أقطاي لـعربي21: قمة أردوغان-السيسي ستُعقد قبل رئاسيات مصر (فيديو)
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
قال المستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، الدكتور ياسين أقطاي، إن القمة المرتقبة بين أردوغان والسيسي ستُعقد على الأرجح في العاصمة التركية أنقرة قبل الانتخابات الرئاسية المصرية التي ستُعقد نهاية العام الجاري، لافتا إلى أن تلك القمة "جرى التجهيز لها سابقا قبل نحو شهر، حيث كان من المفترض حينها أن يزور السيسي أنقرة، لكنها لم تتم".
وفي 10 أيلول/ سبتمبر الجاري، التقى أردوغان والسيسي على هامش قمة العشرين التي عُقدت مؤخرا في نيودلهي، وعقدا مباحثات بحضور وزراء الخارجية والمخابرات من البلدين لبحث تعزيز العلاقات بينهما.
وكان أردوغان والسيسي تصافحا، لأول مرة، بحضور أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، عل هامش حضورهما حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم في الدوحة.
وأضاف أقطاي، في مقابلة مصورة مع "عربي21"، أن هناك جهات لم يسمّها تقف خلف محاولات تأجيج العنصرية والكراهية في تركيا؛ فهناك "مَن يريد أن يفرّق بين الأتراك والعرب، حتى يزرعوا الكراهية، ولا يكونوا قوة واحدة، وحتى تنتقل المميزات والإمكانيات والفرص التي تتمتع بها تركيا إلى بلاد أخرى، لكننا بدأنا في مواجهة هذه الأفكار".
وأردف: "قيادات العنصرية في تركيا هم عملاء لبعض الشركات أو بعض الدول التي تنافس تركيا في السياحة أو الاستثمارات؛ فهناك مَن يريد أن يُبعد العرب عن تركيا حتى لا يكون هناك استثمار في تركيا، ولا سياحة تعزز الاقتصاد التركي".
وفي الوقت الذي أكد فيه أقطاي أن فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي باتت جزءا من سياسة تركيا، أوضح أن انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي الآن "ليس احتمال وارد، لأن الأوروبيين أثبتوا أنهم عنصريون، ولا يريدون أن تنضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بـ 90 مليون مسلم، لأنها ستُشكّل ربع الاتحاد الأوروبي، وهذا يشعرهم بالخطر".
واستطرد المستشار السابق لرئيس حزب "العدالة والتنمية"، قائلا: "لو كانت تركيا دولة غير مسلمة لانضمت إلى الاتحاد الأوروبي منذ زمن بعيد"، وفق قوله.
وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
كيف ترى المخرجات التي انتهت إليها قمة العشرين في نيودلهي؟
قمة العشرين قمة مُعتادة تُعقد كل عام، وتجمع بعض الدول الكبرى، ويصدرون بيانا في نهاية القمة. وبيان القمة الأخيرة ظهرت فيه إرادة وحث للعالم بأن يكون أفضل، وكان التركيز على إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وأشير أيضا إلى دور تركيا في هذا الحرب.
كما أن استضافة الهند للقمة كان إشارة إلى أهمية الهند فيما يتعلق بعلاقاتها الدولية، وأيضا تناول البيان موضوع التغيرات المناخية، والعديد من الموضوعات الأخرى.
وأهم نتائج هذه القمة هي الاجتماعات التي عُقدت على هامش القمة بين قادة الدول مثل اجتماعات بعض قادة الدول الإسلامية، والتي تُعتبر مكسبا كبيرا لتركيا وللشرق الأوسط، وللبلدان العربية.
التقارب بين العرب والأتراك على هامش القمة، والذي أسفر عن عقد عدة اتفاقيات بين تركيا والسعودية، وقطر، ومصر.. هذه الاجتماعات التي عُقدت من أهم مكاسب هذه القمة.
كيف ستنعكس نتائج قمة العشرين على الأزمات والقضايا في منطقة الشرق الاوسط؟
عندما ننظر للشرق الأوسط نجد أنه يتكون من بلدان إسلامية -باستثناء الكيان الصهيوني- بينما لا توجد إشارات واضحة على التكامل بين البلدان الإسلامية، ولكن ربما خط التجارة الذي أُعلن عن تدشينه بين الإمارات وتركيا، ومن تركيا إلى أوروبا، ربما سيكون له دور كبير في ارتباط العالم الإسلامي بدول أوروبا، وتركيا ستكون جسرا للتواصل، كما كانت عبر التاريخ؛ فهي جسر بين أوروبا وآسيا، وجسر بين الإسلام والمسيحية، وبين الشرق والغرب، والآن باتت جسرا بين دول الشرق الأوسط وروسيا.
