رئيس الحكومة يعقد اجتماعا لتنزيل مضامين الرسالة الملكية(صور)
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ الرباط
عقد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء بمقر رئاسة الحكومة، اجتماعا خصص لتنزيل مضامين الرسالة الملكية المتعلقة بإعادة النظر في مدونة الأسرة، والتي وجهها أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لرئيس الحكومة.
حضر هذا الاجتماع وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، محمد عبد النباوي، والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، الحسن الداكي.
وتأتي الرسالة الملكية الموجهة إلى رئيس الحكومة تفعيلا للقرار الملكي السامي الذي أعلن عنه جلالته في خطاب العرش لسنة 2022، وتجسيدا للعناية الكريمة التي ما فتئ يوليها للنهوض بقضايا المرأة وللأسرة بشكل عام.
وأكد جلالة الملك في رسالته السامية على ضرورة إعادة النظر في مدونة الأسرة، التي مكنت من إفراز دينامية تغيير إيجابي، من خلال منظورها للمساواة والتوازن الأسري وما أتاحته من تقدم اجتماعي كبير، وذلك بهدف تجاوز بعض العيوب والاختلالات، التي ظهرت عند تطبيقها القضائي.
وأشار صاحب الجلالة إلى ضرورة أن تتواءم مقتضيات مدونة الأسرة مع " تطور المجتمع المغربي ومتطلبات التنمية المستدامة، وتأمين انسجامها مع التقدم الحاصل في تشريعنا الوطني".
وأوضح جلالة الملك أن "ما نطمح إليه من تأهيل للمدونة، يجب أن يستند على المبادئ الأساسية والتوجهات الرئيسية التي أطرت إعدادها، والتي حددنا مبادئها في خطاب جلالتنا المؤرخ في 10 أكتوبر 2003 أمام البرلمان، وجددنا التأكيد عليها في خطاب العرش الموجه إلى شعبنا العزيز في 30 يوليوز 2022".
وأكد صاحب الجلالة، في هذا الصدد، "نحن حريصون على أن يتم ذلك، في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية، وخصوصيات المجتمع المغربي"، مشددا جلالته حرصه على أن "يتم الاعتماد على فضائل الاعتدال، والاجتهاد المنفتح، والتشاور والحوار، وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية".
وبالتالي، يضيف جلالة الملك، فإن التأهيل المنشود، يجب أن يقتصر على إصلاح الاختلالات التي أظهرها تطبيقها القضائي على مدى حوالي عشرين سنة، وعلى تعديل المقتضيات التي أصبحت متجاوزة بفعل تطور المجتمع المغربي والقوانين الوطنية.
ومن هذا المنطلق، أكد جلالة الملك على أن "المرجعيات والمرتكزات تظل دون تغيير. ويتعلق الأمر بمبادئ العدل والمساواة والتضامن والانسجام، النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف، وكذا القيم الكونية المنبثقة من الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب".
وأعرب صاحب الجلالة، في هذا الصدد، عن ثقته بأن إعمال فضيلة الاجتهاد البناء هو السبيل الواجب سلوكه لتحقيق الملاءمة بين المرجعية الإسلامية ومقاصدها المثلى، وبين المستجدات الحقوقية المتفق عليها عالميا.
وأوضح جلالة الملك أنه "وكما أكدنا أكثر من مرة، فإننا، بصفتنا أمير المؤمنين، لا يمكننا أن نحل ما حرم الله ولا أن نحرم ما أحله جل وعلا".
واعتبارا لمركزية الأبعاد القانونية والقضائية لهذا الموضوع، فقد ارتأى النظر السامي لجلالة الملك إسناد قيادة عملية التعديل، بشكل جماعي ومشترك، لكل من وزارة العدل، والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ورئاسة النيابة العامة.
ودعا صاحب الجلالة، في هذا الإطار، هذه المؤسسات لأن تشرك بشكل وثيق في هذه العملية الهيئات الأخرى المعنية بهذا الموضوع بصفة مباشرة، وفي مقدمتها المجلس العلمي الأعلى، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسلطة الحكومية المكلفة بالتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، مشددا جلالته على أهمية الانفتاح أيضا على هيئات وفعاليات المجتمع المدني، من خلال اعتماد مقاربة تشاركية واسعة.
وأكد جلالة الملك على أن ما سيتم اقتراحه من تغييرات، وتعديلات، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار خلاصات الاستشارات الواسعة، وجلسات الاستماع المحكمة، التي ستنظم على الخصوص مع النسيج الجمعوي المعني بحقوق الإنسان، وحقوق المرأة والطفل، وكذا مع القضاة، والباحثين الأكاديميين، وباقي الممارسين في ميدان قانون الأسرة.
وتابع صاحب الجلالة "إننا لننتظر أن تتم بلورة نتائج هذه اللقاءات، في شكل مقترحات تعديلات، يتم رفعها إلى نظرنا السامي، بصفتنا أمير المؤمنين، والضامن لحقوق وحريات المواطنين، في أجل أقصاه ستة أشهر، وذلك قبل إعداد الصيغة النهائية التي سيتم عرضها على مصادقة البرلمان".
