بين أرمينيا وأذربيجان عقود من الجفاء والكراهية بسبب ناغورنو قرة باخ، الجمهورية المعلنة من جانب واحد والتي أعلنت الخميس أنها "ستزول من الوجود" في نهاية العام، بعد أسبوع من هجوم خاطف من باكو على الجيب الانفصالي.

ويأتي الإعلان مع فرار أكثر من نصف سكان الجمهورية الانفصالية.
في ما يأتي لمحة عن الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين في القوقاز اللتين خاضتا في السابق حربين بسبب هذه المنطقة الجبلية الصغيرة التي يسكنها الأرمن بشكل رئيسي، لكنها يجزء من أذربيجان.



تعد منطقة ناغورني قرة باخ سبب العلاقات المضطربة بين يريفان وباكو. وأعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمنية الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان في 1921، استقلاله من جانب واحد في 1991، بدعم من أرمينيا.

بعد تهجير الأرمن.. #أذربيجان ترضخ لضغوط #أمريكا بسبب #قرة_باخ https://t.co/vTEEn8bdJh

— 24.ae (@20fourMedia) September 27, 2023

بعد ذلك، نشبت حرب  1988 التي استمرت إلى ا1994، وخلّفت 30 ألف قتيل ومئات آلاف اللاجئين. وسمحت هزيمة باكو، ليريفان بالسيطرة على المنطقة، ومناطق أذرية مجاورة.
في خريف 2020، اندلعت حرب جديدة أسفرت عن مقتل 6500 في ستة أسابيع. لكنها هذه المرة، انتهت بهزيمة أرمينيا التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمة لأذربيجان في ناغورنو قرة باخ، ومحيطها.
نشرت موسكو التي أدت دور الوسيط في وقف لإطلاق النار، قوات تدخل في المنطقة لحفظ السلام. لكن الجنود الروس الألفين، لم يتمكنوا من منع الاشتباكات ولا الحصار الذي فرضته باكو لأشهر، وقالت يريفان إن هدفه "التطهير الإثني".

ثورات

عرفت أرمينيا المسيحية منذ القرن الرابع، تاريخاً مضطرباً منذ استقلالها في  1991. وشهدت هذه الدولة الفقيرة وغير الساحلية، نصيبها من الثورات والقمع المميت، وانتخابات متنازع عليها بشدّة، بسبب نزعات المحسوبية والاستبداد لدى مختلف قادتها.

في ربيع 2018، أدت ثورة سلمية إلى وصول رئيس الحكومة نيكول باشينيان إلى السلطة. فنفذ  إصلاحات أشيد بها على نطاق واسع لإضفاء الطابع الديمقراطي على المؤسسات واجتثاث الفساد.

ورغم هزيمته في القتال في 2020، تمكّن من الفوز الانتخابي الساحق في الانتخابات التشريعية المبكرة  في يونيو (حزيران) 2021.

من جهتها، تخضع أذربيجان، الشيعية على شواطئ بحر قزوين، لسيطرة عائلة واحدة منذ 1993. فقد حكم حيدر علييف، الجنرال السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتية، البلاد بقبضة من حديد حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2003، ثمّ سلّم السلطة لابنه إلهام، قبل أسابيع قليلة من وفاته.

وإلهام علييف، مثل والده، لم يسمح بظهور أي معارضة. وفي  2017، عيّن زوجته مهريبان أول نائب لرئيس أذربيجان.

إبادة

من جهتها، جعلت تركيا ذات الطموحات الجيواستراتيجية في القوقاز ، وآسيا الوسطى، من أذربيجان، الدولة الناطقة بالتركية والغنية بالنفط، حليفها الرئيسي في المنطقة، وهي صداقة عززتها الكراهية المشتركة لأرمينيا. وتدعمها في رغبتها في السيطرة على ناغورنو قرة باخ.
وللأرمن عداء قديم تمع تركيا بسبب الإبادة الجماعية بيد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، التي خلفت  حوالى 1.5 مليون أرمني. وترفض تركيا مصطلح الإبادة الجماعية، متحدّثة عن مذابح متبادلة.

بعد ناغورنو #قرة_باخ.. #أذربيجان و#تركيا تنشئان ممراً للطاقة عبر #أرمينيا https://t.co/UPGYjEMKIi

— 24.ae (@20fourMedia) September 26, 2023 أما روسيا القوة الإقليمية الرئيسية، فتربطها بأرمينيا علاقات أوثق من التي تربطها بأذربيجان، لكنها تبيع الأسلحة للبلدين.
انضمت يريفان إلى التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تسيطر عليها موسكو، ومن أبرزها منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وتحتاج أرمينيا إلى دعم روسي، فيما تزيد عدوتها التي تعدّ أغنى منها بكثير، إنفاقها العسكري.
لكن هذا العام، وبسبب استيائه من قلة اكتراث روسيا أو عجزها عن التصرف في ناغورنو قرة باخ، ابتعد باشينيان عن موسكو وذهب إلى حد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول).

