسبة.

وتضمنت الأوامر التي أصدرها مكتب الأشغال عدة نقاط كلها تدخل في إطار إجبار مالكي المحلات على القيام بأعمال تتعلق بالاحتفال بالمولد النبوي، ومنها تركيب ثلاث لمبات خضراء أمام كل محل تجاري ودهان الرصيف المقابل لكل محل باللون الأخضر وتركيب خمسة أعلام متوسطة الحجم تتضمن الاحتفاء بالمولد كما أفاد لنا أحد مالكي المحلات في صنعاء.

“إحتفال قسري”

لم تحل مناسبة ذكرى المولد النبوي بعد، لكن الجبايات التي تفرضها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، باتت تجلد القاطنين، “مواطنون وتجار”.

وخلال الأسابيع الماضية، أقرت الجماعة الحوثية فرض زيادات ضريبية وجمركية على المستوردين من ميناء الحديدة، بعد أن كانت وعدت بمنحهم امتيازات وتسهيلات وإعفاءات مقابل إدخال بضائعهم وسلعهم من هذا الميناء، مقابل زيادة الرسوم نفسها على المستوردين من المنافذ البرية بنسبة وصلت إلى 100 في المائة.  في قرار يهدف إلى سلب الحكومة اليمنية موارد الموانئ المحررة.

في السياق ذاته، يقول أحد موظفي الشرائك في ميناء الحديدة في حديثه لـ ”يمن مونيتور“: إن جماعة الحوثي ألزمت جميع الشرائك والتجار والمنظمات المحلية الخاضعة لسيطرتها بالاحتفال، بحيث يشكوا التجار والشرائك والمنظمات المحلية، من عمليات ابتزاز تمارسها عناصر الحوثي المسلحة بحقهم بحجة فرض جبايات مالية ، والتبرع لصالح الحملات كدعم للاحتفال بالمولد النبوي، مالم سيتم توقيف العمل وحجز البضائع.

وتابع: “يقوم مدير الجودة ومدير الجمارك في الموانئ الموالين للجماعة من فرض جبايات مالية كبيرة تحت مسمى المولد النبوي، أو سيتم حجز البضائع، في هذا الأمر العصيب الذي يواجهونه التجار والشرائك والمنظمات المحلية، حتى انهم مجبورين بدفع المبالغ المطلوبة منهم مقابل السماح بمرور البضائع”.

وحصل ”يمن مونيتور“، على وثيقة تكليف رسمية أصدرها مكتب وزارة الصحة العامة والسكان محافظة الحديدة بمديرية اللحبة، في تكليف للمشرف الحوثي محمد إبراهيم حسن طواشي، للنزول إلى الصيدليات والعيادات الخاصة الموجودة في دير الاخرش كما هو موضح في الجدول من فرض رسوم إجبارية والتبرع للاحتفال بالمولد النبوي.

“حملة مبكرة”

يقول “محمد نصر” مالك مركز تجاري في محافظة البيضاء وهو أسم وهمي فضل عن ذكر أسمه، في حديثه لـ ”يمن مونيتور“ يقول، كل عام تفرض جماعة الحوثي مبالغ باهضه علينا تحت مسمى المولد النبوي، لكنها هذا العام نشطت مبكرًا، إذ بدأت حملتها بجمع المبالغ قبل أكثر من ثلاثة أسابيع على موعد المولد النبوي الذي يصادف 12 ربيع الأول من كل عام .

وتابع: “في كل عام وهي تفرض جبايات أصبحت مخيفة علينا أكثر مما هي فعالية دينية، حيث نجد أنفسنا مجبرون على دفع مبالغ مالية كبيرة للجماعة”.

وأردف: “تقوم الجماعة من فرض جبايات مالية كبيرة تتراوح من مليون ريال إلى اثنين مليون ريال، على كل مالك مركز تجاري، بالاحتفال بالمناسبة”,

وأشار، إلى أن جماعة الحوثي فرضت أيضًا على أصحاب المحلات البسيطة مبالغ بين 100 ألف إلى 300 الف ريال، بحجُة الإحتفال بالمولد النبوي.

وأكد عدد من أصحاب المحال التجارية في العاصمة صنعاء، تحدثوا إلى “يمن مونيتور” أن قادة الحوثيين أجبروهم على دفع مبالغ مالية لتمويل مهرجانات الجماعة الطائفية، تراوحت بين 50 ألف ريال إلى 150 ألف ريال، بحسب حجم العمل التجاري لكل منهم.

وذكرت مصادر مطلعة، أن” جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، تستنسخ الطقوس من إيران، لتدمر اليمن واقتصاده وتجويع الشعب، وتستغل المساعدات المقدمة له وتجبر التجار بقوة السلاح على الدفع بدعوى احتفالاتها تحت مسمى المولد النبوي”.