لكن لماذا تم استثناء تركيا ومصر من الممر الاقتصادي الذي سيربط الهند بأوروبا عبر بعض دول الشرق الأوسط؟
أعتقد أن هذا الممر الاقتصادي ما زال عليه تنافس بين الدول، ولا تظن أن اجتماع قمة العشرين سيتفق فيه الزعماء على كل شيء، ويسود العالم مظاهر المساهمة والمشاركة؛ فالمنافسة ما زالت شرسة وشديدة.
أعتقد أن البعض لا يريد أن تجتمع أو تتفق تركيا مع مصر، أو تربحا في أي مشروع؛ فهذا يغضب بعض القوى أو المراكز، وقد يكون هذا السبب في نجاح الوقيعة بين الدولتين حتى الآن، وبغض النظر عن الأسباب الملموسة، والتفاصيل؛ فالتفرقة بينهما فيها مصلحة لبعض العناصر والمراكز الأخرى في العالم، ومن بينها إسرائيل، وقد تكون من بينها الهند نفسها؛ فالهند لا تريد أن تربط تركيا ومصر مع هذا الخط؛ لأن العنصرية في دولة الهند هي عنصرية شاذة، وهي تنافس في عنصريتها قادة النازية عبر التاريخ.
لماذا تُصرّ أمريكا على ربط صفقة مقاتلات أف 16 لتركيا بطلب السويد للانضمام إلى حلف "الناتو"؟
الولايات المتحدة تريد ضم السويد إلى حلف الناتو، وتركيا بيدها هذه الورقة، ولا تريد أن تتنازل عنها بلا مقابل، كما أن ربط صفقة المقاتلات بانضمام السويد للحلف يزعج تركيا؛ لأن تركيا هي حليف كبير، ولا تريد ربط هذا بذاك، وكأنها نوع من التجارة.
رسالتنا ومطالبنا من السويد مطالب واضحة ومنصفة؛ فنحن نريد -على سبيل المثال- أن يقطعوا علاقتهم بالحزب العمال الكردستاني، وأن يكفوا عن مهاجمة القرآن الكريم، وهم يصروا على هذا الخط من السياسة في دعم الإرهاب، وإهانة القرآن، وتركيا هي خط الدفاع الأول في مواجهة الهجوم على كتاب الله، والتصدي للمنظمة الإرهابية.
أردوغان كشف مؤخرا أن هناك خلافات مع مصر بشأن مكان انعقاد القمة بين أردوغان والسيسي.. فهل تعتقد أن هذه القمة ستُعقد قريبا؟
الروايات مختلفة في هذا الشأن، وأعتقد أن هناك بعض الضغوط على «السيسي» للحيلولة دون هذا اللقاء، ولا ندري تحديدا لماذا تأخر هذا اللقاء بينهما.
ربما اجتماعهم في الهند على هامش قمة العشرين قد ساهم في تأجيل اللقاء؛ فمثل هذه الاجتماعات قد تؤجل اللقاء الأكبر؛ لأن الموضوعات العاجلة قد تُحل في مثل هذه الاجتماعات ولا تحتاج إلى قمة كبيرة، ولكن في نهاية المطاف الرئيسان سيلتقيان؛ فكلاهما لديه الإرادة لذلك، ولكن قد تحتاج إلى تحديد التوقيت والمكان المناسب، فالانتخابات التي عُقدت في تركيا كانت من أسباب التأجيل، وكذلك الانتخابات المقبلة في مصر قد تكون من أسبابه أيضا، وعلى كل حال فالعلاقات بين تركيا ومصر ليست متوقفة على مثل هذه الفعاليات.
