قال زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، يجب حدوث زيادة "متسارعة" في إنتاج الأسلحة الذرية الحديثة لإعلان كوريا الشمالية قوة نووية.

ودعا كيم جونج أون، بلاده إلى لعب دور أكبر في تحالف الدول الذي يواجه الولايات المتحدة في "حرب باردة جديدة" خلال جلسة استمرت يومين للبرلمان في البلاد.

وخلال هذه الجلسة قام كيم ورفاقه بتكريس مكانة كوريا الشمالية كقوة نووية في دستورها.

تقنيات روسية متقدمة

وجاءت جلسة مجلس الشعب الأعلى، بعد أن سافر كيم إلى أقصى شرق روسيا هذا الشهر للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيارة مواقع عسكرية وتكنولوجية.

وأثارت الرحلة مخاوف غربية بشأن تحالف أسلحة محتمل تزود كوريا الشمالية بموجبه بوتين بالذخائر التي يحتاجها بشدة لتغذية حربه على أوكرانيا مقابل مساعدات اقتصادية وتقنيات روسية متقدمة لتعزيز الأنظمة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.

وبينما تنهي كوريا الشمالية ببطء إغلاقها الوبائي، يعمل كيم بنشاط على تعزيز شراكاته مع موسكو وبكين بينما يحاول الخروج من العزلة الدبلوماسية والانضمام إلى جبهة موحدة ضد واشنطن.

التهديد الوجودي

ورغم العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها للأسلحة النووية، أجرت كوريا الشمالية عددا قياسيا من التجارب الصاروخية هذا العام، متجاهلة تحذيرات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحلفائهما.

وقد فشلت الجهود الدبلوماسية لإقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن ترسانتها النووية، وجاء التغيير الدستوري بعد إعلان كيم العام الماضي أن كوريا الشمالية دولة تمتلك أسلحة نووية "لا رجعة فيها".

وقال كيم إن كوريا الشمالية بحاجة إلى أسلحة نووية لمواجهة التهديد الوجودي الذي تمثله الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وقال إن الولايات المتحدة زادت من تهديداتها بالحرب النووية لجمهوريتنا إلى أقصى حد من خلال استئناف التدريبات المشتركة واسعة النطاق على الحرب النووية ذات الطبيعة العدوانية الواضحة ووضع أصولها النووية الاستراتيجية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية على أساس دائم".

النسخة الآسيوية

ووصف كيم التعاون الأمني المعزز مؤخرًا بين واشنطن وسيول وطوكيو بأنه "أسوأ تهديد فعلي". واتهمهم بإنشاء "النسخة الآسيوية من حلف شمال الأطلسي، السبب الجذري للحرب والعدوان".

وأضاف: "هذا مجرد أسوأ تهديد حقيقي، وليس خطاب تهديد أو كيان وهمي، وأنه نتيجة لذلك من المهم للغاية بالنسبة لكوريا الديمقراطية تسريع تحديث الأسلحة النووية من أجل الحفاظ على ميزة الردع الاستراتيجي".

وشدد كيم أيضًا على "ضرورة المضي قدمًا في العمل من أجل تعزيز إنتاج الأسلحة النووية بشكل كبير وتنويع وسائل الضربة النووية"، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية.

الضربة النووية

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن أعضاء الجمعية وافقوا بالإجماع على بند جديد في الدستور "لضمان حق البلاد في الوجود والتنمية وردع الحرب وحماية السلام الإقليمي والعالمي من خلال التطوير السريع للأسلحة النووية إلى مستوى أعلى".

وقال كيم في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة إن سياسة كوريا الشمالية لبناء القوة النووية أصبحت دائمة باعتبارها القانون الأساسي للدولة، والذي لا يجوز لأحد أن ينتهكه بأي شيء.

وشدد على ضرورة "المضي قدما في العمل من أجل تعزيز إنتاج الأسلحة النووية بشكل كبير وتنويع وسائل الضربة النووية".

اقرأ أيضاًكوريا الشمالية تسمح بدخول الأجانب بداية من اليوم

الجارديان تبرز تهديد واشنطن لكوريا الشمالية لمنعها تزويد روسيا بالأسلحة

كوريا الشمالية تطلق صاروخين «كروز» ضمن تدريب على ضربة نووية تكتيكية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: واشنطن طوكيو كوريا الشمالية زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون كوريا الشمالية قوة نووية الولایات المتحدة کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

هل صاروخ كوريا الشمالية الأقوى في العالم فعّال في الحروب؟.. خبراء يجيبون

أعلنت كوريا الشمالية أن الصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي أطلقته مؤخراً هو "الأقوى في العالم"، وهو تصريح يراه الخبراء مجرد دعاية غير واقعية. 

ووصف الخبراء الصاروخ بأنه كبير جداً لدرجة قد تجعله غير فعّال في حالات الحرب الفعلية.

الصاروخ، الذي أُطلق يوم الخميس، حلق على ارتفاع أعلى ولأطول مدة مقارنة بأي تجربة سابقة لكوريا الشمالية. 

وأوضح الخبراء الدوليون أن هذا الاختبار لم يثبت أن بيونغ يانغ قد تجاوزت العقبات التكنولوجية التي تمنعها من امتلاك صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على استهداف البر الرئيسي للولايات المتحدة.

وحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية، يُعرف الصاروخ باسم "هواسونغ-19"، ووصفته الوكالة بأنه "نظام سلاح مثالي". 

وأشارت إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون حضر عملية الإطلاق، في خطوة اعتبرتها بيونغ يانغ تأكيداً على عزمها مواجهة التهديدات الخارجية.

ملاحظات الخبراء: حجم الصاروخ يؤثر على فعاليته

وفقاً لخبراء في كوريا الجنوبية، فإن حجم الصاروخ ومركبته الإطلاقية الكبيرين يثيران شكوكاً حول قدرة الصاروخ على المناورة في ظروف الحرب. 

لي سانجمين، خبير في معهد التحليلات الدفاعية الكوري، أوضح أن زيادة حجم الصاروخ يؤدي بالضرورة إلى زيادة حجم مركبة الإطلاق، ما يقلل من قدرتها على الحركة.

تشير التقديرات إلى أن صاروخ "هواسونغ-19" يبلغ طوله حوالي 28 متراً، وهو أكبر من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المستخدمة في الولايات المتحدة وروسيا، التي يقل طولها عن 20 متراً.

وحسب تشانغ يونغ كون، خبير الصواريخ في معهد الأبحاث الاستراتيجية الوطنية في سيول، فإن هذا الحجم الكبير قد يسهل على أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية اكتشاف خطة الإطلاق مسبقاً، ما يجعله هدفاً محتملاً لهجمات استباقية.

تحديات تكنولوجية لم تُحل

وعلى الرغم من التقدم الذي حققته كوريا الشمالية في برنامجها الصاروخي، إلا أن هناك عقبات تقنية لم يتم التغلب عليها بعد.

الخبراء يشيرون إلى أن كوريا الشمالية لم تثبت حتى الآن قدرتها على ضمان بقاء الرؤوس الحربية عند إعادة دخولها الغلاف الجوي، وهو عامل أساسي في نجاح الصواريخ العابرة للقارات.

لي سانجمين يرى أن زيادة مدى الصواريخ دون حل هذه المشكلات التقنية يعكس افتقار كوريا الشمالية إلى الثقة في قدرتها على إعادة دخول الغلاف الجوي بشكل آمن.

التركيز على الدعاية بدلاً من التقنية

أثار بيان وسائل الإعلام الكورية الشمالية تركيزاً واضحاً على الدعاية، مع غياب التفاصيل التكنولوجية حول قدرات الصاروخ الجديد.

في المقابل، يشير تشانغ يونغ كون إلى أن هذه البيانات غالباً ما تُستخدم لتعزيز الصورة الوطنية لكوريا الشمالية أمام المجتمع الدولي.

كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عبرتا عن قلقهما من توسع برنامج كوريا الشمالية الصاروخي.

وأدانت الدولتان في بيان مشترك يوم الخميس إطلاق الصاروخ، معتبرتين ذلك انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي.

 كما فرضت كوريا الجنوبية عقوبات جديدة على 11 فرداً و4 منظمات كورية شمالية لدورهم المزعوم في تمويل برنامج الأسلحة.

التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا

إطلاق الصاروخ يأتي في وقت تتزايد فيه الشكوك حول تعزيز التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، مع تقارير تفيد بأن بيونغ يانغ قد أرسلت قوات لدعم روسيا في الحرب الأوكرانية. 

يُعتقد أن كوريا الشمالية تسعى للحصول على تكنولوجيا عسكرية روسية متقدمة مقابل مشاركتها في النزاع، ما يزيد من المخاوف حول تعزيز قدراتها النووية والصاروخية.

الخلاصة

ورغم مزاعم كوريا الشمالية حول قدراتها العسكرية، فإن التجارب الأخيرة تشير إلى أن بيونغ يانغ لا تزال تواجه تحديات تقنية كبرى تحول دون تحقيق أهدافها الاستراتيجية، بينما تبقى طموحاتها في تطوير صواريخ قادرة على ضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة محل تشكيك من قبل الخبراء الدوليين.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تحلق قاذفة بعيدة المدى في مناورة مع كوريا الجنوبية واليابان رداً على تجربة كوريا الشمالية الصاروخية
  • تراجع صادرات النفط العراقية إلى الولايات المتحدة: تهديد اقتصادي وسياسي؟
  • كوريا الشمالية تتهم رئيس الجارة الجنوبية بإثارة خطر اندلاع حرب نووية
  • كوريا الشمالية تتهم جارتها الجنوبية بإثارة خطر "حرب نووية"
  • كوريا الشمالية تتهم جارتها الجنوبية بإثارة خطر حرب نووية
  • هل صاروخ كوريا الشمالية الأقوى في العالم فعّال في الحروب؟.. خبراء يجيبون
  • تصريحاته متحيزة.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية توجه انتقادا لاذعا لـ جوتيرتش
  • روسيا تدعم إجراءت كوريا الشمالية لكبح جماح الولايات المتحدة
  • زعيم كوريا الشمالية يبعث برسالة للرئيس الجزائري
  • كوريا الشمالية تهدد باستعدادها لضربة نووية انتقامية.. ما علاقة أمريكا؟