وول ستريت جورنال: فرار نصف أرمن ناجورنو كاراباخ لإنقاذ حياتهم
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
استغرقت رحلة نزوح قامت بها صحيفة وول ستريت جورنال برفقة العائلات الأرمنية التي تغادر ناجورنو كاراباخ، يومًا كاملاً للخروج عبر الممر الضيق من الأرض المؤدي إلى أرمينيا. عادةً ما تستغرق الرحلة بضع ساعات. لكن منذ أن سيطرت أذربيجان على ناجورنو كاراباخ الأسبوع الماضي بعد عقود من المواجهة والحرب، غمر طوفان من السيارات والشاحنات والحافلات الطريق الوحيد للخروج، مع مغادرة أكثر من نصف سكان الجيب البالغ عددهم 120 ألف نسمة.
قال أحد النازحين الأرمن لوول ستريت جورنال: "أشعر أنها نهاية أمتنا". وقالت زوجته، غادرنا ولم نحمل سوى الملابس التي نرتديها، تاركين وراءنا تاريخنا وممتلكاتنا وأجساد مدفونة لثلاثة أجيال قبلنا.
على مدى عقود من الزمن، كان جيب ناجورنو كاراباخ الصغير مرادفاً للصراعات المستعصية التي غالباً ما تنشأ مع انهيار الإمبراطوريات.
في الأيام التي تلت استيلاء أذربيجان على السلطة، سارع الأرمن إلى حزم أمتعتهم وإيجاد طريقهم إلى معبر بري بالقرب من قرية كورنيدزور. وقد وصل أكثر من 70.000 شخص.
وقالت حكومة أذربيجان إن بقاء الأرمن مرحب به. لكن قلة منهم يعتقدون أنه سيُسمح لهم بالعيش في سلام بعد هذا الصراع المرير الذي طال أمده. وهم يخشون أن تكون حملة التطهير العرقي على وشك البدء.
وقال غاسيا أبكاريان، المؤسس المشارك لمركز الحقيقة والعدالة، وهو مجموعة من المحامين الذين يشرفون على جمع أدلة الشهادات من الناجين من جرائم الحرب المزعومة في ناغورنو كاراباخ: "هذا ترحيل قسري بالكامل للأرمن في كاراباخ". "إنهم يهربون لإنقاذ حياتهم."
بالنسبة لبعض الأرمن، فإن الخوف هو أن تطهير الجيب يمكن أن يعيد صدى الإبادة الجماعية للأرمن، التي حدثت خلال الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى وأدت إلى فرار الأرمن حول العالم، بما في ذلك إلى الولايات المتحدة.
قالت أبكاريان، وهي أيضًا قاضية في كاليفورنيا، إن مجموعة محاميها بدأت تحقيقات أولية في تقارير عن مزاعم اغتصاب وتعذيب ارتكبها جنود أذربيجانيون أثناء اجتياحهم الجيب الأسبوع الماضي. وأشارت إلى أنه من المفهوم سبب شعور أولئك الذين يختارون مغادرة ناغورنو كاراباخ بالتهديد.
في تقرير نُشر في أغسطس، قال لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، إن الحصار الذي تفرضه أذربيجان يعني أن هناك "أساسًا معقولًا للاعتقاد بأن الإبادة الجماعية تُرتكب ضد الأرمن".
رفضت السلطات الأذربيجانية الاقتراحات القائلة بأن هدفها هو تطهير ناغورنو كاراباخ من الأرمن وقالت إن أذربيجان عازمة على إعادة دمج أولئك الذين يعيشون هناك الآن كمواطنين متساوين.
وقال أيخان حاجي زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية، للصحفيين هذا الأسبوع: "كانت أذربيجان ملتزمة دائمًا بحماية حقوق جميع الأقليات العرقية في أراضيها، بما في ذلك الأرمن". وقال أيضاً إنه عندما احتل الأرمن الأراضي الأذربيجانية، وشردوا نحو مليون شخص، لم تكن هناك دعوات لضمان حقوقهم أو ضمانات للحفاظ على سلامتهم وكرامتهم.
يقول العديد من الأرمن الذين يغادرون ناجورنو كاراباخ إن الوعود الأذربيجانية بالمعاملة العادلة تبدو جوفاء ويفضلون استغلال فرصهم في البدء من جديد في أرمينيا.
قالت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، للصحفيين خلال زيارة إلى كورنيدزور يوم الثلاثاء، إنه من المهم للغاية أن يتمكن المراقبون المستقلون وكذلك المنظمات الإنسانية من الوصول إلى الناس في ناجورنو كاراباخ الذين لا يزال لديهم احتياجات ماسة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أرمينيا أرمن ناجورنو كاراباخ اذربيجان ناجورنو کاراباخ
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتلاعب بالأرقام ويزعم الإنجاز بعدد الأسرى الذين استعادهم.. هذه الحقيقة
زعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، السبت، استعادة 147 أسيرا حيا من قطاع غزة منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، إلا أن الحقائق المعلنة تشير إلى تلاعب واضح في هذه الأرقام.