أشرتم إلى "ضغوط" تُمارس على "السيسي" من أجل عدم عقد القمة بينه وبين «أردوغان».. فمَن يقف خلف هذه الضغوط؟
أنا لا أقصد جهات أو أشخاص بعينهم، ولكن أقصد الضغوط التي أتت نتيجة الظروف؛ فبعد نوع معين من العلاقات استمر عشر سنوات، وما تأسس عليها.. قد يكون من الصعب تجاوزه، وأحيانا التصريحات والمواقف المختلفة تتراكم أمامك فتشكل نوعا من التعقيد يعرقل أو يعوّق بناء السياسات الجديدة.
إلى أي مدى ترى أن النظام المصري صادق وجاد في تطبيع علاقاته مع تركيا؟
في هذه الأمور لا حديث عن الصدق أو الجدية، وإنما هناك علاقات دولية، وأما عن الصداقة بين البلدين تركيا ومصر -بغض النظر عمَن يحكمهما- فلا بد أن تكونا مرتبطتين من الناحية التاريخية والثقافية والجغرافية، وتكونا دائما قريبتان لبعضهم، فقدرهم قدر مشترك، وأعتقد أن هاتين الدولتين لو تعاونا أو تضامنا في أي مجال سيكون لهما دور كبير في تاريخ العالم.
بحسب معلوماتك، متى وأين ستُعقد القمة بين أردوغان والسيسي؟
الأمر ما زال مفتوحا للنقاش بينهما، ولكن بحسب المعلومات كان قد جُهز قبل نحو شهر لزيارة عبدالفتاح السيسي لأنقرة، لكنها لم تتم، والاحتمال الكبير الآن وما أتوقعه أن يزور السيسي أنقرة قريبا تلبية لدعوة الرئيس أردوغان قبل الانتخابات الرئاسية المصرية التي ستُعقد نهاية العام الجاري.
ما موقف الدول الخليجية من التطبيع بين مصر وتركيا؟
موقف الخليج يشجع ويدعم هذا اللقاء، لأن تركيا ومصر عندما يتفقان وينفتحان على بعضهما البعض سينتج عن ذلك فوائد كثيرة، ومصالح جمة لكل الأطراف، لا سيما لدول الخليج؛ فهاتان الدولتان ليستا متنافستان في علاقتهم مع الخليج، بل إن عقد أي اتفاقية سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو ثقافية ستؤثر على الخليج بطريقة مباشرة وإيجابية.
أيهما أشد احتياجا للآخر في الوقت الراهن.. تركيا أم مصر؟
الطرفان يحتاج بعضهما إلى بعض، لأن الأشقاء -مهما حصل بينهم من خلاف- يحتاجون إلى بعضهم؛ فمصر ليست جائعة لتحتاج إلى تركيا، ولا تركيا جائعة حتى تحتاج لمصر، ولا يصح التعامل بهذه الطريقة، والحاجة بينهما تكون من الناحية النفسية والأخلاقية والمعنوية.
الشعب المصري والشعب التركي بينهما تاريخ منذ 500 سنة؛ ففي عهد الدولة العثمانية كانوا دولة واحدة، لأن مصر كانت جزءا من الدولة العثمانية، وتركيا كانت تحمي مصر، وبعد الاحتلال البريطاني استطاع البريطانيون التفرقة بين دول الإسلام، وزرعوا في البلدان الإسلامية أفكار القوميات والانفصال.
البعض يرى أن نظام السيسي في طريقه نحو الانهيار والسقوط، فهل الدولة التركية تنظر لنظام السيسي بهذه النظرة؟
لا نتمنى السقوط لأي دولة، ولا نريد إلا الخير لإخواننا في كل دولة، ونريد من مصر في الفترة الراهنة أن تكون أكثر تقديرا واحتراما لحقوق الإنسان، ولمواطنيها، نريد أن تكون الدولة المصرية والشعب المصري يدا واحدة، وجسدا واحدا "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر".
وعندما أطلب احترام حقوق الإنسان في أي دولة مسلمة فهذا لا يعني أي تدخل في الشأن الداخلي، وإنما من باب نصيحة الأخ للشقيق، لأن احترام حقوق الإنسان يقوي أي دولة، والعكس: انتهاكات حقوق الإنسان يضعفها، فعدد المسجونين أو المعذبين أو المقتولين في أي دولة إسلامية يضعف قوة وقدرات هذه الدولة.
وعندما نطالب بهذا الأمر فهذا من نابع من إسلامنا، ووظيفتنا المعنوية والأخلاقية بأن ننصح إخواننا، وهذا من باب وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم– حين قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟، قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره".