“ترهيب وترغيب”

تستمر جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء وبقية مناطق سيطرتها استخدام عمليات الترهيب والترغيب وتجاهل معاناة السكان جراء انقطاع رواتب الموظفين وارتفاع الأسعار وتدني قدرتهم الشرائية، وخصصت مبالغ ضخمة من المال العام لإقامة مئات المهرجانات مثل الاحتفال بذكرى المولد النبوي.

وبذريعة الاحتفال بذكرى المولد، عممت الجماعة المسلحة، عبر عقال الحارات بالعاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرتها منذ أن اجتاحتها بقوة السلاح في سبتمبر 2014م، على إبلاغ القاطنين في الحارات، بدفع تبرعات مالية لا تقل عن 3 آلاف ريال عن كل أسرة كحد أدنى.

يأتي هذا في ظل معلومات عن أن قيادة الجماعة ألزمت مسؤولي الأحياء السكنية بحصر المنازل من فلل وبنايات وشقق، وإبلاغ السكان بدفع مبالغ مالية قدرها 3 آلاف ريال عن كل أسرة، لدعم الاحتفال بذكرى المولد.

في ذات السياق، يقول أحد سكان حي الزبيري بصنعاء لـ ”يمن مونيتور“، أن جماعة الحوثي تتبع أسلوب الترهيب والترغيب لإجبار المواطنين على دفع جبايات مالية للاحتفال بالمولد النبوي مستغلين المناسبة لنهب مزيد من الأموال من جيوب المواطنين والتجار”.

وأشار إلى أن “الجماعة تقوم بإرسال مذكرات إلى عقال الحارات بمزيد من جباية الأموال وإجبار الناس على دفع مالا يقل عن 3 آلاف ريال، بالإضافة إلى إلزام كافة السكان بوضع لمبات كهربائية خضراء في واجهات منازلهم”.

كما تواصل “الجماعة المسلحة عمليات الترهيب والترغيب على سائقو القاطرات ووسائل النقل الكبيرة على أن يتم طلائها باللون الأخضر ووضع إضاءات خضراء كدلالة على احتفائهم بالمولد النبوي”.

في السياق ذاته، يقول أحد سائقي القواطر في مدينة الحوبان، في حديثه لـ ”يمن مونيتور“ أرغمتنا جماعة الحوثي وضع الإضاءة الخضراء وطلاء اللون الأخضر على القواطر بمناسبة المولد النبوي.

“مناسبة دينية لأهداف متعددة”

من جانبه، يقول المحلل السياسي عبدالواسع الفاتكي: حولت المليشيات الحوثية مناسبة المولد النبوي لموسم جبايات وفرض الأتاوات وإجبار التجار وكافة رجال المال والأعمال والمؤسسات والجمعيات والمنظمات ومالكي وسائل النقل الكبيرة والمتوسطة والصغيرة على التبرع بمبالغ مالية لصالح الاحتفال بالمولد النبوي تصل لمليارات الريالات في الوقت الذي تصاعدت فيه أصوات الموظفين للمطالبة برواتبهم لكن المليشيات الحوثية أدارت ظهرها لهم واتهمتهم بالتآمر مع الأمريكان والبريطانيين والتحالف والشرعية ضدها

وأضاف في حديثه، لـ ”يمن مونيتور“: “لا تستثني المليشيات الحوثية أحدا من دفع الأتاوات حتى أصحاب البسطات الصغيرة والدكاكين في الحارات والأحياء أو القرى حتى طلاب المدارس لم يسلموا من التبرع بمصروفهم الشخصي”.

وتابع: “تحرص المليشيات الحوثية على أن يطلي سائقو القاطرات ووسائل النقل الكبيرة باللون الأخضر وتركيب إضاءات خضراء كدلالة على احتفائهم بالمولد النبوي كما تتصور وتعبيرًا عن تأييدهم لجماعة الحوثيين فهي تتخذ من اللون الأخضر مقياسا لفرز وتقييم الناس من طلى نفسه أو واجهة محله أو سيارته أو ناقلته فهو في نظرها مخلص وموالي لها ولنهجها ومن تقاعس وتلكأ عن ذلك فهو منافق وعدو لها بل للرسول (ص) وللإسلام”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحوثيون المناسبات الدينية اليمن الملیشیات الحوثیة بالمولد النبوی المولد النبوی باللون الأخضر جماعة الحوثی یمن مونیتور مبالغ مالیة فرض جبایات فی حدیثه على دفع

إقرأ أيضاً:

وزير الشباب يزور الدورة التدريبية للإعداد للدورات الصيفية للبنات في جميع المحافظات الحرة

 

الثورة/ أسماء البزاز

برعاية الدكتور محمد المولد، وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية، أقامت الهيئة النسائية الثقافية العامة دورة تدريبية للإعداد والتحضير للدورات الصيفية للبنات في جميع المحافظات اليمنية الحرة لعام 1446هـ، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الثقافة القرآنية وتنمية الوعي الإيماني والجهادي.

