روسيا: الدفاع الجوي أسقط مسيرتين أوكرانيتين في بريانسك وكورسك
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
أكد حاكما مقاطعتي بريانسك وكورسك غربي روسيا، أن قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت مسيرتين أوكرانيتين فوق المقاطعتين.
روسيا تكشف قصة جاسوس انضم للمخابرات الأوكرانية بعد الهروب من التجنيد روسيا توضح موقفها الحالي تجاه الملف الأوكراني
وقال حاكم مقاطعة بريانسك ألكسندر بوغوماز حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، اليوم الخميس - "إن الدفاع الجوي أسقط مسيرة عند اقترابها من مدينة بريانسك، ولم تقع إصابات أو أضرار"، فيما أكد حاكم كورسك رومان ستاروفويت أنه تم إسقاط مسيرة أوكرانية بالقرب من قرية ماكاروفكا بمنطقة كورتشاتوفسكي دون وقوع أضرار.
وتعد مدينة كورتشاتوف المركز الإداري لمنطقة كورتشاتوفسكي وتقع بها محطة كورسك الكهروذرية على بعد 130 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا.
وفي وقت سابق من اليوم، أوضح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، موقف بلاده الحالي تجاه الملف الأوكراني، قائلًا إن روسيا لا ترى أي مقترحات جادة من الغرب حول المفاوضات مع أوكرانيا.
واعتبر "أما ما يطرحه الغرب حالياً أشبه بإعلان بصوت عال وقاطع أن الأساس الوحيد للمفاوضات هو "صيغة السلام" التي طرحها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي".
كما أشار إلى أن "تلك الخطة لا تتضمن ما يمكن مناقشته، بل هي مجرد صيغة إنذار شرطية نهائية بحتة" وفق تعبيره.
ورأى في مقابلة مع وكالة تاس الروسية اليوم الأربعاء، أنه "لا يمكن لأي شخص عاقل بأي حال من الأحوال الترويج لمثل هذا الإنذار الشرطي كأساس لا جدال فيه للمفاوضات، إن لم يكن يسعى (في حقيقة الأمر) إلى إحباط هذه المفاوضات ومنعها".
إلى ذلك، أكد أن "بلاده لا ترى أي اقتراح جاد من الغرب" في ما يتعلق بآفاق إجراء مفاوضات روسية أوكرانية.
وأشار إلى أن الوفود الإفريقية كانت قد حضرت من قبل إلى روسيا ودعت إلى تسوية سلمية، وكانت هناك مقترحات من الصين والبرازيل وعدد من البلدان الأخرى، بما في ذلك جامعة الدول العربية، قائلاً: "جميعها تمليها رغبة صادقة بالمساعدة في التفاوض، والتوصل إلى اتفاق يقوم، أولا، على الأخذ بعين الاعتبار الأسباب الجذرية للوضع الراهن وتسويته، وكذلك ضمان الأمن لجميع الأطراف على قدم المساواة".
وسبق أن انتقدت روسيا مرارا وتكرارا خلال الأشهر الماضية، خطة زيلينسكي هذه لارساء السلام، معتبرة أنها استفزازية وغير مجدية.
يذكر أن الرئيس الأوكراني كان روج لخطته هذه التي تتضمن 10 نقاط، في نهاية 2022، بعد أن ناقشها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وآخرين
وأعلن للمرة الأولى عن صيغته هذه للسلام في قمة نوفمبر لمجموعة العشرين.
فيما تضمنت الخطة نقاطا عدة من بينها، ضمان السلامة الإشعاعية والنووية، الأمن الغذائي، وضمان صادرات الحبوب الأوكرانية لأفقر الدول في العالم، فضلا عن أمن الطاقة، بالتركيز على قيود الأسعار على موارد الطاقة الروسية إضافة إلى مساعدة بلاده في إصلاح وتأهيل البنية التحتية للكهرباء التي تضرر نحو نصفها من الهجمات الروسية.
كذلك نصت على الإفراج عن كل السجناء والمُبعدين بما يشمل أسرى الحرب والأطفال الذين تم ترحيلهم لروسيا.
أما "البند غير القابل للتفاوض"، فشمل إعادة كافة الأراضي الأوكرانية التي احتلتها روسيا، ومن ضمنها شبه جزيرة القرم.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روسيا بريانسك بريانسك وكورسك مسيرتين أوكرانيتين اوكرانيا
إقرأ أيضاً:
لماذا يقوم (موهوزي موسيفيني) بنشر التغريدات في الليل وحذفها في الصباح؟
عاد موهوزي موسيفيني قائد قوات الدفاع الشعبية، نجل الرئيس الأوغندي مجدداً إلى إثارة الجدل السياسي بتغريداته الصاخبة، وآخرها بالطبع تهديده باجتياح الخرطوم، بطريقة وصفت بالطفولية، مما أجبر حكومة بلاده إلى الاعتذار للسودان، حيث اعتبرت موهوزي بأنه يمثل نفسه، لتُجرِده بذلك من كل صفة رسمية.