عندما نتكلم عن بعض الموضوعات في بعض الدول الإسلامية فهذا معناه أننا نريد الخير للجميع، كما استفدنا نحن من مستوى حقوق الإنسان في تركيا، والذي قوى الشعب التركي، وقوى الحكومة التركية أيضا؛ فالحكومة التركية الآن -والحمد لله- في مستوى عال في كل المجالات.
ما سر حرص تركيا على إكمال مسار التطبيع مع النظام السوري رغم كل الجرائم التي ارتكبها ورغم مهاجمة بشار الأسد للرئيس أردوغان أكثر من مرة؟
هذا شيء غير وارد، وتركيا ليست طموحة لتأسيس علاقات مع نظام الأسد؛ فالأولوية لدى تركيا الآن هي وقف الحرب، ووقف المجازر، والقتال داخل أراضي سوريا، وأن يعود اللاجئون لبلادهم من تركيا، ولبنان، والأردن، والعراق، ومن دول أوروبا.. يعودوا إلى بلادهم آمنين.
الحالة التي يمر بها الشعب السوري الآن لا تعطي هذا الأمل لوقف الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان، وأعتقد أن «الأسد» لا يستحق أي كلام إيجابي على الإطلاق؛ لأنه مجرم، ووضعه يختلف من دولة لأخرى، وعندما تكلم "أردوغان" مرة واحدة وذكر هذا الكلام رد "الأسد" من جانبه ردا غير مقبول وغير راشد بالمرة.
كيف ترى المشهد العام في تركيا اليوم بعد مرور نحو 4 أشهر على الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة؟
المشهد العام في تركيا يشهد استقرارا إلى حد كبير، والوضع الاقتصادي وإن كان يشهد تضخما، إلا أن رجال الاقتصاد والمسؤولين الأتراك يعملون الآن على بعض التدابير، ويحاولون تحسين الوضع من خلال خطط ومشروعات؛ فتركيا لديها إمكانيات كثيرة، وفي حال فشلت خطة في أي مجال -لا سيما في مجال الاقتصاد– فلديها أكثر من خطة بديلة.
الاقتصاد التركي قبل الانتخابات الأخيرة كان له نهج معين، وهذا النهج لم يثبت فعاليته، وأتضح أن هذه السياسة غير ناجحة؛ فتغيرت تلك السياسة، وغُير المسؤولون عن الاقتصاد، والآن تُطبق خطة أخرى، ونتمنى أن يتحسن الوضع في أقرب وقت.
إلى أي مدى نجح أردوغان في هندسة وترتيب البيت السياسي الداخلي، خاصة أنه أكد سابقا أن تركيا أضاعت سنوات ذهبية بسبب التجاذبات السياسية؟
لو تحدثنا عن مكافحة الإرهاب -على سبيل المثال- كان حزب العمال الكردستاني حتى 2016 يحتل شرق تركيا بالقوة، وكانت أعداد العناصر الإرهابية تُقدر بعشرات الآلاف في الجبال فقط، ولا نتحدث عن الذين يسكنون المدن.
ثم جاءت فكرة جديدة، وأعطي لعناصر (pkk) فرصة السلام من خلال ما كانت تسمى «مسيرة السلام»، وهذه المسيرة كانت تُلزم عناصر الحزب بالانسحاب من تركيا بدون أسلحتهم، وأن يوقفوا العمليات الإرهابية، وقد وعدتهم الحكومة التركية في تلك المرحلة بألا تقوم بعمليات أثناء الانسحاب، ولكن بدلا من الانسحاب رأيناهم بدأوا في تحريض وتجنيد الشباب أكثر مما كانوا عليه قبل «مسيرة السلام»، وأثبت الحزب أنه لا ينوي السلام أو ترك السلاح، بل وقاموا بعمليات إرهابية جديدة، فبدأت الحرب من جديد.
وقام الرئيس أردوغان بتغيير السياسة، وأدخل "سلاح البيرقدار" إلى المعركة، وفي بضعة أشهر رأينا كيف انتهى الإرهاب، ولم يتبق إلا عشرات العناصر في جبال تركيا، بعد أن كان هناك جيشا يضم المئات من الإرهابيين، وكان يُدعم من بعض دول أوروبا، ومن أمريكا، وقد نجح «أردوغان» في القضاء على الإرهاب بنسبة كبيرة جدا.
