طالب سايمون هندرسون، زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، الولايات المتحدة وشركائها بالاستمرار في "طرح الأسئلة الصعبة حول النوايا النووية للمملكة"، حتى بعد أن أعلنت الرياض، قبل أيام، التحول إلى "اتفاق الضمانات الشاملة"، والذي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش نووية أكثر صرامة في المملكة.

تنازل فعلي

ويرى هندرسون، في تحليل نشره المعهد، أن التصريحات الرسمية التي أطلقها وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان في الاجتماع الأخير "للوكالة الدولية للطاقة الذرية" تعد تنازلاً فعلياً عن موقف السعودية التفاوضي بشأن التطبيع مع إسرائيل، بعدما أبدت تل أبيب وواشنطن انزعاجهما من تصريحات ولي العهد السعودي الأخيرة حول سعي المملكة لامتلاك سلاح نووي، حال امتلكته إيران.

وبالإضافة لتصريحات الأمير محمد بن سلمان، جاء إصرار السعودية على السماح لها بتخصيب اليورانيوم ليضيف قلقا جديدا.

اقرأ أيضاً

صحيفة: السعودية توافق على زيادة رقابة وكالة الطاقة الذرية على أنشطتها النووية

ومن المعروف أن التخصيب بمستوى منخفض ينتج وقوداً مناسباً لمحطات الطاقة المدنية، ولكن يمكن استخدام مستويات أعلى من التخصيب لصنع قنبلة نووية.

اتفاق الضمانات الشاملة

ويحد "بروتوكول الكميات الصغيرة" الحالي الذي تطبقه الرياض بشكل كبير من وصول "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" إلى برنامجها النووي، ولم يعد هذا الترتيب مناسباً منذ فترة طويلة نظراً للأنشطة الحالية للمملكة ونواياها المعلنة.

وتعرّف "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" اتفاق الضمانات الشاملة على أنه يمنح الوكالة "الحق والالتزام بتطبيق الضمانات على جميع المواد المصدرية أو المواد الانشطارية الخاصة المستخدمة في جميع الأنشطة النووية السلمية التي تُباشر داخل أراضي الدولة أو تحت ولايتها أو التي يتم تنفيذها تحت سيطرتها في أي مكان، وذلك حصراً من أجل التحقق من عدم تحويل هذه المواد إلى أسلحة نووية أو أجهزة متفجرة نووية أخرى".

بالإضافة إلى ذلك، وكما تُظهر الخلافات المستمرة حول التزامات إيران النووية، تفسّر "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" "القانون 3.1" على النحو التالي: "حالما تتبنى السعودية اتفاق ضمانات شاملة، سيتعين عليها تزويد الوكالة بمجموعة واسعة من المعلومات وحقوق التفتيش (على سبيل المثال، الوصول إلى جميع المباني في أي موقع ستتواجد فيه مواد نووية، بغض النظر عن الاستخدام المحدد لكل مبنى)".

اقرأ أيضاً

السعودية تعلن اعتزامها بناء أول محطة نووية مدنية

وفي المقابل، ادعت إيران أن مثل هذه المعلومات لا ينبغي تقديمها إلا من قبل الدول التي توافق على "البروتوكول الإضافي" للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يفرض التزامات إضافية بشأن إعداد التقارير وعمليات التفتيش.

وتستطيع السعودية توضيح جوانب هذه المسألة بسهولة وتجنب مثل هذه النزاعات إذا حذت حذو معظم الدول الأعضاء الأخرى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقبلت باتفاق ضمانات و"البروتوكول الإضافي"، كما يقول سايمون هندرسون.

المفاعل النووي السعودي

وتتجلى التداعيات العملية لهذه القضايا من خلال المفاعل النووي للأبحاث المتوقع أن يبدأ عملياته في السعودية عما قريب.

ووفقاً لتفسير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتعين على المملكة تقديم خططها لجميع المنشآت في هذا الموقع النووي بالقرب من العاصمة والسماح بتفتيشها حتى لو لم توقع على "البروتوكول الإضافي"، كما هو موضح في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في أغسطس/آب 2020.

