أسفر القصف عن إصابة لبوة بمقذوف، بالإضافة إلى تعرض الحديقة إلى عمليات نهب طالت سياراتها التي تستخدم في نقل الموظفين وتوفير الأطعمة للحيوانات.

التغيير: وكالات

قال مدير حديقة السودان للحياة البرية بالخرطوم، عثمان صالح، بأنه سيتم إجلاء عدد من الأسود من الحديقة إلى خارج السودان، بسبب الحرب.

وأضاف “صالح” بأن منظمات في كل من الولايات المتحدة والأردن أبدت استعدادها في استضافة الأسود.

وسيتم أجلاء 23 أسدا إلى خارج السودان، وسيتم توزيع بقية الحيوانات إلى محميات طبيعية في ولايات السودان الأخرى، وفقا لصالح.

وأفاد بأن السبب الرئيسي لنقل الحيوانات هو وقوع الحديقة داخل منطقة الباقير بجنوب الخرطوم، وهي منطقة تشهد قتالا عنيفا بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما عرض الحديقة للقصف عدة مرات.

وأسفر القصف عن إصابة لبوة بمقذوف، بالإضافة إلى تعرض الحديقة إلى عمليات نهب طالت سياراتها التي تستخدم في نقل الموظفين وتوفير الأطعمة للحيوانات.

وعملية الاجلاء ستتم في غضون الأيام المقبلة إما عبر ميناء أو مطار بورتسودان.

الوسومآثار الحرب في السودان الحيوانات البرية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الحيوانات البرية

إقرأ أيضاً:

الكيزان والحرب: مشروع التمكين الدموي وتجارة المأساة في السودان

بقلم: عمر سيد أحمد

أبريل 2025

O.sidahmed09@gmail.com

لم يكتفِ الكيزان بثلاثة عقود من القمع والفساد، بل اختاروا تفجير حرب أهلية جديدة لإعادة تمكين أنفسهم على أنقاض السودان. أطلقوا العنان لميليشياتهم، وتركوا المدن تنهار تحت ضربات النهب والاغتصاب والقتل، بينما احتمى الجيش ـ المختطف منذ سنوات ـ داخل معسكراته، تاركًا الشعب فريسة لصنيعتهم: الدعم السريع.

عندما انسحب الدعم السريع من بعض المناطق، لم يعد الأمان. عاد الجيش ذاته، ومعه مليشيات مسلحة وتجار حرب من حركات مُدجّنة، لا لحماية المواطنين، بل لإكمال مشروع الفوضى تحت مسمى “التحرير”. كل ذلك جرى تحت غطاء سياسي وإعلامي مموّل، هدفه تزييف الحقائق وتحويل المجرمين إلى أبطال.

من الفوضى إلى إعادة التمكين

استغل الكيزان الحرب كأداة ذكية لتحويل غضب الشعب ضدهم إلى صراعات بين مكونات المجتمع. بدلاً من أن تتوحد القوى المدنية والثورية، تم جرّها إلى خلافات داخلية، بينما واصل الكيزان اختراق مؤسسات الدولة: سيطروا على الجيش عبر البرهان، وعلى الإعلام عبر أبواق مأجورة، وعلى الاقتصاد عبر شبكات فساد مزروعة بعناية منذ سنوات.

لم تكن الفوضى عبثية، بل جزء من خطة لإعادة التمكين. أُفرغت السجون من المجرمين، أُطلقت الكتائب الإرهابية، واستُخدم العنف العرقي والجنسي كسلاح سياسي. أُحرقت القرى، وقُسّمت المجتمعات على أساس إثني وجهوي، لإنتاج واقع لا يُمكن الخروج منه إلا عبر بقاء الكيزان في السلطة.

ماكينة الكذب الإعلامي

كان للإعلام دور محوري في استمرار هذه الكارثة. غرف إلكترونية بتمويل ضخم تبث الشائعات وتعيد تصوير الكيزان كـ"منقذين"، في حين أنهم أصل الكارثة. إعلاميون مرتزقة يبررون القصف، ويشيطنون دعوات السلام، ويُهاجمون كل من يكشف الجريمة.

تُستخدم وسائل التواصل كسلاح. تُنشر الكراهية على مدار الساعة، ويُعاد تشكيل الوعي العام ليُصدق أن هذه الحرب هي “معركة كرامة”، رغم أن الكرامة بالنسبة للكيزان تعني فقط: العودة إلى السلطة بأي ثمن.

تجارة المأساة

بعد أن دمروا المدن، خرج تجار الحرب من أوكارهم ليتحدثوا عن “إعادة الإعمار”. نفس الوجوه من نظام الإنقاذ تعرض اليوم خدمات "الصيانة" و"التنظيف" للعقارات التي نُهبت تحت أعينهم، بل وأيديهم. هذا الاستثمار في جراح الناس ليس فقط وقاحة سياسية، بل جريمة أخلاقية واقتصادية، تُظهر كيف تحوّل الخراب إلى سوق رائجة للمجرمين.

الكيزان والجنجويد: تحالف الإجرام

رغم وحشية الدعم السريع وجرائمه في القتل والاغتصاب والنهب، يبقى الكيزان أكثر خطورة، لأنهم لا يمارسون العنف فقط، بل يصنعون بيئته، ويبررونه باسم الدين والوطن، ويُديرونه من فوق الطاولة وتحتها. استخدموا السلطة لتدمير مؤسسات الدولة، والدين لتبرير الجرائم، والإعلام لتسويق القتلة.

الرسائل واضحة

- إلى قادة الجيش المختطف: أنتم واجهة لمليشيا تحمي مشروع التمكين، لا جيش وطني.
- إلى القوى المدنية: لا أمل دون وحدة حقيقية، ولا انتصار دون مواجهة الكيزان أولًا.
- إلى الدول التي تموّل الحرب: أنتم شركاء في الجريمة، وسيُحاسبكم التاريخ.
- إلى الشعب السوداني: الحرب لها تجار، ولا مخرج إلا بإسقاطهم جميعًا.

الخاتمة: لا عدو غيرهم

ما يحدث ليس قدراً محتوماً، بل مشروع إجرامي واضح. العدو واحد: الكيزان وأدواتهم في الجيش والميليشيات. لا نهاية لهذه الحرب إلا بإسقاط من صنعها وتاجر بها، ولا مستقبل لهذا الوطن إلا إذا استعاد الشعب سلطته، وعدالته، وذاكرته.  

مقالات مشابهة

  • الكيزان والحرب: مشروع التمكين الدموي وتجارة المأساة في السودان
  • القمة البريطانية لإنهاء الحرب في السودان (3)
  • تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها
  • دولتان عربيتان تدعوان مجلس الأمن لجلسة طارئة لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
  • جامعة أسيوط تناقش مشروع الحديقة النباتية لتحقيق الاستدامة البيئية
  • 50.810 شهيدا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • غزة تحت القصف.. آخر التطورات في اليوم الـ22 من الحرب بعد استئنافها
  • الحرب في السودان ...هل تنتهي قريبا أم تتسع؟!
  • ضرورة إجلاء مواطني الفاشر وزمزم
  • نجم الهلال السابق: لن نتأثر بخوض مواجهة الأهلي خارج السودان