الاتفاق السعودي الإسرائيلي الذي تسعى إليه الإدارة الأمريكية يبدو أنه ليس سوى بيدق لتفاعلات بين الرياض وواشنطن من شأنها تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، ولذلك فإن الاتفاق مع تل أبيب قد يتأخر، لكن ولي العهد السعودي يريد وضع مسألة الحصول على اتفاق دفاعي صارم مع الولايات المتحدة كبند مستقل يريد تنفيذه، وهو أمر يجب أن تستثمره واشنطن لصالحها.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي"، وكتبه الباحث والمؤلف المخضرم الدكتور جيمس دورسي، الزميل في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية بسنغافورة، وترجمه "الخليج الجديد".

أثمان صعبة

ويرى دورسي ابتداء أن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجهان عقبات هائلة في دفع الثمن الذي تضعه المملكة العربية السعودية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يمكن أن يؤخر ذلك الاتفاق ويفتح السيناريوهات على أشياء أخرى في العلاقات بين واشنطن والرياض.

اقرأ أيضاً

الجارديان: رغم الزخم.. فلسطينيون يشككون في احتمالية اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي

وصعدت السعودية، خلال الأيام الماضية، من الحديث والتحرك بميدان القضية الفلسطينية، في حديثه الأخير لقناة "فوكس نيوز"، قال الأمير محمد بن سلمان إن القضية الفلسطينية "مهمة للغاية" بالنسبة للسعودية.

وبعد أيام قليلة من المقابلة، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الندوة عبر الإنترنت لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ستتطلب خطة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

القضية الفلسطينية

وفي أول زيارة يقوم بها مسؤول سعودي كبير إلى الضفة الغربية منذ إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994، قال السفير نايف السديري، أول مبعوث للمملكة إلى الكيان الفلسطيني، إن السعودية "تعمل على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة”. القدس الشرقية عاصمتها".

اقرأ أيضاً

القيادة الأمنية في إسرائيل تحذر من اتفاق تطبيع محتمل مع السعودية.. لماذا؟

وطلب مسؤولون فلسطينيون من نظرائهم السعوديين، كجزء من اتفاق المملكة على الاعتراف بالدولة اليهودية، بإلزام إسرائيل بالتوقف عن بناء مستوطنات جديدة، وتوسيع السيطرة الفلسطينية على الأمن والبناء في الضفة الغربية، وقبول العضوية الفلسطينية الكاملة في الأمم المتحدة، والموافقة على فتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وقنصلية أمريكية في القدس الشرقية.

ومع ذلك، يؤكد مسؤولون إسرائيليون أن الأمر ليس بهذا التشدد، وأن السعودية تردد مجرد كلام عن القضية الفلسطينية وأن ما سيقنع الرياض أشياء أقل كثيرا من دولة فلسطينية.

معاهدة دفاع

وبعيدا عن هذا التناقض فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تبدو مسألة طلب السعودية معاهدة دفاع شاملة مع الولايات المتحدة أمرا واضحا لا يقبل القسمة على اثنين، بالنسبة لولي العهد.

وتقول كيرستن فونتنروز، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن بن سلمان خلق وضعاً يمكنه من خلاله المطالبة بقوة بترتيب أمني ملزم حتى لو فشلت الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.

بدوره، يعتبر دينيس روس، المفاوض الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط، إن إصرار الرياض على طلب معاهدة دفاع مع واشنطن، يعني أن لي العهد السعودي تقطعت به السبل أمنيا وعسكريا، وأنه متيقن من أن الاعتماد يجب أن يكون فقط على أمريكا وليس الصين.

اقرأ أيضاً

التفاصيل تشكل تحديا.. بلينكن: تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية غير مضمون

ويضيف روس أن واشنطن طلبت، في المقابل، أشياء من السعوديين، مثل الاستمرار في ربط النفط بالدولار، وتقليل التعاون التجاري مع الصين، وهو أمر ستقاومه الرياض.

ويقول الدبلوماسي الأمريكي السابق والمحلل البارز مارتن إنديك: "لا يمكن للسعودية أن تسير في الاتجاهين بأريحية، وإذا أرادت التزاما دفاعيا وأمنيا من الولايات المتحدة، فعليها أن تتماشى مع الطلبات الأمريكية".

ويختتم التحليل بالقول: مما لا شك فيه أن السعودية والإمارات ستختبران إلى أي مدى يمكنهما تجاوز الحدود إذا توصلتا إلى تفاهم أمني مع الولايات المتحدة، لكن من المرجح أيضاً أن يجدوا في نهاية المطاف أن الترتيبات الأمنية من شأنها، على الأقل في الشرق الأوسط، أن تحول ميزان القوى الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين لصالح الولايات المتحدة.

المصدر | جيمس دورسي / مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تطبيع السعودية العلاقات السعودية الأمريكية اتفاق دفاعي محمد بن سلمان القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مسؤولان أميركيان يحذران حزب الله: لا تنتظروا أميركا لمنع هجوم إسرائيل

#سواليف

نقل موقع بوليتيكو أمس الاثنين، عن #مسؤولين_أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة أرسلت رسالة عبر الوسطاء إلى حزب الله مفادها ألا يعتمد عليها في كبح #إسرائيل ومنعها من مهاجمته في #لبنان.

وقال مسؤول مطلع على المحادثات الأميركية اللبنانية لموقع بوليتيكو، إن الرسالة الأميركية تهدف لدفع #حزب_الله إلى التهدئة، في وقت “تستسلم فيه واشنطن لاحتمال قيام إسرائيل بخطوة كبيرة ضد حزب الله داخل لبنان في الأسابيع المقبلة”.

كما قال المسؤولان الأميركيان إن حزب الله يجب أن يفهم أن واشنطن “ستقدم كامل الدعم لإسرائيل إذا تمت المواجهة مع الحزب”، وفق وصفهما.

مقالات ذات صلة اتفاقية تعاون بين “النزاهة” ومركز زها الثقافي 2024/06/11

وأضافا أن الدعم سيشمل كل شيء بما في ذلك تجديد نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي وتقديم المعلومات الاستخبارية، وحتى الدعم العسكري المباشر إذا زادت الضغوط من حزب الله.

غير أن المسؤولَين الأميركيين أكدا لموقع بوليتيكو، أن قادة إسرائيل لم يتخذوا قرارا بشأن خطوتهم القادمة مع حزب الله، مرجحين أن الطرفين لا يريدان حربا شاملة، مع وجود احتمال تصاعد ما سموه بـ”سوء التقدير” في الأيام المقبلة.

دعم الهجوم

وذكر الموقع أن إسرائيل تعتقد أن إظهار الولايات المتحدة دعمها علنا لهجوم إسرائيلي ضد حزب الله، سيكون من شأنه دفع الحزب للتراجع.

ورجح أن الولايات المتحدة يمكن أن تؤثر على نوع وحجم العملية التي قد يشنها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله إذا ما أخذ قرارا بذلك، كما حدث في عملية رفح جنوبي قطاع غزة التي كانت تعارضها واشنطن.

ومساندة لقطاع غزة الذي يواجه عدوانًا إسرائيليا بدعم أميركي، يتبادل حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إطلاق نار عبر الخط الأزرق، وسط تصعيد بارز في الأيام الأخيرة وتحذيرات من اندلاع حرب، لا سيما مع موافقة إسرائيل على خطط هجوم لبنان.

مقالات مشابهة

  • 6.5 مليار دولار قيمة الأسلحة الأمريكية المقدمة لاسرائيل
  • غالانت يتحدث عن توافق إسرائيلي مع واشنطن ونتنياهو يرد عليه
  • “نيوزويك” الأمريكية.. واشنطن تتغاضى عن جرائم السعودية مقابل الاتفاقية الدفاعية والتطبيع
  • وزيرا دفاع الولايات المتحدة وروسيا يبحثان أزمة أوكرانيا
  • واشنطن تسعى إلى اتفاق دبلوماسي لمنع حرب بين إسرائيل وحزب الله
  • غالانت من واشنطن: الوقت ينفد.. ولن ننسى موقف الولايات المتحدة معنا
  • غالانت من واشنطن: الوقت ينفد.. ولن نسى موقف الولايات المتحدة معنا
  • مسؤولان أميركيان يحذران حزب الله: لا تنتظروا أميركا لمنع هجوم إسرائيل
  • واشنطن تتغاضى عن جرائم السعودية مقابل الاتفاقية الدفاعية والتطبيع
  • روسيا تتوعد بالانتقام من أمريكا بسبب ضربة أوكرانية في القرم