هل تتحوّل أوكرانيا إلى أفغانستان ثانية؟
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
تتزايد الدعوات في الولايات المتحدة إلى تعيين مفتش عام لمراقبة المساعدات إلى أوكرانيا، على غرار ما حصل في أفغانستان عندما عين الكونغرس مفتشاً للإغاثة في 2009 لمراقبة أموال إعادة الإعمار الممنوحة للحكومة الأفغانية.
أعتقد أن الولايات المتحدة تكرر الخطأ نفسه الذي وقعت فيه في أفغانستان.
وكتب باتريك سوليفان، مدير معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، أنه يتعين الاستجابة لهذه الدعوات، قائلاً إن "الإقالة الأخيرة لوزير الدفاع الأوكراني تُذكرنا بحقيقة مهمة، وإن كانت مؤرقة هي أن أوكرانيا تعاني من مشكلة فساد جسيم.وسيكون من الخطأ أيضاً الخلط بين مكانة الأوكرانيين بصفتهم محاربين نبلاء يقاتلون من أجل قضية عادلة وصفة النُبل في العموم. فالعدل والفساد يمكن أن يتعايشا. وهذه هي الأخطاء التي وقعت فيها الولايات المتحدة في أفغانتسان، وهي تجربة تُثبت الخطر الوجودي الذي يمكن أن يحصل لو تكررت في أوكرانيا".
ويؤكّد سوليفان أن القادة الأمريكيين كانوا على دراية بمشكلة الفساد في أفغانستان منذ البداية، بالضبط كما يعلمون بها في أوكرانيا. ومع ذلك، يقول جون روسو ماندو في مقاله بموقع "1945": "لا يبدو أن هناك أي إلحاح من الحكومة الأمريكية لاستيعاب سوء الاستغلال المحتمل لأموال الإغاثة أو الأسلحة أكثر مما كان عليه الحال في أفغانستان".
وأضاف سوليفان أن ما يحدث في أوكرانيا هو نوع من المساعدات المباشرة الذي تشوبه أوجه قصور مماثلة لما ألَمَّ بأفغانستان، ويتيح للفساد بأن يستشري بلا رادع. وعلى غرار الإنفاق المتهور لإدارة الرئيس أوباما لزيادة أعداد القوات، تُسارِع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لإدخال الأسلحة والمساعدات المادية إلى أوكرانيا في ظل رقابة غير مثالية ودون مراقبة استخدامها النهائي.
وسبق لكبير الجنرالات الأفغان المنفي الجنرال هبة الله علي زاي، أن قال لموقع 1945 إنه ينظر إلى جهود الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا من منظور التجربة العملية.
وأضاف هبة الله الذي كان يشغل منصب رئيسَ أركان الجيش الوطني الأفغاني، عند سقوط كابول في أيدي طالبان: "أعتقد أن الولايات المتحدة تكرر الخطأ نفسه الذي وقعت فيه في أفغانستان. ففي أوكرانيا، لا بد أن يُعينوا قادة من المخابرات أو الجيش بعيدين كل البعد عن الفساد، مَحَل القيادة الحالية".
ويقول علي زاي إن الولايات المتحدة خذلت أفغانستان، إذ قدمت دعماً لوجستيّاً غير كافٍ وتدريباً غير متكافئ للجنود الأفغان لا يعكس الاحتياجات الفعلية على أرض الواقع.
ودرسَ علي زاي في بعض أكثر الكليات العسكرية تقدماً في الغرب، بما فيها كلية قيادة وأركان الخدمات المشتركة في المملكة المتحدة، وقاد جنود القوات الخاصة الأفغانية في قتال شرس ضد القاعدة وطالبان. وتمنحه هذه الخلفية العسكرية منظوراً فريداً للحكم على الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وأضاف علي زاي "ساقت البيروقراطية الأمريكية أفغانستان إلى الفشل. ما زلت أتذكر أن الأمريكيين كانوا ينظرون إلى أفغانستان بوصفها دولة طبيعية بغض النظر عن الوضع الحرج على الأرض الذي شمل استراتيجية دعم لوجستيّ، بما في ذلك التدريب العسكري المتقدم. والآن الشيء نفسه يحدث في أوكرانيا. فالأوكرانيون في حاجة إلى الخدمات اللوجستية والدعم اليوم، غير أن الولايات المتحدة ستُخطط إمدادها بالدعم للعام المقبل بعد فوات الأوان".
ويشير علي زاي إلى أن الجيش الأفغاني كان في حاجة إلى القوة الجوية، ودعم القوات التي تعمل في مناطق يستحيل على أقوى الجنود الأمريكيين أو جنود حلف شمال الأطلسي بلوغها دون دعمٍ جوي.
وطلب الجيش الأفغاني مراراً تدريبات على العمليات الليلية، منذ 2014، لكن لم يُوافق عليها إلا بعد فوات الأوان.