وفي تصريح للصحافة، عقب هذا الاجتماع، أعرب السيد عزيز أخنوش عن اعتزازه وسعادته بتسلم الرسالة الملكية السامية التي تدشن لمسار مراجعة مدونة الأسرة، هذا الورش الإصلاحي الكبير، الذي يشرف عليه جلالة الملك نصره الله وأيده.
وأضاف أن الرسالة الملكية حددت الجهة التي ستشرف على عملية الإصلاح، والمشكلة من وزارة العدل، والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة، وكذا منهجية العمل المبنية على الإنصات وفق مقاربة تشاركية، بالإضافة إلى تحديد ستة أشهر كسقف زمني لعملها.
وأشار السيد أخنوش إلى أنه سيتم ، في إطار تفعيل مضامين الرسالة الملكية، عقد اجتماع بداية الأسبوع المقبل، يعقبه لقاءات للانصات لجميع مكونات المجتمع المغربي المعنية بهذا الأمر.
وأوضح أن هذا الإصلاح يشكل لحظة إصلاحية لحظة كبرى بالنسبة للمغرب، معربا عن الأمل في أن يساهم فيها جميع المتدخلون بشكل إيجابي، كما يريد ذلك أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الرسالة الملکیة أمیر المؤمنین صاحب الجلالة مدونة الأسرة رئیس الحکومة جلالة الملک على أن
إقرأ أيضاً:
بالصور.. كلمة جلالة السلطان خلال مأدبة العشاء الملكية في هولندا
أمستردام- العمانية
تكريمًا لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظهُ اللهُ ورعاهُ-، أقام جلالةُ الملك وليام ألكسندر ملك هولندا وقرينتُه جلالة الملكة مكسيما يُقيمان مأدبة عشاء رسميّة على شرف جلالةِ السُّلطان المعظم بالقصر الملكي.
بعد ذلك ألقى جلالةُ السُّلطان المعظّم- أيّدهُ اللهُ- كلمة فيما يأتي نصها: "جلالة الملك..جلالة الملكة.. إنه لشرفٌ عظيمٌ أن نكون هنا في هولندا للاحتفال بالصّداقة الراسخة بين بلديْنا. ونتقدّم بخالص امتناننا لكرم الضيافة الذي حظينا به، وللإسهامات القيّمة التي عزّزت شراكتنا على مرّ السنين. إن حفاوة الترحيب التي حظينا بها تعكس التعاون المتجذّر بين شعبيْنا، والذي ازدهر على مدى قرون من خلال التجارة البحرية والاستكشاف والسعي المشترك وراء المعرفة".
وقال جلالتُه: "إنّ هذه الزيارة تعكس الروابط التاريخيّة العريقة بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا. فقد مدّ التجار والرحالة الهولنديون الأوائل جسور الصداقة منذ القرن السابع عشر، مشكّلين الأساس للتعاون المثمر الذي نراه اليوم".
وأضاف جلالتُه: "يتجسد هذا الإرث اليوم في ميناء صحار، وهو ثمرة مشروع مشترك بين مجموعة "أسياد" وميناء روتردام لإدارة وتشغيل ميناء صحار والمنطقة الحرة. إن هذا الميناء يرمز إلى إرثنا البحري المشترك، وإلى التزامنا الجماعي بالابتكار والتعاون والرؤية المستقبلية. لقد أصبح الميناءُ مركزًا نابضًا للتجارة والاستثمار العالميين، الأمر الذي يُمثل دليلًا على ما يمكن تحقيقه عندما تعمل الأمم معًا بروح الانفتاح والعزيمة".
وتابع جلالتُه بالقول: "وإلى جانب التعاون الاقتصادي، يواصل بلدَانَا تعزيز أواصر العلاقات من خلال المشاورات السياسية والتبادل الأكاديمي والحوار الثقافي. إن التفاهم المتبادل بين شعبيْنا قد وصل اليوم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وبينما نواصل التمسك بقيمنا المشتركة المتمثلة في العدالة والتعدّدية وسيادة القانون، فإننا واثقون من أن تعاوننا سيُسهم في تعزيز السلام والاستقرار في أوروبا والشرق الأوسط".
وأضاف جلالتُه: "وبناءً على ما حقّقناه معًا من إنجازات في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والتجارة والطاقة، يتعين علينا الآن توسيع نطاق تعاوننا لمعالجة التحدّيات العالميّة الملحّة، لا سيما في دعم القانون الدولي وضمان الأمن للجميع. وفي هذه المساعي، يجب أن نتحلى بالحكمة في رؤانا وبالإقدام والجسارة في أفعالنا، وإدراك أن مسؤوليتنا المشتركة في صياغة مستقبل أفضل تتجاوز حدود بلديْنا".
واختتم جلالته- حفظه الله ورعاه- بالقول: "جلالة الملك... جلالة الملكة... وبينما نمضي قُدمًا نحو تحقيق هذه الرؤية المشتركة، اسمحوا لنا في ختام كلمتنا أن نُعبّر مجدّدًا عن بالغ تقديرنا للصداقة المتجذّرة بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا. ونتطلع إلى شرف استقبالكم، جلالة الملك وجلالة الملكة، في مسقط قريبًا. كما نتطلع إلى مواصلة جهودنا المشتركة في الأشهر والسنوات المقبلة.. شكرًا لكم".