رئيس لجنة حصر إعصار درنة لـ«البوابة نيوز»: 95% من الأشخاص التي أُزيلت منازهم أمواتا
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
قال الدكتور أبوبكر امصادف بدر وكيل عام وزارة الحكم المحلي ورئيس لجنة الحصر والتعويضات الليبية: إن كارثة الإعصار كبيرة جدًا وطالت 17 بلدية في شرق ليبيا؛ مُشيرًا إلى أن درنة هي الأكثر تضررًا من بين الـ 17 بلدية.
وأضاف في تصريحات خاص لـ «البوابة نيوز»: أن حجم الأضرار في الـ 17 بلدية في الشرق الليبي مُتفاوته فبلدية سوسة ثاني الأكثر تضررًا بعد درنة من حيث تضرر المنازل وتهدمها وانهيار البنية التحتية لافتًا إل أن سوسة تعد انهارت بشكل شبه كامل، أما بلدية شحات شهدت ارتفاع بشأن تعداد الوفيات والضحايا جراء الإعصار وانهيار البنية التحتية وتدمر جزء كبير من القطاعات الخدمية.
درنة الأكثر تضررًا من بين الـ 17 بلدية في شرق ليبيا
وأشار إلى أن منطقة جندولة التابعة لـبلدية البيضاء سجلت انهيار نحو 250 منزلًا بالكامل ووفاة أكثر من 46 شخصًا في بلدية الساحل، أما منطقة البياضة التابعة لـ بلدية الساحل شهدت غرق كامل للمنازل وشهدت منطقة الوردية انجراف للطرق والجسور ووفاة أكثر من 100 شخص. أما منطقة جرجار التابعة لـ بلدية الساحل ضررت بشكل كبير وسجلت نحو 120 حالة وفاة.
95 % من الأشخاص التي أُزيلت منازهم أموات
وقال المسؤول الليبي، إن الكارثة في درنة كبيرة جدًا، لافتًا إلى أن بين 90 إلى 95 % من الأشخاص التي أزيلت منازلهم جراء الإعصار أمواتًا، مؤكدًا أن الكارثة عظمى فلأول مرة في أفريقيا يكون إعصار بهذا الشكل.
وأضاف «امصادف» أن الـ 17 بلدية في الشرق الليبي تضررت بشكل شبه كامل جراء إعصار درنة، مؤكدًا أن وزارة الحكم المحلي التابعة للحكومة المُكلفة من البرلمان برئاسة الدكتور أسامة حماد، شكلت لجان للإشراف على حصر الأضرار إلى جانب تشكيل لجان حصر فرعية في كل بلدية مكونة من 6 أشخاص بالتعاون مع مُدريات الأمن والإسعاف لإجراء حصر دقيق لكل المنازل المتضررة.
اقرأ أيضًا
درنة المدينة المنكوبة.. شهادات مأساوية لـ «البوابة نيوز» من الإعصار المدمر
وأوضح أنه حتى الآن تجرى لجان الحصر الفرعية عملها في الـ 17 بلدية التي تضررت جراء الإعاصر، مشيرًا إلى أنه سيتم الكشف عن حجم الأضرار بالأرقام خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر خلال مُؤتمر صحفي يجرى الاعداد له.
وقال رئيس لجنة الحصر والتعويضات الليبية، إن اللجنة التحذيرية لإعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة، عقدت مساء الثلاثاء اجتماعًا مُوسع لأكثر من 3 ساعات بحضور رؤساء لجان الحصر الفرعية في البلديات الـ 17 المتضررات لمتابعة أعمال لجان الحصر، لافتًا إلى أنه في الوقت الحالي لا يمكن الإدلاء بأرقام أولية بشأن حجم الأضرار لحين الانتهاء من الحصر النهائي.
تسكين الأسر التي لا يوجد لها مأوى خلال 48 ساعة
وقال وكيل عام وزارة الحكم المحلي إن الدكتور أسامة حماد رئيس الحكومة المُكلفة، وجه بتشكيل لجنة برئاسة نائبه علي القطراني لحل كل المختنقات التي تواجه أعمل لجان الحصر؛ مؤكدًا على تسكين كل الأسر التي لا يوجد لها مأوى خلال 48 ساعة. حسبما صرح لـ البوابة نيوز.
وثمن المسؤول الليبي جهود الإغاثة التي قدمها الدول العربية الشقيقة لـ ليبيا جراء الإعاصر المدمر؛ لافتًا إلى أن الحكومة الليبية المكلفة تواصل جهودها على أرض الواقع لمجابهة الكارثة التي طالت 17 بلدية في الشرق الليبي.