أكثر من مأزق سياسي
وبالرغم من أن نجل الرئيس الأوغندي قد حذف التغريدة الأولى والتي هدد فيها باجتياح الخرطوم، قائلاً: “نحن فقط ننتظر زميلنا، دونالد ترامب، ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وبدعمه سنتمكن من الاستيلاء على العاصمة السودانية الخرطوم”، إلا أنه بعد ساعات من حذف تلك التغريدة واعتذار حكومة بلاده نشر موهوزي عبر حسابه على منصة “إكس” تغريدة أخرى قال فيها أيضاً “لو أصدر والدي أمراً لنا بالسيطرة على الخرطوم، لفعلنا ذلك غدًا”، ليُفجّر بذلك عاصفة من ردود الأفعال السالبة حول شخصيته، والتي ارتبطت بالتصرفات الجنونية، حيث أدخل بلاده في أكثر من مأزق دبلوماسي من قبل.
في ديسمبر 2020، أي بعد ثلاثة أيام من إعادة تعيينه قائدًا لقوات حرس الحدود، نشر موهوزي عددًا من التغريدات التي هاجم فيها السياسي المعارض بوبي واين؛ وقد اعتبر العديد من الأوغنديين تلك التغريدات تعزز النزعة القبلية، إذ أنها أثارت العديد من ردود الأفعال السلبية، مما أجبره للاعتذار. وعندما كان موهوزي لا يزال ضابطًا في قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، انتقد البعض تقاطعاته السياسة وتوليه أدوارًا مخصصة عادةً للدبلوماسيين المدنيين باعتبارها انتهاكًا لقواعد السلوك الخاصة بقوات الدفاع الشعبي الأوغندية لضابط عامل.
مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية نشر موهوزي تغريدة على منصة (إكس) أعرب فيها عن دعمه لغزو روسيا لأوكرانيا وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن “على حق تمامًا!”، وكان أيضاً قد أشاد بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ووصفه بأنه الرجل الأبيض الوحيد الذي يحترمه على الإطلاق” وفي أكتوبر من العام 2022، حظي موهوزي بالاهتمام لتقديمه 100 بقرة علنًا كمهر عرس لرئيسة الوزراء الإيطالية المرشحة وقتها جورجيا ميلوني، مهدداً بغزو روما إذا تم رفض المهر.
وفي أكتوبر من نفس العام تسبب موهوزي في وقوع حادثة دبلوماسية مع كينيا عندما هدد على تويتر بغزو البلاد واحتلال نيروبي، مما أجبر والده على الاعتذار عن ذلك السلوك العدواني.
كذلك يوم الأربعاء الماضي استدعت السلطات في جمهورية الكونغو، القائم بالأعمال بالإنابة لدولة أوغندا في كينشاسا بسبب تصريحات أدلى بها موهوزي بشأن الرئيس فيليكس تشيسكيدي والوجود المزعوم للمرتزقة الأجانب في شرق جمهورية الكونغو.
الجنرال المُغرد
كان نجل الرئيس الأوغندي في السابق شخصية صامتة، بملامح عسكرية صارمة، لكن على ما يبدو وجد في تويتر ضالته، وأصبح يهاجم القادة والرؤساء بصورة تفتقر إلى الدبلوماسية، وأحياناً يتغزل في والده، أو في قوات الدفاع الشعبي الأوغندية التي يصفها بأنها “أعظم جيش في العالم”، وهي بالضرورة يده الباطشة، لكنه مؤخراً جعل من منصة (إكس) كراسة لكتابة كل ما يفكر فيه، حيث يقوم بنشر تغريدات متكررة حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والقضايا الدولية، ويُعتبر نشاطه على تويتر جزءًا من استراتيجيته للتعبير عن آرائه وتوضيح مواقفه السياسية، حتى أطلقت بعض وسائل الإعلام عليه لقب “الجنرال المغرد” في إشارة إلى استخدامه المفاجئ لهذه المنصة بصورة لا تليق بموقعه العسكري، ولا بمكانته الاجتماعية في أوغندا.
