إتجاه سليم من قيادات كردفان ودارفور الذين أعلنوا موقف واضح من تمرد الدعم السريع ومن جرائمه
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
إستمعت إلى تسجيلات أحمد الصالح صلوحة القيادي المسيري والتي يبدو أنها أحدتث تأثيراً كبيراً، حيث سار آخرون على نفس المنوال؛ إعلان موقف رافض للتمرد وداعم للقوات المسلحة بشكل سافر لا لبس فيه. وفي تسجيله الأخير طالب صلوحة أبناءهم في المسيرية بالانسحاب من الخرطوم والعودة إلى الديار حيث يحتاجهم أهلهم في المنطقة الحدودية التي تواجه تهديداً من الدينكا الجنوبيين.
موقف رافض للحرب ويدعو لإيقافها، ولكنه ليس كموقف دعاة “لا للحرب” المنافقين، يسمي الأشياء بأسماءها؛ يصف ما قام به الدعم السريع بالتمرد على القوات المسلحة ويدين جرائمه بوضوح بدون أي تغبيش وإقحام لمفردات طرفي النزاع وإدانة الجيش.
إنطلاقاً من هذا المبدأ، مبدأ إدانة المتمرد المعتدي والوقوف دون أي قيد أو شرط مع مؤسسة القوات المسلحة، يمكن إيقاف هذه الحرب وإنهاءها. هذا هو المبدأ الصحيح لوقف الحرب، وليس المساواة بين المليشيات والجيش وإقحام الأجندة السياسية الداخلية والخارجية في الموضوع.
إتجاه سليم من قيادات كردفان ودارفور الذين أعلنوا موقف واضح من تمرد الدعم السريع ومن جرائمه، ويجب أن يُقابل بشكل إيجابي من القيادات الأهلية في مختلف مناطق السودان ومن الرأي العام، وأن يُشجع وأن تُدعم أي مبادرة أهلية لوقف الحرب ضمن هذا الإطار.
إطار قائم على مبادئ واضحة، (1) مع القوات المسلحة صمام أمان وحدة وتماسك السودان، و(2) مع وحدة السودان أرضاً وشعباً،و(3) يدين بشكل واضح تمرد الدعم السريع وجرائمه بحق السودانيين ويطالب بوقف الحرب إنطلاقا من هذا التوصيف.
هذه المبادئ تصلح كأساس للحل، على العكس من طرح حلفاء المليشيا وداعميها الذين يتكلمون عن طرفي نزاع وعن تفاوض يعيد الدعم السريع إلى السلطة وعن تجريم مؤسسة القوات المسلحة ووتوصيف الحرب بأنها حرب المؤتمر الوطني من أجل العودة إلى السلطة وتأليب العالم الخاجي على الدولة السودانية بدعوى الإسلاميين والإرهاب وذلك خدمة لأجندة سياسية حزبية داخلية وأخرى خارجية إقليمية ودولية.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
شهادات ميدانية: الدعم السريع ترتكب أعمال قتل ونهب بالفاشر
الفاشر- أفادت تقارير ميدانية وبيانات حقوقية بأن قوات الدعم السريع شنت هجمات دامية على مناطق بإقليم دارفور، بالتزامن مع تراجع هذه القوات أمام الجيش السوداني في بعض المدن المهمة.
وأفادت مصادر لـ"الجزيرة نت" بأن قوات الدعم السريع اغتالت امس السبت نحو 20 مدنيًا وأحرقت 52 قرية في شمال محلية دار السلام بولاية شمال دارفور، غرب السودان.
وذكرت المصادر أن هذا الهجوم جاء كرد فعل انتقامي على الانتصارات التي حققها الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في منطقة "عد البيضة"، الواقعة جنوب شرق مدينة الفاشر، مساء الخميس الماضي.
وفي حديثه لـ"الجزيرة نت"، قال محمد خميس دودة، المتحدث الرسمي باسم النازحين في مخيم زمزم، إن أكثر من 5 آلاف شخص فروا من المناطق الشمالية لمحلية دار السلام إلى مخيم زمزم نتيجة لهذه الهجمات.
وأوضح أن المخيم لا يزال يستقبل أعدادًا كبيرة من الفارين وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع أحرقت العديد من القرى ودمرت المنازل، مما أدى إلى تهجير سكانها بالكامل.
