مودرن دبلوماسي: السعودية مصممة على اتفاقية دفاع مع أمريكا حتى لو فشل التطبيع
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
الاتفاق السعودي الإسرائيلي الذي تسعى إليه الإدارة الأمريكية يبدو أنه ليس سوى بيدق لتفاعلات بين الرياض وواشنطن من شأنها تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، ولذلك فإن الاتفاق مع تل أبيب قد يتأخر، لكن ولي العهد السعودي يريد وضع مسألة الحصول على اتفاق دفاعي صارم مع الولايات المتحدة كبند مستقل يريد تنفيذه، وهو أمر يجب أن تستثمره واشنطن لصالحها.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي"، وكتبه الباحث والمؤلف المخضرم الدكتور جيمس دورسي، الزميل في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية بسنغافورة، وترجمه "الخليج الجديد".
أثمان صعبةويرى دورسي ابتداء أن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجهان عقبات هائلة في دفع الثمن الذي تضعه المملكة العربية السعودية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يمكن أن يؤخر ذلك الاتفاق ويفتح السيناريوهات على أشياء أخرى في العلاقات بين واشنطن والرياض.
اقرأ أيضاً
الجارديان: رغم الزخم.. فلسطينيون يشككون في احتمالية اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي
وصعدت السعودية، خلال الأيام الماضية، من الحديث والتحرك بميدان القضية الفلسطينية، في حديثه الأخير لقناة "فوكس نيوز"، قال الأمير محمد بن سلمان إن القضية الفلسطينية "مهمة للغاية" بالنسبة للسعودية.
وبعد أيام قليلة من المقابلة، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الندوة عبر الإنترنت لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ستتطلب خطة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
القضية الفلسطينيةوفي أول زيارة يقوم بها مسؤول سعودي كبير إلى الضفة الغربية منذ إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994، قال السفير نايف السديري، أول مبعوث للمملكة إلى الكيان الفلسطيني، إن السعودية "تعمل على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة”. القدس الشرقية عاصمتها".
اقرأ أيضاً
القيادة الأمنية في إسرائيل تحذر من اتفاق تطبيع محتمل مع السعودية.. لماذا؟
وطلب مسؤولون فلسطينيون من نظرائهم السعوديين، كجزء من اتفاق المملكة على الاعتراف بالدولة اليهودية، بإلزام إسرائيل بالتوقف عن بناء مستوطنات جديدة، وتوسيع السيطرة الفلسطينية على الأمن والبناء في الضفة الغربية، وقبول العضوية الفلسطينية الكاملة في الأمم المتحدة، والموافقة على فتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وقنصلية أمريكية في القدس الشرقية.
ومع ذلك، يؤكد مسؤولون إسرائيليون أن الأمر ليس بهذا التشدد، وأن السعودية تردد مجرد كلام عن القضية الفلسطينية وأن ما سيقنع الرياض أشياء أقل كثيرا من دولة فلسطينية.
معاهدة دفاعوبعيدا عن هذا التناقض فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تبدو مسألة طلب السعودية معاهدة دفاع شاملة مع الولايات المتحدة أمرا واضحا لا يقبل القسمة على اثنين، بالنسبة لولي العهد.
وتقول كيرستن فونتنروز، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن بن سلمان خلق وضعاً يمكنه من خلاله المطالبة بقوة بترتيب أمني ملزم حتى لو فشلت الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
بدوره، يعتبر دينيس روس، المفاوض الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط، إن إصرار الرياض على طلب معاهدة دفاع مع واشنطن، يعني أن لي العهد السعودي تقطعت به السبل أمنيا وعسكريا، وأنه متيقن من أن الاعتماد يجب أن يكون فقط على أمريكا وليس الصين.
اقرأ أيضاً
التفاصيل تشكل تحديا.. بلينكن: تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية غير مضمون
ويضيف روس أن واشنطن طلبت، في المقابل، أشياء من السعوديين، مثل الاستمرار في ربط النفط بالدولار، وتقليل التعاون التجاري مع الصين، وهو أمر ستقاومه الرياض.
ويقول الدبلوماسي الأمريكي السابق والمحلل البارز مارتن إنديك: "لا يمكن للسعودية أن تسير في الاتجاهين بأريحية، وإذا أرادت التزاما دفاعيا وأمنيا من الولايات المتحدة، فعليها أن تتماشى مع الطلبات الأمريكية".
ويختتم التحليل بالقول: مما لا شك فيه أن السعودية والإمارات ستختبران إلى أي مدى يمكنهما تجاوز الحدود إذا توصلتا إلى تفاهم أمني مع الولايات المتحدة، لكن من المرجح أيضاً أن يجدوا في نهاية المطاف أن الترتيبات الأمنية من شأنها، على الأقل في الشرق الأوسط، أن تحول ميزان القوى الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين لصالح الولايات المتحدة.
المصدر | جيمس دورسي / مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تطبيع السعودية العلاقات السعودية الأمريكية اتفاق دفاعي محمد بن سلمان القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يرحب بتوقع اتفاق المعادن مع أمريكا.. هل يوافق ترامب؟
صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لوسائل إعلام بريطانية بأن بلاده مستعدة لتوقيع اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة.
وقال في جلسة مع صحفيين في وقت متأخر من ليلة الأحد/الاثنين بعد القمة التاريخية التي جمعت قادة دول حليفة لكييف في لندن: سنوقع الاتفاق المطروح على الطاولة إذا كان الأطراف مستعدون".
أخبار متعلقة دون خسائر.. زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب جزيرة سيرام الإندونيسيةالناتو: واشنطن ملتزمة بالحلف رغم انتقادات ترامب المتكرّرةوتلاشت آمال إبرام الاتفاق الذي كان مفترضًا أن يشكل خطوة نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، الجمعة بعد تلاسن بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
مواصلة ما حدث في الماضيونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن زيلينسكي قوله: "سياستنا هي مواصلة ما حدث في الماضي، نحن بناؤون، إذا توافقنا على توقيع اتفاق المعادن، فنحن مستعدون لتوقيعه.
وزار زيلينسكي واشنطن يوم الجمعة لتوقيع اتفاق بين أوكرانيا والولايات المتحدة للاستغلال المشترك للموارد المعدنية في أوكرانيا، في إطار خطة تعافٍ بعد الحرب، ضمن اتفاق سلام محتمل بوساطة من الولايات المتحدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } زيلينسكي يرحب بتوقع اتفاق المعادن مع أمريكا - د ب أ
ولكن خلال اجتماعهما في البيت الأبيض، وبخ ترامب نظيره الأوكراني، وطلب منه أن يكون أكثر "امتنانًا" للدعم الأمريكي الذي قُدم لكييف خلال الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
اتفاق منصفكان الرئيس الأمريكي قال في وقت سابق إن اتفاق المعادن المقترح سيكون "منصفًا".
وبعد المشادة الكلامية الحادة، طلب من زيلينسكي المغادرة دون عقد مؤتمر صحفي مشترك كان مقررًا.
وقال البيت الأبيض إن اتفاق المعادن تُرِك بلا توقيع.
وعقد قادة دول حليفة لأوكرانيا قمة الأحد في لندن لإظهار دعمهم لكييف، والالتزام بفعل المزيد من أجل الأمن في أوروبا وتعزيز الإنفاق الدفاعي، مع تمسكهم بضرورة توفر دعم قوي من الولايات المتحدة.