وخلال زيارته للدورة، أعرب الدكتور محمد المولد عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا أن العمل في هذا المجال مسؤولية عظيمة ورسالة تحمل في جوهرها قيم الإسلام ومبادئه السامية. وأضاف أن المرأة في أدائها وعملها قد تتفوق على الرجل، مشيرًا إلى أهمية استلهام النموذج الفريد للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، التي تميّزت بإيمانها وأخلاقها وعطائها، حتى استحقت أن يقول فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “سيدة نساء العالمين.”

كما شدّد الدكتور المولد على ضرورة تمثل القدوة التي جسدتها السيدة خديجة عليها السلام، تلك المرأة العظيمة التي سخّرت مالها في سبيل الله ونشر دعوة الإسلام، لافتًا إلى أن ثقافة الأمة الإسلامية بحاجة إلى إعادة تسليط الضوء على هذه الشخصيات والنماذج النسائية المؤثرة، خاصة وأن الكتابات عن السيدة الزهراء عليها السلام لا تزال محدودة.

وأكد الوزير على أهمية أن يكون البرنامج الرمضاني محطة إيمانية هامة تسبق انطلاق المراكز الصيفية، داعيًا المشاركات إلى المثابرة في نشر الثقافة القرآنية، وتحفيز الشابات والأخوات على الإقبال على العلم والتربية الجهادية، إحياءً لروحانية الشهر الكريم.

وأشار إلى أن المرأة لها مكانة رفيعة في القرآن الكريم، حيث لم يُخصَّص للرجال سورة تحمل اسمهم، بينما خُصصت سورة كاملة باسم “النساء”، وسُمّيت أخرى باسم “مريم” عليها السلام، وذلك تقديرًا لمكانتها ورفعتها. كما ضرب أمثلة أخرى لدور المرأة الجهادي والقيادي عبر التاريخ، مستشهدًا بأم موسى، وأخته، وابنتا شعيب، وامرأة فرعون، اللواتي كان لهن أدوار عظيمة في نصرة الحق.

وأردف الدكتور المولد قائلًا إن مواجهة الأعداء تحتاج إلى تأهيل مستمر، مؤكدًا أن العدو لا يتوقف عن الإعداد، ولذلك يجب أن يكون هناك حراك مستمر لتحصين المجتمع بالثقافة القرآنية. وأضاف أن الحركة الجهادية لا تكتمل إلا بمشاركة المرأة، مستشهدًا بتجارب الأنبياء والأئمة الصالحين الذين تحركوا إلى جانب النساء، كما في قصة الإمام علي عليه السلام والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وقصة النبي موسى عليه السلام وأمه وأخته وزوجته.

وختم الوزير حديثه بالتأكيد على أهمية الاستعداد الروحي لشهر رمضان المبارك، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، وأعنا فيه على صيامه وقيامه وقراءة القرآن.”

وأوضح أن الدورات والورش التدريبية التي تُقام في هذه الفترة تأتي ضمن إطار هذا الاستعداد الإيماني، الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع. وتُعد هذه الدورة محطة تدريبية هامة تهدف إلى تعزيز دور المرأة في نشر الثقافة القرآنية، وترسيخ الهوية الإيمانية والجهادية في أوساط الفتيات، بما يسهم في بناء مجتمع قرآني واعٍ ومتماسك. 

مقالات مشابهة

  • وزير الشباب يزور الدورة التدريبية للإعداد للدورات الصيفية للبنات في جميع المحافظات الحرة
  • (تقرير موسع): 55 مليون دولار خسائر شركتي أدوية استولى عليهما الحوثيون
  • تقرير: هجمات الحوثي تعيد نشاط قراصنة الصومال بعد عقد من السبات
  • محلية حجة تستنكر ممارسات الحوثي بإشعال الفتنة بين قبيلتين
  • مليشيا الحوثي تختطف ثلاثة مشايخ قبليين في حجة وسط تصاعد التوترات
  • اختراق الإخوان للحركة الطلابية.. تاريخ من استغلال قضية فلسطين واللعب على المشاعر الدينية
  • مديرية أمن سبها تحذّر المواطنين من «التنقل» بسبب «سوء» الأحوال الجوية
  • الانسحاب وغياب التعادل السلبي يزينان نتائج الأهلي والزمالك في آخر 5 مواسم بالدوري
  • عضوة بـ«النواب»: وعي المواطنين خط الدفاع الأول ضد الشائعات والأكاذيب
  • في عيد ميلادها.. إطلالات أثارت الجدل لـ سيرين عبد النور