نيوزيمن:
2024-11-16@10:00:43 GMT

المولد النبوي بين وثنية الآل ومشاريع التكسُّب

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

في إطار مساعيها لتطييف المجتمع اليمني وبناء هالة من القداسة حول ذاتها، تعمل ذراع إيران على توظيف المولد النبوي، وتسييس اسم الرسول محمد، عبر خطابها السلالي، وتقديمه كرمزية طائفية تختص به دون غيرها من سائر اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم أمام جماعة عنصرية تدعي الحق الإلهي في الوصاية على الشعب وحكم البلاد بالحديد والنار.

وبالإضافة لأبعادها العقائدية التي تسعى من خلالها المليشيا لترسيخ حضورها الطائفي وإذكاء ما تعتبره امتيازاً طبقياً على المستوى الاجتماعي، تستغل جماعة الحوثي المولد النبوي إلى جانب أكثر من 17 مناسبة طائفية، كموسم سنوي لجني الأموال ومضاعفة الجبايات غير القانونية على المواطنين في مناطق سيطرتها.

ومنذ انقلابها المسلح على الحكومة اليمنية، وسيطرتها على مؤسسات الدولة في الـ21 من سبتمبر/ أيلول عام 2014م، عملت ذراع إيران على بناء هوية رمزية في الذهنية الشعبية لدى المجتمعات في مناطق سيطرتها، تعكس الطبيعة الطائفية للحركة الحوثية، مثل اختزال الهوية النبوية في اللون الأخضر الذي تغطي به مناطق نفوذها. 

وثنية الآل 

وفي حين تسعى عصابة الحوثي الإرهابية لتقسيم واقع اليمنيين بين الطبقية السلالية وخطاب الكراهية، تستغل في الوقت ذاته مناسبة المولد النبوي كمهرجان سياسي للترويج لخطابها العقائدي الذي يقدم الجماعة بوصفها صاحبة الحق الإلهي في الحكم. 

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي عبدالواسع الفاتكي، أن جماعة الحوثي تستغل مناسبة المولد النبوي كمهرجان سياسي تريد من خلاله تدجين الذهنية اليمنية بفكرة القداسة والحصانة السلالية. 

ويعتقد الفاتكي في حديثه لـ"نيوزيمن"، أن "جماعة الحوثي تهدف لتأصيل فكرة الولاية والتفويض الإلهي لها بالحكم، بزعهما الانتساب للرسول محمد، من خلال ادعائها الانتساب للإمام علي، زاعمة أن رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، أوصى بالحكم لعلي، رضي الله عنه، وأبنائه". حد تعبيره. 

وأضاف: "بالتالي تدعي الحركة الحوثية لنفسها بالعصمة والقداسة، وتريد من اليمنيين التسليم لهم بالحكم والطاعة والانقياد لإملاءاتهم، مجردين من الحقوق مسلوبي الكرامة خاضعين لها أيما خضوع". 

وتابع: "يريد الحوثيون تصوير النبي محمد ورسالة الإسلام، كما لو أنها حكر عليهم، وتحويل النبي من نبي للبشرية جمعاء، إلى جد أسرة جاء ليورث الحكم والسلطة لها دوناً عن سائر المسلمين". 

وأشار إلى أن "المولد النبوي وغيره الكثير من المناسبات الطائفية التي ابتدعتها الجماعة لفرض مشروعها السلالي، أو بمعنى آخر لأدلجة الذهنية اليمنية على موروث جديد وفكرة عقدية جديدة استوردتها من إيران وتعمل حاليًا على تطبيقها في اليمن". 

واستدرك: "هناك محاولة حوثية لخلق هوية رمزية سياسية للمفردات الدينية، مثل إضفاء اللون الأخضر على كل ما يعبر عن النبي، يبدو الأمر أشبه بعملية خلق تصور معين حول الهوية النبوية وتطبيع المجتمع عليها ثم احتكارها ضمن الجماعة ومشروعها السلالي". 

واختتم بالقول: "كل هذه الفعاليات والمناسبات ذات الطابع الديني والتي تسعى المليشيا من خلالها إلى بناء نموذجها السياسي بالحلة الإيرانية، لا يمثل الإسلام، بل هو انعكاس لطموح فئة سلالية وخطاب عنصري معروف، هو ما تجسده جماعة الحوثيين وباقي فصائل ولاية الفقيه في لبنان وسوريا والعراق ومعقلها الرئيسي طهران". 

موسم ربحي 

أموال طائلة، ومبالغ ضخمة تجنيها ذراع إيران سنويًا من احتفالها بما يسمى المولد النبوي، إذ تفرض الجماعة المتمردة، على مختلف التجار ورجال الأعمال رسوماً وجبايات لتمويل فعالياتها، إضافةً لما تفرضه على سائر الناس بشكل فردي في مناطق سيطرتها. 

وبشكل عام، تُدر المناسبات الطائفية التي ابتدعتها جماعة الحوثي على خزاناتها وجيوب النافذين فيها مبالغ بالمليارات، غير أن ما تجنيه المليشيا بحجة يوم المولد النبوي يتجاوز ما تجمعه في أي مناسبة أخرى، إذ تسخر لها كامل إمكانياتها وقد تصل للقمع ضد كل من يرفض تقديم ما يقرر عليه من أموال من أجل هذا اليوم. 