كما استطاع «أردوغان» الفوز في الانتخابات بعد 21 عاما في الحكم، وهذه معجزة ديمقراطية؛ فلا يوجد مثله في العالم -ولا أقول في تركيا فقط، ولا في تاريخ أوروبا- فقد بقي في الحكم في دولة ديموقراطية، وربما هناك ديكتاتوريات في بعض الدول استمرت فترات أطول، لكن أردوغان يُنتخب كل أربع أو خمس سنوات.
خلال الأسابيع الماضية عاد من جديد ملف المساعي التركية للانضمام للاتحاد الأوروبي.. فما الذي وصلت إليه الجهود الخاصة بهذا الملف القديم الجديد؟
فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي باتت جزءا من سياسة تركيا، وأنقرة لم تغير موقفها من ذلك، لكن كون تركيا دولة مسلمة، والمسلمون يُشكّلون نسبة 99% من شعبها، لكن بسبب بعض المعايير في الاتحاد الأوروبي رأينا أنه "غير مخلص" في توسيع دائرة الاتحاد وضم دولة مسلمة، ولو كانت تركيا دولة غير مسلمة لانضمت للاتحاد الأوروبي منذ زمن بعيد.
أعتقد أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي الآن ليس احتمال وارد، لأن الأوروبيين أثبتوا أنهم عنصريون، ولا يريدون أن تنضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بـ 90 مليون نسمة، لأنها ستُشكّل ربع الاتحاد الأوروبي، وهذا يشعرهم بالخطر، ونحن نتساءل: ما الخطر؟، هل لأننا مسلمون وأنتم مسيحيون؟، لكن هناك نواحي أخرى تؤكد أن انضمام تركيا سيعود بالفوائد على الاتحاد الأوروبي.
البعض يرى أن تركيا تدرك أنه من المستحيل انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي، فلماذا تُصرّ وتحرص على تلك الخطوة؟
من الخطأ أن نعتبر ذلك مستحيلا، كما أن تركيا استفادت كثيرا من مجرد "الاحتمال"، وهذا لا يعني أن الاتحاد الأوروبي هو اتحاد مقدس، أو نحو ذلك، بل لكونه يشتمل على اتفاقية عقلانية، فيها مصالح وفيها مخاطرات.
الانضمام للاتحاد الأوروبي بالنسبة لتركيا لم يبق ذا ضرورة كبيرة، ربما كانت تركيا سابقا تحتاج الاتحاد الأوروبي أكثر من حاجتها الآن؛ ففي السابق كانت تركيا تحتاج إلى تغيير وتعديل في بعض القواعد والمؤسسات لتجديدها وتحسينها، كما أن السعي نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي أعطى تركيا شجاعة وقوة في طريق الديموقراطية.
خلال الفترة الأخيرة تصاعدت العنصرية ضد اللاجئين في تركيا.. فما الأسباب الحقيقية التي أدت لذلك؟
السبب الأول هو ظروف الانتخابات، التي أعطت الفرصة للمعارضة، والمعارضة في تركيا "عنصرية" بحق، لا سيما في كراهة العرب؛ فهم "مسممون"، لأن جمهورية تركيا "القومية" قامت على أسطورة "خيانة العرب لتركيا"، وهو ما يقابله عند بعض العرب بقول: "تركيا كانت تستعمر الدول العربية".
هل تصاعد العنصرية في تركيا خصم من رصيد "العدالة والتنمية" لدى الكثير في الأمة العربية والإسلامية؟
قيادة حزب العدالة والتنمية قيادة واعية، ولها شعبيتها عند العرب، ولا تفرّق بين العرب والأتراك في الناحية الثقافية والتاريخية والمعنوية والهوية، فالعروبة داخل تركيا، وكراهية العرب نوع من الحمق، بل كل الكراهيات وكل العنصرية نوع من الحمق، ونوع من "الجهالة" (نسبة للجاهلية)، فانتماء الإنسان لعنصر معين ليس من اختياره.
وفلسفة حزب العدالة والتنمية تقوم على أخوّة الشعوب، وأخوة الأمة الإسلامية، وهذا سبب شعبية الحزب.