اقرأ أيضاً

السعودية تضع علمها في لوحة دول مبادرة وكالة الطاقة الذرية

وتشير تقارير مثيرة للقلق إلى أن المملكة كانت "الزبون الرابع" (بعد ليبيا وإيران وكوريا الشمالية) لخبير الانتشار النووي الباكستاني الراحل، عبدالقدير خان.

وعلى الرغم من أن خان فقد نفوذه على الأنشطة النووية لبلاده منذ عام 2003، إلا أن محمد بن سلمان التقى بقادة في الجيش وغيرهم من كبار المسؤولين خلال زيارته التاريخية إلى إسلام آباد عام 2019، بينما سافر الرجل القوي - القائد - العسكري الباكستاني والزعيم النووي الفعلي، الجنرال عاصم منير، إلى المملكة لعقد محادثات سرية دامت عدة أيام في يناير/كانون الثاني من هذا العام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نووي السعودية البرنامج النووي السعودي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوکالة الدولیة للطاقة الذریة

إقرأ أيضاً:

وزير الخزانة الأمريكي: تحاول دول "بريكس" التخلي عن الدولار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رجح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بأن تحاول دول مجموعة "بريكس" التخلي عن الدولار الأمريكي، مؤكدا أن أي عملة احتياطية جديدة لن تظهر في العالم في وقت قريب.

وقال لشبكة "فوكس نيوز" في تعليقه على التراجع المحتمل لدور الدولار في العالم ورغبة مجموعة "بريكس" في الابتعاد عن استخدامه: "هذه الدول الأخرى تستطيع أن تتحدث عن هذا الأمر (التخلي عن الدولار)، ويمكنها أن تحاول انتزاع وضعنا كعملة احتياطية. ولكن لا توجد عملة احتياطية أخرى في الأفق".

وأعرب بيسنت أيضا عن ثقته في عدم وجود بديل للدولار في العالم، وأنه سيحتفظ بمكانته كعملة احتياطية.

هذا وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، تهديده لدول "بريكس" بـ"الانتقام الاقتصادي" منها إذا حاولت التخلي عن الدولار في التجارة العالمية، وأكد أنه سيطالبها بعدم إصدار عملة موحدة.

جدير بالذكر أن ترامب قال نفس المضمون في تصريحات سابقة حول هذه القضية في أثناء حملته الانتخابية وعندما تم انتخابه.

تأسست مجموعة بريكس في عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب أفريقيا في عام 2011. وفي الأول من يناير 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات أعضاء فيها.

وفي منتصف يناير الجاري، أعلنت الخارجية البرازيلية أن جمهورية نيجيريا الاتحادية أصبحت الدولة التاسعة التي تنضم إلى مجموعة "بريكس" كدولة شريكة.

مقالات مشابهة

  • المملكة المتحدة تتجه لتخفيف قواعد الطاقة النووية
  • وزير الخزانة الأمريكي: تحاول دول "بريكس" التخلي عن الدولار
  • إبراهيم عيسى: تصريحات ترامب عن غزة “قنبلة نووية”.. وبيانات العرب لا تواكب الحدث
  • إبراهيم عيسى: تصريحات ترامب عن خطة غزة قنبلة نووية وأذهلت نتنياهو نفسه
  • «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» تعلق برامجها حول العالم وتمنح موظفيها «إجازة مفتوحة»
  • توقيع مذكرة تعاون بين هيئة الأرصاد ونظيرتها للطاقة الذرية في مصر
  • الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعلق برامجها حول العالم ومنح موظفيها إجازة مفتوحة
  • شاهد ماذا قالت السعودية على تصريحات ترامب؟
  • «الاتحادية للرقابة النووية» تنفذ 50 عملية تفتيش للضمانات و96 للرقابة على الاستيراد والتصدير
  • «الرقابة النووية» تنجز أكثر من 650 عملية تفتيش العام الماضي