وفي هذا السياق، يقول الصحفي صلاح الجندي: "تحرص جماعة الحوثيين على استغلال يوم ميلاد النبي لجني الأموال الطائلة، وذلك تحت مسمى الاحتفال بالمولد الذي حولته لموسم للجبايات والتكسب". 

وأضاف الجندي، في حديثه لـ"نيوزيمن": "ما تقوم الجماعة بتحصيله بمبرر الاحتفال بهذا اليوم، يذهب إلى جيوب قياداتها، في حين يذهب جزء يسير منها في طلاء الشوارع باللون الأخضر أو إقامة بعض الفعاليات الطائفية في المدارس أو الساحات العامة". 

وتابع: "هذه الجماعة لا تكترث للنبي سوى بوصفه جدًا لها، أو باعتباره مصدرًا لتغذية فسادها وكسب بعض المال من جيوب اليمنيين رغمًا عنهم، أما غير ذلك فلا يمكن لهذه المليشيا العبثية أن تمثل النبي بأي شكل من الأشكال". 

وأشار إلى أن الحوثيين وهم ينفقون اليوم ملايين الدولارات لطلاء الشوارع باللون الأخضر، هم أنفسهم من يشتكون الفقر والفاقة ويرفضون دفع رواتب موظفي الدولة في مناطق سيطرتهم، في حين يستحوذون على كل ما يمكن أن يدر عليها المال، بالإضافة لفرضهم للرسوم والجبايات غير القانونية".

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المولد النبوی جماعة الحوثی فی مناطق

إقرأ أيضاً:

الحوثي يستعرض حصيلة أحدث عمليات لجماعته

أعلن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، عن تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة خلال الأسبوع الجاري تشمل إطلاق 29 صاروخا باليستيا ومجنحا، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة، وذلك في إطار دعمهم للمقاومة في قطاع غزة.

وأكد الحوثي -في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة- أن هذه العمليات جزء من معركة "الفتح الموعود" و"الجهاد المقدس" الذي تقوده جماعته لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة ضد العدوان الإسرائيلي.

وذكر الحوثي أن العمليات شملت استهداف حاملة الطائرات الأميركية "إبراهام لينكولن" في البحر العربي، وهذا دفعها للابتعاد مئات الأميال عن موقعها، وفقا لتصريحاته. كما استهدفت بعض الهجمات مناطق في عمق إسرائيل، منها يافا وعسقلان وأم الرشراش (إيلات)، إضافة إلى قاعدة جوية في صحراء النقب.

وأشار زعيم الجماعة إلى أن القوات الأميركية، منذ ذلك الحين، تتجنب الاقتراب من البحر الأحمر خوفا من الاستهداف، وقال إن استهداف المصالح الأميركية سيستمر، متوعدا بتصعيد العمليات من المناطق التي تنشط فيها جماعته. وقال الحوثي إن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة مؤخرا على مواقع الحوثيين في عدة محافظات يمنية لم تؤثر على قدرات الجماعة العسكرية.

من جهتها، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن قلقهما البالغ من الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر والمناطق المحيطة به، مشيرين إلى أن هذه الهجمات تعرض الأمن التجاري الدولي للخطر.

وفي 12 يناير/كانون الثاني 2024، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات مضادة على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، بهدف "حماية الملاحة الدولية". وفي المقابل، رد الحوثيون باستهداف سفن أميركية وبريطانية في البحر الأحمر.

وفي إطار التضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن عن استمرار هجماتها على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها، وذلك كجزء من دعمها المستمر للمقاومة الفلسطينية. وبدأت هذه الهجمات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث أكدت الجماعة أنها ستستمر في هجماتها حتى وقف إطلاق النار على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • جماعة الحوثي تتجاهل السفير” الإيراني” ومصادر تكشف عن ”شكوك وتوجسات”!
  • لماذا نهى النبي عن النوم على البطن؟ إعجاز علمي يؤكد التحذير النبوي
  • يضمن لها عزها.. خطيب المسجد النبوي: خضوع الأمة للتوجيهات الإلهية والعمل بسنة النبي
  • بعد انتشارها في نيجيريا.. ماذا تعرف عن جماعة لوكاراواس الإرهابية الجديدة؟
  • هل يجوز للزوجة الوقوف بجوار زوجها في صلاة الجماعة بالمنزل؟.. الإفتاء توضح
  • فخ!.. اعتراف أمريكا بهجوم الحوثي على المدمرتين يمهد لعملية عسكرية كبيرة ضد الجماعة
  • الحوثي يستعرض حصيلة أحدث عمليات لجماعته
  • جرائم لا تنسى.. اغتيالات استهدفت الشخصيات العامة على يد الجماعة الإرهابية
  • امتناع رئيس جماعة السويهلة عن منح رخص الربط الكهربائي يأزم الأوضاع
  • كيف تتحكم جماعة الإخوان في عقول الشباب؟ خطط ممنهجة واستراتيجية طويلة المدى