فتاوى يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
ما المقصود بيوم الأحزاب في سورة غافر في قوله تعالى: «وَقَالَ ٱلَّذِىٓ ءَامَنَ يَٰقَوْمِ إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ ٱلْأَحْزَابِ»؟
«اليوم» يراد بها جنس، ولا يراد بها يوم مخصوص بعينه، فهي أيام، و«الأحزاب» كل جمع تحزبوا على نبيهم أو رسولهم فعارضوه وعاندوه ونابذوه، والذي ورد في الآية من بعد «مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ ۢ وَعَادٍۢ وَثَمُودَ» فهذه أمثلة مما حذر منه مؤمن آل فرعون الوارد في قصة موسى عليه السلام فرعون وقومه، مما هموا به من قتل موسى عليه السلام، فهو في معرض تحذيرهم ونهيهم عما كانوا بصدد إتيانه فإنه يذكرهم بما يعرفونه مما أصاب الأمم قبلهم الذين تحزبوا واجتمعوا على أنبيائهم ورسلهم بالإعراض والعداوة والقتل، فهو يذكرهم بذلك، والله تعالى أعلم.
كيف يتصرف من سهى في الاستدراك كأن يكون قد نسي ركنا من الصلاة وتذكر بعد أن سلم؟
إن تذكر بعد تسليمه مباشرة ولم يأت بفعل أجنبي كحديث أو انتقال من موضع، فإنه لا مانع أن يقضي الذي فاته من الركن، بأن يقوم كما هو شأن المستدرك في الصلاة فيأتي بالركن الذي فاته ثم يقعد بعد ذلك للتسليم ويسجد للسهو ولا شيء عليه والله تعالى أعلم.
هل يمكن اقتصار الخلق الحميد على المعاملة الحسنة للناس، أم أن الأخلاق لها أبعاد أخرى كالصدق والوفاء بالوعود وما هي الصفات الحميدة للأخلاق الحسنة؟
الأخلاق الحسنة هي الأخلاق الحميدة، فإن ما كان خلقا حسنا كان حميدا بمعنى أنه محمود، فهو في ذاته خلق حسن وهو محمود شرعا قبل كل شيء، وعند العقلاء من الناس فإن السجايا والفضائل والمكارم التي يتحلى بها الإنسان تحمد له، وتستحسن فيه، ولا يقتصر ذلك على ما يتعلق بخصال المرء في نفسه، بل إن مقياس الأخلاق إنما هو في معاملته للناس، وذلك يشمل ما أشار إليه السائل من الوفاء بالعهود ومن الصدق معهم، كما يشمل أدب المرء في نفسه من الحلم والعفو عن الآخرين، وكظم الغيظ والكرم ويشمل الصفات المعهودة التي تحمد في أدب الإنسان في نفسه كحسن السمت والوقار والإنصات للآخرين وما أشبهها مما يتعلق بخلق الإنسان أو أدبه في نفسه وتشمل أيضا بما يتعلق من معاملته لغيره من الناس، من القرباء والبعداء، من الأحباء والبغضاء، من الأقارب ومن غيرهم، في كل ذلك تتجلى الأخلاق الحميدة، والصفات التي دعا إليها هذا الدين ليتحلى بها المكلف، وليأتيها في معاملته للناس، ولذلك كانت الأخلاق عندنا مما يقرب إلى الله تبارك وتعالى ويبلغ رضوانه.
فالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» ويقول أيضا: إن العبد يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم، ويبين عليه الصلاة والسلام بأشج عبد القيس يقول له: «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله، الحلم والأناة» فهذه صفات في ذات الإنسان المكلف فطرية أو أنها فيما يتعلق بأدبه في نفسه لا في معاملته لغيره، في الأناة أن لا يكون من النوع العجول، فهو يتأنى في شأنه وأمره، فكان إذا وفد فإنه يصلح حاله ويحسن هيئته، ويحسن أحسن ملابسه، ثم يفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك أثنى عليه الصلاة والسلام، إذن كل هذه هي مما يدخل في دائرة الأخلاق الحسنة الحميدة التي يجب على المسلم أن يتحلى بها لأنه مسؤول عنها عند الله تبارك وتعالى ولذلك نجد أوامر بها في كتاب الله مثل: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»، ونجد ثناء لمن تحلى بهذه الأخلاق في كتاب الله عز وجل ونجد بيانا لعاقبة هؤلاء الذين يتحلون بهذه الصفات أنهم ممن يبلغهم الله تبارك وتعالى المنازل العالية، كل ذلك يبين أن مفهوم الأخلاق في الإسلام لا يقتصر على نوع من الأخلاق الحميدة دون نوع ولا يقتصر على ما يتعلق بشأن الإنسان في نفسه دونما يمتد ليشمل علاقته بغيره من الناس، والله تعالى أعلم.
