التعلم الذاتي.. مزايا وفرص لا تحدها مرحلة عمرية
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
أكد عدد من المواطنين على أن التوسع في اكتساب المعرفة بات شيئا ضروريا لتنمية المدارك والمهارات في جوانب الحياة المختلفة، وأوضحوا في استطلاع لـ"عمان" أن التعلم الذاتي يفتح آفاقا واسعة لمواكبة التطور والانفتاح المعرفي في العالم، مشيرين إلى أهمية السعي لتطوير الذات واكتساب معارف جديدة.
تقول رحمة بنت سالم الشقصية: إن التعلم الذاتي يجب أن يكون عملية مستمرة طوال حياة الإنسان ولا يقتصر على مرحلة عمرية معيّنة، حيث إن من خلاله يستطيع الفرد تطوير نفسه وشخصيته ومهاراته وقدراته باستمرار، مشيرة إلى أن هناك ضرورة لمواكبة التطور في كل المجالات المختلفة، ويعد التعلم الذاتي أسلوبا من أساليب التعلم المتطورة التي تمكِّن الفرد من أن يُعلّم نفسه بنفسه وفقا لقدراته ولسرعته في التعلم وما يتوافق مع ميوله واهتماماته، مما ينتج عنه الاطلاع على كافة الموضوعات الحياتية وسهولة اكتشاف نقاط القوة والضعف لدى الفرد.
تحديد المشكلات
وتضيف الشقصية: إن التعلم الذاتي له العديد من الإيجابيات كالقدرة على تحديد المشكلات والمبادرة في الحال عن طريق البحث عن حل مناسب لها يتوافق مع حجم المشكلة، كما أن تعلُّم شيء جديد يمنح الفرد فرصا كبيرة في اكتساب مهارات البحث النشط عن الحلول بدلا من انتظار التدخل لحلها، وتعطي القابلية للتكيّف مع التغيّرات التي تحدث في العالم والنظر إليها بعين الاعتبار والتأقلم مع كافة الأوضاع.
ويشير هلال بن سليمان السيابي إلى أن التعلم الذاتي خلال جميع المراحل العمرية يسهم في إكساب المتعلمين مهارات متعددة ذات أهمية كبيرة كإدارة الوقت، وتقييم الذات، ومهارات وضع الأهداف والخطط، وإنجاز الأعمال خلال فترة محددة، حيث يستطيع الفرد تطبيقها في مختلف المجالات الحياتية الأخرى المرتبطة، مضيفا أنه ينبثق من الرغبة الشخصية لاكتساب معرفة جديدة تساعده في الوصول إلى أهدافه المرسومة والتي خطط لتنفيذها خلال فترة زمنية معيّنة، إلى جانب الحاجة إلى العثور على معلومات جديدة حول موضوع ما ومن ثم استخدام هذه المعلومات لتحقيق هدف محدد يواكب طموحات الفرد.
ويضيف السيابي: يجب على المتعلم ذاتيا أن يمتلك هدفا واضحا حول ما يتعلّمه من أجل تحسين مهاراته وتوسيع مداركه، كما يدفع المتعلم إلى الغوص والتعمّق أكثر في البحث واكتشاف معلومات أخرى ذات أهمية في مجالات متعددة، مؤكدا أن التعلم الذاتي يكتسب معنى خاصا؛ لأن الفرد يتعدى مرحلة التعلّم من أجل التعلّم فقط، وإنما تقوده إلى أن تصبح عملية ممتعة ومسلية ذات معنى للمتعلم، توصله إلى نتائج محمودة ومرضية في حياتية المهنية والشخصية.
تحقيق النجاح
تقول فاطمة بنت محمد القيوضية: يساعد التعلم الذاتي الأفراد على تحقيق النجاح في الحياة والعمل معا، حيث يمكنهم من تطوير المهارات والمعرفة التي يحتاجونها لتحقيق أهدافهم وخططهم المستقبلية، مشيرة إلى أن التطورات التكنولوجية الحديثة وبالأخص الإنترنت، سهَّلت على الأفراد تطبيق عملية التعلم الذاتي؛ فالإنترنت والهواتف الذكية والتطبيقات التعليمية أتاحت لأي فرد يريد تعلّم موضوع جديد أو تطوير قدراته أو اكتساب مهارات جديدة إمكانية تحقيق ذلك بسهولة ودون جهد كبير.
