خالد الجمل: لا يوجد بأي بلدان العالم من يذكر النبي في كل كلامه مثل المصريين
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
قال الشيخ خالد الجمل الداعية الإسلامي والخطيب بالأوقاف، إن محبة المصريين الكبيرة لرسول الله - عليه الصلاة والسلام - من المسلمات المعروفة بين كل بلاد العالم فهي محبة خالصة صادقة لا ينكرها أحد من العالمين، وقد لا تجد في بلدان العالم من يذكرون النبي في كل كبيرة وصغيرة كما يذكره المصريون في حياتهم وكلامهم اليومي فلا يبدأ المصري حديثا إلا بقوله «طب صلي على النبي».
وأضاف «الجمل» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «أنه لا ينهي اتفاقا إلا بقوله اتفقنا بالصلاة على النبي، ولا يستفتح أمرا إلا بقراءة الفاتحة للنبي، ولا يفض مشاحنة إلا بقوله صلّ على النبي، وغير ذلك مما تعج به الثقافة المصرية العامية من ذكر وصلاة على رسول الله».
التعظيم لمقام رسول الله في التراث المصريوتابع: «حتى في جذور التراث الكلامي المصري تجده ممتلئا بعبارات تعكس الحب والتقديس والتعظيم لمقام سيدنا رسول الله، فهذا يقول النبي تبسم للدلالة على سنة التسامح، وهذا يقول خلي البساط أحمدي للدلالة علي سنة التواضع، وآخر يقول والنبي ماتزعلش؛ للدلالة علي سنة التعظيم وعلو القدر لمن يُحلَفُ باسمه تعظيما له».
واستكمل: «مما قد يظنه بعض الناس ممن تأثر بفكر بعض الجماعات المغالية في فهم النصوص الشرعية أن صيغة والنبي ما تزعل لا تجوز، بل ومنهم من يبالغ ويقول إنها من الشرك والعياذ بالله؛ ولكن هذا ليس صحيحا، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل «أفلح وأبيه إن صدق»؛ لذلك كان هذا مما جرت عليه العرب من قصد التعظيم والتوقير لما سيقال بالضبط كما يفعل الآن أهل مصر من قولهم والنبي كذا وكذا».
وأضاف: «كيف لايكون ذلك وهو سيد ولد آدم الذي كان قرآنا يمشي على الأرض، وصاحب الصفات الكاملة المكملة من أجلِّها الإخلاص والصدق والتواضع والجود والنبل والترفع عن الصغائر والوفاء والإغاثة والانتماء إلى الجذور وصلة الرحم والتمسك بالحياة». متابعا: «وقد قالت عائشة «رضي الله عنها» حين سئلت عن أخلاقه فقالت: كان خلقه القرآن، فصلى الله على رسول الله ورضي الله على من احتفل بمولده وذكراه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصلاة على النبي النبي رسول الله المولد النبوي رسول الله
إقرأ أيضاً:
كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْه» فما كيفية هذا الإحسان؟ وهل يجب الالتزام بالوارد فقط ؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أن الشرع أمر بإحسان الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا ومرفوعًا: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْه» رواه ابن ماجه في "السنن"، وعبد بن حميد وأبو يعلى في "المسند"، وابن أبي خيثمة في "التاريخ"، وغيرهم، وحسّنه جمعٌ من الحفّاظ؛ كالمنذري، وابن حجر، وصححه الحافظ مغلطاي.
وإحسان الصلاة: يحصل بكل ما يؤكد مقاصدها، ويبلغ مرادها، ويفصح عن الشرف النبوي، ويبين مظاهر الكمال المحمدي؛ اعتناءً واقتداءً، وتمجيدًا وثناءً. وفي ذلك إذنٌ بالصلاة عليه بكل ما يمكن ذكره به من صيغ حسان، وأوصافٍ ومعان، وإذنٌ باستحداث ما يُسْتَطَاعُ من الصيغِ الفصيحة المعبرة عن ذلك؛ على وسع ما تصل إليه بلاغة المرء في التعبير اللائق عن خير الخلائق صلى الله عليه وآله وسلم من غير تقيد بالوارد؛ كما قرره المحققون ودرج عليه العلماء والصالحون سلفًا وخلفًا من غير نكير؛ حتى فعل ذلك الصحابة والتابعون، وتتابع عليه العلماء والأولياء والعارفون عبر العصور والقرون، وتفنَّن علماء الأمة وأولياؤها وعارفوها في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم نثرًا ونظمًا بما لم تبلغه أمة من الأمم في حق نبي من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم.
قال الحافظ جمال الدين بن مُسْدِي [ت: 663هـ] -فيما نقله عنه الحافظ السخاوي في "القول البديع" (ص: 146، ط. الريان)-: [ وذهب جماعة من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم: إلى أن هذا الباب لا يوقف فيه مع المنصوص، وأن مَنْ رزقه الله بيانًا فأبان عن المعاني بالألفاظ الفصيحة المباني، الصريحة المعاني، مما يُعرِب عن كمال شرفه صلى الله عليه وآله وسلم وعظيم حرمته، كان ذلك واسعًا، واحتجّوا بقول ابن مسعود رضي الله عنه: "أحسنوا الصلاة على نبيكم؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يُعرَض عليه"] اهـ.