ما معنى قوله تعالى: «وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ» ماذا يقصد بالوحوش؟
الوحوش هو كل ما دخل في ما لا يستأنس من الدواب والبهائم، فكل ما كان وحشيا بريا من الدواب والبهائم فإنه داخل في معنى الوحوش، وحشرت عند المفسرين بمعنى جمعت لكنها تختلف عن مجرد معنى الجمع لأن معنى الحشر هو الجمع بالإخراج الذي يكون بإكراه، يكون قسريا، لا بمحض إرادة، ويكون لأمر ثقيل مستكره، فهذا من الفوارق بين الحشر والجمع، وحينما نتتبع ورود هذه الكلمة في كتاب الله عز وجل نجد أن معنى الجمع المصحوب بالإكراه والقسر لما هو مستكره وثقيل على النفوس وعظيم في ذاته فإن كلمة الحشر تستعمل فيه ولا يستعمل فيه مجرد الجمع، والمعنى الإجمالي لآية «وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ» اختلف فيه، فهنالك قول روي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن المقصود بذلك موتها، فحشرها يعني موتها، وقيل إن المقصود بأنها تبعث يوم القيامة وتجمع لتقتص الجماء من القرناء ثم بعد ذلك تصير ترابا وهذا مثال ضربه الله تبارك وتعالى لمبلغ الغاية من العدل منه جل وعلا في ذلك الموقف، وقيل إن المقصود بالجمع علامة من علامات قيام الساعة أي أن ذلك يكون في الدنيا أي في هذه الآية الكريمة تجمع في مكان واحد، هذه الدواب والوحوش التي من اصل طبعها أنها نافرة لا يمكن أن تستأنس ولا يمكن أن يقرب بعضها إلى بعض فإنها تجتمع في ذلك اليوم لما يحصل في هذا الكون من خلل في نظامه وفي نواميسه، فإن الكائنات تخرج عن فطرتها لهول ما تشاهده وتعاينه من أهوال، والله تعالى أعلم.
لدي وزميلي شقة مشتركة مناصفة وهي مؤجرة ولها حساب بنكي خاص، لم نقم بتوزيع المبالغ التي لم يحل عليها الحول، هل نقوم بضم أموالها إلى أموالنا الخاصة أثناء توزيع الزكاة أم أنها مستقلة ونخرج الزكاة من حسابها البنكي؟
طالما أن حصصهم معلومة كل يستقل بنصيبه فيها فيضم نصيبه إلى أمواله ويزكيها مع أمواله، والكلام في ما يتعلق بالزكاة في العوائد المتحصلة من هذا العقار فطالما أنهم شركاء فيه على وجه المناصفة فهذا يعني أن حصة كل واحد منهم معلومة، والكلام في العوائد المحصلة معنى أن النقود لا تتعين لأنها مثلية فليست عين النقود هي المقصودة وإنما قيمتها، فلكل واحد منهم نصيبه وحصته، فيضم هذه الحصة إلى سائر أمواله ويجري عليها قواعد الزكاة والله تعالى أعلم.