وأصدرت الحكومة الليبية المُعينة من البرلمان، الثلاثاء الماضي، 10 قرارات وإجراءات بشأن مجابهة أزمة الـ 17 بلدية المتضررات جراء إعصار درنة:
الموافقة على إنشاء صندوق اعمار مدينة درنة والمناطق المتضررةسحب مشاريع الإسكان العام في مدينة درنة والمناطق والمدن المتضررة واعطاء مهلة اسبوعين للبدء في استكمالها وفي حالة عدم استكمالها يتم التعاقد مع شركات اخرى لاستكمالها على الفوراعطاء مهلة اسبوعين للجهة المشرفة و القائمة على صيانة مستشفى درنة للانتهاء من التنفيذ او سحب المشروع وتغيير الجهة المنفذة فورًاالتاكيد على إقامة مؤتمر إعمار درنة في موعده في العاشر من شهر اكتوبر والذي سيفتح الباب أمام الشركات العالمية لتقديم افضل التصاميم الملائمة لطبيعة وتضاريس المدينةمنح الاذن بصيانة جميع المدارس وعددها 488 مدرسة في المناطق المتضررة جراء الفياضانات والسيول بالمناطق والمدن وتكفل الدولة بمصاريف الكتاب المدرسي والتجهيزات المدرسية لكافة ابنائنا الطلبة في المناطق والمدن المتضررة بشكل كاملصرف 3 اشهر بشكل عاجل لموظفي الشركات المتعثرة و مدينة درنة والمناطق المتضررة على وجه السرعةتوفير الزي المدرسي والحقائب المدرسية مجانا في كافة المدن والمناطق المتضررةتوفير عدد 24 مدرسة متنقلة خلال الاسبوع القادمصيانة العمارات المتضررة من خلال توفير قيمة نقدية مقابل الصيانةتوفير قيمة بدل إيجار للعائلات المتضررة بعد انتهاء الحصر في درنة والمناطق والمدن المتضررة.المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: درنة إعصار ليبيا ليبيا والمناطق المتضررة درنة والمناطق البوابة نیوز بلدیة فی ا إلى أن لافت ا تضرر ا
إقرأ أيضاً:
رئيس بلدية الزهراء للجزيرة نت: الاحتلال أباد نطاق 3 بلديات لإقامة محور نتساريم
غزة- مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من "محور نتساريم" تكشف حجم الجريمة التي خلفتها على حياة الإنسان والبيئة والبنية التحتية، وهو ما دفع بلديات الزهراء والمغراقة ووادي غزة -التي التهم هذا المحور أراضيها- إلى إعلانها منطقة منكوبة غير قابلة للعيش.
وتوسعت قوات الاحتلال في هذا المحور الذي أنشأته مع اندلاع الحرب على قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكان يفصل القطاع عرضا من السياج الأمني الإسرائيلي شرقا وحتى شاطئ البحر غربا، وبعمق عدة كيلومترات، ملتهما أراضي هذه البلديات الثلاث، وأجزاء من حيي الزيتون والشيخ عجلين في مدينة غزة، وقد مسحت معالم المنطقة كليا وعاثت فيها إسرائيل فسادا وتدميرا.
ويقول رئيس بلدية الزهراء الدكتور نضال نصار إن الاحتلال -وفي سبيل إنشاء هذا المحور- عمد إلى تدمير كافة المباني والمنازل السكنية، ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، والبنية التحتية، والمدارس والجامعات، والمنشآت العامة والخاصة. وفي الحوار التالي مع الجزيرة نت، يفصل الدكتور نصار تأثيرات هذا المحور على مفاصل الحياة المختلفة.
هذا محور موت ودمار وخراب، ومع انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من مناطق شمال وادي غزة التي أطلق عليها "محور نتساريم"، وتحديداً في اليوم الـ22 من اتفاق وقف اطلاق النار، وسريان وقف الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بحق قطاع غزة، بدأ السكان العودة إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها، وبدأت تظهر معالم الكارثة التي خلفتها آلة القتل الإسرائيلية لتترك وراءها منطقة منكوبة باتت غير صالحة للحياة.
لماذا أطلق الغزيون على "نتساريم" اسم "محور الموت"؟ إعلانلقد فرض الاحتلال سيطرته على كامل المنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ليعزل شمال القطاع عن جنوبه وتسبب بنزوح السكان، وأقام على أرضها المواقع والثكنات عسكرية ونصب حواجز التفتيش على شارعي صلاح الدين والرشيد، وهما الوحيدان الواصلان بين شمال القطاع وجنوبه، ليمنع تنقل المواطنين وإيصال قوافل المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله.
وعلى هذا المحور مارس جنود الاحتلال القتل والتعذيب بحق المدنيين، وإثر الانسحاب منه تكشف جانب من هذه الجرائم أظهرتها بقايا الجثث وأشلاء الشهداء على جوانب الطرق.
