عين ليبيا:
2024-07-12@04:01:32 GMT

النفوس الدنيئة

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

إن هذا المقال ليس للترفيه بل هو الحق بيننا الذي يجب أن نتربى ونُربي عليه أولادنا لأن العزة من الدين كما قال عمر رضي الله عنه أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله وأن كرامة المسلم خاصة والإنسان عامة دين ندين به ألم يقل الله: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” الإسراء 70، لقد كرّم الله الإنسان بالعقل والعلم والرسل والكتب السماوية ورسم لنا طريق الحقوق والواجبات واضحا جليّا وترك تطبيقه لنا!.

نلاحظ التربية الدنيئة والنفوس المريضة بوضوح في سلوك مجتمعاتنا، لقد ربى حكامنا مجتمعاتنا على الدناءة ببساطة لأنهم كانوا عسكريين في مجملهم ومن أصول التدريب العسكري أن يهينوك ويمسحوا بكرامتك الأرض ويسبوك ويهينوك ويضربونك وكل ذلك تقريبا بدون سبب ولكن السبب الخفي لأنهم لا يريدون لجيوشنا الإنتصار ضد أعدائنا لأن الأعداء هم الذين ففكوا الدولة الإسلامية أو الخلافة بغض النظر عن ضعفها وأسباب الإنهيار المتعددة التي لسنا هنا بصددها فقد كنا دولة واحدة من النهر إلى البحر بل تمتد إلى جزء كبير من أسيا وأوروبا ومن عمل على تقسيمنا إلى دويلات هو نفسه من اختار من يحكما ووضع لهم القوانين المدنية والعسكرية وكتب لنا المناهج الدراسية بما يخدم سياسته ومصالحه فكثير مما نقرأ في مدارسنا محرّف حتى ننشأ ونتربى على أفكار محرفة ومشوهة وكذا بالنسبة للتدريب العسكري فكيف بجندي يُسَب هو وأمه وأبيه ويُذل ويهان ويضرب كيف له أن ينتصر على عدو؟.

لقد ربونا على الدناءة ففي أوطاننا لن تنال حقا حتى تدفع المقابل الذي قد يكون مالا، هدية، قضاء حاجة للموظف الذي سيعطيك حقك! وغيرها من وسائل الدناءة، هو حقك ولكن لن تناله لأنك تعامل وكأن ليس لك حقوق وكأنك لست مواطنا أصبحنا كبني إسرائيل الذين بعد إن نجاهم الله مع موسى عليه السلام قالوا له لن نصبر على طعام واحد أي ارجعنا لعبودية فرعون ودعنا نتمتع بالطعام المتنوع حتى ولو كنا عبيدا لفرعون فاختاروا الذل والعبودية على الكرامة والحرية، أليس هذا هو حالنا ومقالنا أيضا أولسنا القائلين: “يا راجل أعطيه وخلاص”، أي ادفع له رشوة أو ما يريد “خليها ماشية”، “أعطيه وخلاص”، “فلان نعرفه”، “خلينا نمشوا نسلّموا عليه/ عليهم”، أنظر إلى السقوط الأخلاقي الإنسان لا يحيّي الآخر كتحية واجبة نابعة من القلب ولكن تحية نيتها لعلنا نستحق أو نريد منه شيئا فأي دناءة هذه فالمهم عندنا هو قضاء الأشياء والحياة أي نوع من الحياة حتى ولو كانت ذليلة ودنيئة ألم يكن ذلك حال بني إسرائيل قبلنا “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ”، البقرة 96!.

ألسنا مسلمين؟ والإسلام مصنع النفوس الكريمة التي لا تتغير ترى حُسنها في السراء والضراء، أما النفوس الدنيئة التي تملأ الدنيا وتتنكر حتى لنفسها وتنقلب على الناس وعلى ماضيها بمنصب تتقلده أو مال تجمعه، ترى الدناءة في أعمال أصحاب هذه النفوس الدنيئة فلا تُقضى حاجة عندهم إلا بثمن ولا ينال حقٌّ منهم إلا بتودد وتوسل فالدنيء دائما يحوم حول القذرات والدناءات مثل الذباب فلا يأتي من الأعمال إلا بدنيئها هذه هي تعاملاتهم مع الناس. أما النفوس الكريمة لا ترضى بظلم الآخرين ولا التحايل على نهب وأخذ أموال الناس والإنتقاص من حقوقهم فشتّان بينهما، ولكن لا تقلقوا فكلٌّ يعمل على ما تربى عليه وسيجازى بعمله ونيته وسيتعبون كما نتعب يوما ما قال تعالى: “قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ” الإسراء: 84.