هل أضم المبالغ التي أدفعها لجمعية إلى مبالغ زكاة أموالي على الرغم من أن دوري لم يصل؟
هذه أيضا تقدم فيها الجواب وكثر فيها التنبيه، كلمة الجمعيات الواردة في هذا السؤال تدل على هذه الصناديق الإقراضية التي يتعاون عليها الناس، وتقدم أن الجواب في تزكية أموالها أن من قبض حصته من هذا الصندوق أو هذه الجمعية الإقراضية فإنه يجري أحكام الزكاة عنده لا حينما يدفع، فهي أقرب أن تعامل معاملة الدين، فهو مرجو السداد لكن لا يؤدي زكاته إلا حينما يأتي دوره فإنه يحل وقت الوفاء له آنئذ فيضم هذه الأموال، إن يستهلكها فيما دخل في الجمعية أو الصندوق من أجله من مغارم أو نفقات يحتاج إليها، إن ادخرها أو صادف أنها سيدخرها إلى موعد زكاته أو صادفت موعد زكاته فإنه يزكيها مع أمواله وإن استهلكها قبل موعد زكاته فلا زكاة عليه فيها لأنه أنفقها وإن لم يكن له حول مستقر وكانت بالغة النصاب فإنه يبدأ في حساب حوله فإن لم ينقص عن مقدار النصاب إلى أن حال عليه الحول فإنه يزكي بتمام الحول والله تعالى أعلم.
في قيام الليل هل يجوز أن أرفع صوتي وأنا أصلي منفردا علما أنني في غرفة وحدي ولا يسمعني أحد؟
التأصيل في المسألة أن الأصل في النوافل إلا ما استثناه الدليل أنها تصلى إسرارا لا تصلى جهرا، هذا هو الأصل فيها سواء كانت من نوافل النهار أو من نوافل الليل إلا ما استثناه الدليل كقيام رمضان على سبيل المثال، لكن رخص للمتنفل المنفرد خصوصا في الليل أن يتوسط بين الجهر والإسرار، يعني لا يجهر كثيرا ولا يسر مخافتا وإنما يتوسط، إن كان ذلك لقلبه، وأدعى لخشوعه ولا يؤذي أحدا برفع صوته وإسماعه له، فإن ذلك جائز مرخص فيه في صلوات الليل، وأما في صلوات النهار فالأولى الإسرار، إذن الاستثناء ورد في صلاة الليل، وهذا لا يعني أنه إن جهر مع كونه منفردا ووجد مع ذلك مزيد خشوع ولم يؤذ أحدا بأن صلاته غير صحيحة بل صلاته صحيحة، سواء كان في الليل والنهار، لكن نحن نتحدث عما هو أفضل وأولى.
أما ما استثني ولو كان في ليل أو نهار، فقد دل الدليل الشرعي على أن صلاة الاستسقاء وصلاة العيدين وصلاة الكسوف أنها تصلى جهرا، ولذلك أخذ بعض العلماء أن صلاة النفل إذا أديت ولو نهارا فإنها تصلى جهرا لكن على ألا يكون ذلك على سبيل الاعتياد لا من حيث أن تؤدى جماعة ولا من حيث أن يجهر بها لكن إن حصل وجهر بها ولو كانت في النهار فإن صلاته صحيحة وإنما يراعى كضابط في مثل هذه المسائل أمران، ما يتعلق بخشوعه في نفسه، وما يتعلق بعدم تشويشه على غيره، والله تعالى أعلم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ما یتعلق فی نفسه
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 53 من سورة الأنفال: “ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ”.
هذه الآية هي من الآيات التي تبين سنن الله الكونية في تصريف أحوال البشر، وهي سنة عامة تطال المجتمعات المؤمنة والكافرة، ومحددة في تبيان أسباب زوال النعمة التي كان يرفل فيها ذلك القوم، وهي تخصيص للسنة العامة الرئيسة التي جاءت في الآية 11 من سورة الرعد: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” التي تبين عموم التغيير في حال قوم، في كلتي الحالتين، سواء من الحال الأفضل الى الأسوأ ام العكس، ولكن الله تعالى أراد أن يبين لنا ان الأصل هو استتباب النعمة، والاستثناء هو في زوالها، لذا يكمل في الآية ذاتها: “وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ”.
