بكين-سانا

تشارك سورية بالمنتدى الفرعي للمتاحف ضمن منتدى نيشان التاسع للحضارات العالمية الذي يحمل عنوان “المتاحف.. جسر بين الماضي والحاضر والمستقبل”، وذلك في مدينة كوفو- مقاطعة شاندونغ بالصين.

وقدمت خلال المنتدى أمينة المتحف الوطني بدمشق الباحثة الدكتورة ريما خوام محاضرة بعنوان “المتحف الوطني بدمشق.. أهمية المعارض الدولية”، استعرضت خلالها تاريخ سورية وموقعها الجغرافي الذي يقع عند مفترق الطرق بين القارة الأفريقية والقارة الأوروبية.

وأوضحت خوام أن سورية تعرف كونها إحدى دول العالم التي تضم عدداً كبيراً من المواقع الأثرية، يتجاوز عددها الـ 5000 موقع، منها 2865 موقعاً مسجلاً وموثقاً، من بينها ستة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وأكدت خوام أن كنوز الحضارات السورية تحفظ في أكثر من 40 متحفاً في جميع أنحاء البلاد، وتعتبر قيّمة ونادرة، وتتضمن العديد من عناصر الثقافة السورية التقليدية ومن تراكمات متداخلة من الثقافات التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد.

وتطرقت خوام إلى ما شهدته سورية من حرب إرهابية جعلت من التراث العالمي السوري هدفاً للتدمير المتعمد، في حين تتم حاليا إقامة مبادرات لإعادة ترميم الآثار السورية والحفاظ عليها.

وأكدت أن الحفاظ على التراث الثقافي ليس مهماً لتعزيز الهوية السورية فحسب، بل يساعد أيضاً في ترسيخ الاستمرارية الثقافية في تنمية الإنسانية علاوة على كونه إرثاً ثقافياً ينتمي إلى الأجيال القادمة، مشيرة إلى تاريخ تأسيس المتحف الوطني بدمشق الذي يعود إلى أكثر من 105 أعوام، وجاء بهدف وقف تسلل الآثار والقطع الأثرية إلى خارج البلاد.

وأوضحت أنه بعد عام 2011، تم إغلاق المتحف الوطني بدمشق وتحويله إلى مخزن كبير للآثار، حيث كان العمل في المتحف بأوقات الأزمات يدور حول عمليات إنقاذ المتاحف السورية وحمايتها وحفظها وترميمها.

وقالت خوام: “إنه في عام 2018 بعد استقرار الأمن في البلاد عملت المديرية العامة للآثار والمتاحف على افتتاح قسم واحد في المتحف الوطني “القسم الكلاسيكي”، لإعادة التواصل مع المجتمع المحلي.

وعن أهمية المعارض الدولية، أوضحت خوام “أن المديرية العامة للآثار والمتاحف في عام 2020 عملت بالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية في مجال المعارض الدولية على إقامة معارض دولية، منها معارض مؤقتة تمت في متحف سلطنة عمان الوطني بين عامي 2020-2022، ومعرض في متحف براغ الوطني في عام 2022، ولكن بالرغم من أهميتها الكبيرة إلا أنها لم تكن بحجم التعاون الذي قامت به المديرية العامة للآثار والمتاحف مع السلطات الأثرية الصينية من حيث عدد القطع ومدة فترة الإعارة”.

وتابعت: “إنه تم الاتفاق والتعاون على إقامة ستة معارض في ستة متاحف تابعة لمقاطعات صينية مختلفة، أولها كان في متحف ناشان، بعنوان “سورية المدهشة” منذ عام 2021 ولمدة سنتين، تم خلالها عرض 195 قطعة أثرية تمثل أهم النماذج التي تشهد على منجزات المجتمعات البشرية الفنية التي عاشت في سورية والممتدة لآلاف السنين منذ عصور ما قبل التاريخ التي تعود إلى أكثر من مليون سنة ولغاية القرن الـ 19″.

وأوضحت خوام أنه وصل عدد زوار معرض سورية المدهشة في المقاطعات الصينية إلى ما يقارب مليون زائر، ولا تزال زيارته متاحة في متحف غواغدونغ، التابع لغواغزو في مقاطعة غواغدونغ والمستمر لغاية الـ 20 من تشرين الأول القادم، مبينة أنه تم مؤخراً تمديد التعاون بين سورية والصين لعرض الآثار السورية لمدة سنتين جديدتين.