العنصرية غير منتشرة في تركيا فحسب؛ فالجميع يتابع في هذه الأيام أجهزة الإعلام الفضائي والاجتماعي، التي أعطت فرصة الانتشار الفوري والسريع لأي شيء سلبي، والسلبيات لها قوة وقدرة على الانتشار أكثر من بعض الإيجابيات.
هل هناك جهات بعينها تقف خلف محاولات تأجيج العنصرية والكراهية في تركيا؟
نعم بالتأكيد؛ فهناك مَن يريد أن يفرّق بين الأتراك والعرب، حتى يزرعوا الكراهية، ولا يكونوا قوة واحدة، وحتى تنتقل المميزات والإمكانيات والفرص التي تتمتع بها تركيا إلى بلاد أخرى، لكننا بدأنا في مواجهة هذه الأفكار.
قيادات العنصرية في تركيا هم عملاء لبعض الشركات أو بعض الدول التي تنافس تركيا في السياحة أو الاستثمارات؛ فهناك مَن يريد أن يُبعد العرب عن تركيا حتى لا يكون هناك استثمار في تركيا، ولا سياحة تعزز الاقتصاد التركي.
ومن ناحية أخرى، هناك عنصريين بين العرب أيضا؛ فالعنصرية ليست من طرف الأتراك فقط؛ فهناك عنصريون عرب، ومعظمهم من العلمانيين، وهذه طبيعة حال العنصري؛ فهو لا يلتزم بتعاليم الإسلام، ودائما ما تجد العنصري إما علماني أو علماني وقومي، لأن الأفكار القومية زرعت في بلاد الإسلام بيد الاستعمار، ودول الاستعمار تستفيد من العنصرية التي تنتشر بين المسلمين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات أردوغان المصرية السيسي تركيا مصر السيسي تركيا أردوغان مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى الاتحاد الأوروبی للاتحاد الأوروبی العدالة والتنمیة أردوغان والسیسی حقوق الإنسان م ن یرید أن ی العنصریة فی قمة العشرین ترکیا ومصر کانت ترکیا ترکیا إلى تحتاج إلى بعض الدول القمة بین أن ترکیا فی ترکیا على هامش تکون من لا یکون أکثر من أی دولة کانت ت نوع من کما أن
إقرأ أيضاً:
نفسي أبقى زي شيكابالا.. ماذا قال الطفل الأسواني أنس بعد مقابلة السيسي.. فيديو
حرص الطفل الأسواني أنس على الذهاب ليسلم على الرئيس السيسي عقب انتهاء احتفالية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية .
وقال الطفل أنس حسين لصدي البلد “عملت فيلم التسجيلي في نادي أسوان والذي شهد تطور بشكل كبير في لعب الكورة وحبي لها وبروح النادي كل يوم وبحلم ألبس قميص المنتخب وأمثل بلدي ونفسي ابقى زي شيكابالا ومحمد صلاح وأحد أحلامي وكان حلمي أشوف سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأسلم عليه وقولت كدا فب الفيلم و الحمد لله الاحلام تحقق”
وتابعت والدة انس “ دعاء المشير، أن ابنها” انس ” يلعب في أكاديمية بأسوان ، و انها تواجد بجانب شقيقاتة في الاحتتفالية يوم السبت الماضي مختتمة إحساس لا يوصف ، خاصه أن هذا التكريم تكليل للمجهود ووتكريم عظيم
أنس حسين عبدالعظيم، يبلغ من 12عاما، طالب بالصف الأول الإعدادي، بطل رياضي في السباحة وكرة القدم يسعي أن يكون لعب كورة قدم محترف.يذكر أن لبى الرئيس عبد الفتاح السيسي، طلب الطفل الأسواني أنس، والذي طلب رؤية الرئيس السيسي، واحتضنه في احتفالية اتحاد القبائل العربية بمناسبة انتصارات أكتوبر .
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فيلما تسجيليا عن قصة حب الطفل أنس لكرة القدم ودور والدته في مساندته وتربيته من أجل تحقيق أحلامه وإحداث التوازن بين ممارسة كرة القدم والتحصيل الدراسي.
ومن جانبه وجه الرئيس السيسي تحية خاصة للطفل أنس على الهواء، وبادله التحية.
صدى البلد
إنضم لقناة النيلين على واتساب