ففي بيان صادر عن مكتبه، قال نتنياهو زاعما: "استعدنا حتى الآن 192 أسيرا من غزة منذ 7 أكتوبر، منهم 147 على قيد الحياة، و45 أمواتا".
وتابع حديثه: "لا يزال 63 أسيرا إسرائيليا في يد حماس".
تزامن إعلان نتنياهو مع تسليم حركة حماس الدفعة السابعة من الأسرى ضمن صفقة التبادل الحالية، وشملت 4 جثامين الخميس، و6 أسرى أحياء اليوم.
لكن الحقائق المعلنة تكشف عن تلاعب واضح في بيانه اليوم بالأرقام، إذ لم يتمكن الاحتلال عبر العمل العسكري خلال حرب الإبادة على غزة التي دامت قرابة 16 شهرا، سوى من استعادة 5 أسرى أحياء، مرتين.
المرة الأولى كانت في 8 حزيران/يونيو 2024، عندما أعلن الجيش استعادة 4 أسرى من منطقتين منفردتين في قلب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بهجوم جوي وبري وبحري، ما أسفر عن استشهاد 274 فلسطينيا بينهم 64 طفلا و57 سيدة وإصابة المئات بجروح مختلفة.
فيما قالت كتائب القسام، الذراع العسكري لـ"حماس"، آنذاك، إن الجيش قتل 3 من الأسرى، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، خلال استعادة الأسرى الأربعة.
أما المرة الثانية فكانت في 27 آب/أغسطس 2024، عندما أعلن الجيش استعادة أحد الأسرى حيا، ويدعى فرحان القاضي.
وحتى الأسير القاضي، قالت صحيفة "هارتس" العبرية الخاصة آنذاك إنه تمكن من الفرار من آسريه داخل نفق في غزة قبل أن تنقذه قوات الجيش، فيما قالت تقارير إن آسريه تركوه يذهب كونه من فلسطيني 48.
في مقابل ذلك، أعلن الاحتلال، استعادة العديد من جثامين الأسرى من غزة عبر العمل العسكري.
وكانت أشهر عمليات الاستعادة في 31 آب/أغسطس 2024، عند قال الجيش إنه عثر على جثث 6 أسرى آخرين داخل نفق في منطقة حي السلطان برفح.
وأقر تحقيق للجيش الإسرائيلي بأن هؤلاء الأسرى لقوا حتفهم في الـ29 من الشهر ذاته خلال اجتياحه المنطقة، وأن هذا الاجتياح كان له "تأثير ظرفي" أدى إلى مقتل هؤلاء الأسرى.
وهو التحقيق، الذي اعتبرته هيئة أهالي الأسرى الإسرائيليين "دليلا جديدا" على أن الضغط العسكري يتسبب في وفاة ذويهم، ودفعتهم إلى تصعيد ضغوطهم على حكومة نتنياهو لوقف تلاعبها بمفاوضات التوصل إلى اتفاق غزة بغرض المساهمة في إطلاق سراح بقية الأسرى أحياء.
فيما أكدت حركة حماس في أكثر من بيان، حرصها على الحفاظ على حياة الأسرى، لافتة إلى أن العشرات منهم قتلوا جراء القصف الجوي.
وحذرت من أن حكومة نتنياهو تتعمد التخلص من الأسرى حتى لا يشكلوا عليها ضغطا كورقة تفاوض.
وبخلاف العمل العسكري، استعاد الاحتلال عبر صفقات التبادل حتى الآن 104 أسرى إسرائيليين أحياء و4 جثامين عبر المفاوضات، عشرات منهم أجانب غير مزدوجي الجنسية.
فقد سلمت الفصائل الاحتلال 81 أسيرا ومن مزدوجي الجنسية أحياء، إضافة إلى 23 من العمال الأجانب، خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023.
مقابل ذلك أفرج الاحتلال عن 240 أسيرا فلسطينيا، بينهم 107 أطفال، حيث لم تتم إدانة ثلاثة أرباعهم بارتكاب أي جريمة.
وخلال صفقة التبادل الحالية التي سلمت الفصائل الفلسطينية على دفعات 25 أسيرا ومن مزدوجي الجنسية أحياء و4 جثث، إضافة إلى 5 عمال أجانب خارج الصفقة.
ومقابل هؤلاء أفرجت إسرائيل عن 1135 أسيرا فلسطينيا، بينما تعطل حتى الساعة الإفراج عن 620 أسيرا كان مقررا الإفراج عنهم اليوم.
يكشف ذلك أن كل ما تمكنت تل أبيب من إطلاق سراحهم عبر العمل العسكري هم 5 أسرى إسرائيليين أحياء على أكثر تقدير، وعبر التفاوض 104.
فيما أطلقت الفصائل الفلسطينية سراح 28 من الأجانب خارج الصفقة.
وعبر التفاوض، استعادت إسرائيل جثامين 4 عبر التفاوض، وعددا آخر عبر العمل العسكري، في ظل تأكيد من حماس أن الجيش هو من قتلتهم عبر قصفه المكثف على غزة خلال حرب الإبادة.
يأتي ذلك بينما يواصل نتنياهو المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 شباط/ فبراير الجاري.