نيوزيمن:
2025-02-23@06:52:48 GMT

المولد النبوي بين وثنية الآل ومشاريع التكسُّب

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

في إطار مساعيها لتطييف المجتمع اليمني وبناء هالة من القداسة حول ذاتها، تعمل ذراع إيران على توظيف المولد النبوي، وتسييس اسم الرسول محمد، عبر خطابها السلالي، وتقديمه كرمزية طائفية تختص به دون غيرها من سائر اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم أمام جماعة عنصرية تدعي الحق الإلهي في الوصاية على الشعب وحكم البلاد بالحديد والنار.

وبالإضافة لأبعادها العقائدية التي تسعى من خلالها المليشيا لترسيخ حضورها الطائفي وإذكاء ما تعتبره امتيازاً طبقياً على المستوى الاجتماعي، تستغل جماعة الحوثي المولد النبوي إلى جانب أكثر من 17 مناسبة طائفية، كموسم سنوي لجني الأموال ومضاعفة الجبايات غير القانونية على المواطنين في مناطق سيطرتها.

ومنذ انقلابها المسلح على الحكومة اليمنية، وسيطرتها على مؤسسات الدولة في الـ21 من سبتمبر/ أيلول عام 2014م، عملت ذراع إيران على بناء هوية رمزية في الذهنية الشعبية لدى المجتمعات في مناطق سيطرتها، تعكس الطبيعة الطائفية للحركة الحوثية، مثل اختزال الهوية النبوية في اللون الأخضر الذي تغطي به مناطق نفوذها. 

وثنية الآل 

وفي حين تسعى عصابة الحوثي الإرهابية لتقسيم واقع اليمنيين بين الطبقية السلالية وخطاب الكراهية، تستغل في الوقت ذاته مناسبة المولد النبوي كمهرجان سياسي للترويج لخطابها العقائدي الذي يقدم الجماعة بوصفها صاحبة الحق الإلهي في الحكم. 

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي عبدالواسع الفاتكي، أن جماعة الحوثي تستغل مناسبة المولد النبوي كمهرجان سياسي تريد من خلاله تدجين الذهنية اليمنية بفكرة القداسة والحصانة السلالية. 

ويعتقد الفاتكي في حديثه لـ"نيوزيمن"، أن "جماعة الحوثي تهدف لتأصيل فكرة الولاية والتفويض الإلهي لها بالحكم، بزعهما الانتساب للرسول محمد، من خلال ادعائها الانتساب للإمام علي، زاعمة أن رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، أوصى بالحكم لعلي، رضي الله عنه، وأبنائه". حد تعبيره. 

وأضاف: "بالتالي تدعي الحركة الحوثية لنفسها بالعصمة والقداسة، وتريد من اليمنيين التسليم لهم بالحكم والطاعة والانقياد لإملاءاتهم، مجردين من الحقوق مسلوبي الكرامة خاضعين لها أيما خضوع". 

وتابع: "يريد الحوثيون تصوير النبي محمد ورسالة الإسلام، كما لو أنها حكر عليهم، وتحويل النبي من نبي للبشرية جمعاء، إلى جد أسرة جاء ليورث الحكم والسلطة لها دوناً عن سائر المسلمين". 

وأشار إلى أن "المولد النبوي وغيره الكثير من المناسبات الطائفية التي ابتدعتها الجماعة لفرض مشروعها السلالي، أو بمعنى آخر لأدلجة الذهنية اليمنية على موروث جديد وفكرة عقدية جديدة استوردتها من إيران وتعمل حاليًا على تطبيقها في اليمن". 

واستدرك: "هناك محاولة حوثية لخلق هوية رمزية سياسية للمفردات الدينية، مثل إضفاء اللون الأخضر على كل ما يعبر عن النبي، يبدو الأمر أشبه بعملية خلق تصور معين حول الهوية النبوية وتطبيع المجتمع عليها ثم احتكارها ضمن الجماعة ومشروعها السلالي". 