من فهم هاتين السنتين العامة والتخصيصية، يمكننا فهم لماذا كانت أحوال أمتنا تتغير بين صعود وهبوط عبر العصور المنصرمة، لكن الأمر أعقد من هذا التبسيط، فتتداخل مع هاتين السنتين سنن أخرى خاصة: منها سنتان خاصتان بالمجتمع المؤمن، وأخريان خاصة بالمجتمعات غير المؤمنة.
بداية من المهم ملاحظة أمرين: الأول أن الله تعالى يتعامل مع المجتمعات كوحدة واحدة، ويصنفها بالصلاح أو الفساد بحسب الصفة الغالبة عليه، والتي تحددها السياسة أو المنهج الذي يتبعه النظام الحاكم، فقد حكم على قوم فرعون جميعهم بدخول جهنم رغم أنه قد يكون منهم صالحون، لكن تقبلهم لأفعاله وطاعتهم له شملتهم معه المعصية، وكذلك قوم لوط أهلكهم جميعا مع أنه قد يكون بينهم كثيرون لم يكونوا يمارسون الفاحشة، لكنهم شملوا معهم بالعذاب لأنهم سكتوا عنهم ولم يتدخلوا بإصلاحهم، ولذلك فرض الله على المجتمعات المؤمنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو فرض كفاية على العموم ولكنه فرض عين على المصلحين، ان اضطلعوا به أجزؤوا عن العموم.
والأمر الثاني: في استخدام صيغة المفرد لوصف المجتمع المؤمن، لأن الله تعالى يعتبر المؤمنين مجتمعا واحدا في العصر الواحد، مهما تباعدت أمصارهم وتعددت قومياتهم واختلفت ألسنتهم: “إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” [الأنبياء:92]، وأما غير المؤمنة فمتعددة متباينة، بحسب درجة ظلمها وفسوقها.
السنتان الخاصتان بالمجتمع المؤمن :
الأولى سنة الابتلاء والتمحيص، فبالشدائد تبتلى النفوس، وتنكشف الهمم العالية من الضعيفة، ويفرز المؤمن الحقيقي من المنافق.
لذلك أوجد الله سنة التدافع بين أهل الحق وأهل الباطل، دائمة باقية، ويوجد الأسباب المغرية بذلك: “وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗا” [الأنفال:44].
الثانية ان الله مع المؤمنين، يدافع عنهم وينصرهم إن صدقوه وأطاعوه، لأنه تعالى يعلم أن قوة الباطل ستبقى متفوقة عبر العصور، ولو ترك الأمر للسنة العامة لتحقق النصر لمن يمتلك القوة الأعظم، لانقرضت الفئة المؤمنة، لكنه لن يسمح بذلك، فما أنزل هديه على البشر ليطفئه الظالمون.
أما السنتان الخاصتان بغير المؤمنين:
فالأولى هي سنة الاستدراج وهي الإمداد لهم زمنيا حتى تبقى سنة التدافع قائمة، وماديا بجعلهم أكثر أموالا ونفيرا وامتلاكا للقوة، وهذا ليس إنعاما من الله عليهم، بل عقوبة، ولأنهم لا يعقلون فهم لن يفهموها أنها لكي يتمادوا في غيهم الى حين فوات أوان التوبة، فلا ينالوا رحمته بل عذابه: “والَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ” [الأعراف:182].
أما الثانية فهي معيشة الضنك: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا” [طه:124]، فالمجتمع الكافر رغم توفر كل وسائل الرفاهية ومقومات المعيشة الرغيدة، إلا ان معيشتهم ضنكا، فتجد أفراده يعيشون بلا هدف ولا رسالة، يلهثون وراء متعهم كما الأنعام، لتعويض فقدانهم سكينة النفس بسبب الفراغ الروحي، وقلقين من الكهولة بسبب غياب التراحم والتكافل الأسري، الذي يميز المجتمع المؤمن.
نستخلص مما سبق سبب تغير نعمة الله علينا الى أن أصبحنا في ذيل الأمم، فالله لا ينظر الى ضخامة المساجد وكثرة الغادين إليها، بل الى المجتمع بمحصلة أعماله، والتي يحددها النظام الحاكم، فيتبع منهجه أو يتنكبه.
لذلك لن تقوم لنا قائمة إلا بدولة اسلامية تقيم منهج الله.