أقول إن الإسلام يصنع الرجال المعتزين بكرامتهم رجالٌ لا يعطون الدنية في كرامتهم ولا يصنع الإسلام ولا يريد رجالا أذلاء مثل الذين يحيطون ويريدونهم حكام اليوم بدعوة أو بدعم أو بفتوى مضللة من كثير من الذين يلبسون لباس الدين خدمة لأعداء الدين، آراء تنظر إلى جانب واحد وتُخفي جوانب كثيرة فصاحب الرأي أو الفتوى لابد أن ينظر لعوامل متعددة وليس للحاكم فقط وحقوقه ولكن للناس وأحوالهم وكرامتهم وحقوقهم فلولا الناس ما كان الحاكم، وبمثل هذه الآراء يُستعبد الناس وتضيع كرامتهم ويتغير سلوكهم وتنتشر الدناءة بينهم فما بالك بمن يطأطئ رأسه لعدو كاليهود أو أمريكا أو لحاكم ظالم، بل ما بالك بشيخ يدعوا لهذه الدنية وأنا أكتب كلمة شيخ أشعر أن هؤلآء لا يستحقون أن تطلق عليهم هذه الكلمة لأن لها وقعٌ ومعنىً كبير عندي، الإسلام يربي ويدعوا الناس للكرامة وهم يدعون الناس للذل والدناءة والمهانة!؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

سداد الدين بأكثر من مثله دلالة على خيرية صاحبه

إضاءة مهمة في فقه المعاملات..
سداد الدين بأكثر من مثله دلالة على خيرية صاحبه.
– يا جماعة مافي مانع شرعي أبداً من إنك تسدد الدين بأكتر من قيمته طالما انو مافي اشتراط على ذلك من البداية.

– مثلاً اتسلفت من زول مليار قبل شهر وداير تسددها ليهو مليار ونص من نفسك كدا = مافي أي مانع شرعي أبداً، وأنت كمستقرض الأفضل تديهو بالأحسن.

– وبالمناسبة .. ده المستحب ليك كمقترض لأنه رد الدين بأحسن منه هو من مكارم الأخلاق التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهي السنة العملية ، ففي صحيح الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف بكراً (والبكر هو الصغير من الإبل) فلما جاءت إبل الصدقة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا رافع أن يقضي الرجل بكراً فلم يجد أبو رافع إلا خياراً رباعياً (يعني جمل عمره خمس سنوات ودخل في السادسة ) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أعطه إياه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء).

– مع الحاصل في أيامنا دي والحرب فإن الاقتراض يكثر بين الناس في معاملاتهم والواحد بكون مقطوع لما يستلف قروش وعند موعد السداد يُشكل على بعضهم أن يرد الدين بغير مثله.. وطبعاً لو رد الدين بمثله ح يكون رد نص المبلغ في الحقيقة، ومثل هذه الأفعال تقطع المرؤة بين الناس ، يعني الزول السلفك ده لو رجعت ليهو القروش دي بنص قيمتها = قد يحردها ، أو قد يشيلها لكن تاني ما بسلف زول ، وهكذا تنقطع المرؤة بين الناس.

-طيب.. كيف أعرف القيمة العادلة للدين مع التضخم الجامح ده ؟
ببساطة شوف القروش دي لمن اقترضتها كانت بتساوي كم بأي عملة تانية .. أو مثلا شوف سلعة سعرها قليل التذبذب وزي السكر مثلا، شوفها كانت بتجيب كم شوال سكر، وأديهو القيمة دي.

-مثلا أنت ادينت من زول مليار قبل ستة شهور وداير ترجعو ليهو الليلة بعد ظروفك اتصلحت تعمل شنو؟

تشوف المليار ده قبل 6 شهور كان بساوي كم دولار؟ قول كانت 1000 دولار .. مافي مانع انك تسدد ليهو ما قيمته 1100 دولار لأنه “خيار الناس أحسنهم قضاء” كما قال عليه الصلاة والسلام.

– الكلام ده كله من وجهة نظر المدين يا جماعة ..من جهة الزول المقترض .. وليس المقرض .. المقرض لايجوز له اشتراط تقييم القروش لأنه ربا بلا شك.. ودي نقطة مهمة نخلي ليها بالنا.
– والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.


إيهاب إبراهيم الجعلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أحمد عبد الله: أحببت لقب الفنان أكثر من الطبيب لهذه الأسباب
  • سداد الدين بأكثر من مثله دلالة على خيرية صاحبه
  • شؤون نسائية
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: ذهب الزينة ليس عليه زكاة (فيديو)
  • الحسين بن علي بن أبي طالب.. سبط الرسول الذي قتل في كربلاء
  • لا حياة لمن تنادي
  • الترصد : ما بين سناء والشهيد حمدى
  • لو دامت لغيرك لما أتت اليك
  • بنكيران يتحدث عن تراجع الاحتلال وأمريكا.. توقع انفراجة في غزة
  • يا جماعة والله قاعدين في أمان الله في امدرمان ومرات بحضر حفلات عرس