واختتم بالقول: "كل هذه الفعاليات والمناسبات ذات الطابع الديني والتي تسعى المليشيا من خلالها إلى بناء نموذجها السياسي بالحلة الإيرانية، لا يمثل الإسلام، بل هو انعكاس لطموح فئة سلالية وخطاب عنصري معروف، هو ما تجسده جماعة الحوثيين وباقي فصائل ولاية الفقيه في لبنان وسوريا والعراق ومعقلها الرئيسي طهران". 

موسم ربحي 

أموال طائلة، ومبالغ ضخمة تجنيها ذراع إيران سنويًا من احتفالها بما يسمى المولد النبوي، إذ تفرض الجماعة المتمردة، على مختلف التجار ورجال الأعمال رسوماً وجبايات لتمويل فعالياتها، إضافةً لما تفرضه على سائر الناس بشكل فردي في مناطق سيطرتها. 

وبشكل عام، تُدر المناسبات الطائفية التي ابتدعتها جماعة الحوثي على خزاناتها وجيوب النافذين فيها مبالغ بالمليارات، غير أن ما تجنيه المليشيا بحجة يوم المولد النبوي يتجاوز ما تجمعه في أي مناسبة أخرى، إذ تسخر لها كامل إمكانياتها وقد تصل للقمع ضد كل من يرفض تقديم ما يقرر عليه من أموال من أجل هذا اليوم. 

وفي هذا السياق، يقول الصحفي صلاح الجندي: "تحرص جماعة الحوثيين على استغلال يوم ميلاد النبي لجني الأموال الطائلة، وذلك تحت مسمى الاحتفال بالمولد الذي حولته لموسم للجبايات والتكسب". 

وأضاف الجندي، في حديثه لـ"نيوزيمن": "ما تقوم الجماعة بتحصيله بمبرر الاحتفال بهذا اليوم، يذهب إلى جيوب قياداتها، في حين يذهب جزء يسير منها في طلاء الشوارع باللون الأخضر أو إقامة بعض الفعاليات الطائفية في المدارس أو الساحات العامة". 

وتابع: "هذه الجماعة لا تكترث للنبي سوى بوصفه جدًا لها، أو باعتباره مصدرًا لتغذية فسادها وكسب بعض المال من جيوب اليمنيين رغمًا عنهم، أما غير ذلك فلا يمكن لهذه المليشيا العبثية أن تمثل النبي بأي شكل من الأشكال". 

وأشار إلى أن الحوثيين وهم ينفقون اليوم ملايين الدولارات لطلاء الشوارع باللون الأخضر، هم أنفسهم من يشتكون الفقر والفاقة ويرفضون دفع رواتب موظفي الدولة في مناطق سيطرتهم، في حين يستحوذون على كل ما يمكن أن يدر عليها المال، بالإضافة لفرضهم للرسوم والجبايات غير القانونية".

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المولد النبوی جماعة الحوثی فی مناطق

إقرأ أيضاً:

موسم عتق.. خطيب المسجد النبوي: رمضان ميدان سباق وروضة إيمان لهؤلاء

قال الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي ،  إن شهر رمضان ميدان سباق لمن عرف قدره، ومنبع إشراق لمن أدرك سره، وموسم عِتق لمن أخلص أمره، وروضة إيمان لمن طابت سريرته واستنار فكره. 

موسم عتق

واستشهد “ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الرابعة من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، بقوله ـ صلى الله عليه وسلم  ـ (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، منوهًا بأن هذا رمضان خيراته تتدفق، وأجوره تتزاحم وتتلاحق.

وأوصى  المسلمين بالاستعداد له استعدادًا يليق بمقامه، وسلوكًا يرتقي لنعمه وإجلاله، مشيرًا إلى أنه قد لاحت بشائر رمضان، واقترب فجره، وتاقت القلوب لنوره، هو تاج الشهور، ومعين الطاعات، نزل القرآن في رحابه، وعزّ الإسلام في ظلاله، وتناثرت الفضائل في سمائه.

وأوضح رمضان أيامه معدودة، وساعاته محدودة، يمر سريعًا كنسيم عابر، لا يمكث طويلًا، لافتًا إلى أن  الاستعداد لرمضان يكون بتهيئة النفس، ونقاء القلب، وإنعاش الروح، من خلال تخفيف الشواغل، وتصفية الذهن.