وتشير إلى أن الإنترنت يوفر للفرد كمًّا هائلًا من المعلومات يمكن الوصول إليها في أي وقت وبضغطة زر، ويوفر الأدوات التي تُعين على تطوير وتعلم المزيد من المهارات، بالإضافة إلى إتاحة الحرية لاختيار الفرد على تعلم ما يريد ومتى يريد وتعدد النتائج والاقتراحات المتاحة.
توسع المدارك
وتضيف رحمة بنت أحمد الفارسية: كلما توسعت مدارك الفرد نحو التعلم المستمر في الجوانب الحياتية المختلفة، تصبح له مهمة إضافية يضعها لنفسه لتطوير مهاراته في المجالات التي يهتم بها، مما يدفعه إلى الحرص على إنجاز مهماته اليومية الأخرى حتى يعطي لنفسه الفرصة في آخر يومه لتطوير ذاته والشعور بالإنجاز والتطوير.
وتوضح الفارسية أن التعلم الذاتي يدفع المتعلم للالتزام بخطة زمنية معيّنة خلال يومه، وإدارة وقته بشكل فعال حتى يتمكن من تحقيق الإنجازات المستمرة، كما يحفز الفرد على الإبداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق لأنه من خلال تلك العملية يبتعد عن منظومة التعليم التقليدي الذي ينتج عنه إضاعة للوقت والجهد، وفي أحيان كثيرة عدم الاستفادة أو محدودية المعلومات، إلى جانب أن الإلمام بأدوات التعلم الذاتي ومصادره المختلفة يكسب الفرد القدرة على حل المشاكل التقنية التي قد تواجهه أثناء العمل بأبسط الطرق؛ نظرا لمعرفته وإلمامه بهذه الجوانب مسبقا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تعليم جدة يبحث مقومات ترشيحها ضمن شبكة اليونسكو في ملتقى "مدن التعلم"
دشّن المساعد للخدمات في تعليم جدة المهندس وسام حابس، نيابةً عن المدير العام للتعليم، فعاليات ملتقى "مدن التعلم" تحت شعار "استدامة التعلم مدى الحياة"، الذي نظمته إدارة أداء التعليم ممثلةً في قسم التعليم المستمر، وذلك بكلية جدة العالمية، بمشاركة نخبة من التربويين والمختصين.
ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على أدوار المشاركين والجهات الحكومية في بناء جدة كمدينة تعلم عالمية، وتعزيز ثقافة التعلم مدى الحياة من خلال استعراض البرامج التعليمية وخدمات التعليم المستمر.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تعليم جدة يبحث مقومات ترشيحها ضمن شبكة اليونسكو في ملتقى "مدن التعلم" - اليوم تعليم جدة يبحث مقومات ترشيحها ضمن شبكة اليونسكو في ملتقى "مدن التعلم" - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وأكد حابس في كلمته أن مدن التعلم تمثل توجهًا عالميًا تتبناه منظمة اليونسكو لدعم التنمية المستدامة ورفع جودة الحياة، مشيرًا إلى أن المملكة حققت تقدمًا ملموسًا في هذا المجال بانضمام خمس مدن إلى شبكة اليونسكو، فيما تملك جدة كل المقومات العلمية والبحثية التي تؤهلها للانضمام قريبًا.
مفاهيم مدن التعلموتناولت جلسات الملتقى أوراق عمل ناقشت مفاهيم مدن التعلم، ودورها في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال مواجهة تحديات العصر، ودعم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وتأهيل الأفراد لسوق العمل.
وشملت المشاركات استعراضًا لجهود وزارة التعليم في مشروع مدن التعلم، حيث انضمت مدن الجبيل وينبع والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية والأحساء إلى الشبكة العالمية، إلى جانب بحث دور "الأحياء المتعلمة" في ترسيخ مفاهيم التعليم المستمر.
كما تضمّن الملتقى ندوة بعنوان "دور مدن التعلم في التنمية الشاملة"، إلى جانب عرض مرئي بعنوان "نحو مدن التعلم" وأوبريت "آفاق مدن التعلم"، ليُختتم الملتقى بعدد من التوصيات الداعمة لترشيح جدة ضمن شبكة مدن التعلم العالمية.