أرمينيا وأذربيجان.. عقود من العداء المتبادل والحروب والمذابح
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
بين أرمينيا وأذربيجان عقود من الجفاء والكراهية بسبب ناغورنو قرة باخ، الجمهورية المعلنة من جانب واحد والتي أعلنت الخميس أنها "ستزول من الوجود" في نهاية العام، بعد أسبوع من هجوم خاطف من باكو على الجيب الانفصالي.
ويأتي الإعلان مع فرار أكثر من نصف سكان الجمهورية الانفصالية.في ما يأتي لمحة عن الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين في القوقاز اللتين خاضتا في السابق حربين بسبب هذه المنطقة الجبلية الصغيرة التي يسكنها الأرمن بشكل رئيسي، لكنها يجزء من أذربيجان.
تعد منطقة ناغورني قرة باخ سبب العلاقات المضطربة بين يريفان وباكو. وأعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمنية الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان في 1921، استقلاله من جانب واحد في 1991، بدعم من أرمينيا.
بعد تهجير الأرمن.. #أذربيجان ترضخ لضغوط #أمريكا بسبب #قرة_باخ https://t.co/vTEEn8bdJh
— 24.ae (@20fourMedia) September 27, 2023بعد ذلك، نشبت حرب 1988 التي استمرت إلى ا1994، وخلّفت 30 ألف قتيل ومئات آلاف اللاجئين. وسمحت هزيمة باكو، ليريفان بالسيطرة على المنطقة، ومناطق أذرية مجاورة.
في خريف 2020، اندلعت حرب جديدة أسفرت عن مقتل 6500 في ستة أسابيع. لكنها هذه المرة، انتهت بهزيمة أرمينيا التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمة لأذربيجان في ناغورنو قرة باخ، ومحيطها.
نشرت موسكو التي أدت دور الوسيط في وقف لإطلاق النار، قوات تدخل في المنطقة لحفظ السلام. لكن الجنود الروس الألفين، لم يتمكنوا من منع الاشتباكات ولا الحصار الذي فرضته باكو لأشهر، وقالت يريفان إن هدفه "التطهير الإثني".
عرفت أرمينيا المسيحية منذ القرن الرابع، تاريخاً مضطرباً منذ استقلالها في 1991. وشهدت هذه الدولة الفقيرة وغير الساحلية، نصيبها من الثورات والقمع المميت، وانتخابات متنازع عليها بشدّة، بسبب نزعات المحسوبية والاستبداد لدى مختلف قادتها.
في ربيع 2018، أدت ثورة سلمية إلى وصول رئيس الحكومة نيكول باشينيان إلى السلطة. فنفذ إصلاحات أشيد بها على نطاق واسع لإضفاء الطابع الديمقراطي على المؤسسات واجتثاث الفساد.
ورغم هزيمته في القتال في 2020، تمكّن من الفوز الانتخابي الساحق في الانتخابات التشريعية المبكرة في يونيو (حزيران) 2021.
من جهتها، تخضع أذربيجان، الشيعية على شواطئ بحر قزوين، لسيطرة عائلة واحدة منذ 1993. فقد حكم حيدر علييف، الجنرال السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتية، البلاد بقبضة من حديد حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2003، ثمّ سلّم السلطة لابنه إلهام، قبل أسابيع قليلة من وفاته.
وإلهام علييف، مثل والده، لم يسمح بظهور أي معارضة. وفي 2017، عيّن زوجته مهريبان أول نائب لرئيس أذربيجان.
إبادةمن جهتها، جعلت تركيا ذات الطموحات الجيواستراتيجية في القوقاز ، وآسيا الوسطى، من أذربيجان، الدولة الناطقة بالتركية والغنية بالنفط، حليفها الرئيسي في المنطقة، وهي صداقة عززتها الكراهية المشتركة لأرمينيا. وتدعمها في رغبتها في السيطرة على ناغورنو قرة باخ.
وللأرمن عداء قديم تمع تركيا بسبب الإبادة الجماعية بيد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، التي خلفت حوالى 1.5 مليون أرمني. وترفض تركيا مصطلح الإبادة الجماعية، متحدّثة عن مذابح متبادلة.
بعد ناغورنو #قرة_باخ.. #أذربيجان و#تركيا تنشئان ممراً للطاقة عبر #أرمينيا https://t.co/UPGYjEMKIi
— 24.ae (@20fourMedia) September 26, 2023 أما روسيا القوة الإقليمية الرئيسية، فتربطها بأرمينيا علاقات أوثق من التي تربطها بأذربيجان، لكنها تبيع الأسلحة للبلدين.انضمت يريفان إلى التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تسيطر عليها موسكو، ومن أبرزها منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وتحتاج أرمينيا إلى دعم روسي، فيما تزيد عدوتها التي تعدّ أغنى منها بكثير، إنفاقها العسكري.