وأشارت خوام إلى أن المشروع الثقافي الذي جاء بالتعاون مع معرض الآثار والفنون الصينية والمديرية العامة للآثار والمتاحف يعد ناجحاً لأسباب عديدة تتجاوز مجرد التبادل الثقافي، فهو يعزز حضور الهوية الثقافية للتراث الأثري السوري المعرض للخطر منذ بداية الحرب، مضيفة: “إن هذا الأمر يشعرنا بالفخر برؤية تراثنا السوري يعرض في دول العالم، ويسلط الضوء عليه في سياقات متحفية متناسقة بعناية وإبداع كبيرين، مع التوعية بأهمية حماية التراث الأثري المعرض للخطر وتعزيز الصلة والتواصل مع الماضي الذي تم من خلاله تأسيس التبادل الثقافي لفترة طويلة بين بلدينا عبر طريق الحرير”.

وبينت خوام أن أصالة القطع الأثرية السورية المشاركة في المعارض الدولية قيمة أساسية في عصر يتطور فيه الذكاء الاصطناعي بسرعة حول العالم، والتي ستبدو فرصة نادرة للزوار في السنوات القادمة، مؤكدة أن الحفاظ على جمال معرفة أسلافنا وإبرازه كتراث للإنسانية وحمايته للأجيال القادمة هي أحد الأدوار الرئيسية للمتاحف وامتداداتها من خلال التبادل الثقافي للمعارض الدولية.

وختمت خوام حديثها بالتأكيد على أهمية تعزيز صورة المتاحف على المستوى الدولي، ودورها في نشر الثقافة بمشاركة المجتمعات المختلفة، لتقديم تجارب متنوعة في التعليم والاستمتاع والتأمل والتبادل المعرفي والتفاعل مع آثار الحضارات القديمة كمصدر للتعلم والتعليم عن الحقائق التاريخية والعلمية والثقافية التي حدثت عبر التاريخ.

رشا محفوض

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: المعارض الدولیة فی متحف

إقرأ أيضاً:

اتفاقيات جديدة بمنتدى الاستثمار الدولي الأول في عُمان

اختتمت سلطنة عُمان أعمال منتدى الاستثمار الدولي الأول "أدفانتج عُمان" الذي نظمته وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، بمشاركة أكثر من 250 شخصية من كبار المسؤولين وصنّاع القرار والمستثمرين الإقليميين والدوليين.

وشهد المنتدى الذي استمر يومين الإعلان عن استثمارات جديدة، من أبرزها مشروع إنشاء مصنع لإنتاج الخلايا والألواح الشمسية بقيمة 217.3 مليون ريال عُماني (564 مليون دولار)، ضمن توجه السلطنة نحو الطاقة المتجددة.

وأكدت وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ابتسام بنت أحمد الفروحية، أن المنتدى شكّل منصة حيوية لتعزيز التنويع الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات النوعية بما يتماشى مع الرؤية المستقبلية للسلطنة.

وأشارت إلى أن الفعالية جمعت بين المستثمرين المحليين والدوليين وقادة الفكر وصنّاع القرار الاقتصادي، مما أسهم في تبادل الخبرات واستكشاف آفاق جديدة للنمو.

وأضافت أن الجلسات النقاشية والاجتماعات الثنائية أسفرت عن توصيات عملية مستندة إلى تجارب إقليمية وعالمية ناجحة، معتبرة أن المنتدى أبرز خريطة الفرص الاستثمارية في القطاعات الحيوية التي تُعد ركيزة لدعم جهود السلطنة نحو النمو والتحول الاقتصادي.

إعلان الاستثمار في الطاقة المتجددة

في ختام المنتدى، وقّعت شركة "جيه إيه للطاقة الشمسية" مجموعة من الاتفاقيات مع كل من "استثمر في عُمان"، وميناء صحار، والمنطقة الحرة بصحار، وشركة مجيس للخدمات الصناعية، لإنشاء مصنع لإنتاج الخلايا والألواح الشمسية على مساحة 32.5 هكتارا، بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 6 غيغاواطات للخلايا الشمسية و3 غيغاواطات للألواح.

ابتسام بنت أحمد الفروحية وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار (وكالة الأنباء العمانية)

ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع في الربع الأول من عام 2026، وذلك يشكل دفعة قوية لإستراتيجية السلطنة الصناعية، ويعكس التوجه نحو تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة.