وقال علي زاي: "ناضلنا من أجل مطالبنا تلك في 2017 و2018 و2019، ثم حصلنا على التدريب على العمليات المحمولة جواً ليلاً في 2019. وكاد هذا التوقيت يكون متأخراً جداً. فبحلول ذلك الوقت، قويت شوكة طالبان، ولم تكن القوة الجوية والتدريب الليلي كافيين للتعامل مع الوضع". ويرى أن السيناريو نفسه يتكرر في أوكرانيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة.. مفاوضات معقدة ومصير مجهول
رغم عودة تطبيق "تيك توك" للعمل، إلا أن مستقبله في الولايات المتحدة لا يزال يحيط به الغموض، خاصة بعد القرار التنفيذي للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي منح الشركة فترة تأجيل مؤقتة للحظر المفروض عليها.
في السابق، كانت شركة "بايت دانس"، المالكة لـ "تيك توك"، ترفض بيع أعمال التطبيق في الولايات المتحدة، إلا أن موقفها بدأ يتغير منذ تولي ترامب منصبه. وأفادت تقارير أن بعض المستثمرين داخل "بايت دانس" يرون أن التوصل إلى اتفاق للحفاظ على "تيك توك" في الولايات المتحدة يصب في مصلحة الجميع. كما أعربت الصين عن انفتاحها على فكرة الصفقة، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
عروض استحواذ متعددةأوراكل
ذكرت NPR أن شركة "أوراكل" تعمل مع مسؤولي إدارة ترامب على خطة لإنقاذ "تيك توك"، تتضمن استحواذها مع مجموعة من المستثمرين على العمليات العالمية للتطبيق. وفقًا للخطة، ستحتفظ "بايت دانس" بحصة أقلية، بينما تشرف "أوراكل" على إدارة خوارزمية التطبيق وجمع البيانات وتحديثات البرمجيات.
"أوراكل"، بقيادة لاري إليسون، لديها بالفعل شراكة مع "تيك توك"، حيث تستضيف بيانات مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة. كما كانت جزءًا رئيسيًا من المفاوضات السابقة في عام 2022، التي انهارت فجأة بعد سنوات من النقاشات.
مايكروسوفت
بحسب تقرير NPR، أبدت "مايكروسوفت" أيضًا اهتمامًا بالمشاركة في مستقبل "تيك توك"، وهو ما أكده ترامب عندما سُئل عن اهتمام الشركة بالاستحواذ، حيث قال: "أود أن أقول نعم".
وليست هذه المرة الأولى التي تسعى فيها "مايكروسوفت" لشراء "تيك توك"، إذ كانت قد دخلت في مفاوضات مماثلة عام 2020 لكنها لم تكتمل، وصرّح رئيسها التنفيذي، ساتيا ناديلا، لاحقًا بأن الصفقة كانت "أغرب شيء عمل عليه في حياته".
Perplexity AI
طرحت شركة الذكاء الاصطناعي Perplexity AI عرضًا لإنشاء كيان جديد يجمع بين "تيك توك الولايات المتحدة" وشركة "New Capital Partners"، لكنها عدّلت اقتراحها لاحقًا ليشمل مشاركة الحكومة الأمريكية في ملكية تصل إلى 50%، بمجرد طرح الكيان الجديد للاكتتاب العام بقيمة 300 مليار دولار على الأقل.
MrBeast ومجموعة من المستثمرين
المؤثر الشهير MrBeast (جيمي دونالدسون) كان قد مازح متابعيه على منصة X بشأن شراء "تيك توك" لمنع حظره، لكنه أكد لاحقًا أن "عدة مليارديرات" تواصلوا معه بشأن تقديم عرض حقيقي. ووفقًا لـ بلومبرج، فإن مجموعة يقودها رجل الأعمال جيسي تينسلي والرئيس التنفيذي لشركة "Roblox" ديفيد بازوكي، جمعت أكثر من 20 مليار دولار كعرض محتمل.
مشروع ليبرتي
مجموعة مستثمرين أخرى، بقيادة رجل الأعمال فرانك ماكورت وبدعم من كيفن أوليري، تقدمت بعرض لشراء "تيك توك" قبل سريان الحظر. لكن الموقف القانوني لبعض العروض يظل محل تساؤل، حيث أشار أوليري إلى أن صفقة تمتلك فيها الحكومة 50% قد لا تتماشى مع أحكام المحكمة العليا.
حتى الآن، لا يزال التطبيق غير متاح على متجري Apple وGoogle، وقد يواجه إيقافًا آخر في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا. ومع ذلك، يبدو أن كلًّا من الحكومة الأمريكية و"بايت دانس" أكثر استعدادًا للتفاوض مقارنة بالماضي.
في ظل التغيّرات المستمرة والمفاوضات المعقدة، لا يزال مصير "تيك توك" في الولايات المتحدة غير محسوم. الأيام المقبلة قد تكشف عن مسار الصفقة النهائية، وسنواصل متابعة المستجدات مع تطور الأحداث.