ظلت الكثير من الاتهامات تلاحق نجل الرئيس الأوغندي بالوحشية، كما اتهمه نجم البوب الذي تحول إلى سياسي بوبي واين، باستخدام قوات الأمن لسجن أو ترهيب أو تعذيب أنصار المعارضة، لكن تغريداته مثار الجدل هى التي تزعج حكومة بلاده، وبالأخص والده الذي يتطلع إلى دورة رئاسية سابعة تقريباً، ليصبح أطول رؤساء الدول إقامة في مناصبهم في العالم، وسط تنامي الرفض لتلك النزعة الشمولية، وقد حاول موهوزي التقليل من خطورة نشاطه الاسفيري، قائلاً : “سمعت أن أحد الصحفيين من كينيا طلب من والدي أن يمنعني من استخدام تويتر. هل هذه مزحة؟ أنا شخص بالغ ولن يمنعني أحد من استخدام أي شيء”، كما أن الكثير من المعلومات تتحدث عن إدمانه للكحول، وعلى هذا النحو فقد تعرض لانتقادات بسبب التغريد وهو في حالة سُكر ونشر تغريدات مثيرة للجدل، وذلك بالرغم من أن قانون قوات الدفاع الشعبية التي يقودها تضع ذلك تحت بند السلوك المشين، فوفقاً لقانونها “الشخص في قوات الدفاع الذي يكون في حالة سُكر، سواء كان في الخدمة أم لا، يُدان بالسجن لمدة لا تتجاوز سبع سنوات”، ومع ذلك لم يتم لفت انتباه المحكمة العسكرية لقوات الدفاع الشعبية الأوغندية إلى أي قضية تتعلق بسلوك موهوزي كضابط في الخدمة وهو في حالة سُكر.
يخوض في قضايا حساسة
لا يبدو موهوزي بأنه يعبأ بردود الأفعال التي تخلفها تغريداته المضحكة في العادة، كما أنه لا يريد أن يتخلى عن منصة حضوره الإعلامي، إذ أنه بعد خمسة أيام من تعطيل حسابه على تويتر أعاد تنشيطه، وكتب: “لا تخافوا متابعي وأنصاري، لقد عدت. كان علي اتخاذ بعض القرارات”. ولم يتضح على الفور ما هي تلك القرارات؟ وقد بدا لافتاً الطريقة الجديدة في استعداء قادة الدول والشعوب، كما فعل في تغريداته عن السودان، والتي جاءت بلا مناسبة، أنه أصبح يخوض في قضايا حساسة، تتجاوز حدود بلاده، وتصادم توجهات وزارة الخارجية الأوغندية، ما جعله هو وقوات الدفاع الشعبي الأوغندية تحت دائرة الضوء والتركيز، حد اتهمامه بأنه يريد تحويل تلك القوات إلى شركة خدمات أمنية ترعى المرتزقة والعصابات، وتزعزع استقرار الدول الأفريقية، بينما نفس هذه القوات تعاني من هزائم متوالية في منطقة كاراموجا، تحديداً في مواجهة لصوص الماشية، حد أن موهوزي هددهم بالإبادة ووعد بإحضار “الجحيم” لأولئك المتورطين فيما أسماه “السرقة والعنف”، إلى جانب تاريخ طويل أيضًا من الحروب الاستنزافية مع جيش الرب بقيادة جوزيف كوني.
ماذا وراء استعداء السودان؟
ثمة تفسيرات محتملة للشخصيات العامة التي تكتب وتقوم بحذف كتاباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها موهوزي لأن قاعدة “حديث الليل يمحوه النهار” لا تصلح للقياس هنا، فكل تغريدة تصدر من نجل الرئيس الأوغندي يتم أرشفتها في الحال، نظراً لوضعيته العسكرية والسياسية، أما أنه يقوم بحذف تلك التغريدات بعد ردود الأفعال غير المتوقعة والتي لم تكن في حسبانه، أو أنه يشعر بالندم على ما يقوم بتدوينة، لكن ثمة من يعتقد بأن موهوزي يسعى بالفعل لتكوين جيش من المرتزقة لتنفيذ مهام غير قانونية خارح حدود بلاده مقابل الأموال، وهنا تحديدًا لا تخفى مطامعه في ملايين الدولارات والأسلحة التي تنفقها الإمارات في حربها ضد الشعب السوداني.
أو ربما يكون في حالة سُكر، لدرجة أنه لا يتحكم في تصرفاته، وهو الاحتمال الراجح، وبالتالي يقوم هو أو الفريق الإعلامي بحذف التغريدات في الصباح لتجنب التأثير السلبي لها، فهل سيقوم نفس هذا الفريق بضغط من والده بحذف التغريدة الثانية الخاصة بالسودان أيضاً، أم أن الأمر كله مقصود، خصوصًا وأن بلاده تورطت في الحرب إلى جانب ميليشيا الدعم السريع، وكانت أول دولة أفريقية استقبلت حميدتي بعد هروبه من الخرطوم؟
المحقق – عزمي عبد الرازق
إنضم لقناة النيلين على واتساب