لكن هذا العام، وبسبب استيائه من قلة اكتراث روسيا أو عجزها عن التصرف في ناغورنو قرة باخ، ابتعد باشينيان عن موسكو وذهب إلى حد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول).
وفي السنوات الأخيرة، سعت أذربيجان بفضل ثروتها النفطية إلى تقديم نفسها للعالم، وللغرب بصورة بعيدة عن سمعتها المرتبطة بالاستبداد والمحسوبية.
استثمرت بشكل خاص في الرعاية، خاصة في كرة القدم.
يرفضون "فردوس" #أذربيجان.. نزوح جماعي للأرمن من ناغورنو #قرة_باخ https://t.co/IP05frtNux
— 24.ae (@20fourMedia) September 25, 2023ومنذ 2016، تحوّلت أذربيجان أيضاً إلى موقع لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد.
وفي 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، تحولت أذربيجان إلى مورّد نفط بديل عن روسيا في أوروبا.
في المقابل، يتميّز الأرمن المغتربون بعددهم الكبير وتأثيرهم في العالم، خاصة أنهم ورثة الناجين من القمع العثماني.
ومن المشاهير من أصول أرمنية، نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية كيم كارداشيان، والمغني الفرنسي شارل أزنافور، والمغنية والممثلة شير، وبطل العالم الفرنسي في كرة القدم، يوري جوركاييف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أرمينيا أذربيجان ناغورنو قرة باخ
إقرأ أيضاً:
البطالة والطاقة والحروب.. تحديات سياسية واقتصادية تواجه الرئيس الأمريكي المنتخب
قالت الإعلامية شروق وجدي، إن فترة ولاية الرئيس الأمريكي الجديد واحدة من أصعب الفترات التي سيمر بها ساكن البيت الأبيض، بسبب التحديات السياسية والاقتصادية التي سيواجهها الرئيس الأمريكي المنتخب.
وأضافت شروق وجدي، عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أنه من بين هذه الأزمات البطالة، التي تعد من أكبر المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي، حيث ارتفع معدل البطالة من 3.5% في مارس 2023 إلى %3.9 في فبراير 2024، كما ارتفع عدد العاطلين بمقدار 334 ألفًا، ليبلغ عدد العاطلين في الولايات المتحدة إلى 6.5 مليون شخص، مقارنة بـ6 ملايين في فبراير 2023، وهذا وفقا لمكتب العمل الأميركي.
الصفقة الخضراء أبرز الملفات المطروحة على طاولة الرئيس الأمريكيوتابعت الإعلامية: «تعد الصفقة الخضراء الجديدة من أبرز الملفات المطروحة على طاولة الرئيس الأمريكي الجديد، وهي سلسلة شاملة من المقترحات تهدف إلى نقل الولايات المتحدة في أسرع وقت إلى الطاقة الخضراء الكاملة، وهي خطة وضعها المحافظون البارزون لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية وتسهيل فصل الموظفين الفيدراليين، ومن المقرر أن يحدد الرئيس الأمريكي الجديد ما إذا كان سيتم تنفيذه أم لا».
الهجرة محل خلاف بين الأحزاب الأمريكيةوواصلت شروق وجدي: «أما عن ملف الهجرة، فتعد من أبرز ملفاته التي اختلف عليها مرشحي الحزبين، حيث يرى الديمقراطيون ضرورة وضع خطة إصلاح شاملة للهجرة، سعيا إلى إيجاد مسارات للحصول على الجنسية للمهاجرين في الولايات المتحدة بدون وضع قانوني، مع مسار للمهاجرين الشباب الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني، فيما يرى الجمهوريون أنه لا بد من ترحيل المهاجرين خاصة من معسكرات الاعتقال والحرس الوطني، فضلا عن فرض قيود على المهاجرين لأسباب تتعلق بالصحة العامة وتدعم السياسة الأمريكية.
واستكملت: «إسرائيل في كل الحالات وعلى كل الأصعدة، قدمت دعما جليا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، بالرغم من الجهود المبذولة لإيجاد حل لإنهاء تلك الحرب على القطاع والضفة الغربية، تمثلت في وضع الرئيس جو بايدن خطة السلام الأمريكية لوقف إطلاق النار وإعادة المحتجزين».