حالات اغتصاب
وقد أعلنت غرفة طوارئ مخيم "أبو شوك للنازحين" بالفاشر عن مقتل 4 أشخاص بقصف مدفعي لقوات الدعم على منازل وسوق المخيم.
إعلانوأفاد المركز الإعلامي لمخيم زمزم للنازحين بالفاشر بسقوط قتلى وتسجيل حالات اغتصاب في هجوم لقوات الدعم على دار السلام جنوبي الفاشر.
وحسب المركز فإن قوات الدعم شنت على مدى يومين هجمات على 52 قرية جنوبي وغربي الفاشر
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشن قوات الدعم السريع هجمات منظمة ضد المدنيين بالقرب من مدينة الفاشر، حيث أحرقت في فبراير/شباط الماضي عددًا من القرى غرب المدينة، مما أجبر مئات المدنيين على النزوح إلى مناطق مجاورة بحثًا عن الأمان، وفق مصادر ميدانية.
وبحسب الناطق العسكري باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المقدم أحمد حسين مصطفى، فقد استهدفت مليشيات الدعم السريع يوم السبت قرى "قريود" و"برشم" و"كوشينق" وقوز بينة والقرى المجاورة لها، وارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين.
وأكد أن المليشيات نهبت الألواح الشمسية الخاصة بمصادر المياه ودمرت بعضها، مشددًا على أنه "كلما ضاقت بهم الأرض، ينتقمون من المواطنين الأبرياء"
اوضاع بائسةوبحسب آدم رجال، المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور، تعاني مخيمات النازحين في دارفور، خاصة في مدينة الفاشر، من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية.
وأشار لـ الجزيرة نت إلى أن هذا الوضع ناتج عن الحصار المفروض علي المدينة منذ أكثر من عشرة أشهر، حيث تواجه مخيمات زمزم وأبوشوك وأبوجا نقصًا حادًا في المواد الغذائية والأدوية، مما يهدد حياة الآلاف من المدنيين.
وذكر أنه رغم المناشدات المتكررة لعدم استخدام الغذاء كسلاح للتجويع، تستمر الأطراف المتصارعة في تجاهل النداءات الإنسانية، مما يزيد من معاناة السكان.
ولفت إلى أن تعليق أنشطة منظمة "أطباء بلا حدود" في مخيم زمزم ساهم في تفاقم الوضع، حيث توقفت العديد من المنظمات الإنسانية الأخرى عن العمل.
واعتبر رجال هذه الأوضاع تمثل إنذارًا للمجتمع الدولي، الذي يُخشى أن يكون قد تجاهل هذه الكارثة الإنسانية. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ووقف جميع أشكال الدعم للأطراف المتصارعة، والعمل على إحلال السلام في السودان.
ومن جانبه، كشف الناشط في العمل الإنساني سليمان آدم عن استمرار قوات الدعم السريع في تنفيذ حملات انتقامية منظمة ضد القرى المحيطة بمدينة الفاشر على مدار عدة أشهر.
إعلانوأشار آدم إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بما في ذلك عمليات قتل تستهدف أفراداً على أساس عرقي، بالإضافة إلى نهب الماشية التي تعد المصدر الرئيسي للرزق.
كما ذكر أن هناك حملات اعتقالات واسعة طالت عشرات الشباب في المنطقة دون أي مبرر. وأكد أن هذه الانتهاكات ليست جديدة، بل هي جزء من سياسة ممنهجة تتبعها قوات الدعم السريع لفرض السيطرة على المنطقة من خلال الترهيب والتدمير.
ولفت إلى أن هذه الأعمال أدت إلى نزوح آلاف الأسر إلى المخيمات، مثل مخيم زمزم، حيث يعانون من القصف المدفعي ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية. ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وتوفير الحماية للمدنيين.
وتشير تقارير المراقبين المحليين إلى أن المنطقة تعاني من أزمة إنسانية متزايدة نتيجة استمرار تدفق النازحين إلى زمزم ومدينة الفاشر، حيث يواجه العديد منهم نقصًا حادًا في الغذاء والماء والرعاية الطبية.
وتدعو المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات وتوفير الحماية للمدنيين.