ما حجم الدمار الذي تسبب به الاحتلال لإقامة هذا المحور؟تضم منطقة شمال وادي غزة نفوذ 3 بلديات هي: الزهراء والمغراقة ووادي غزة المعروفة باسم "جحر الديك" وهي مساحة جغرافية تقدر بنحو 21 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) ويحدها من الغرب شاطئ بحر مدينة الزهراء، ومن الشرق السياج الأمني الإسرائيلي الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948، وعلى جنوبها يقع وادي غزة، وعلى شمالها مدينة غزة.
وتتميز هذه المنطقة بكونها أرضا زراعية خصبة تكثر فيها أشجار الزيتون والحمضيات، خصوصا في منطقتي المغراقة ووادي غزة، وتعتبر سلة غذائية للمحاصيل الزراعية الموسمية، وتمتاز أيضاً بالإنتاج الحيواني كتربية المواشي والأغنام ومزارع الدواجن.
أما مدينة الزهراء فهي ذات طابع سياحي وعمراني حضاري، تمتاز بإطلالة بحرية وتحتضن العديد من المؤسسات والجامعات التعليمية، ويغلب عليها كروم العنب والتين، لكن كل هذا كان من الماضي، ومن أجل إقامة هذا المحور دمر الاحتلال كل شيء في طريقه.
ما أبرز القطاعات الحياتية المدمرة في نطاق هذا المحور؟دمّر الاحتلال الإسرائيلي كافة معالم الحياة في المنطقة، وأحدث شللا في كافة القطاعات، وكان لقطاع الاسكان النصيب الأكبر من الخسائر التي تقدر بـ12 ألف وحدة سكنية، مما سبب نزوح أكثر من 41 ألف نسمة وخلف أزمة سكانية حادة.
إعلانوقام الاحتلال خلال فترة عدوانه بتدمير كافة المرافق التعليمية من مدارس وجامعات ورياض أطفال، والتي يقدر عددها بـ28 منشأة تعليمية، وهو ما أدى لحرمان 26 ألفا من الطلبة من التمتع بحقوقهم.
وتسبب الاحتلال بخسائر فادحة في قطاع المياه بتدميره 24 بئرا وخزانات والخطوط الرئيسية والشبكات الأرضية، بهدف تعطيش سكان المنطقة وإجبارهم على النزوح، كما دمّر شبكات الصرف الصحي والمضخات الرئيسية الثلاث في المنطقة، ليرفع من فرصة تفشي الأوبئة والأمراض بين السكان.
وعلى صعيد قطاع الطرق، دمر الاحتلال حوالي 100 كيلو متر من شبكات الطرق، ليمنع الوصول إلى هذه المناطق ويوقف حرية الحركة وتنقل المواطنين.
كما أقدم الاحتلال على تدمير كافة العيادات والمشافي الطبية في المنطقة وأخرجها عن الخدمة، بالإضافة لشبكات الكهرباء وخطوط الإنترنت، متسببا في صعوبة الاتصال والتواصل، ومع تدمير جميع مرافق البلديات ومعداتها وآلياتها تراكمت الأطنان من ركام المنازل والنفايات مما يفاقم المشاكل البيئية والصحية.
والزهراء على وجه التحديد كانت واحدة من أجمل مدن القطاع، فهي ذات طابع عمراني مميز، وهي حاضنة 3 جامعات، وعلى أرضها يقع "قصر العدل" وهو مجمع محاكم مولت إنشاءه دولة قطر، ومدرسة للمكفوفين هي الوحيدة بالقطاع، ودار للمسنين، ومقر للدفاع المدني والعديد من المرافق الحيوية والمنشآت السياحية والتجارية، وقد دمرها الاحتلال بشكل شامل وكامل.
جرّفت قوات الاحتلال المساحات الزراعية ودمرت 10 آلاف و200 دونم زراعياً، بهدف تجويع السكان وإعدام موارد الحياة، علاوة على إعدام الثروة الحيوانية والمزارع في المنطقة، والتي كانت تعتبر من أهم المصادر التي تمد السوق المحلي بالمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية.
إعلان ما احتياجاتكم لإعادة الحياة من جديد؟تحديات كبيرة تواجه عمل البلديات الثلاث في تقديم الخدمات الأساسية للسكان، وتتمثل في عدم سماح الاحتلال بإدخال الآليات الثقيلة والمعدات اللازمة لإزالة الركام وفتح الطرق. كما نعاني من عدم توفر قطع الغيار اللازمة لصيانة الآبار والمضخات وشبكات المياه والصرف الصحي ومولدات الكهرباء والطاقة البديلة إلى جانب نقص إمدادات السولار.
ونحتاج لتخصيص 11 ألفا و500 وحدة سكنية مؤقتة "كرفان" للسكان النازحين في المنطقة كمأوى بديل ومؤقت، إلى حين إعادة الاعمار وعودة المواطنين الى منازلهم.