وأفاد بأن راحة البال تجعل الذكر أحلى، والتسبيح أعمق، وتمنح الصائم لذة في التلاوة، وأنسًا في قيام الليل، مشيرًا إلى أن تهيئة القلب تكون بتنقيته من الغل والحسد، وتصفيته من الضغينة والقطيعة وأمراض القلوب.

وبين أنه لا لذة للصيام والقلب منشغل بالكراهية، ولا نور للقيام والروح ممتلئة بالأحقاد،  ناصحًا المسلمين إلى تنظيم الأوقات في هذا الشهر الفضيل، فلا يضيع في اللهو، ولا ينشغل بسفاسف الأمور، وخير ما يستعد به العبد الدعاء الصادق من قلب مخبت خاشع.

شهر القرآن

ولفت إلى أن رمضان شهر القرآن، ولتلاوته فيه لذة تنعش القلب بهجةً وحلاوة تفيض على الروح قربًا، ففي تلاوة القرآن يشرق الصدر نورًا، وبكلماته تهدأ النفس سرورًا، وبصوت تلاوته يرق القلب حبًا، فتشعر وكأن كل آية تلامس روحك من جديد، وكأن كل حرف ينبض بالحياة.

وأبان أن رمضان مدرسة الإرادة وساحة التهذيب، يدرّب الصائم على ضبط شهواته، وكبح جماح هواه، وصون لسانه عما يخدش صيامه، فيتعلّم كيف يحكم زمام رغباته، ويُلجم نزواته، ويغرس في قلبه بذور الصبر والثبات، وهذه الإرادة التي تربى عليها المسلم في رمضان تمتد لتشمل الحياة كلها، فمن ذاق لذة الانتصار على نفسه سما بإيمانه وشمخ بإسلامه فلم يعد يستسلم للهوى، ولا يرضى بالفتور عن الطاعة.

قوة حية

واستشهد بقولة تعالى (وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، لافتًا إلى أن رمضان بشعائره ومشاعره محطة ارتقاء بالإنسان، ورُقِيّ بالحياة، فهو يبني الإنسان الذي هو محور صلاح الدنيا وعماد ازدهارها، ويهذب سلوكه، ويسمو بأهدافه.

وأشار إلى أن العبادة ليست طقوسًا جامدة، بل قوة حية تغذي الإنسان ليبني المجد على أسس راسخة من الدين والأخلاق والعلم، مستشهدًا بقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

ونوه بأن الله تعالى اختص المريض والمسافر برخصة، فجعل لهما فسحةً في القضاء بعد رمضان، مستشهدًا بقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، مبينًا أن التشريع رحمة، وأن التيسير مقصد.

ونبه إلى أن الصيام لم يُفرض لإرهاق الأجساد، بل لتهذيب الأرواح، وترسيخ التقوى، فأوجه العطاء في رمضان عديدة، وذلك من خلال إنفاق المال، والابتسامة، وقضاء حوائج المحتاجين ومساعدتهم، والصدقة الجارية، وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود ما يكون في رمضان ، عطاؤه بلا حدود، وكرمه بلا انقطاع، يفيض بالجود كما يفيض السحاب بالمطر، لا يرد سائلًا، ولا يحجب فضلًا.

مقالات مشابهة

  • بيان الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردًا وأدائها في آخر وقتها جماعة
  • محلية حجة تستنكر ممارسات الحوثي بإشعال الفتنة بين قبيلتين
  • مليشيا الحوثي تختطف ثلاثة مشايخ قبليين في حجة وسط تصاعد التوترات
  • اختراق الإخوان للحركة الطلابية.. تاريخ من استغلال قضية فلسطين واللعب على المشاعر الدينية
  • روبوتات ومشاريع طلابية مبتكرة لكليات التقنية
  • المفسدون فى الأرض.. كيف خلصت 30 يونيو الجامعات من اختراق الإخوان؟
  • جماعة الحوثي تعلن مغادرة وفدها مطار صنعاء للمشاركة في مراسم تشييع حسن نصر الله
  • موسم عتق.. خطيب المسجد النبوي: رمضان ميدان سباق وروضة إيمان لهؤلاء
  • خطيب المسجد النبوي: هذه طريقة تهيئة القلب لاستقبال شهر رمضان
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة