جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-17@10:39:43 GMT

ذكراك شفاءٌ للقلوب

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

ذكراك شفاءٌ للقلوب

راشد بن حميد الراشدي **

في يوم مولدك أشرق الكون ضياء وتسامى في علاه يعتلي النور وفاء، في هذا اليوم الخالد من أيام الخلائق جميعها إنسها وجنها، تحل علينا ذكرى عطرة لسيد الكون ومنقذ البشرية من الضلالة إلى النور وطريق الحق المستقيم.

في هذا اليوم نستذكر مآثر رسولنا الكريم الذي جاء بالدين القويم وفضائل الحق من رب العالمين؛ باعثاً به الروح الأمين إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الأمين بمآثر كتابه المبين ومنهاجه القويم لتسعد به الأمم وترتقي لفضائل القمم، بدين وسطي متين للعالمين، والذي كُتب ليكون نبراسًا باقيًا إلى يوم الدين.

في هذا اليوم المبارك نستذكر جميعا هذه الفضائل العظيمة لسيد الأنبياء لنعود إلى رشدنا مع ذكراه الماجدة والتي بسبب عدم تطبيقها فقدنا الكثير من أسرار السعادة الدنيوية التي ينظمها ديننا الحنيف في كل شيء ليعيش الإنسان سعيدا في دنياه فائزاً في آخرته فائزًا بمرضاة ربه. 

اليوم ومع هذه الذكرى لمولود سيد الأنام محمد صلى عليه وسلم نأمل من أمتنا الإسلامية وشبابها أن يعودوا إلى جوهر الدين ومنابعه ويقتدوا بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، في أفعاله وصفاته لتعود الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها قوية متينة تقود العالم إلى صلاحه وسعادته والتي تحتاج الى شحذ الهمم وتسخير الطاقات ونبذ الفتن والفرقة والتعصب بين أبناء المسلمين والتعاون والتعاضد بين الجميع لبناء أمة صالحة خيِّرة نتفاخر بها أجمعين. 

إنني أدعو من خلال هذا المقال أن تكون هذه الذكرى العطرة لمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاءً لقلوب ملايين المسلمين وهداية لهم في اتباع سُنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والعودة إلى حياض الدين القويم لتنطلق الأمة الإسلامية إلى أعلى الرتب بين الأمم.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها والأمة الإسلامية جمعاء وكل عام والجميع بخير.

** عضو مجلس إدارة  جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

خطبتنا الجمعة من المسجد الحرام

مكة المكرمة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني المسلمين بتقوى الله ومراقبته سبحانه وتعالى، فإنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأن يتدبروا كتاب الله المجيد وما فيه من الوعد والوعيد ، ولا تغرنهم الحياة الدنيا ولا يغرنهم بالله الغرور.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام ” كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا أفصح العرب لسانًا، وأوضحهم بيانًا، وأعذبهم نطقًا، وأسدهم لفظًا، وأبينهم لهجة، وأقومهم حجة، وأعرفهم بمواقع الخطاب، وأهداهم إلى طرق الصواب، تأييدًا ولطفًا إلهيًا ، وعناية ربانية ، ورعاية روحانية ، ولم يكن فاحشًا متفحشًا ولا لعانًا ولا طعانًا، فاللسان رعاكم الله عضو من أهم أعضاء الجسد، وهو من نعم الله تبارك وتعالى العظيمة على عباده امتن به عليهم فهو ترجمان الأفكار والقلوب، وبه يُعَبِّرُ الإنسانُ عن مَكنونِ نَفْسِه، ويُظهِرُ ما يَحويه قَلبه وعَقلُه ونَفسه من الخَير أو الشَّرّ، ومِن الإيمان والكُفرِ، وغَيرِ ذلك من دواخل الإنسانِ، وقد أُمِرنا بإمساكِ اللِّسانِ عنِ السُّوء والشَّرّ” .

وأضاف ” وكَفَّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله، ومن ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه، وما لم يستخدم العاقل لسانه فيما يرضاه الله تعالى من الكلام كان وبالًا وحسرة على صاحبه يوم القيامة.

وأكد الشيخ عبد الله الجهني أن من أبلغ الوصايا وأقيمها وأجلها وأنفعها ، حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: إذا أصبح ابن آدم ، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا.

وبين أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا الكلام الذي تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه قال صلى عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.

وشدد فضيلته على أن من أعظم آفات اللسان العظيمة القول على الله بغير علم والكذب والغيبة والنميمة والبهتان وقذف المحصنات الغافلات ، فزلة من زلات هذا العضو الصغير قد تؤدي بالإنسان إلى الهلاك والعطب ، فليحذر العاقل مما يجري به لسانه ، من انتهاك حرمات المسلمين ، وإساءة الظن، والطعن بالنيات ، والخوض بالباطل فيهم ، وعليه التعود على حفظ لسانه من الوقوع في القيل والقال ، حينئذ سيعتاد عليه ويستقيم أمره، ويسهل عليه التحكم في لسانه وينجو من شرّه ولو أن عبدًا اختار لنفسه ما اختار شيئًا أفضل من الصمت ورحم الله امرأ حفظ عن اللغو لسانه ، وعن النظر المحرم أجفانه ، وعن سماع الملاهي آذانه، وعمر أوقاته بالطاعات وساعاته بكتب الحسنات وتدارك بالتوبة النصوح ما فات، قبل أن يصبح وجوده عدمًا، وصحته سقمًا، وعظامه رفاتًا وحياته مماتًا في برزخ لا يبرح من نزله حتى يلحق آخر الخلق أوله ، فحينئذ زلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها، وجوزيت الخلائق بأعمالها ، ووفيت جزاء كسبها وأفعالها ، فطوبى لعبد قال خيرًا فغنم ، أو سكت عن الشر فسلم.

ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن من محاسن إسلام المسلم وتمام إيمانه ابتعاده عما لا يخصه ولا يهمه ولا يفيده وما لا يفيده من الأقوال والأفعال، وعدم تدخله في شؤون غيره ، وعليه الحذر من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالعباد مجزيون بأعمالهم، ومحاسبون على أقوالهم وأفعالهم وكفى بالله محصيًا أعمال عباده ومجازيًا لهم عليها .

 

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية: شيخ الأزهر دائما يجدِّد دعوتَه للحوار
  • أمين البحوث الإسلامية: الحوار لم ينسلخ في المنظور التشريعي عن مطالبات الفطرة الإنسانية
  • أمين البحوث الإسلامية: نعمل على ترسيخ الحوار الدعوي من أجل الانسجام في المجتمعات
  • ما هي الأعمال التي تجعلنا نرى رسول الله في الجنة؟
  • كيف نتهيأ لرؤية النبي في المنام؟.. كثرة الصلاة عليه تُنير القلب (فيديو)
  • حكم صلاة الإمام بالمأمومين وهو جالس
  • "من قرأها وهو ضال هدي" أسرار سورة يس وفضلها
  • موعد مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات أمم إفريقيا 2025 .. تعرف عليه
  • خطبتنا الجمعة من المسجد الحرام
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم