شهد بيت ثقافة كفر الزيات، توافد العديد من الرواد والمهتمين بالشأن الثقافي والفني بمحافظة الغربية، وذلك لحضور عدد من الفعاليات والأنشطة التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ضمن الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، فيما عقدت حلقة بحثية لمناقشة مخاطر الهجرة غير الشرعية.

بدأت فعاليات الحلقة البحثية بكلمة من الشاعر محمد أمين صالح، رئيس نادي أدب كفر الزيات الذي أشار إلى أن الهجرة غير المشروعة هي طريقة غير نظامية أو غير قانونية تتم دون الحصول على تأشيرة دخول للدول الأخرى المراد السفر إليها بغرض العمل، موضحا أن لها العديد من الأسباب، منها: الفقر، والزيادة السكانية، مع انعدام فرص العمل.

وعن مخاطر الهجرة غير الشرعية، قال الشاعر أحمد زايد إن من أهم المخاطر ضياع حقوق الشاب المهاجر، الذي يصل إلى وجهته دون أوراق رسمية تثبت شخصيته، مما يعرضه للمساءلة القانونية، مؤكدا أنها تفرض على الشباب العمل بأجور زهيدة جدا نظرا لتواجدهم داخل البلد بشكل يخالف القوانين، مما يعرضهم لمطاردات الجهات الأمنية ليل نهار.

من جانبه، طالب الشاعر رضا غريب بعقد المزيد من الفعاليات التوعوية واللقاءات التثقيفية للشباب لزيادة وعي المجتمع بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وعرض الوسائل الآمنة للهجرة إلى الدول الأجنبية.

مشيراً إلى أن الدولة المصرية قد اتخذت عددا من الإجراءات القانونية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة على الشباب والمجتمع، لافتا إلى أن الاستراتيجية الوطنية الأولى لمكافحة الهجرة غير الشرعية انطلقت في عام 2016، إلى جانب إصدار الدولة للقانون رقم 82 لسنة 2016، الذي يجرم الهجرة غير الشرعية، وينص على معاقبة مرتكبيها.

هذا وقد شهد بيت ثقافة كفر الزيات عددا من الفقرات الثقافية والفنية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث استعرض الشيخ محمد حسني عمار، من علماء الأزهر الشريف أهم المواقف الإنسانية للرسول الكريم، والتي عبرت عن أهم القيم المجتمعية في كل الأزمان، ومنها التسامح، وقبول الآخر، والمواطنة، وكيف أن الله بعثه رحمة للعالمين، فيما اختتمت الفعاليات بغناء العديد من التواشيح والابتهالات الدينية قدمتها فرقة كفر الزيات للموسيقى العربية بقيادة المايسترو الفنان طارق شعبان.

جاءت الفعاليات بإشراف الإدارة العامة للشباب والعمال، والإدارة العامة للمرأة التابعتين للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، وبرعاية إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، وبحضور العديد من أدباء وشعراء محافظة الغربية، تتقدمهم صفية أحمد، مديرة بيت ثقافة كفر الزيات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محافظة الغربية كفر الزيات مخاطر الهجرة غير الشرعية فعاليات قصور الثقافة الهجرة غیر الشرعیة کفر الزیات العدید من

إقرأ أيضاً:

الهند- باكستان- إيران.. كيف توزّع واشنطن صكوك الشرعية النووية؟

 

 