وأكد المدير العام للصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، خالد بن سليم القصابي، أن هذه الاتفاقيات تجسّد توجهات الإستراتيجية الصناعية العُمانية 2040، التي تُولي الصناعات المستقبلية ذات القيمة المضافة أولوية قصوى، وعلى رأسها الطاقة المتجددة، لما لها من أهمية في خلق فرص صناعية واعدة، ودعم التنويع الاقتصادي، وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى تعزيز خيارات الطاقة المستدامة للسلطنة.

بيئة استثمارية جاذبة

من جانبه، أوضح وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قيس بن محمد اليوسف، في كلمته الافتتاحية، أن المنتدى يأتي في توقيت يشهد فيه الاقتصاد العُماني زخمًا متصاعدًا، فقد سجلت السلطنة نموًّا في تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 16.2% خلال الربع الثالث من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.

كما ارتفع التصنيف الائتماني للسلطنة إلى "بي بي بي-" بنظرة مستقرة، وفقًا لوكالة "ستاندرد آند بورز"، مع توقعات بتحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.4% هذا العام.

وشدد الوزير على أن هذه المؤشرات تعكس متانة الاقتصاد الوطني وثقة الأسواق العالمية، مؤكدًا أن المنتدى يمثل إضافة مهمة نحو ترسيخ مكانة السلطنة كمركز إقليمي ودولي للاستثمار.

إعلان

أما الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جسام البديوي فرأى أن المنتدى يعكس جدية الجهود التي تبذلها سلطنة عُمان لتنويع اقتصادها وتهيئة بيئة أعمال جاذبة، مشيرًا إلى أن المؤشرات الاقتصادية الحالية تُعد مصدر فخر لدول الخليج مجتمعة.

قصص نجاح ومداخلات دولية

وأشاد مؤسس شركة "إعمار العقارية" محمد بن علي العبار ببيئة الاستثمار العُمانية واصفًا إياها "بالآمنة والمثمرة"، مستذكرًا تجربته الاستثمارية الناجحة في السلطنة قبل أكثر من عقد.

وأكد العبار أن السلطنة تملك من المقومات ما يجعلها وجهة استثمارية متميزة، داعيًا إلى تعزيز الجهود التسويقية لتعريف المستثمرين بالفرص المتاحة، خصوصًا في قطاعات السياحة والعقارات.

جانب من كبار الشخصيات في منتدى الاستثمار الدولي الأول (غرفة تجارة وصناعة عُمان)

من جهته، شدد رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة فيصل الرواس على أهمية المنتدى كمنصة لتقوية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مؤكدًا أن هذا الحدث يبعث برسالة واضحة للمستثمرين مفادها أن سلطنة عُمان منفتحة وترحب بكافة الاستثمارات من مختلف الدول والقطاعات.

جلسات حوارية ورؤى مستقبلية

تضمن اليوم الأول من المنتدى 5 جلسات رئيسية ناقشت محاور عدة أبرزها ملامح المستقبل والتحولات الاقتصادية الكبرى والتقنيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي، وشارك فيها وزراء وقادة أعمال وخبراء دوليون.

أما اليوم الثاني فقد اشتمل على طاولات مستديرة واجتماعات قطاعية متخصصة جمعت صُنّاع القرار مع المستثمرين، وأسهمت في فتح قنوات تواصل جديدة وبناء شراكات نوعية في مجالات متنوعة مثل السياحة، والخدمات اللوجستية، والتعدين، والأمن الغذائي، والطاقة المتجددة، وتقنية المعلومات، مما أتاح فرصًا واعدة لتعزيز الاستثمارات النوعية في السلطنة.

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: نُثمّن كذلك جهود وزارة الخارجية السورية وفريقها، والدعم الذي قدمه السفراء العرب وممثلو الاتحاد الأوروبي. نقدر أيضاً دعم أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وتفاعلهم الوطني الصادق
  • غرفة صناعة دمشق وريفها تبحث مع المبادرة السورية للكفاءات والتنمية في ‏السويد سبل التعاون لدعم التنمية في سورية ‏
  • اتفاقيات جديدة بمنتدى الاستثمار الدولي الأول في عُمان
  • أحلام تعلق على تصنيع الماركات العالمية في الصين.. فيديو
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟
  • حرب الصين على الماركات العالمية
  • بعد عقد الكونفرانس.. أول موقف من المجلس الوطني الكوردي تجاه بيان الرئاسة السورية
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • "تماني العالمية" و"لولو الدولية" توقعان اتفاقية شراكة استراتيجية لدعم أداء "مسقط مول"