بدراجة هوائية.. طالب غيني يعبر أفريقيا سعيا لمكان في جامعة الأزهر
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
القاهرة "رويترز": كان "مامادو سافايو باري" مصمما على دراسة الدين الإسلامي في إحدى الكليات العريقة، ولأنه غير قادر على تحمل تكاليف الرحلة الجوية من غينيا إلى مصر، فقد رسم خريطة لأفريقيا في دفتر ملاحظاته وانطلق لتحقيق حلمه على دراجة هوائية مستعملة.
وقطع الشاب الذي يبلغ من العمر 25 عاما آلاف الكيلومترات عبر القارة حاملا معه فقط بعض الملابس ومصباحا ومفكا، ومر بالغابات والصحاري ومناطق الصراع على أمل الوصول وإيجاد مكان له وطريقة لتمويل دراسته.
وبعد أربعة أشهر مر خلالها بسبعة بلدان، وصل إلى القاهرة ونال منحة دراسية كاملة في جامعة الأزهر، إحدى أقدم وأشهر المؤسسات التعليمية الإسلامية في العالم.
وقال باري "إذا كان لديك حلم، فتمسك به وكن قويا... والله سيساعدك".
وينطلق الآلاف من سكان غرب أفريقيا مثل باري في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء الكبرى كل عام بحثا عن حياة أفضل.
ولكن كثيرين لا يتمكنون من النجاة. فقد أظهرت بيانات من المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقرب من 500 شخص لقوا حتفهم أو اختفوا على طرق الهجرة في غرب أفريقيا العام الماضي.
ولكن باري قرر أن الأمر يستحق المخاطرة. وقال الشهر الماضي بينما كان في تشاد "كان علي أن أقاتل".
وكان باري يقطع ما يقرب من مئة كيلومتر كل يوم مرورا بمالي وبوركينا فاسو وتوجو وبنين والنيجر قبل أن تتقطع به السبل في نجامينا عاصمة تشاد مع تعثر مسار الرحلة الذي خطط له بسبب الصراع في السودان.
وأضاف أنه تم احتجازه ثلاث مرات، اثنتان منها في بوركينا فاسو التي تشهد تمردا ومرة في توجو حيث احتجزته قوات الأمن لتسعة أيام دون توجيه اتهامات قبل أن تطلق سراحه مقابل 35 ألف فرنك أفريقي (56 دولارا).
وروى كيف أن هذا المبلغ كان كل ما يدخره لبقية الرحلة.
وتابع "كنت أنام في كثير من الأحيان في الأدغال لأنني كنت أخاف من السكان في المدن... كنت أخشى أن يأخذوا دراجتي ويؤذوني".
إلا أن حظ باري تبدل مرة أخرى في تشاد بعد أن عرض فاعل خير، قرأ عن رحلته على الإنترنت، نقله مباشرة إلى مصر ومن ثم تجاوز القتال في السودان.
ووصل باري إلى القاهرة في الخامس من سبتمبر، وبعد أيام حصل على منحة دراسية كاملة بالأزهر. وأظهرت صورة تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي باري وهو يلتقي بمستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين وتعلو وجهها الابتسامة.
ويعتزم باري العودة إلى غينيا عندما تنتهي دراسته لنقل ما تعلمه.
وقال "عندما أعود إلى بلدي، أتطلع إلى أن أكون شخصا يدرّس تعاليم الإسلام ويعلم الناس فعل الخير".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أسرة مستقرة تساوي مجتمعا آمنا ندوة بجامعة السادات
نظمت اليوم الثلاثاء "وحدة تكافؤ الفرص ومناهضة العنف والإرشاد النفسي" ندوة بعنوان "أسرة مستقرة = مجتمع آمن" بالتعاون وبمشاركة مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر الشريف، في رحاب كلية الحقوق جامعة السادات.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتورة شادن معاوية، رئيس جامعة مدينة السادات، وبحضور الدكتور خالد جعفر، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حمدى حسين، عميد كلية الحقوق، وإشراف الدكتورة إيمان حشاد، مدير وحدة تكافؤ الفرص والإرشاد النفسي، والدكتور أحمد أبو المجد، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
تأتى الندوة في إطار الكتاب الوارد من الدكتور وكيل الأزهر الشريف، والمتضمن ما قامت به مؤسسة الأزهر الشريف لتنفيذ خطة الدولة المصرية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030م من خلال مركز الأزهر للفتوى الألكترونية، وإطلاق برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية في جميع المحافظات تحت شعار (أسرة مستقرة = مجتمع آمن) وذلك بهدف نشر الوعي وتصحيح المفاهيم ومواجهة التطرف وتعزيز الولاء والانتماء لدى جميع فئات المجتمع، وفي إطار التعاون البناء بين الأزهر الشريف ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات المصرية، وتفعيل برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية في جميع الجامعات الحكومية والخاصة على مستوى الجمهورية عبر اللقاءات المباشرة والدورات التوعوية واللقاءات الافتراضية من أجل صناعة جيل قادر على النهوض بوطنه ومجتمعه.