وفي السنوات الأخيرة، سعت أذربيجان بفضل ثروتها النفطية إلى تقديم نفسها للعالم، وللغرب بصورة بعيدة عن سمعتها المرتبطة بالاستبداد والمحسوبية.
استثمرت بشكل خاص في الرعاية، خاصة في كرة القدم.

يرفضون "فردوس" #أذربيجان.. نزوح جماعي للأرمن من ناغورنو #قرة_باخ https://t.co/IP05frtNux

— 24.ae (@20fourMedia) September 25, 2023
ومنذ 2016، تحوّلت أذربيجان أيضاً إلى موقع لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد.
وفي  2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، تحولت أذربيجان إلى مورّد نفط بديل عن روسيا في أوروبا.
في المقابل، يتميّز الأرمن المغتربون بعددهم الكبير وتأثيرهم في العالم، خاصة أنهم  ورثة الناجين من القمع العثماني.
ومن المشاهير من أصول أرمنية، نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية كيم كارداشيان، والمغني الفرنسي شارل أزنافور، والمغنية والممثلة شير، وبطل العالم الفرنسي في كرة القدم، يوري جوركاييف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أرمينيا أذربيجان ناغورنو قرة باخ

إقرأ أيضاً:

أرسى مبادئها الملك المؤسس.. التعاون والاحترام المتبادل ثوابت السياسة الخارجية

البلاد – جدة
كان للملك عبدالعزيز نظرته الثاقبة، وحنكته المشهودة في رسم معالم السياسة الخارجية للمملكة، ودورها العربي والإسلامي والدولي، ودعم مكانتها السياسية والاقتصادية على كافة الأصعدة، رغم الأوضاع الصعبة، التي كانت تشهدها المنطقة؛ من تحديات كبيرة، ومخاطر دولية، تحيط بها في تلك الفترة، خصوصًا الاستعمار وسيطرة عدد من الدول الكبرى على الكثير من المناطق بالعالم العربي.
فقد حدد- رحمه الله- نهجًا ثابتًا لسياسة المملكة الخارجية؛ وفق مبادئ عظيمة وثوابت واضحة، تعزز أهداف الدولة السعودية والمصالح المتبادلة، ويتمثل ذلك في التالي:
– تأكيد مكانة المملكة؛ باعتبارها مركزًا وقلبًا للأمة الإسلامية، وتعظيم رسالتها في شرف العناية بالمقدسات، وخدمة الاسلام والمسلمين.
– تحقيق مصالح الدولة السعودية، والحفاظ عليها؛ من خلال سياسة خارجية متزنة، تقوم على الاحترام المتبادل.
– دعم القضايا العربية؛ حيث استحوذت على حيز كبير من اهتمامه، وأولويات السياسة الخارجية للمملكة، وتجسد ذلك في موقف الملك عبدالعزيز، وأبنائه من بعده، تجاه القضية الفلسطينية، التي كانت- ولا تزال- تشكل محورًا أساسيًا ومهمًا في السياسة الخارجية السعودية.
– دعم الملك عبدالعزيز لتأسيس جامعة الدول العربية.
– تأييده استقلال العديد من الدولة العربية والإسلامية.
– المملكة من أوائل الدول الموقعة على ميثاق هيئة الأمم المتحدة (1945م)
– الانضمام إلى العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية الهادفة إلى إرساء الأمن والاستقرار والعدل الدولي.
– مكانة دولية خاصة تسهم في تعزيز السلم والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط: التعاون التنموي بين مصر واليابان تأسس على الاحترام المتبادل
  • السفير الياباني: العلاقات بين عُمان واليابان ترتكز على الاحترام المتبادل والثقة بين الجانبين
  • السوداني ووزير داخلية ايران يؤكدان تفعيل الاعتراف المتبادل برخصة القيادة بين البلدين
  • السودان: الأمل الضائع في مواجهة الأزمات المستمرة والحروب المتجددة
  • أرسى مبادئها الملك المؤسس.. التعاون والاحترام المتبادل ثوابت السياسة الخارجية
  • طارق الطاير يبحث التعاون البرلماني مع أذربيجان
  • بعد عقود من الرعب.. تفسير منطقي لـفوانيس الأشباح
  • بلدي زوارة يستنكر الاعتداء على علم الأمازيغ ويدعو لمعاقبة الفاعلين
  • دراسة: كمية المياه التي تفقدها الأنهار الجليدية تعادل ما يستهلكه سكان العالم في 3 عقود
  • حق تقرير المصير: رؤية نابعة من التجربة الشخصية والمصلحة العامة