منذ نشأة النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، سعت القوى الكبرى إلى فرض معايير محددة للشرعية في امتلاك السلاح النووي، فكانت معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) حجر الزاوية في ضبط التسلح العالمي، لكن مع مرور العقود، بدا واضحاً أن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لا يتعامل مع هذا السلاح الفتاك بمنطق قانوني أو أخلاقي موحد، بل بمنطق المصالح، التحالفات، والخطاب السياسي الانتقائي. هذا التحيّز تجلّى بوضوح في طريقة تعامله مع ثلاث دول نووية في آسيا: الهند، باكستان وإيران.
رغم أن الهند فجّرت أول قنبلة نووية في عام 1974م فيما عُرف باختبار “بوذا المبتسم”، في تحدٍّ مباشر لمعاهدة حظر الانتشار التي لم توقّع عليها أصلاً، فإن رد الفعل الدولي لم يتجاوز حدود الإدانات الرمزية. وبحلول الألفية الجديدة، تحوّلت الهند من دولة نووية “مارقة” بنظر الغرب إلى حليف استراتيجي موثوق، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي المدني مع الولايات المتحدة عام 2008م، هذا الاتفاق منح الهند شرعية شبه رسمية للوصول إلى تكنولوجيا نووية دولية، دون أن تلتزم بتخفيض ترسانتها النووية أو الانضمام لـNPT.
في حين كان جاء التبرير الغربي: الهند “أكبر ديمقراطية في تلك المنطقة”، وتلعب دوراً مهماً في موازنة نفوذ الصين. وهكذا، غُلّبت الجغرافيا السياسية على القانون الدولي.
باكستان من جهتها، دخلت النادي النووي من باب الردع المضاد بعد التجارب النووية الهندية. لكنها لم تصل إلى هذه القدرة عبر سباق علمي داخلي وحسب، بل عبر اختراق استخباراتي وعلمي نفّذه العالم الباكستاني عبدالقدير خان، الذي حصل على تصميمات الطرد المركزي من أوروبا، وأنشأ شبكة تهريب نووية خدمت لاحقاً إيران وليبيا وكوريا الشمالية.
فيما كان الرد الغربي عبارة عن عقوبات مؤقتة أعقبت التجربة النووية عام 1998م، سرعان ما رُفعت بعد أن أصبحت باكستان شريكاً ضرورياً في “الحرب على الإرهاب” بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001م، ومع أن واشنطن والغرب يشككون في قدرة الدولة الباكستانية على تأمين ترسانتها النووية وسط تنامي “التطرف الداخلي” على حد تعبيرهم، اختاروا التغاضي الحذر بدل المواجهة، خشية تفجير توازن الردع مع الهند أو زعزعة استقرار جنوب آسيا.
أما إيران، فكانت مثالاً عن النفاق الغربي بأوضح صوره، على عكس الهند وباكستان، إيران وقّعت على معاهدة حظر الانتشار النووي، وخضعت لعقود من التفتيش المكثّف من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يصرّح مسؤولوها مرة عن قرار إيراني ببناء سلاح نووي. ومع ذلك، فإن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، فرض على إيران أحد أقسى أنظمة العقوبات في التاريخ الحديث، مدّعياً أن برنامجها السلمي ليس سوى غطاء لطموحات عسكرية.
الاتفاق النووي الإيراني عام 2015م، كان فرصة لنزع فتيل الأزمة، لكنه انهار عملياً بعد انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب منه عام 2018م، في خطوة نالت مباركة إسرائيلية وعارضها الحلفاء الأوروبيون. لم تُجدِ التقارير الإيجابية من الوكالة الدولية نفعاً، ولا الانفتاح الجزئي الذي أبدته طهران مرات عديدة، وذلك، لأن إيران عدو استراتيجي لحلفاء واشنطن في المنطقة، خاصة كيان الاحتلال، ولذلك فامتلاكها أي قدرة نووية مرفوض تماماً.
إن هذا التعامل المزدوج يعيد صياغة مفهوم “الشرعية النووية” من أداة لضبط انتشار السلاح إلى أداة للهيمنة، فحين يُسمح لدولة كالهند بتطوير سلاح نووي وتُكافأ بالتكنولوجيا، ويُتسامح مع باكستان رغم سجلها في الانتشار، بينما تُخنق إيران اقتصادياً وسياسياً قبل حتى أن تُنتج قنبلة واحدة، لا يمكن الحديث عن نظام عالمي عادل، بل عن منظومة هيمنة بغطاء قانوني.
في الواقع، إن الاستمرار بمثل هذه السياسات يعني أمرين: فقدان الثقة في النظام الدولي، وخاصة في معاهدة NPT، التي باتت تبدو كمجرد أداة للسيطرة على بعض الدول دون غيرها، وتشجيع دول أخرى على السعي لامتلاك السلاح النووي خارج الأطر الرسمية، إدراكاً منها أن الردع الحقيقي لا يأتي من التوقيع على الاتفاقيات، بل من امتلاك القنبلة نفسها.
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في آسيا والشرق الأوسط، ومع تخبّط السياسة الخارجية الأمريكية بين التحالفات والمصالح، يبدو أن العالم يتّجه إلى مرحلة تفكّك تدريجي للمنظومة النووية التقليدية، فكلما شعرت دولة أن الاتفاقيات لا تحميها، وأن الغرب يستخدم القانون كعصا انتقائية، كلما زادت فرص أن ترى في السلاح النووي الضمانة الوحيدة لوجودها.
في هذا السياق، لا يمكن قراءة البرنامج النووي الإيراني، ولا حتى الطموحات التركية أو السعودية المحتملة، خارج هذا الإطار، فحين يصبح النووي مسموحاً لدول معينة رغم خروقاتها، ومحرّماً على أخرى رغم التزامها، فإن قاعدة اللعبة تصبح “من يملك النفوذ، يملك النووي”.

*صحفية لبنانية

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات مؤتمر اليوم الواحد الأدبي بالغربية تحت شعار «الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية»
  • انطلاق فعاليات "أسبوع الثقافة الهولندية" في "بيت الزبير"
  • الأمير فيصل بن خالد بن سلطان يشهد توقيع اتفاقيات تعاون بحثية وثقافية وبيئية بحضور محافظ هيئة التطوير الدفاعي
  • الهند- باكستان- إيران.. كيف توزّع واشنطن صكوك الشرعية النووية؟
  • قصور الثقافة بالشرقية تحتفل بذكرى تحرير سيناء بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة
  • انطلاق فعاليات معرض «الممشى الثقافي طريق المعرفة» بجامعة حلوان
  • حمدان بن محمد: دبي وجهة عالمية رائدة لاستضافة الفعاليات الدولية الكبرى
  • فوز مالية كفر الزيات ودلفي ودمنهور بالقسم الثاني
  • انطلاق فعاليات تأهيل عمال الأوقاف الجدد بكفر الشيخ | صور
  • الأمم المتحدة تحذر: العديد من الفلسطينيين قد يموتون جراء الحصار الإسرائيلي