ورحبت الدكتورة شادن معاوية رئيس الجامعة، في مكتبها بالحضور معربة عن تقديرها للأزهر الشريف وما يقوم به من توعية ودور إيجابي للمشكلات الشائكه التى تخص المجتمع والناس، مشيرة الى أن هذه الندوة تهدف إلى توعية شباب الجامعة من الجنسين بأبرز القضايا المجتمعية المعاصرة، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على تماسك واستقرار الأسرة المصرية، سعياً نحو بناء مجتمع آمن وأجيال قوية قادرة على دفع عجلة التنمية والتقدم، وإيجاد حلول للحد من ظواهر العنف الأسري والجريمة في المجتمع.
افتتحت الدكتورة إيمان حشاد، مدير وحدة تكافؤ الفرص ومناهضة العنف فعاليات الندوة، مؤكدة على أهمية الاستثمار الأمثل في بناء الإنسان والسعي إلى تحقق استقراره النفسي والاجتماعي بما يؤدى إلى زيادة قدرته على العطاء والإنجاز وارتفاع معدل الإنتاج، في ظل التحديات التي تواجه تربية الأبناء والعلاقات الأسرية، مشيرة إلى ارتفاع نسب الطلاق الذي يثير القلق ويؤثر سلبًا على استقرار الحياة الأسرية، وثمنت دور الأزهر فى التصدي لهذه الظاهرة، وطرح تلك المبادرة للحفاظ على كيان واستقرار الأسرة المصرية.
استهل الدكتور أسامة الحديدي مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الندوة معبرًا عن اعتزازه بالتعاون المثمر مع جامعة مدينة السادات، تناول بالندوة كيف تستقر الأسرة في عالم متغير، وقواعد التربية الحديثة التي تعتمد على تدريب وتأهيل الأبناء على المشاركة في اتخاذ القرارات وخاصة مع زيادة استخدام الأبناء وسائل التواصل الحديثة، مؤكدًا على ضرورة التواصل بين الآباء والأبناء.
كما تناول مقومات اختيار شريك الحياة للفتاة والشاب وأهمية اختيار الأنسب، مؤكدا أهمية تحقيق التكافؤ بين الشريكين فهو أهم مقومات نجاح الحياة الأسرية ويتضمن " التكافؤ الاجتماعي والمادي والثقافي والديني" لتقليل فجوات التواصل خلال مراحل الحياة المختلفة والوصول إلى التفاهم بشكل أسهل، مؤكدًا أهمية التحلي بحسن الخلق والتغافل بين الطرفين، وضرورة النظر فى خبرات وتجارب الآخرين لتجنب الوقوع فى المشكلات الأسرية مستقبلا.
كما أعلن الدكتور أسامة الحديدي عن استعداد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لاستضافة عدد من أبناء جامعة مدينة السادات لحضور دورة تدريبية للمقبلين على الزواج وتشمل برنامج تدريبي متكامل حول كيفية اختيار شريك الحياة بوعي وكيفية إدارة المشكلات الزوجية.
وتم فتح باب الحوار مع الطلاب والإجابة عن تساؤلاتهم، وفى ختام اللقاء قدمت الدكتورة إيمان حشاد الشكر لضيوف الندوة تقديرًا لجهودهم في نشر الوعي لطلاب جامعة مدينة السادات.